الإخوان المسلمون: خلافات في المغرب ومؤامرات في السودان وممارسة الحسبة في اليمن

الإخوان المسلمون: خلافات في المغرب ومؤامرات في السودان وممارسة الحسبة في اليمن

الإخوان المسلمون: خلافات في المغرب ومؤامرات في السودان وممارسة الحسبة في اليمن


08/05/2023

في المغرب ضربت الخلافات الداخلية حزب العدالة والتنمية (المصباح)، الذراع السياسية لإخوان المغرب، فقد كذّب عبد الصمد سكال، القيادي السابق في الحزب، الأمين العام الحالي للمصباح ورئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران، بخصوص دور الحزب في حراك 20 شباط (فبراير) 2011. وفي السودان يحاول الإخوان اختطاف المشهد من خلال تصوير أنفسهم أنّهم القوة الوحيدة التي تدعم الجيش في الحرب، في محاولة للّعب على التناقضات. أما في اليمن فيقوم الإخوان بحملة شرسة لإغلاق المقاهي بداعي منع الاختلاط، رغبة في فرض الوصاية والهيمنة الاجتماعية على اليمنيين.

حزب إخوان المغرب على صفيح ساخن

من جديد، ضربت الخلافات الداخلية حزب العدالة والتنمية المغربي (المصباح)، الذراع السياسية لإخوان المغرب، فقد كذّب عبد الصمد سكال، القيادي السابق في الحزب، الأمين العام الحالي للمصباح ورئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران، بخصوص دور الحزب في حراك 20 شباط (فبراير) 2011.

سكال اعتبر أنّ ما يسعى بنكيران للترويج له، من كون الحزب لم يشارك في الحراك، ممّا جنّب المغرب سيناريوهات ما حدث في دول "الربيع العربي"، هو أمر غير صحيح في الواقع، وأنّ المصباح كان له دور بارز في ذلك الحراك.

وأوضح سكال أنّ بيان الأمانة العامة للحزب، قبيل 20 شباط (فبراير) 2011، لم يكن له أيّ تأثير في أعضاء وحتى قيادة الحزب، مشيراً إلى أنّ معظم أعضاء المصباح شاركوا في الحراك، وساهموا في رفع سقف المطالب.

في المغرب ضربت الخلافات الداخلية حزب العدالة والتنمية المغربي (المصباح)

سكال لفت إلى أنّ الالتفاف الواسع والواعي من طرف المغاربة حول المؤسسة الملكية، وخروجهم طلباً للإصلاح في إطار الملكية، والتفاعل الملكي الاستباقي المتجاوب مع المطالب، في خطاب 9 آذار (مارس) 2011، هي العوامل التي جنبت البلاد السيناريوهات الأخرى، وليس عدم المشاركة المزعومة للمصباح.

من جهة أخرى، شهدت كلمة عبد الإله بنكيران أمام أعضاء نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، ضمن احتفالات المملكة بعيد العمال، العديد من التجاوزات، فحسب مراقبين لم يتحلَّ بنكيران باللياقة اللّازمة لمكانته كرئيس سابق للحكومة المغربية، حيث شنّ هجوماً حاداً على حكومة عزيز أخنوش، واتهم الحكومة الحالية بالتنصل من التزاماتها والكذب على المواطنين. زاعماً تعرّضه لمؤامرة لإسقاطه وحزبه في الانتخابات الأخيرة، ووصف معارضيه بأنّهم تماسيح وعفاريت.

بنكيران تهكم بشكل يفتقد إلى أبسط قواعد اللياقة على وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي، واصفاً إيّاه بالمجهول، ونسب إلى نفسه الفضل في تعريف الشعب المغربي به، كما وصف حزب الأصالة والمعاصرة بأنّه خطر على الدولة والمغاربة.

إخوان السودان ومحاولات اختطاف المشهد السياسي

يبدو مشهد الحرب في السودان شديد التعقيد، في ظل محاولات الإخوان اختطاف المشهد من خلال تصوير أنفسهم أنّهم القوة الوحيدة أو الأكثر حماساً لدعم الجيش في هذه الحرب، وبحسب "الشرق الأوسط"، فإنّ الحركة الإسلامية السودانية حركة سياسية بامتياز، وليست دعوية بالمعنى المتعارف عليه، فقد برعت في اللعب على التناقضات، ونجحت دائماً من خلال سياسة الصوت العالي في تصوير نفسها بحجم أكبر من حجمها الحقيقي في الشارع السوداني، وداخل مؤسسات الدولة بما في ذلك الجيش.

من جهته، عرض المحلل السياسي السوداني فيصل ياسين ما يجذب النشاط الإرهابي في بلاده، ويجعل منه هدفاً استراتيجياً، وعلى رأس ذلك هشاشة الأوضاع على حدود السودان؛ ممّا يسمح بتسلل العناصر الإرهابية، وصنع نقاط تجمع، وتشكيل خلايا على الحدود أو أطراف الخرطوم.

كما لفت إلى أنّ جماعة الإخوان في السودان يمكن تجنيد عناصرها في جماعات إرهابية أخرى، في ظل رغبتها في العودة إلى السلطة، مضيفاً أنّ إقليم دارفور غربي البلاد أصبح مكاناً لعبور الإرهابيين من وإلى السودان، وهو ما يتماهى مع خطط تنظيم داعش الإرهابي، الذي يسعى تجاه تأسيس ولاية في السودان عبر خلايا نائمة، وتمرير عناصر من دول الساحل الأفريقي إلى دارفور.

يبدو مشهد الحرب في السودان شديد التعقيد، في ظل محاولات الإخوان اختطاف المشهد

صحيفة "المصري اليوم" المصرية اشتبكت مع انحياز الإخوان الواضح للبرهان ضدّ حميدتي، بالتزامن مع تعليقات مشاهير الإخوان داخل وخارج السودان، على سبيل المثال: الإخوانية اليمنية توكل كرمان، وأحمد منصور، والموريتاني محمد الشنقيطي، وغيرهم ممّن "يعزفون على نغمة شيطنة حميدتي، والثناء على البرهان".

المقال لفت إلى أنّ حميدتي اتهم البرهان بالانحياز للإخوان المسلمين، الساعين لاستعادة السلطة، في حين نفى البرهان هذه الاتهامات، وأكد في أكثر من مناسبة، آخرها في شباط (فبراير) الماضي، أنّ الادعاء بوجود "كيزان" في الجيش هو ادعاء كاذب.

من جهة أخرى، أفتى الإخواني عبد الحي يوسف، على شاشة قناة تبث من تركيا، بقتل السياسيين المنتمين لما سمّاه "الأحزاب العميلة" التي وقّعت الاتفاق الإطاري، وحاولت فرضه على الشعب، على حدّ قوله.

الصحفية السودانية داليا الطاهر قالت على صفحتها الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي (تويتر): "بعد فتواه بقتل ثلثي الشعب، الإرهابي عبد الحي يوسف يُفتي بقتل السياسيين من قوى الحرية والتغيير، ومن وضعوا الاتفاق الإطاري". وتابعت: "هذه الفتوى، في هذا الوقت بالذات، تحمل دلالات خطيرة جداً، وسنحتفظ بهذا الفيديو". وأضافت: "كنت قد نوّهت من قبل أنّ على السياسيين تغيير أماكن سكنهم؛ خوفاً من الاستهداف، وقابل بعضهم هذا الحديث بالسخرية".

إخوان اليمن ومزاعم حراس الفضيلة

حملة شرسة يقوم بها الإخوان في اليمن لإغلاق الكافيهات والمقاهي؛ بزعم منع الاختلاط، رغبة في فرض الوصاية والهيمنة الاجتماعية على اليمنيين، أسوة بميليشيات الحوثي الموالية لإيران، حيث يمارس الإخوان في تعز حملة تحريضية عنيفة لإغلاق المتنفسات الوحيدة للمدنيين؛ لخنقهم ومضاعفة معاناتهم المريرة.

من جهته، قال الصحفي الجنوبي البارز ياسر اليافعي، في تغريدة نشرها بحسابه الرسمي بموقع "تويتر": ‏"تمكن إخوان اليمن من السيطرة على السلطة وقواتها المسلحة، كان لديهم جيش ولديهم ميليشيات، ولديهم جامعات ومدارس ومعاهد وجمعيات خيرية، وكذلك مؤسسات اقتصادية ضخمة، وبنوك". في إشارة إلى هيمنة الجماعة على البلاد إبّان عهد الشرعية، مطالباً بالحذر منهم مستقبلاً، بعد أن حاولوا الهيمنة على مقدرات البلاد، والتواطؤ مع الحوثي.

وعلى صعيد آخر، بثت مؤسسة الملاحم، الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة في اليمن، مقطعاً لزعيم التنظيم خالد باطرفي، تحدث فيه عن الاتفاق السعودي الإيراني، محاولاً توظيفه لكسب أنصار جدد، واستقطاب شباب جماعة الإخوان والسلفيين، بعد تراجع التجنيد في صفوف القاعدة خلال الفترات الماضية.

حملة شرسة يقوم بها الإخوان في اليمن لإغلاق الكافيهات والمقاهي؛ بزعم منع الاختلاط

وادّعى خالد باطرفي في مقطع مدته (15) دقيقة أنّ التحالف العربي، والقوات اليمنية المدعومة منه، لن تحسم الصراع الدائر في البلاد منذ أعوام. ويأتي ذلك بالتزامن مع محاولات التنظيم حشد أنصار القاعدة والمتعاطفين معها ضد القوات الجنوبية وغيرها من القوات التي انخرطت في مكافحة الإرهاب في البلاد.

وكانت مصادر محلية مطلعة في محافظة أبين جنوب اليمن، قد كشفت عن وجود تدفق كبير لعناصر تنظيم القاعدة تجاه المحافظة، مع وجود حركة كبيرة لعناصر التنظيم في معاقله بشقرة، ووادي عوامرة شرق أبين.

المصادر ذكرت أنّ عناصر التنظيم قامت خلال الفترة الماضية بإغلاق مناطق عدة في شقرة، التي تُعدّ المركز الرئيسي لعناصر التنظيم في أبين، والواقعة على الطريق الرابطة بين عدن وشبوة ومنها إلى حضرموت، حيث تنتشر عناصر تنظيم القاعدة.

مواضيع ذات صلة:

الإخوان المسلمون: غضب في ليبيا وانشقاق في تونس وتجاهل في موريتانيا

الإخوان المسلمون: مواصلة السقوط في تونس واستبداد في الجزائر وصدام مع القصر في المغرب

الإخوان المسلمون: عكس التيار في تونس وانتهازية في المغرب واستقالة مدوية في موريتانيا



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية