اعتقالات ومحاولات اغتيال وتهديدات بقتل معارضين... النظام الإيراني يتخبط

اعتقلت السلطات الأمنية الإيرانية مساء السبت رجل الدين السنّي من القومية الكردية "محمد خضر نجاد" في مدينة بوكان الواقعة شمال غربي إيران، ونجا إمام صلاة الجمعة في مدينة إيرانشهر البلوشية "مولوي حافظ أحمد جوهر كوهي".

وأفادت هيئة الإذاعة البريطانية بالنسخة الفارسية "بي بي سي" نقلاً عن أسرة خضر نجاد قولها: إنّ "قوة أمنية قامت بمداهمة منزل الشيخ محمد خضر نجاد في مدينة بوكان، وقامت باعتقاله بسبب حضوره مراسم عزاء أحد الضحايا يوم الأربعاء الماضي وإعلان دعمه للمتظاهرين".

اعتقال رجل الدين السنّي من القومية الكردية "محمد خضر نجاد"، لأنّه تداول أخبار الاحتجاجات والتعليقات عليها

وقالت الأسرة: إنّ "عملية اعتقال الشيخ محمد خضر نجاد تمّت بعنف من قبل الأجهزة الأمنية، حيث كان يعيش في منزل والده المسن".

وكان شقيق خضر نجاد أحد ضحايا الحرب العراقية الإيرانية، وكان عضواً في الجيش.

يُذكر أنّ رجل الدين السنّي يملك قناة تلغرام، وكان يعكس فيها، بالإضافة إلى المحتوى الديني، أخبار الاحتجاجات والتعليقات عليها، بما في ذلك حديث مولوي عبد الحميد زعيم السنّة في سيستان وبلوشستان.

من جهتها، أفادت منظمة "رصد بلوشستان" بأنّ مسلحين مجهولين أطلقوا النار مساء السبت على سيارة كانت تقلّ إمام صلاة الجمعة في مدينة إيرانشهر التابعة لمحافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرق إيران.

مسلحون اعترضوا سيارة كانت تقل رجل الدين أحمد جوهر كوهي وقاموا بإطلاق النار، غير أنّه نجا من محاولة الاغتيال

وأشارت المنظمة إلى أنّ "المسلحين اعترضوا سيارة كانت تقلّ الشيخ مولوي حافظ أحمد جوهر كوهي، على الطريق بين خاش وإيرانشهر، وقاموا بإطلاق النار"، مضيفة أنّ "الشيخ جوهر كوهي نجا من محاولة الاغتيال".

وأكدت المنظمة "أنّه في أثناء إطلاق النار أصابت (3) رصاصات جسم سيارة رجل الدين البلوشي، ولم يُصب أيٌّ من ركاب السيارة".

ومولوي حافظ أحمد جوهركوهي هو مدير مدرسة مفتاح العلوم الدينية وإمام جمعة مدينة إيرانشهر، ومستشار زعيم السنّة مولوي عبد الحميد، والنائب الثالث لمجلس تنسيق مدارس أهل السنّة الدينية.

الاستخبارات الكندية تحقق في بلاغات واردة من أشخاص يعيشون في البلاد تلقوا تهديدات "موثوقة" بالقتل من إيران

هذا، وأعلن جهاز المخابرات الأمنية الكندي السبت في بيان أنّه يحقق في بلاغات واردة من أشخاص يعيشون في البلاد تلقوا تهديدات "موثوقة" بالقتل من إيران، وجاء في البيان أنّ التهديدات "تهدف إلى إسكات" أولئك الذين ينتقدون إيران علانية.

وقال البيان: إنّ جهاز المخابرات الأمنية الكندي يجمع المعلومات من الأشخاص الذين تعرضوا لمضايقات وترهيب من جانب الجمهورية الإسلامية.

وكان رئيس جهاز المخابرات الداخلية البريطاني قد كشف الأربعاء أنّ أجهزة المخابرات الإيرانية قامت بـ (10) محاولات على الأقل لخطف أو حتى قتل مواطنين بريطانيين أو أفراد مقيمين في المملكة المتحدة تعتبرهم طهران تهديداً.

وفرضت كندا سلسلة من العقوبات على إيران بسبب ما قالت إنّها انتهاكات لحقوق الإنسان، بما في ذلك وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني (22) عاماً في أيلول (سبتمبر)، بعدما احتجزتها شرطة الأخلاق في طهران.

في الأثناء، استمرت الاحتجاجات في عدة مدن إيرانية مساء السبت ضد النظام، على الرغم من تهديد المرشد علي خامنئي من استمرارها، وأظهرت مقاطع فيديو خروج احتجاجات بمدن من بينها طهران وشيراز وآراك وأردبيل ومريوان وكرمنشاه ومهاباد وبوكان وسقز وغيرها.