اتفاق غاز جديد بين حكومة الدبيبة وروما يؤجج التوتر في ليبيا

اتفاق غاز جديد بين حكومة الدبيبة وروما يؤجج التوتر في ليبيا

اتفاق غاز جديد بين حكومة الدبيبة وروما يؤجج التوتر في ليبيا


29/01/2023

في محاولة لتثبيت بقائها في السلطة من خلال عقد صفقات نفطية، وقعت حكومة عبد الحميد الدبيبة منتهية الولاية التي تقابل بانتقادات داخلية كبيرة، السبت في العاصمة الليبية طرابلس، مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني صفقة "تاريخية" تقدّر بقيمة (8) مليارات دولار، لتطوير قطاع الغاز والطاقة الشمسية ومشاريع لالتقاط الكربون، بهدف تعزيز إمدادات الطاقة إلى أوروبا.

وتشمل الصفقة إنتاج ما يصل إلى (850) مليون قدم مكعبة يومياً من الغاز البحري من البحر المتوسط، ورافقها في هذه الزيارة وزير الداخلية ماتيو بيانتيدوزي، الذي يشرف على ملف الهجرة غير الشرعية إلى بلاده.

رفض وزير النفط بحكومة الدبيبة صفقة تبرمها المؤسسة الوطنية للنفط مع إيطاليا، وقال: إنّ مثل هذه الاتفاقات يجب أن تعقدها الوزارة

وخلال توقيع الاتفاق، قال رئيس المؤسسة الوطنية للنفط فرحات بن قدارة والرئيس التنفيذي لشركة إيني الإيطالية كلاوديو ديسكالسي: إنّه سيجري ضخ استثمارات بقيمة (8) مليارات دولار في تطوير قطاع الغاز، وكذلك في الطاقة الشمسية، ومشاريع لالتقاط الكربون.

هذا، ورفض وزير النفط بحكومة الدبيبة محمد عون أيّ صفقة تبرمها المؤسسة الوطنية للنفط مع إيطاليا، وقال في مقطع فيديو على موقع الوزارة على الإنترنت: إنّ مثل هذه الاتفاقات يجب أن تعقدها الوزارة.

حذّرت حكومة فتحي باشاغا باللجوء إلى القضاء لإلغاء الاتفاق الذي وصفته بالغامض

كما حذّرت حكومة فتحي باشاغا باللجوء إلى القضاء لإلغاء الاتفاق الذي تمّ وصفه بالغامض، ووقعت الحكومة المدعومة من البرلمان الحجز الإداري على إيرادات النفط للعام 2022 المودعة بحسابات المؤسسة الوطنية للنفط والمصرف المركزي، في محاولة لعرقلة الاتفاق، لكنّ تلك الخطوات بقيت رمزية.

واستهجن باشاغا، في بيان، ما وصفه بـ "السلوك الانتهازي للحكومة الإيطالية، الذي يتجاوز المصالح الليبية العليا، ويغامر بالعلاقة الطيبة بين البلدين"، لافتاً إلى رفض وزراء الخارجية العرب "إعادة شرعنة هذه الحكومة، بعدم حضورهم اجتماع مجلس الجامعة العربية بطرابلس ومقاطعتهم له".

هذه الاتفاقية تأتي بعد مذكرة تفاهم مثيرة للجدل مع تركيا في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بشأن التنقيب عن النفط والغاز في المياه الليبية، وتُعدّ إيطاليا وتركيا من أبرز الداعمين لحكومة الدبيبة، كما أنّهما من أكثر البلدان اهتماماً باختراق السيادة الليبية، عبر التواجد العسكري لكليهما، خصوصاً في مدينة مصراتة.

من غير المستبعد أن يتم تقويض أيّ اتفاقات تُبرم في طرابلس؛ بسبب الصراع الداخلي في ليبيا

وفي أوائل العام الماضي، أعلن البرلمان في الشرق والفصائل الداعمة له أنّ الحكومة لم تعد شرعية، ورفضوا تعيين بن قدارة والصفقات التي تبرمها طرابلس مع دول أجنبية.

وسعت الدول الأوروبية بشكل متزايد خلال العام الماضي لتبديل الغاز الروسي بإمدادات الطاقة من شمال أفريقيا وأماكن أخرى بسبب الحرب في أوكرانيا.

واتخذت إيطاليا بالفعل زمام المبادرة بالحصول على الغاز من الجزائر، وأقامت شراكة استراتيجية جديدة هناك تشمل الاستثمار لمساعدة شركة الطاقة الحكومية سوناطراك على وقف تراجع في الإنتاج استمر لأعوام.

ومن غير المستبعد أن يتم تقويض أيّ اتفاقات تُبرم في طرابلس؛ بسبب الصراع الداخلي في ليبيا، الذي قسم البلاد بين فصائل تتنافس للسيطرة على الحكومة، وترفض مطالبات بعضها البعض بالشرعية السياسية.

الصفحة الرئيسية