الإخوان المسلمون: حرب الشائعات في مصر ومصير غامض في تونس وتبعية لتركيا في ليبيا

الإخوان المسلمون: حرب الشائعات في مصر، ومصير غامض في تونس، وتبعية لتركيا في ليبيا

الإخوان المسلمون: حرب الشائعات في مصر ومصير غامض في تونس وتبعية لتركيا في ليبيا


16/05/2023

في مصر، واصلت جماعة الإخوان نهج نشر الشائعات؛ لإثارة المزيد من الاضطرابات، وقد اتهمت وزارة الداخلية المصرية الجماعة، المصنفة على قوائم الإرهاب، بالقيام بحملة ممنهجة لإثارة البلبلة في البلاد. وفي تونس، تواجه حركة النهضة مصيراً غامضاً، في أعقاب صدور حكم قضائي غيابي بحبس زعيمها راشد الغنوشي لمدة عام بتهمة التحريض. وفي ليبيا، تواصل جماعة الإخوان عرقلة المسار الانتخابي، في ظل حالة من الترقب لما سوف تسفر عنه الانتخابات التركية.

الإخوان وحرب الشائعات في مصر

في مصر، واصلت جماعة الإخوان نهج نشر الشائعات؛ لإثارة المزيد من الاضطرابات، وقد اتهمت وزارة الداخلية المصرية الجماعة، المصنفة على قوائم الإرهاب، بالقيام بـ "حملة ممنهجة لإثارة البلبلة في البلاد"، واستخدام حرب الشائعات، بزعم حدوث تجاوزات في السجون، وهو ما نفته الجهات الأمنية بشكل قاطع.

وأكدت المصادر الأمنية عدم صحة ادعاء إحدى المنظمات التي يسيطر عليها تنظيم الإخوان، بشأن وجود تجاوزات في أحد مراكز الإصلاح والتأهيل.

وزارة الداخلية المصرية أصدرت بياناً، لفتت فيه إلى أنّ الممارسات الإخوانية تأتي في إطار "الحملة الممنهجة الممتدة لتنظيم الإخوان، والمنظمات التي تتلقى دعماً وتمويلاً منه؛ لمحاولة إثارة البلبلة في البلاد"، مؤكدة أنّ "الرأي العام المصري يعي جيداً مثل تلك الادعاءات الكاذبة، في ضوء ما دأب عليه التنظيم من تزييف للحقائق ونشر الأكاذيب المختلفة".

كان القضاء المصري قد قرر مدّ إدراج الجماعة على قوائم الإرهاب

وكان القضاء المصري قد قرر مدّ إدراج الجماعة على قوائم الإرهاب، ونص الحكم على أمرين: أوّلاً مدّ إدراج جماعة الإخوان المسلمين على قائمة الكيانات الإرهابية. وثانياً إدراج (82) مصرياً على قائمة الإرهاب، على أن يكون قرار مدّ الإدراج والإدراج لمدة (5) أعوام جديدة تبدأ من نهاية القرار السابق، والإدراج بدءاً من صدور الحكم.

حكم قضائي ضد زعيم الإخوان في تونس

قالت المحامية منية بوعلي: إنّ قاضياً تونسياً أصدر حكماً غيابياً على زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، بالسجن لمدة عام بتهمة التحريض.

ويقبع رئيس البرلمان المنحل في السجن منذ 27 نيسان (أبريل) الماضي، بداعي التآمر على أمن الدولة التونسية. ويرفض الغنوشي التعاون مع جهات التحقيق، زاعماً أنّ ما يحدث معه هي محاكمات سياسية ملفقة.

من جهتها، قالت فاطمة بوقطاية، مساعدة وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية في أريانة: إنّه "صدر إذن للشرطة العدلية بأريانة بتفتيش منزل تسنيم الغنوشي المقيمة خارج البلاد، وتوثيق العملية صوتاً وصورة، بتعليمات من النيابة العمومية". وبحسب تقارير أمنية، عثرت السلطات التونسية على وثائق تمسّ الأمن القومي في البلاد أثناء تفتيش منزل ابنة رئيس حركة النهضة.

جدير بالذكر أنّ اعتقال الغنوشي أتى بعد يوم واحد من تصريحات الغنوشي التي قال فيها خلال اجتماع في مقر جبهة الخلاص: إنّ هناك "إعاقة فكرية وإيديولوجية في تونس تؤسس في الحقيقة لحرب أهلية... لأنّ تصور تونس دون هذا الطرف أو ذاك... تونس دون نهضة... تونس دون إسلام سياسي... تونس دون يسار... تونس دون أيّ مكون من المكونات، هي مشروع حرب أهلية".

من جهتها، حذّرت حركة النهضة التونسية استخدام جهة، قالت إنّها غير معلومة، الهاتف الشخصي لراشد الغنوشي، رغم وجوده داخل السجن. وقالت الحركة في بيان: إنّه "يهم النهضة إعلام الرأي العام أنّه تمّ مساء يوم الأحد 14 أيار (مايو) تشغيل شريحتي هاتف رئيس حركة النهضة الأستاذ راشد الغنوشي من طرف جهة غير معلومة". وحذّرت الحركة من خطورة هذه الممارسات التي زعمت أنّها تمس حقوق زعيمها المعتقل.

وتواجه الحركة الإخوانية مصيراً غامضاً، ومن المرجح أن ينتهي بها المطاف إلى الحلّ والمنع النهائي من ممارسة أيّ نشاط سياسي، في ظل الملاحقات الأمنية والقضائية التي تتعرض لها منذ أشهر، بالتزامن مع الزج بقيادييها، في السجون بتهم تمس أمن الدولة.

إخوان ليبيا والمعضلة الحقيقية

أكد عضو مجلس النواب الليبي عمار الأبلق، عضو جماعة الإخوان، أنّ إجراء الانتخابات الرئاسية تظل هي الأزمة الحقيقية، على عكس البرلمانية التي ربما يؤسس إجراؤها إلى الحل لتجديد الشرعية في البلاد، وإخراج مجلسي الدولة والنواب من المشهد، على حدّ زعمه.

ويسعى الإخوان في ليبيا لإجراء الانتخابات البرلمانية أوّلاً، ومحاولة تقويض الانتخابات الرئاسية، قدر الإمكان، وهو ما عبّر عنه الأبلق، الذي قال صراحة: "مهما تكن مخرجات لجنة (6+6)، فلن تُجرى الانتخابات، سواء باستبعاد الشخصيات الجدلية، أو السماح لها بالترشح في الانتخابات الرئاسية".

وأشار إلى أنّ إجراء الانتخابات الرئاسية بشخصيات وطنية أمر غير مؤثر في المشهد الحالي، وسيقابله عدم السماح للشخصيات الجدلية المستبعدة، والمسيطرة في حيزها الجغرافي سياسياً وميدانياً على الأرض بخوض الانتخابات. ويقصد بالطبع خليفة حفتر، وسيف الإسلام القذافي؛ متسائلاً: هل سيقبل الغرب أن يكون أحد المترشحين الموجودين على قوائم الترشح سيف الإسلام أو خليفة حفتر؟ وهل سيسمح حفتر أن يكون سيف الإسلام موجوداً على قوائم المترشحين في الشرق؟.

من جهة أخرى، قال عبد الرزاق العرادي، القيادي في حزب العدالة والبناء، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين: إنّ الانتخابات التركية مهمة لتركيا وللمنطقة بأسرها، بما فيها ليبيا، وقال: "سيتوجه (64) مليون تركي لانتخاب الرئيس والبرلمان القادم، ويتوقع أن يسجل الإقبال على هذه الانتخابات رقماً قياسياً جديداً؛ نظراً لأهمية هذه الانتخابات لتركيا وللمنطقة بأسرها، بما فيها ليبيا"، في دلالة على مدى ارتباط القرار الإخواني في ليبيا بالأجندة السياسية التركية.

مواضيع ذات صلة:

الإخوان المسلمون: غضب في ليبيا وانشقاق في تونس وتجاهل في موريتانيا

جذور مكتسبات المرأة التونسية تعود لعصر مبكّر من التاريخ الإسلامي

الإخوان المسلمون: مواصلة السقوط في تونس واستبداد في الجزائر وصدام مع القصر في المغرب

الصفحة الرئيسية