الإخوان المسلمون في النمسا: كيف يستغل المتطرفون الحريات السياسية؟ (4)

الإخوان المسلمون في النمسا: كيف يستغل المتطرفون الحريات السياسية؟ (4)

الإخوان المسلمون في النمسا: كيف يستغل المتطرفون الحريات السياسية؟ (4)


20/12/2023

ترجمة: محمد الدخاخني

تحتفظ منظّمات إسلاميّة أخرى ناشِطة في النّمسا بروابط مع الجمعيّة الإسلاميّة الثّقافيّة Liga Kultur Verein، من خلال هذه الآصِرة، جماعة الإخوان المسلمين. ومن بينها المجتمع الدّينيّ الإسلاميّ في النّمسا Islamische Glaubensgemeinschaft in Österreich، وهي منظّمة لعبت دوراً رئيساً في النّهوض بمكانة الوَسَط الإخوانيّ النّمساويّ.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون في النمسا: الرواد (1)

وفي الواقع، قامت الحكومة النّمساويّة باعتبارها المنظّمة الوحيدة الّتي تمثّل وتُدير رسميّاً احتياجات مسلمي النّمسا وَفْق القانون الإسلاميّ لعام 1912. ولا يصعب الكشف عن وجود الإخوان داخل هذه المنظّمة. فرئيسها الأوّل (عام 1979) هو أحمد عبد الرّحيمسي، الّذي كان أيضاً أحد مؤسّسي الخدمة الاجتماعيّة الإسلاميّة Moslemischer Sozialdienst إلى جانب غالب همّت. وبعد أن مرض عبد الرّحيمسي في عام 1999، تولّى أنس الشّقفة رئاسة المجتمع الدّينيّ الإسلاميّ في النّمسا[1]. وازداد النّفوذ السّوريّ على المنظّمة مع انخراط جمال وأيمن مراد.

وفي عام 1998، قامت منظّمة المجتمع الدّينيّ الإسلاميّ بتأسيس أكاديميّة التّربيّة الدّينيّة الإسلاميّة Islamische Religionspädagogische Akademie من أجل إعداد أجيال المستقبل من مدرّسي الدّين الإسلاميّ في المدارس النّمساويّة، وكذلك لتجنّب "استيراد" مدرسين أجانب[2]. وتقدّم الأكاديميّة دورة تمتدّ لثلاثة أعوام، وتحوي مناهج تعادل درجة البكالوريوس. وانطلاقاً من موقعها الدّال داخل مقرّ مؤسّسة أنس الشّقفة Gemeinnützige Privatstiftung Anas Schakfeh، تحظى الأكاديميّة بالعديد من الرّوابط مع شبكة الإخوان العابرة للحدود، ممّا يجعلها "انبثاقاً إخوانيّاً" آخر. ومن بين هذه الرّوابط، فإنّ الأكثر دلالة هو وجود أمينة الزّيّات (والّتي سأقوم باستخدام اسمها بعد الزّواج، أمينة شاكر، من الآن فصاعداً) في منصب مدير أكاديميّة التّربيّة الدّينيّة الإسلاميّة.

عائلة الزّيّات: نموذج للعائلات الإخوانيّة الرّاسخة في الغرب

تنحدر أمينة شاكر من واحدة من أبرز عائلات الإخوان في أوروبا. فوالدها، فاروق، كان عضواً متوسّط المستوى في الفرع المصريّ لجماعة الإخوان، وغادر مصر في السّتينيّات للاستقرار في ألمانيا؛ حيث تزوّج امرأة ألمانيّة اعتنقت الإسلام وأصبح إماماً لمسجد ماربورغ[3]. وقد رُزِقت عائلة الزّيّات بستة أبناء؛ انخرط معظمهم أيضاً في أنشطة إسلاميّة، بداية من جمعيّات خيريّة ألمانيّة إلى منظّمات طلّابيّة. فبلال الزّيّات، على سبيل المثال، هو عضو مؤسّس في منظّمة شباب ألمانيا المسلم Muslimische Jugend Deutschland وعضو في اتّحاد الطّلّاب المسلمين Muslim Studenten Vereinigung[4]. ومنال الزّيّات، وهي متزوّجة من ابن المتحدّث السّابق باسم الإخوان المسلمين في الغرب، كمال الهلباويّ، كانت منخرطة أيضاً في منظّمات إسلاميّة متنوّعة في مختلف الدّول الأوروبيّة[5].

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون في النمسا: الرواد (2)

وعلى أيّة حال، فإنّ أبرز أبناء الزّيّات هو إبراهيم. ولِدَ إبراهيم الزّيّات عام 1968، وكان يرأس اتّحاد الطّلّاب المسلمين قبل توليه رئاسة الجماعة الإسلاميّة في ألمانيا Islamische Gemeinschaft Deutschland. ومنذ تأسيسها عام 1958، كان مقرّ الجماعة الإسلاميّة في المركز الإسلاميّ في ميونيخ Islamic Centre of Munich، والّذي كان، كما أوضحنا من قبل، أوّل مسجد أنشأه أعضاء جماعة الإخوان المسلمين والمتعاطفون معها في أوروبا. وتمثّل الجماعة الإسلاميّة "الانبثاق الإخوانيّ" الجوهريّ في ألمانيا، وهي تُشبِه الجمعيّة الإسلاميّة الثّقافيّة في النّمسا. وتدعو التّقارير العلنيّة الصّادرة عن وكالات الاستخبارات في معظم الولايات الألمانيّة علناً تلك الجماعة باعتبارها فرعاً لجماعة الإخوان المسلمين، مشيرة إلى روابطها التّاريخية والأيديولوجيّة مع الحركة[6]. ويقرّ الزّيّات بأنّ الجماعة الإسلاميّة في ألمانيا لديها "جذور في الإخوان المسلمين"، لكن يظلّ "أنّنا لا نخضَع أو نوجّه من قِبل الإخوان". ويضيف أنّه "إذا كنت تتحدّث عن النّفوذ، فعندئذ تكون كافّة المنظّمات الإسلاميّة الكبرى في الغرب، وكذلك تلك الموجودة في العالم الإسلاميّ، خاضعة لهيمنة أفكار الحركة الإسلاميّة"[7]

 إبراهيم الزّيّات

كما شارك الزّيّات في العديد من المنظّمات العابرة لأوروبا. فمن عام 1996 إلى عام 2002 ، تولّى قيادة منتدى الشّباب المسلم في أوروبا والمنظّمات الطّلّابيّة Forum Of European Muslim Youth And Student Organisations، وهو الفرع الشّبابيّ، الّذي يتّخذ من بروكسل مقرّاً له، لفيدراليّة المنظّمات الإسلاميّة في أوروبا Federation of Islamic Organizations in Europe. وهو منخرطٌ أيضاً في الفيدراليّة، وهي المنظّمة الّتي تنتمي إليها الجمعيّة الإسلاميّة الثّقافيّة في النّمسا، كما أنّه عضو مؤسّس بها، بالإضافة إلى النّدوة العالميّة للشّباب الإسلاميّ World Assembly of Muslim Youth. وكثيراً ما يحظى الزّيّات، وهو رجل متمكّن من سبع لغات، بحضور في مناسبات سياسيّة ودينيّة تحاوريّة رفيعة المستوى في كافّة أنحاء أوروبا، بل إنّه قد تحدّث في البرلمان الأوروبيّ وغيره من الأماكن المرموقة[8].

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون في النمسا: الرواد (3)

لكنّ الحياة السّياسيّة المكثّفة للزّيّات لا تمنعه من أن يكون رجل أعمال ناجح. فهو يدير العديد من شركات الاستثمار العقاريّ، وكان قد حصل أصلاً على درجة الماجستير في الاقتصاد من جامعة ماربورغ[9]. ومن بين أعماله شراء العقارات لبناء المساجد، وعلاوة على ذلك تقديم المشورة للمنظّمات الإسلاميّة حول كيفيّة الحصول على تصاريح البناء والوفاء بجميع المتطلّبات القانونيّة الّلازمة. ويقدّم جانب آخر من أعماله خدمات استشاريّة في سوق العقارات الألمانيّة للمستثمرين العرب الأثرياء[10]. وليس من المستغرب أن يكون الزّيّات، بالنّظر إلى خبرته واتّصالاته، عضواً في مجلس إدارة شركة يوروب للائتمان Europe Trust، الذّراع الماليّة للإخوان أوروبّا والّتي تتّخذ من بريطانيا مقرّاً لها[11].

إنّ الموقف العلنيّ للزّيّات تجاه تأثير الإخوان على الجماعة الإسلاميّة في ألمانيا وعليه هو نفسه مثير للاهتمام

إنّ الموقف العلنيّ للزّيّات تجاه تأثير الإخوان على الجماعة الإسلاميّة في ألمانيا وعليه هو نفسه مثير للاهتمام، لأنّه يجسّد الأنماط الموجودة في العديد من الدّول الغربيّة الأخرى. فمن ناحية، أشار الزّيّات علناً إلى جماعة الإخوان باعتبارها "أهم حركة إصلاح إسلاميّ في القرن العشرين"، بالرغم من أنّه قال إنّه لا يتّفق مع بعض مواقفها[12]. وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ، في عام 2007، قال: "إنّها جماعة تُعنى بتحرير المرأة، وحلّ المشكلات الاجتماعيّة، وتشجّع على تفسير للقرآن الكريم يتكيّف مع المكان والزّمان - وكلّها أهداف أشاطرهم إيّاها"[13].

رفضَ الزّيّات بشدّة المزاعم المتعلّقة بعضويّته في الإخوان

ومن ناحية أخرى، رفضَ الزّيّات بشدّة المزاعم المتعلّقة بعضويّته في الإخوان. ففي عام 2005، على سبيل المثال، رفع دعوى قضائية ضدّ عضو في البرلمان الألمانيّ كان قد وصفه بأنّه "مسؤول في جماعة الإخوان"، لكن المحكمة رفضت الدّعوى[14]. وفي عام 2008 ظهر وضع أكثر حرجاً، عندما حكمت محكمة عسكريّة مصريّة على الزّيّات لمدّة عشرة أعوام غيابيّاً in absentia لتمويله الفرع المصريّ للجماعة[15]. وكان من السّهل على الزّيّات أن يرفض شرعيّة الحكم القضائيّ المصريّ، الّذي صدر عن محكمة عسكريّة وعلى أساس أدلّة سريّة. ومع ذلك، فإنّ الأكثر إيذاء لدعوى الزّيّات بعدم الانتماء لجماعة الإخوان كان الخبر الصحافيّ الّذي صدر قبيل المُحاكمة عن موقع إخوان ويب khwanweb، وهو الموقع الرّسميّ للإخوان المسلمين في مصر. فقد عرّف الموقع الزّيّات كواحد من "أعضاء الإخوان المسلمين" الّذين قدّموا للمحاكمة بشكل جائر من قِبل الحكومة، ممّا دفع الزّيّات إلى الاتصال بمسؤولي الموقع وطلب إجراء تصحيح رسميّ. وذكر الموقع لاحقاً أنّ الزّيّات "ليس عضواً في جماعة الإخوان ولا يرتبط بأي من منظّماتها"[16]. ومعضلة الزّيّات في هذه الحالة تُظهِر بوضوح الصّعوبات المتعلّقة بعمليّة تعريف الإخوان في الغرب.

الجماعة الإسلاميّة في ألمانيا

وشاركت شقيقة إبراهيم، أمينة، لأوّل مرّة في أنشطة إسلاميّة في بلدها الأم، ألمانيا، إلى جانب شقيقها. وكان أبرز دور لها رئاسة المدرسة الإسلاميّة الألمانيّة Deutsch-Islamische Schule في ميونخ-فريمان، وهي مدرسة ابتدائيّة للأطفال من سن السادسة إلى العاشرة. وقد تمّ دعم المدرسة من قِبل مؤسّسة التّدريب الإسلاميّة الألمانيّة Deutsch-Islamische Bildungswerk، والّتي اعتبرها مكتب حماية الدّستور في بافاريا "منظّمة فرعيّة" للجماعة الإسلاميّة في ألمانيا[17]. وفي عام 2008، أطلق المدّعي العام في ميونيخ، مارتن هوفمان Martin Hofmann، تحقيقاً حول إبراهيم وأمينة، بتهمة محاولة القيام بعملية احتيال. فقد ادّعى أنّ الاثنين تلقيا حوافز ماليّة للمدرسة، حتّى بعد سحب الصّفة غير الربحيّة عن المدرسة[18]. ولاحقاً، قامت السّلطات البافاريّة بإغلاق المدرسة[19]. وبحلول ذلك الوقت، كانت أمينة قد انتقلت بالفعل إلى النّمسا؛ حيث تزوّجت من مدرّس سابق في أكاديميّة التّربيّة الدّينيّة الإسلاميّة هو عمار شاكر. وخلال فترة قيادتها، كانت المناهج الدّراسيّة المعتمَدة في الأكاديميّة تحت مُلاحظة الصّحافيّين والباحثين والسّلطات.

الإخوان العرب والإخوان الأتراك

ويجسّد إبراهيم الزّيّات أيضاً علاقة ذات تضمينات هائلة بالنّسبة إلى النّمسا: الرّوابط الموجودة بين جماعة الإخوان المسلمين الّتي يُسيطر عليها العرب وعالم الإسلامويّة التركيّة، والّذي كان يمثّل تقليديّا في أوروبا من قِبل ميللي غوروش Millî Görüş. كما أنّ الزّيّات عضو في مجلس إدارة المسجد الأوروبيّ والدّعم المجتمعيّ Europäische Moscheebau und Unterstützungs Gemeinschaft، وهي المؤسّسة الّتي تتّخذ من ألمانيا مقرّاً لها والّتي تُسيطر على مساجد ميللي غوروش وتُديرها في كافّة أنحاء أوروبّا[20]. إنّ روابط الزّيّات مع ميللي غوروش ليست مفاجئة، بل هي تعتمد على الصّلات الأيديولوجيّة. وبينما تلبّي ميللي غوروش حاجات الأتراك الألمان، وتلبّي الجماعة الإسلاميّة في ألمانيا حاجات العرب، فإنّ هذه المنظّمات، على حد تعبير الزّيّات، "يمكن اعتبارها منظّمات لعموم المسلمين" تتبنّى الرّؤية نفسها للإسلام كنظام شامل وتحظى بجذور أيديولوجيّة مترسّخة داخل الأوساط الإخوانيّة[21].

اقرأ أيضاً: في وجه الإرهاب.. كيف نجحت النمسا فيما فشلت به فرنسا؟

ترتكز علاقات الزّيّات مع ميللي غوروش على الصّلات الأيديولوجيّة، ولكن كما هو الحال في كثير من الأحيان بين الإخوان الغربيّين، فإنّ الارتباطات الأيديولوجيّة والدّينيّة والماليّة تتداخل مع الارتباطات الشّخصيّة. لقد تزوّج الزّيّات من صبيحة أربكان، ابنة أخ الرّاحل نجم الدّين أربكان، مؤسّس ميللي غوروش وعرّاب الإسلامويّة التّركيّة. وكانت صبيحة، الّتي ولِدَت وتلقّت تعليمها الجامعيّ في ألمانيا، ناشطة في قيادة المنظّمات النّسائية الألمانيّة المسلمة والعديد من مبادرات الحوار بين الأديان[22]. وشقيقها، محمّد صبري، هو الزّعيم السّابق لميللي غوروش في ألمانيا.

وميللي غوروش هي منظّمة إسلامويّة ذات نسيج قوميّ قويّ. والرّسالة الأساسيّة للحركة هي رسالة العدالة الاجتماعيّة والهويّة التّركيّة القويّة، المرتبطتين معاً بالتزام صارم برؤية الإسلام كنظام شامل. وتهدف خطّتها الأصليّة إلى إعادة هيكلة النّظام الاجتماعيّ في تركيا على أساس المفهوم الاجتماعيّ-الدينيّ للنّظام العادل adil düzen، وإلغاء العلمانيّة، وخلق تركيا الكبرى على غرار الإمبراطوريّة العثمانيّة، وأخيراً، إنشاء نظام عالميّ إسلاميّ. ولدى أجهزة الأمن الألمانيّة تقييم قاتم للغاية للمنظّمة. فكما يقول تقرير المكتب الفيدراليّ لحماية الدّستور لعام 1999 "على الرّغم من أنّ ميللي غوروش في تصريحاتها العلنيّة تدّعي الالتزام بالمبادئ الأساسيّة للدّيمقراطيّات الغربيّة، فإنّ إلغاء نظام الحكم الّلائكيّ في تركيا وإنشاء دولة ونظام اجتماعيّ إسلاميّين، كما كان عليه الوضع من قبل، من بين أهدافها"[23]. وبالمثل، وفي إشارة إلى أنشطة المجموعة في ألمانيا، في عام 2000، ذكر المكتب الفيدراليّ أنّه "بينما شدّدت ميللي غوروش، في الآونة الأخير، بشكل متزايد على استعداد أعضائها للاندماج في المجتمع الألمانيّ وعلى التزامها بالقانون الأساسيّ [الدّستور الألمانيّ]، فإنّ هذه التّصريحات تنبع من حساب تكتيكيّ وليس من أي تغيير داخليّ في المنظّمة"[24].

اقرأ أيضاً: النمسا تواصل حربها ضد الإسلام السياسي... ما آخر قراراتها؟

على مدى العقد الماضي، عكست ميللي غوروش الاتجاه الّذي شهدته في منافسة شديدة مع منظّمة الدّولة التّركيّة فيما يخصّ تقديم التّوجيه الدّيني إلى الشتات التّركيّ في الغرب. فتحت قيادة رئيس الوزراء ومن ثمّ رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، عن حزب العدالة والتّنمية، أصبحت المؤسّسات الدّينيّة التّابعة للدّولة أكثر محافظة وإسلامويّة على نحو متزايد، وتتبنّى من حيث الجوهر رسالة مماثلة لرسالة ميللي غوروش. وقد أصبح من الشّائع أن تُماثِل أنشطة وأدبيّات وطواقم العاملين في المنظّمات الدّينيّة التّابعة للدّولة التّركيّة تلك الموجودة في ميللي غوروش.

اقرأ أيضاً: النمسا.. نهاية البيت الآمن لإخوان أوروبا

وقد أثارت هذه الدّيناميكيّة المخاوف في بلدان أوروبا الغربيّة الّتي تحظى بجاليات تركيّة كبيرة، بما في ذلك النّمسا. فعلى مدى الأعوام القليلة الماضية، شهدت مختلف المنظّمات المنبثقة عن الإخوان في النّمسا زيادة في تواجد الأفراد المرتبطين بالمنظّمات الدّينيّة التّابعة للدّولة التّركيّة أو ميللي غوروش أو كليهما. ومن بين الأمثلة الحديثة والبارزة على ذلك إبراهيم أولغون، الّذي جرى اختياره، في حزيران (يونيو) 2016، رئيساً للجماعة الدّينيّة الإسلاميّة في النّمسا. ولِدَ أولغون في النّمسا السفلى عام 1987، ودرس في أنقرة، وكان حتّى وقت قريب مفوّض الاندماج في الاتّحاد الترّكيّ/الإسلاميّ للتّعاون الثّقافيّ والاجتماعيّ في النّمسا Turkish/Islamic Union for Cultural and Social Cooperation in Austria، وهي منظّمة على صِلة بالحكومة التّركيّة[25]

وثمّة مثال آخر جدير بالملاحظة هو مصطفى مولا أوغلو. فقد عاش مولا أوغلو لأعوام عديدة في ألمانيا؛ حيث شغل مناصب عليا في الفرع الألماني من ميللي غوروش[26]. كما اكتسب مكانة بارزة ضمن الشّبكة الأوروبيّة للإخوان، وأصبح عضواً في المجلس الأوروبيّ للفتوى والأبحاث the European Council for Fatwa and Research، وهو عبارة عن هيئة فقهيّة للإخوان في أوروبا تتّخذ من دبلن مقرّاً لها وتخضع لرئاسة يوسف القرضاويّ[27].

اقرأ أيضاً: إخوان النمسا بدائرة الملاحقة.. مصادرة 25 مليون يورو

ويعيش مولا أوغلو حاليّاً في النّمسا ويحتلّ منصب المفتي داخل الجماعة الدّينيّة الإسلاميّة[28]. وفي آذار (مارس) 2017، وجهت له انتقادات على خلفية قوله إنّ الحجاب واجب دينيّ على النّساء - وهو موقف يتماشى مع موقف المجلس الأوروبيّ للفتوى والأبحاث وبقيّة إخوان أوروبا[29]. ومن المحتمل أن يكون دور تركيا داخل المنظّمات الإسلاميّة النّمساويّة، ولا سيما تلك الّتي لها درجات مختلفة من الانتماء إلى جماعة الإخوان، أحد أهم التّطورات في الإسلام النّمساويّ في المستقبل القريب.

الإخوان والقضية الفلسطينيّة في الغرب: شخصية عادل دغمان

على أنّ أي تحليل لانبثاقات الإخوان في النّمسا لن يكون مكتملاً إذا لم يشمل النّشطاء الفلسطينيّين العديدين العاملين في البلاد، والّذين هم بطرق مختلفة مرتبطين بالإخوان المسلمين، وخاصّة الفرع الفلسطينيّ من الجماعة، حركة حماس[30]. وكما يمكن القول، إنّ أبرز وجوه هذا الوَسَط الصّغير، ولكن النّشط، هو عادل دغمان، الّذي ينخرط في العديد من الأنشطة المؤيّدة للفلسطينيّين في النّمسا وفي كافّة أنحاء أوروبا. وقد ظهر اسم دغمان في عناوين الأخبار الوطنيّة والدّوليّة لأوّل مرّة في آب (أغسطس) 2003، عندما قامت وزارة الخزانة الأمريكيّة بوضع الجمعيّة الفلسطينيّة في النّمسا Palästinensische Vereinigung in Österreich على قوائم المنظّمات الإرهابيّة، بدعوى أنّها "تقدّم الدّعم لحماس وتشكّل جزءاً من شبكة تمويلها في أوروبا". وزعمت وزارة الخزانة أنّ الجمعيّة الفلسطينيّة، وهي منظّمة تأسّست في فيينا عام 1993 بهدف مزعوم هو تقديم الإغاثة للفلسطينيّين، كانت جزءاً من اتّحاد الخير Union of Good، وهو شبكة عابرة للحدود من الجمعيّات الخيريّة يرأسها الزّعيم الإخوانيّ العالميّ يوسف القرضاوي، وكان يشتبه في قيام هذا الاتّحاد بجمع الملايين من كافّة أنحاء العالم لحركة حماس. كما زعم بيان الوزارة أنّ الجمعيّة الفلسطينيّة كانت "خاضعة لسيطرة زعيم حركة حماس في النّمسا"[31]. وفي الوقت الّذي وضعت فيه المنظّمة على قوائم الإرهاب، كان رئيس الجمعيّة هو عادل دغمان، الّذي نفى علناً وجود أيّة روابط مع حركة حماس[32].

اقرأ أيضاً: مصادرة أموال وتجميد حسابات.. ما نعرفه عن مداهمات إخوان النمسا

وجرياً على خطى القيادة الأمريكيّة، فتحت السّلطات النّمساويّة تحقيقات متنوّعة ضدّ الجمعيّة، ودغمان، وهاني إبراهيم وهاني عبد الحليم، وهما ناشطان فلسطينيّان إضافيان منخرطان في الجمعيّة الفلسطينيّة، وفي الجمعيّة الإنسانيّة الفلسطينيّة Palästinensische Humanitäre Verein، وهي المنظّمة التي تولّت أنشطة الجمعيّة الأولى في عام 2003. وبعد إجراء تحقيقات مطوّلة، ولكن فاشلة، سعت إلى الكشف عن أدلة على أنّ الأموال الّتي جمعتها هذه المنظّمات جرى توجيهها إلى حماس، كان على المدّعي العام إسقاط تلك القضايا المتعدّدة[33]

وكانت هذه النتيجة مماثلة للعديد من التّحقيقات المماثلة ضدّ كيانات مرتبطة زعماً بحركة حماس في كافّة أنحاء أوروبا وأميركا الشّماليّة. وبينما استطاع المحقّقون الكشف عن أدلّة أوليّة prima facie على أنّ الجمعيّات الخيريّة الّتي يديرها متعاطفون معروفون مع حماس تُرسل أموالاً إلى كيانات في الأراضي الفلسطينيّة ذات صلات بالحركة، فإنّهم لم يتمكنوا من إثبات، بما لا يدع مجالاً للشك، أنّ الأموال كانت ذاهبة بشكل متعمّد لدعم أنشطة إرهابيّة. على سبيل المثال، في الحالة النمساويّة، كانت السّلطات على علم بأنّ الجمعيّة الإنسانيّة الفلسطينيّة كانت ترسل تبرعات كبيرة كلّ شهر رمضان إلى جمعيّة الصّلاح الإسلاميّة في غزّة. وفي عام 2007 ، عندما قامت وزارة الخزانة الأمريكيّة بوضع الجمعيّة المذكورة على قوائم المنظّمات الإرهابيّة، ذكرت الوزارة أنّ المنظّمة تعدّ "واحدة من أكبر منظّمات حماس الخيريّة والأكبر تمويلًا في الأراضي الفلسطينيّة". وعلى الرغم من هذا، فإنّ الحصول، على نحو لا يدع مجالاً للشك، على أدلّة مقبولة على أنّ الأموال الّتي جرى جمعها في النّمسا لمنظّمة خيريّة مزعومة (وإن كان يُنظَر إليها على نطاق واسع على أنّها جزء من جهاز صنّفه الاتحاد الأوروبيّ كمنظّمة إرهابيّة) تشكّل تمويلاً للإرهاب في إحدى المحاكم النّمساويّة لَهو مهمّة شاقّة. إنّ دعم الأوساط الفلسطينيّة الموجودة في النّمسا والمرتبطة بجماعة الإخوان للإرهاب هو أمر مزعوم؛ ومع ذلك، فإنّه من السّهل إثبات أنّ هذه الأوساط كانت نَشِطة للغاية في دعم الموقف الإسلامويّ فيما يتعلّق بالنّزاع الإسرائيليّ-الفلسطينيّ والتوتّرات الدّاخليّة الفلسطينيّة. فقد قام دغمان وعبد الحليم وغيرهما من النّشطاء الفلسطينيّين المرتبطين بهذا الوَسَط بتنظيم فعّاليّات واحتجاجات لا حصر لها في فيينا وكافّة أنحاء النّمسا. وفي العديد من هذه الفعّاليّات، يتمّ دعوة قادة بارزين من شبكة الإخوان المسلمين العالميّة كضيوف متحدّثين.

اقرأ أيضاً: النمسا: مداهمات تطال جمعيات تابعة للإخوان وحماس... هل لها علاقة بحادثة فيينا؟

ومؤخّراً، في تشرين الأوّل (أكتوبر) 2016، استضاف منتدى التّنسيق لدعم فلسطين Koordinationsforum zur Unterstützung Palästinas، وهو عبارة عن منظّمة يرأسها دغمان، "مؤتمر فلسطين في النّمسا" في دورته السّابعة والعشرين[34]. واشتملت قائمة ضيوف الشّرف على الدّكتور مازن الخال، أمين الصّندوق السّابق للجنة الأعمال الخيريّة والمساعدات للفلسطينيّين Comité de Bienfaisance et de Secours aux Palestiniens، وهي المعادل الفرنسيّ للجمعيّة الفلسطينيّة في النّمسا، الّتي جرى وضعها أيضاً على قائمة المنظّمات الإرهابيّة من قِبل وزارة الخزانة الأمريكيّة لدورها في جمع التّبرعات لحماس[35]؛ وعبد الفتاح مورو، المؤسّس المشارك ونائب رئيس حزب النّهضة التّونسيّ؛ ومحمّد يتيم، عضو البرلمان المغربيّ عن حزب العدالة والتّنمية الإسلامويّ.

وقد تسبّبت هذه الفعّاليّة في إثارة جِدال سياسيّ؛ لأنّ أحداثها وقعت في مبنى Haus der Begegnung Donaustadt بفيينا، والّذي ينتمي إلى Die Wiener Volkshochschulen، وهي جمعيّة مملوكة لمدينة فيينا ويهيمن عليها الحزب الدّيمقراطيّ الاشتراكيّ SPÖ[36]. ولم تكن هذه هي المرّة الأولى الّتي يُثار فيها الجِدال لأنّ أعضاء من الشّبكة الفلسطينيّة قد تفاعلوا أو تلقّوا الدّعم من أجزاء من المؤسّسة السّياسيّة النّمساويّة، وخاصّة من الحزب الدّيمقراطيّ الاشتراكيّ. ففي عام 2007، استُقبِل دغمان من قِبل رئيس النّمسا في ذلك الوقت هاينز فيشر Heinz Fischer، وحضر حفل إفطار رمضانيّ مع المستشار الألماني في ذلك الوقت ألفريد غوزينباور Alfred Gusenbauer ورئيس بلدية فيينا ميكائيل هابل Michael Häupl، في حين كان التّحقيق على ما يبدو جارياً فيما يتعلّق بتمويل الإرهاب[37].

عدنان إبراهيم: داعية مثير للجدال

ولن يكتمل تحليل الوَسَط الفلسطينيّ في النّمسا دون الحديث عن ناشطين بارزين هما عدنان إبراهيم وحسام شاكر. ولِدَ إبراهيم في غزّة عام 1966، وانتقل إلى فيينا في أوائل التّسعينيّات لينهي دراساته الطّبيّة الّتي كان قد بدأها في سراييفو قبل اندلاع الحرب الأهليّة البوسنيّة. وأصبح إماماً لمسجد الهداية بالمدينة، لكنّه ترك هذا المنصب في عام 2000 بسبب خلافات حول قضايا مذهبيّة مع قيادة المسجد. وانتقل إلى مسجد الشّورى في فيينا، لكنّه قام بالتّدريس أيضاً في الأكاديميّة الدّينية في الفترة من عام 2000[38] إلى عام 2010[39] على الأقل.

اقرأ أيضاً: النمسا تغلق مساجد على أراضيها... ما علاقة منفذ هجوم فيينا؟

وكثيراً ما ظهر إبراهيم، الّذي يتمتّع بشخصيّة كاريزمائيّة ومفعمة بالحيويّة، في الأخبار على خلفية كثير من تصريحاته المثيرة للجدل. كما أظهرت تقارير وسائل الإعلام مواقفه القويّة للغاية بشأن الصّراع الإسرائيليّ-الفلسطينيّ وتبرير استخدام العنف فيه. ففي عام 2007، على سبيل المثال، صرّح إبراهيم في خطبة مطوّلة أنّه "أمام الله، الجهاد الحقّ هو الجهاد في العراق... الجهاد الحقّ هو الجهاد في فلسطين"، صارخاً، "لا، لسنا إرهابيّين! بل مقاتلين معارضين ولدينا الحقّ، حتّى وفق القانون الدوليّ، في الدّعوة إلى الجهاد ضدّ الاحتلال الأمريكيّ والإسرائيليّ... دعونا نموت ميتة الشّهداء… هل تريدون الانتظار في وضعية الفُرجة تجاه ما يحدث في إسرائيل والعراق؟"، سأل جمهوره، "هل تريدون الانتظار حتّى يضربكم الزلزال؟ سيحدث ذلك إذا لم تقدّموا ما يكفي من الدّعم المادّيّ والعقائديّ، بل والشّهداء. وعلى هذا النّحو، تذهبون إلى الجنّة وتخلّدون... إنّه لمن الخسّة ألّا نعترف بهؤلاء الشّهداء لأنّ بعض الجبناء بيننا لا يبحثون عن طريق الجّهاد. هل تريدون الموت بمرض مثل السكريّ؟ بالنّسبة إلينا لا توجد طريق أخرى غير الجّهاد. يمارس الأمريكيّون والإسرائيليّون الجّهاد ضدّنا، في حين لا يسمح لنا بممارسة الجّهاد لأنّنا إرهابيون في رأيهم[40]. وقد ألقى إبراهيم أيضاً خطبة أيّدت ما سمّاه الجهاد الحمساويّ في عام 2014[41].

اقرأ أيضاً: السلطات النمساوية تكشف علاقة منفذ هجوم فيينا بداعش.. تفاصيل

وغالباً ما أثارت الخلافات التي أحدثتها تصريحات إبراهيم التّحريضيّة ردود فعل مُحرجة من بعض الناشطين الأكثر إدراكاً من النّاحية السّياسيّة داخل الوَسَط الإخوانيّ. فقد وصف أنس الشقفة، على سبيل المثال، بعض مواعظ إبراهيم حول الشّرق الأوسط بالـ"عاطفيّة" و"الّتي لا تتماشى مع ذوقه"[42]. وعمر الرّاوي، السّياسيّ المعروف في فيينا والمنتسب للحزب الدّيمقراطيّ الاشتراكيّ، والمولود في العراق، والّذي غالباً ما وفّر منصّة لمختلف الأفراد والمنظّمات القريبة من الوَسَط الإخوانيّ، قال إنّه يستطيع أن يفهم لماذا لم يكن لدى إبراهيم، الّذي عانت أسرته من قصف القوات الإسرائيليّة في غزّة، "أي تعاطف كبير مع إسرائيل"[43]

يبدو أنّ إبراهيم، إلى حدّ ما، هو الصّوت غير المكمّم لإخوان النّمسا، وواعظ عاطفيّ لا يُلطّف آراءه لاسترضاء النّخب السّياسيّة النّمساويّة، وبالتّالي يكلّف الوَسَط الإخوانيّ برمّته رأس مال سياسيّ كبير. ومع ذلك، قد يكون من غير الصّحيح أن نحصر إبراهيم، شأنه شأن الوَسَط الإخوانيّ برمّته،  في بُعد واحد أو نُطلق عليه بتهوّر مصطلحات مثل "راديكاليّ" أو "متطرّف". لا شك أنّه يدعم حركة حماس والعنف في بعض الأماكن (مثل فلسطين والعراق) حيث، بحسب نظرته إلى العالم، يتعرّض المسلمون للهجوم والاحتلال. لكن من ناحية أخرى، دان إبراهيم باستمرار الهجمات الإرهابيّة الّتي ارتكبها تنظيم القاعدة في الغرب، مثل تلك التي وقعت في نيويورك ولندن ومدريد، ووصفها بأنّها "جرائم"[44]. كما انتقد الدّاعية الجهاديّ النّمساويّ البارز محمد محمود، قائلاً إنّ "النّمسا هي البلد الخطأ لبناء الخلافة، والمكان الخطأ لتطبيق كافّة القوانين الإسلاميّة. ويجب على الأشخاص المجانين الّذين يريدون ذلك مغادرة البلاد ومتابعة أفكارهم في البلدان الإسلاميّة[45]. وفي حين يمكن وضع وجهات نظره حول مختلف القضايا الاجتماعيّة، مثل المساواة بين الجنسين أو العلاقات بين الأديان، في موضع التّساؤل، فقد دعا إلى وضع حدّ لتشويه الأعضاء التّناسليّة للإناث[46].

حسام شاكر: الوجه الإخوانيّ الهادئ

على الطّرف الآخر من الطّيف، هناك ناشط فلسطينيّ بارز آخر في النّمسا هو حسام شاكر، الّذي يشتهر بمقاربته الحذرة للمواضيع الحسّاسة. ولِدَ شاكر في مدينة يافا، ويعيش في النّمسا منذ 25 عاماً، لكنّه نادرًا ما يظهر على المشهد العام في البلاد [47]. لكن خارج البلاد، وضع شاكر لنفسه اسماً باعتباره أحد أهم الشّخصيّات الإعلاميّة في الشبكة الأوروبيّة الواسعة للمنظّمات المرتبطة بالإخوان. ومن إدارة فعّاليّات فيدراليّة المنظّمات الإسلاميّة في أوروبا، إلى الكتابة لصالح مواقع ميدل إيست ىي Middle East Eye وإسلام أونلاين Islam Online ومؤسّسة قرطبة Cordoba Foundation، يعتبر شاكر محلّلاً مستقلاً، ولكنه أيديولوجيّ بشكل واضح، يستخدم فيينا كقاعدة عمليّات هادئة لأنشطته الدّوليّة.


(ترجمة تأتي في أجزاء للقسم الثّاني من دراسة الباحث الإيطاليّ لورينزو فيدينو، "الإخوان المسلمون في النّمسا"، الّتي نُشِرت في آب (أغسطس) 2017 بالتّعاون مع جامعة فيينا ومعهد دراسات الشّرق الأدنى. وكافّة العناوين الفرعيّة داخل النّصّ من وضع المترجم)


الهوامش:

[1] “Islam: Goldenes Ehrenzeichen für Anas Schakfeh”. Die Presse, March 19, 2010.

http://diepresse.com/home/panorama/%20religion/547462/Islam_Goldenes-Ehrenzeichen-fuer-Anas-Schakfeh.

[2] يقع مبنى الأكاديميّة في حيز مؤسّسة أنس الشّقفة Gemeinnützigen Privatstiftung Anas Schakfeh، والّتي تستضيف أيضاً مقرّ شباب ألمانيا المسلم Muslimische Jugend Österreich.

[3] Kamal Helbawy, interview by Lorenzo Vidino, December 2008, London; Yussuf Nada, interview by Lorenzo Vidino, July 2008, Campione d’Italia; Interview with German security authorities, April 2005, Cologne; Filing of the Islamische Gemeinschaft Marburg/Omar Ibn al-Khattab Moschee at the Frankfurt Ausländeramt, January 25, 1990.

[4] Interview with German security authorities, April 2005, Cologne.

[5] Kamal Helbawy, interview by Lorenzo Vidino, December 2008, London; Interview with German security authorities, April 2005, Cologne.

[6] “Islamischer Extremismus und Terrorismus,” Landesamt für Verfassungsschutz Baden-Württemberg (April 2006), 29; “Islamistische Organisationen in Nordrhein-Westfalen,” Islamismus.org (2007), 42-3; Annual report of the Landesamt für Verfassungsschutz, Hansestadt Hamburg (2001), 46; Islamismus, annual report by the Landesamt für Verfassungsschutz, Hessen.

http://www.verfassungsschutz-hessen.de/downloads/islam.pdf

[7] “Islam and Muslims in Germany: An Overview by Ibrahim El-Zayyat,” Islamism Digest, Volume 3, Issue 1, January 2008.

[8] Interview with German security authorities, April 2005, Cologne; See the FEMYSO website: http://p9445.typo3server. info/56.0.html

[9] انظر على سبيل المثال:

a seminar on integration and diversity organized by Alliance of Liberals and Democrats of Europe: http:// www.alde.eu/index.php?id=129&detail=16367&album=0.

[10] “Islam and Europe: Ibrahim El-Zayyat Discusses the Future,” Islamism Digest, Volume 3, Issue 2, February 2008, 16.

[11] Uta Rasche, “Spinne im Netz der Muslime in Deutschland: Die Macht des Ibrahim El Zayat,” Frankfurter Allgemeine Zeitung, May 11, 2007.

[12] Extract from the Central Register of Charities Maintained by the Charity Commission for England and Wales, July 21, 2008. http://www.charity-commission.gov.uk; Rasche.

[13] Rasche; “Wie Friedlich Sind Muslime?,” Die Welt, September 7, 2008.

[14] المصدر نفسه.

[15] “Kristina Köhler gewinnt Verfahren gegen El Zayat,” Official website of Kristina Köhler, November 16, 2005.

 http://www. kristina-koehler.de/presse/mitteilungen/2005/kristina-koehler-gewinnt-verfa/

[16] Interview with Egyptian government official, December 2008, Cairo.

[17] “Ibrahim El Zayat says he is not a member of the Muslim Brotherhood,” Ikhwanweb, May 6, 2007.

http://www.muslimbrotherhood.co.uk/Home.asp?zPage=Systems&System=PressR&Press=Show&Lang=E&ID=6372.

[18] “Deutsch-Islamische Grundschule steht vor dem Aus,” Wochenanzeiger München, October 8, 2005.

http://www.wochenanzeiger.de/article/52317.html.

[19] Andrea Brandt, “Wendiger Weltmann,” Der Spiegel, March 25, 2008.

http://www.spiegel.de/spiegel/spiegelspecial/d-56323061. Html;

Uta Rasche, “Ein Mann in heikler Mission,” August 31, 2010.

http://www.faz.net/aktuell/gesellschaft/islamunterrichtein- mann-in-heikler-mission-1624635-p2.html?printPagedArticle=true#pageIndex_2

[20] Monika Maier-Albang and January Bielicki, “Ein Tarnverein für modernen Islamismus,” May 17, 2010. http://www. sueddeutsche.de/muenchen/freimann-ein-tarnverein-fuer-modernen-islamismus-1.858651.

[21] Interview with German security authorities, Cologne, April 2005; Helmut Frangenberg and Detlef Schmalenberg, “El-Zayat, der Herr der Moscheen,” Kölner Stadt-Anzeiger, March 20, 2009; Islamistische Organisationen in Nordrhein-Westfalen, page 44.

[22] “Islam and Muslims in Germany.”

[23] Biography of Sabiha Erbakan-El Zayat: http://www.pferdt.de/wp-content/uploads/2006/08/participants_fotoprofile.pdf

[24] Annual report of the Office for the Protection of the Constitution,1999. Page 165.

[25] Annual report of the Office for the Protection of the Constitution, 2000. Page 198.

[26] “Ibrahim Olgun: Vom Gastarbeiterkind zum Präsidenten der IGGiÖ,” Der Standard, June 20, 2016.

[27] https://publikationen.uni-tuebingen.de/xmlui/bitstream/handle/10900/63256/vsb2011.pdf?sequence=1&isAllowed=y and https://www.swr.de/report/integrationsgipfel-dialog-mit-extremisten/-/id=233454/did=2060068/nid=233454/8tj31s/index. html

[28] https://www.e-cfr.org/

[29] http://www.derislam.at/?c=content&cssid=Der%20Mufti&navid=160&par=10

[30] https://kurier.at/chronik/oesterreich/islamische-glaubensgemeinschaft-iggioe-raet-muslimischen-frauen-zumkopftuch/250.185.996

[31] ولكي يكون الأمر واضحاً، لا يعني هذا أن كافّة أو حتّى غالبية النّشطاء الفلسطينيّين أو المؤيّدين للفلسطينيّين الّذين يعملون في النّمسا لهم صِلات بحركة حماس. بل يعني ببساطة أنّه في مخيّم النّشطاء الكبير نسبيّاً الّذي يدعم القضيّة الفلسطينيّة ، لدى البعض روابط قويّة وموثّقة بحركة حماس.

[32] Press Center, United States Department of the Treasury. “U.S. Designates Five Charities Funding Hamas and Six Senior Hamas Leaders as Terrorist Entities”. August 22, 2003. https://www.treasury.gov/press-center/press-releases/Pages/js672.aspx

[33] Profil Number 36/2003. In an interview with the German website Antiimperialista (http://www.antiimperialista.org/de/ node/5415), Doghman stated: “We are not Hamas. We are not an offshoot of their organisation here in Austria. We are also not an organisation that collects donations for Hamas.”

[34] “Austria Suspends Investigations Against Palestinian Organization”. December 2, 2008. https://wikileaks.org/plusd/ cables/08VIENNA1766_a.html

[35] Stefan Beig, “40.000 Euro für die Hamas”. Wiener Zeitung, December 3, 2007. http://www.wienerzeitung.at/nachrichten/ archiv/90537_40.000-Euro-fuer-die-Hamas.html

[36] Parliament of Austria. “Anfrage”. November 10, 2016. https://www.parlament.gv.at/PAKT/VHG/XXV/J/J_10765/ fnameorig_570759.html

[37] Press Center, United States Department of the Treasury. “Treasury Designates the Union of Good”. November 12, 2008. https://www.treasury.gov/press-center/press-releases/Pages/hp1267.aspx

[38] “VHS Veranstaltungszentren”. http://www.vhs.at/service-fuer-unternehmen/vhs-veranstaltungszentren.html;“Kritik an Geschäften von SPÖ-Netzwerk”, Die Presse, October 18, 2003. http://diepresse.com/home/panorama/wien/1466365/Kritik-an- Geschaeften-von-SPOeNetzwerk

[39] Stephan Beig, “Gerne werde ich es widerrufen”. Wiener Zeitung, November 30, 2007. http://www.wienerzeitung.at/ nachrichten/oesterreich/politik/90196_Auf-der-FBI-Terrorliste.html?em_cnt=90196

[40] According to a short CV published by the Wiener Zeitung together with the print edition of this interview: Stephan Beig, “Auf der FBI-Terrorliste”. Wiener Zeitung, January 11, 2007. http://www.wienerzeitung.at/nachrichten/oesterreich/politik/277937_ Gerne-werde-ich-es-widerrufen.html?em_cnt=277937

[41] “Zum Beten in den Keller”. Zeit Online, March 31, 2010. http://www.zeit.de/2010/14/A-Islam-Oesterreich/seite-3

[42] Stefan Beig. “Wiener Imam: Lasst uns als Märtyrer sterben”, Wiener Zeitung, January 9, 2007. http://www.wienerzeitung.at/ nachrichten/archiv/109065_Wiener-Imam-Lasst-uns-als-Maertyrer-sterben.html

[43] “Vienna Imam Extols Gaza Jihad and Martyrdom: This is True Jihad, Not that of ISIS”. Middle East Media Research Institute (MEMRI), August 29, 2014.https://www.memri.org/tv/vienna-imam-extols-gaza-jihad-and-martyrdom-true-jihad-not-isis

[44] Die Presse, 13.3.2007

[45] “Manchmal eine radikale Sprache”. der Standard, January 9, 2009. http://derstandard.at/1231151797424/Manchmal-eineradikale- Sprache

[46] “Wiener Imam erneut mit Extremismus-Vorwürfen konfrontiert”. Der Standard, January 25, 2007. http://derstandard. at/2779960/Wiener-Imam-erneut-mit-Extremismus-Vorwuerfen-konfrontiert

[47] Kenk, “Die El Kaida aus Fünfhaus”


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية