الإخوان المسلمون: أحكام قضائية وانتهاكات وتصعيد ضد السلطات الوطنية

الإخوان المسلمون: أحكام قضائية وانتهاكات وتصعيد ضد السلطات الوطنية


16/05/2021

أصدرت محكمة أمن الدولة العليا في مصر، أحكاماً صارمة تجاه خلية الطلاب الإخوانية، التي استهدفت أمن وسلامة البلاد، وفي تونس، كشفت إحدى منظمات الرقابة المدنية، انتهاكات صارخة، مارستها حركة النهضة الإخوانية، فيما يتعلق بتوزيع لقاح فيروس كورونا، وفي الجزائر أحبطت السلطة المستقلة لمراقبة وتنظيم الانتخابات، محاولات الإخوان التسلل إلى القوائم المستقلة، للهيمنة على المسار الانتخابي، بينما واصل حزب العدالة والتنمية (المصباح)، الذي يقود الائتلاف الحاكم في المغرب، تردده السياسي تجاه ملف تقنين الماريجوانا، في حين صعّدت الأذرع الإخوانية في ليبيا من خطابها العدائي، تجاه مجلس النواب المنتخب، بينما تواصل لجنة تفكيك إخوان السودان عملها في دأب.

أحكام رادعة في مصر

في مصر، وفي سياق المواجهة الأمنية مع جماعة الإخوان المسلمين، حكمت الدائرة الخامسة للإرهاب، بمحكمة أمن الدولة العليا، على خمسة طلاب ينتمون إلى الجماعة المحظورة، بالسجن المؤبد، في القضية المعروفة إعلامياً بـ"خلية الطلبة".

كانت نيابة أمن الدولة العليا، قد وجهت إلى الطلاب المدانين عدة تهم منها، "تولي قيادة جماعة أسست على خلاف القانون وأحكامه، وإمداد هذه الجماعة بالأسلحة، واستهداف رجال الشرطة والقوات المسلحة ومنشآتهم"، حيث أكّدت التحقيقات شروع أحد المتهمين في "قيادة إحدى مجموعات العمل النوعي المسلحة، بجماعة الإخوان المسلمين، والتي تهدف إلى تنفيذ عمليات عدائية ضد أفراد الشرطة، والمعارضين لتوجهات الجماعة، واستهداف المنشآت الجامعية، بغرض إسقاط الدولة، والإخلال بالنظام العام، وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر".

النهضة.. انتهاكات وصراع مفتوح مع الجميع

مازالت تونس تعيش تداعيات القضية التي فجرتها منظمة "أنا يقظ"، والتي كشفت حصول النائبة عن حركة النهضة، أروى بن عباس، على جرعة أولى من لقاح كوفيد -19، دون وجه حق، وذلك بمساعدة مسؤولة جهوية عن الصحة في ولاية منوبة.

حُكم بمصر على خمسة طلاب إخوانيين بالسجن المؤبد في القضية المعروفة إعلامياً بـ"خلية الطلبة"

السلطات المحلية فتحت تحقيقاً موسعاً، تبين فيه أنّ المسؤولة مكنت عدداً كبيراً من الأشخاص، من منتسبي حركة النهضة، من الحصول على اللقاح دون أن يكونوا من ذوي الأولويات، وعليه تمت إقالة المسؤولة الصحية من منصبها.

حركة النهضة أصدرت بياناً متناقضاً، وصفت فيه الجرم الذي ارتكبته النائبة بــ"الخطأ"، قبل أن تعلن تقديرها للاعتبارات الصحية التي دفعتها إلى ذلك التصرف!! داعية إياها إلى الاعتذار.

من جهة أخرى، احتفت حركة النهضة بما وصفته بالنتائج الإيجابية، لزيارة راشد الغنوشي الأخيرة إلى الدوحة، زاعمة أنّه حصل على وعود بتعاون مالي، والحصول على قرض في شكل وديعة بقيمة مليار دولار، الأمر الذي اعتبره مراقبون فتح صفحة أخرى من صفحات إنهاك الاقتصاد المتردي، بالمزيد من القروض.

اتهم النائب مبروك كرشيد حركة النهضة بإفساد اقتصاد تونس بإشاعة نموذج الاقتصاد التجاري الريعي

وعلى صعيد الصراع السياسي، شنّ النائب مبروك كرشيد، هجوماً حاداً على حركة النهضة، متهماً إياها بإفساد الاقتصاد الوطني، من خلال إشاعة نموذج الاقتصاد التجاري الريعي، قائلاً: "النهضة أشاعت ثقافة التواكل"، قبل أن يتساءل: "هل نعمل 8 ساعات، أو ساعات أقل من المتفق عليها، أم أن العمل الحقيقي ذو القيمة تراجع؟" لافتاً إلى أنّ "القوة الإنتاجية في تونس ضاعت"، مضيفاً "ثقافة العمل تخلى عنها الشعب التونسى"، بسبب النموذج الذي كرّست له حركة النهضة، ذلك أنّ "ثقافة جماعات الإسلامي السياسي، لا تقوم على ثقافة العمل، بل على ثقافة التجارة السهلة، والربح السريع، والصفقات السهلة"، مشدداً على أنّ "الإخوان في تونس لم تؤسس مؤسسة كبري، واحدة منذ نشأة التنظيم".

اقرأ أيضاً: "الإخوان المسلمون" مُفسِدُون أم مفْلِسُون؟

هذا وقد أرجعت عدة تقارير حرب التسريبات التي عاشتها الساحة السياسية التونسية مؤخراً،  إلى حركة النهضة، بهدف التحريض على الرئيس التونسي قيس سعيّد، وعلى خصوم الحركة السياسيين، وذلك ضمن حملة ممنهجة، تستهدف بالأساس إرباك المشهد السياسي، لضمان الحضور والهيمنة.

هيئة مراقبة وتنظيم الانتخابات الجزائرية تواجه الإخوان

في الجزائر، رفضت السلطة المستقلة لمراقبة وتنظيم الانتخابات، قبول ملفات عدد كبير من مرشحي جماعة الإخوان المسلمين، ضمن القوائم المستقلة، ما يمثل انتهاكاً للقوانين الانتخابية، حيث زجت حركة مجتمع السلم، وكذلك حركة البناء الوطني، بعدد من منتسبيها ضمن قوائم المستقلين، وقوائم بعض الأحزاب الأخرى.

من جهة أخرى، طلبت قيادات الأذرع السياسية للإخوان: حركة مجتمع السلم، وجبهة العدالة والتنمية، والبناء الوطني، مقابلة رئيس السلطة المستقلة للانتخابات، محمد شرفي، بشكل عاجل، بزعم وجود تقارير أمنية مريبة، تهدف إلى إسقاط قوائم أحزابهم في الولايات.

إخوان المغرب وذئاب أردوغان الرمادية

تقارير متعددة ربطت بين حزب العدالة والتنمية المغربي، وبين حركة الذئاب الرمادية الموالية لأنقرة، حيث قال المحلل السياسي المغربي عبد الله حتوس: "لا يخفي قادة حزب المصباح المغربي، علاقاتهم المتشعبة والمتينة بحزب العدالة والتنمية التركي، فهم يعملون كل ما في وسعهم ليكونوا في مستوى انتظارات العثمانيين الجدد، ولتركيا اليوم ذئابها الرمادية بالمغرب، يتجاوز ولاؤهم لتركيا الأردوغانية، ولاء الجيل الحالي من قيادات المصباح للعثمانيين الجدد؛ فهذه الذئاب وأغلبهم من أبناء قيادات حزب المصباح وشبيبته، استفادوا من منح سخية للدراسة في كبريات الجامعات التركية".

رفضت السلطة المستقلة لمراقبة وتنظيم الانتخابات بالجزائر قبول ملفات عدد كبير من مرشحي الجماعة

من جهة أخرى، أعلن أمين عام حزب العدالة والتنمية، سعد الدين العثماني، عن إطلاق حملة تبرع لدعم سكان القدس، حيث كتب رئيس الوزراء على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر: "ضرورة التبرع لوكالة بيت مال القدس، التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، ومقرها الرباط، من أجل المساهمة في دعم المقدسيين".

الدعوة قوبلت بسخرية شديدة، حيث تزامنت مع ظهور مقطع فيديو ظهر فيه وفد سياحي إسرائيلي، بصحبة مغاربة، قاموا برفع العلم الإسرائيلي في منطقة "بين لجراف"، بمدخل السعيدية.

يذكر أنّ حزب العدالة والتنمية، تعرّض لحملة هجوم واسعة، جراء تناقض خطابه السياسي الشعبوي، مع قراراته السياسية، في أعقاب تصديق رئيسه على اتفاقية التطبيع مع إسرائيل.

اقرأ أيضاً: ماذا وراء تحول الإخوان في ليبيا إلى جمعية غير حكومية؟

من جهة أخرى، تواصلت حالة الارتباك السياسي، والمراوحة بين القبول والرفض، فيما يتعلق بموقف "المصباح" من مشروع قانون تقنين القنب الهندي (الماريجوانا)، فبعد فترة من الممانعة، طالب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، نواب الحزب بالتصويت لصالح المشروع، وبالتالي العودة لنقطة الصفر مع الأمين العام السابق، عبد الإله بنكيران، الذي جمّد عضويته في الحزب، احتجاجاً على تمرير المشروع.

تقارير متعددة ربطت بين حزب العدالة والتنمية المغربي وحركة الذئاب الرمادية الموالية لأنقرة

وأفادت تقارير، أنّ موافقة المصباح على المشروع، تأتي كمحاولة لتجنب العزلة السياسية، حيث وافقت جميع الفرق البرلمانية على مشروع القانون من حيث المبدأ، ما دفع العثماني إلى ممارسة أقصى درجات الضغط على أعضاء الحزب، تجنباً للمزيد من العزلة.

إخوان ليبيا في مواجهة التسوية السياسية

يبدو أنّ جماعة الإخوان في ليبيا، سوف تواصل مساعيها الرامية إلى عرقلة المسار السياسي، بعد اكتشاف خلو المناصب السيادية من أعضاء التنظيم، وخاصّة رئاسة المصرف المركزي، وديوان المحاسبة، حيث دخلت الجماعة في مواجهة مع مجلس النواب، الذي اعتمد التعيينات الجديدة، بينما رفض المجلس الأعلى للدولة، الذي يسيطر عليه الإخوان، النظر في قوائم الترشيحات، التي أحالتها لجنة تابعة لـمجلس االنواب، وسط تلويح بالتصعيد.

تواصل تفكيك الإخوان في السودان

كشف عضو لجنة تفكيك نظام الإخوان في السودان، صلاح مناع، عن إنهاء خدمة عاملين بمفوضية الاختيار للخدمة المدنية القومية، من بينهم المفوض المنتدب من مجلس الوزراء السوداني، عبدالسلام حمزة الأمين.

كما قامت اللجنة الأسبوع الماضي، باسترداد مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، من قيادات إخوانية، استولت عليها بغير وجه حق، وأكدت اللجنة أنّ عملها اللجنة سوف يستمر حتى نهاية الفترة الانتقالية، نظراً للمسؤولية الضخمة التي تحملها على عاتقها.

وكشفت اللجنة في مؤتمر صحفي، "عن استرداد أراض زراعية، من المدير العام الأسبق لجهاز الأمن الوطني، محمد عطا المولى عباس".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية