الإخوان المسلمون: مواصلة التحريض واتصال مع السفارة الأمريكية وارتباك إداري

الإخوان المسلمون: مواصلة التحريض واتصال مع السفارة الأمريكية وارتباك إداري


27/07/2020

هذا الأسبوع، مارست جماعة الإخوان طقسها السنوي بالتقليل من شأن ثورة 23 يوليو 1952 ومهاجمتها، في ذكرى مرور 68 عاماً على قيامها، بالترافق مع السعي الدائم للاستقواء بالخارج ضد الحكومة المصرية، وفي تونس واصلت حركة النهضة إرباك المشهد السياسي بتدخلاتها الرامية إلى الهيمنة، وتعاليها المفرط في التعامل مع سائر الفصائل والأحزاب، وفي الجزائر تمضي حركة مجتمع السلم الإخوانية بدعم المشروع الاستعماري التركي في ليبيا، كما انكشف تنسيقها مع الجانب الأمريكي، وفي المغرب يسعى حزب العدالة والتنمية إلى محاولات لتجاوز الفشل في ملفات الإدارة المحلية مع اقتراب الانتخابات البرلمانية في العام 2021.  

بين هاجس عبد الناصر والاستقواء بالخارج

كعادتها في كلّ عام، استقبلت جماعة الإخوان المسلمين، ذكرى قيام ثورة يوليو العام 1952 في مصر، بالهجوم على قائدها جمال عبد الناصر، الذي وصفته منابرها بـ"الطاغية الأول"، ونشرت إخوان أونلاين مقالاً لحازم غراب، ادّعى فيه أنّ القوى الناعمة لمصر لم تزدهر أبداً في ظل حكم عبد الناصر، ولم يبدع أيّ إنسان مصري في ميادين العلم والفن طيلة عهده، وأنّ الدولة "نجَّمت محدودي الموهبة من ضباطها كيوسف السباعي وثروت عكاشة وأحمد مظهر، وبعض الراقصات، وتلاعبت السلطة القمعية وسيطرت على صلاح جاهين وعدد من كُتّاب الأغاني، وسخّرت وغوت أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم وفريد؛ ليكونوا أبواقاً وألسنة زور وتدليس بالطرب والكلمات المغناة".

ويبدو أنّ كاتب المقال، قرّر تجاهل الحالة الإبداعية الفريدة التي صنعتها مصر في الخمسينيات والستينيات بجملتها بسبب خلفيته الإيديولوجية الواضحة.

وعلى صعيد الاستقواء بالخارج، واصلت الجماعة نهجها المعتاد، حيث كرّر المتحدث الإعلامي للإخوان المسلمين، طلعت فهمي، يوم 19 تموز (يوليو) الجاري، مطالبة العالم بكلّ مؤسساته الحقوقية والقانونية ومنظمات حقوق الإنسان، سرعة التدخل للإفراج عن سجناء الجماعة في السجون المصرية.

 

لم تتوقف منابر الإخوان عن ممارسة التوظيف السياسي لكورونا رغم انخفاض أعداد الإصابات بمصر لأكثر من النصف

وفي تركيا، لم تتوقف منابر الإخوان عن ممارسة التوظيف السياسي لجائحة كورونا، وعلى الرغم من انخفاض أعداد الإصابات في مصر لأكثر من النصف، وخلوّ عدد كبير من مستشفيات العزل من الإصابات الجديدة، فواصل حسام الشوربجي دعايته الموجهة، بادّعاء تزايد الإصابات في السجون المصرية، كما مضى الإخواني الهارب، هيثم أبو خليل، بنهجه المعتاد بادعاء قيام الجيش المصري بقصف المدنيين في شمال سيناء.

"النهضة" تواصل إرباك المشهد السياسي بتونس

في تحدٍّ صارخ لقوى المعارضة ومؤسسة الرئاسة، قال عماد الخميري، الناطق باسم حركة النهضة: "من يريدون حكومة بلا نهضة.. أقول لهم لن تكون هنالك حكومة بلا نهضة"، قبل أن يوجه حديثه إلى الحزب الدستوري الحر قائلاً: "كتلة عبير موسي "انتهجت نهجاً إجرامياً، وخرقت القوانين، وتحصّنت بالحصانة البرلمانية لاختطاف المجلس، وهي جريمة".

وفي السياق نفسه، نظّمت حركة النهضة مؤتمراً صحفياً حول ما وصفته بالاعتداء المادي الذي تعرّض له النائب، السيد الفرجاني، من طرف أحد أعضاء كتلة الحزب الدستوري الحر، وطالبت النائبة عن النهضة، يمينة الزغلامي، بمعاقبة "الدستوري الحر" قانونياً، وتوعّد رئيس كتلة النهضة، نور الدين البحيري، عبير موسي، متهماً إياها بـ"احتلال مجلس نواب الشعب"، على إثر الاعتصام الذي دشنته، والذي وصفه القيادي بالنهضة، رفيق عبد السلام، بـ"العبث الفوضوي"، متهماً موسي بـ"العمالة لأجندات إقليمية تتربص شراً بتونس ومشروعها الديمقراطي".

إخوان الجزائر في خدمة المشروع التركي

واصل عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم (حمس)، الذراع السياسي للإخوان المسلمين في الجزائر، دعم المشروع التركي في ليبيا، والهجوم على الدول العربية التي تقف في وجهه. لكن، لم يتطرّق مقري لأطماع تركيا ودعمها للميليشيات الإرهابية في طرابلس، متجاهلاً معطيات الأمن القومي المصري الذي يفرض هكذا تدخل، في ظل التهديد التركي المتصاعد.

وعلى صعيد آخر، اضطر مقري إلى الاعتراف بإجراء مكالمة هاتفية مطوّلة مع السفير الأمريكي، يوم 20 تموز (يوليو) الجاري، عقب تسريبات خرجت من مكتب السفارة، مؤكداً في تغريدة مقتضبة أنّ السفير استفسر عن رأيه في القضايا السياسية والاقتصادية والوبائية والدستور، دون أن يتطرّق لأيّ تفاصيل.

ارتباك في صفوف "العدالة والتنمية"

في المغرب، صرّحت وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، جميلة المصلي، أنّ نسبة وصول الأشخاص في وضعية إعاقة إلى سلك التعليم العالي ما زالت ضعيفة جداً، وأنّ برامج الدمج والرعاية تفتقد إلى الكثير من الفاعلية.

 

واصلت حركة مجتمع السلم (حمس) الذراع السياسي للإخوان المسلمين بالجزائر دعم المشروع التركي في ليبيا

من جهة أخرى، اعترف حسن عديلي، عضو فريق "العدالة والتنمية" الحاكم، بمجلس النواب، أنّ هناك إشكالات كبرى تواجه منظومة التربية والتكوين بالمغرب، ولفت إلى أنّ هناك أعطاباً تعاني منها منظومة التربية والتكوين، منها ما يتعلق بضعف أدوات المعرفة والكفايات واللغات، ومحدودية نجاعة الفاعلين التربويين، ومحدودية استخدام التكنولوجيا الحديثة، وضعف مستوى البحث العلمي الكمي والكيفي.

جناح لإخوان السودان يواصل التحريض

دعت جماعة الإخوان المسلمين في السودان، جناح عادل على الله إبراهيم، الشعب السوداني مجدداً إلى مواصلة رفضه ومناهضته، بكافة الوسائل، للتعديلات التي أجازتها الحكومة على القانون الجنائي، والمتعلقة بتطبيق الحدود التي مصدرها الشريعة الإسلامية، على حدّ تعبير البيان، الذي طالب الحكومة بالتراجع عن التعديلات التي أقرّتها على القانون الجنائي.

وأضاف البيان أنّ "هذه التعديلات خروج سافر على عقيدة وأخلاق وقيم أهل السودان، وعاداته وتقاليده السمحة، نافخةً بذلك في نار الفتنة والفرقة، وفاتحةً أوسع الأبواب التي قد تؤدي لانزلاق البلاد نحو الفكر المتطرّف والإرهاب والفوضى".

 

اعترف رئيس حركة مجتمع السلم الإخوانية في الجزائر بإجراء مكالمة هاتفية مطوّلة مع السفير الأمريكي

جدير بالذكر أنّ مجلس السيادة السوداني أقرّ تعديلات على القانون الجنائي، تضمّنت إلغاء جرائم المعتقد والضمير، وتجريم تكفير الأشخاص، وإلغاء سلطة جهاز الأمن في الاستدعاء والتفتيش، وإلغاء عقوبة الإعدام بحقّ الأطفال ومن تجاوزوا السبعين، وإلغاء المواد التي تحط من كرامة المرأة، بتجريم ختان الإناث، وحرمان النساء من اصطحاب أطفالهن في حالة السفر، وهو ما ترفضه أجنحة الإخوان، التي نظّمت مظاهرات للجمعة الثانية على التوالي، شاركت فيها أعداد محدودة.

الصفحة الرئيسية