
محمد طارق
قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، إنه على الرغم من الضربة القوية التي تلقاها تنظيم "حزب الله" اللبناني، إلا أن حسن نصر الله الأمين العام للتنظيم، أعلن عن تصميمه على مواصلة القتال، ووسع مطالبه إلى ما هو أبعد من غزة، وتوعد بالرد على إعلان الحرب الإسرائيلي.
وقالت يسرائيل هيوم، في تحليل تحت عنوان "كلمة نصرالله.. هل يفقد زعيم حزب الله عقله؟"، إن عملية اختراق أجهزة اللاسلكي "البيجر" في جنوب لبنان، كانت عملية غير مسبوقة بالنسبة لحزب الله، وقد اعترف نصر الله نفسه بذلك، حيث قُتل العشرات من التنظيم، كما أصيب مئات آخرون بالعمى، فضلاً عن إصابة الآلاف بجروح طفيفة أو متوسطة.
هدف نصر الله
وذكرت الصحيفة أن تلك العملية أظهرت تفوقاً تكنولوجياً، وعلى الرغم من أنها إنجاز تكتيكي، إلا أن نصر الله الآن يستطيع الاستمرار في حالة نشوب حرب شاملة، ويعتقد أن قدرته ستمكنه من تحقيق الهدف الذي وضعه لنفسه منذ 23 أكتوبر (تشرين الأول)، والذي يتمثل في نهاية الحرب بقطاع غزة.
ولكن إلى جانب هذا الهدف، طالب نصر الله إسرائيل بوقف نشاطها العسكري في الضفة الغربية أيضاً.
وترى الصحيفة أنه بهذه التصريحات، يشير ضمناً إلى أن غزة ليست سوى ذريعة لهدف أكبر، وهو إدامة الوضع الحالي في الشمال، حيث يبقى الآلاف من الإسرائيليين خارج منازلهم كواقع دائم، وهو أمر لن يتغير، إلا إذا أنهت إسرائيل عمليتها، وهو الأمر الذي ينذر بعودة حركتي حماس والجهاد إلى تعزيز قوتهما في غزة والضفة الغربية.
وتابعت: "من المفترض أن يؤدي ذلك إلى مغادرة الإسرائيليين منازلهم، والتخلي عن المزيد منها مساحات من الأرض".
تهديدات نصرالله
وأشارت الصحيفة إلى تشديد حسن نصر الله في كلمته على أن المناورات البرية وإنشاء منطقة أمنية عازلة لا تهدده، ولكن بالعكس تماما، حيث يقول إن مثل هذه العملية ستيح لحزب الله إيقاع العديد من الضحايا في صفوف الجيش الإسرائيلي، وهذا ليس أقل من "فرصة تاريخية". كما وعد نصرالله كالعادة بالرد "في الوقت والمكان المناسبين" على الهجوم النوعي الذي اعتبره "إعلان حرب".
هل فقد عقله؟
واختتمت الصحيفة تحليلها، بأن هناك من ادعى بأن نصر الله كان متوازناً نسبياً، ومقارنة بشخصيات أخرى قد تحل محله، فإن خطواته محسوبة ويتصرف بحذر شديد أمام إسرائيل، حفاظاً على موقعه كحارس للبنان، مضيفة أن تسلسل الأحداث منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول)، عندما تم فتح الجبهة الشمالية، يلقي بظلال من الشك على هذا التقييم.
تفجيرات أجهزة البيجر
وتُعد تفجيرات أجهزة الاتصال "بيجر" الخاصة بحزب الله، تصعيداً كبيراً في الهجمات الإسرائيلية ضد التنظيم اللبناني، كما أنها خطوة تُعزز المخاوف من اندلاع حرب شاملة في المنطقة.
وأسفرت تلك التفجيرات عن مقتل وإصابة أعداد كبيرة من اللبنانيين في سلسلة انفجارات متزامنة استهدفت أجهزة الاتصال الخاصة بعناصر التنظيم في بيروت ومناطق أخرى، وألقي اللوم بها إسرائيل.
موقع "24"