ما يزال أتباع الطائفة البهائية يتعرضون، بحسب حقوقيين، لسلسلة من الانتهاكات منذ بدء الانقلاب الحوثي، وقد انضمت وسائل إعلام ميليشيات الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، إلى حملة التحريض التي تستهدفهم، تزامناً مع استمرار اعتقالها لـ (16) شخصاً من منتسبي الطائفة.
ونشر موقع (سبأ نت) في نسخته الحوثية تقريراً مطوّلاً عن الطائفة البهائية، زعم فيه أنّ هذه الطائفة إحدى السهام المسمومة للصهيونية والماسونية العالمية، واتهمها بمحاربة وتشويه الإسلام، وطمس معالم المسلمين، وإضعافهم، وبث الفُرقة والانقسام والبلبلة في أوساطهم، وسلخهم وإبعادهم عن عقيدتهم.
والبهائية، بحسب الموسوعة الحرة العالمية ويكيبيديا، هي إحدى الديانات التوحيدية المستمدة من الفكر الباطني من المذهب الشيعي الشيخي، وتأسست في القرن الثالث عشر الهجري/ التاسع عشر الميلادي في إيران على يد حسين علي نوري الملقب بـ "بهاء الله"، والذي استمد عقيدته من الديانة البابية التي أسسها علي محمد رضا الشيرازي الملقب بـ "الباب"، ونتيجةً لذلك فإنّ هناك ارتباطاً تاريخياً بين البهائية والبابية.
وسائل إعلام الحوثي: هذه الطائفة إحدى السهام المسمومة للصهيونية والماسونية العالمية
رغم ذلك، فإنّ الميليشيات الإيرانية في تقريرها قالت إنّها ديانة وضعية مُختلقة تدّعي أنّ لها نبيها وطقوسها ومُعتقداتها الخاصة بها، المستنسخة ممّا حفلت به الصهيونية والماسونية، وكلها تندرج تحت مظلة "الحرب الناعمة" على حدّ زعمها، بحسب موقع (نيوز يمن).
ويمثل مصطلح "الحرب الناعمة" الشماعة التي تستهدف بها الميليشيات الإيرانية في صنعاء الأقليات الدينية والقوى السياسية والاجتماعية المناوئة لها.
وبرغم أنّ البهائية من الأقليات الدينية، إلا أنّ الميليشيات الحوثية في تقريرها جعلت منها قوة عظمى تسعى لحماية إسرائيل وتحريم الجهاد واستهداف الإسلام وإعادة الغزاة والمحتلين والمستعمرين، على حدّ زعمها.
وجاء تقرير إعلام الميليشيات غداة بيان للمفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، عبّرت فيه عن قلقها إزاء لغة التحريض على التمييز والعنف التي تستخدمها ميليشيات الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، ضد الأقليات والمجموعة الدينية مثل البهائيين.
برغم أنّ البهائية من الأقليات الدينية، إلا أنّ الميليشيات الحوثية في تقريرها جعلت منها قوة عظمى تسعى لحماية إسرائيل وتحريم الجهاد واستهداف الإسلام
وقال المتحدث باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان جيريمي لورانس، في تصريح صحفي له: إنّ "اعتقال سلطات الأمر الواقع في صنعاء (المعروفة باسم الحوثيين أو أنصار الله) لمجموعة من أتباع الأقلية البهائية، وخطبة لاحقة ألقاها شمس الدين شرف الدين، مفتي الحوثيين بصنعاء، تحرض على كراهية البهائيين والمجموعات الدينية الأخرى، هي مسائل تثير قلقاً بالغاً".
وما يزال عدد من أبناء الطائفة يواجهون صعوبات في نيل حقوقهم المدنية والسفر خارج البلاد، فضلاً عن تجدد الملاحقات والاعتقالات، ويخشى مراقبون أن يكون ذلك مقدمة لاستئناف الحملات الحوثية بحقهم.
وتعاني الطائفة البهائية التضييق والتمييز والاضطهاد من قبل ميليشيات الحوثي، التي تتهم من قبل مؤسسات حقوقية بقمع كل مظاهر التنوع الديني والحرية في المجتمع اليمني، والتي تنوعت بين دهم المنازل وترويع الأسر والخطف والإخفاء القسري والإجبار على التخلص من الوثائق الشخصية وإثبات الهوية أو جوازات السفر وغيرها.