أثار الهجوم الذي شنّته ميليشيا الحوثي الإرهابية الإثنين الماضي على تمركزات الجيش في محافظة تعز الكثير من ردود الفعل المحلية والدولية، خاصة أنّه جاء في وقت تسري فيه الهدنة التي عُقدت برعاية أممية.
وذكر مصدر حكومي في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية أنّ هجوم الحوثيين كان يهدف لقطع الطريق الذي يربط تعز بمحافظة لحج، وهو المنفذ الوحيد الذي يربط مركز محافظة تعز بالمحافظات الأخرى الخاضعة لسيطرة الحكومة.
ورغم عدم إعلان الميليشيات الموالية لإيران عن الهجمات أو خسائرها فيها، إلا أنّ المركز الإعلامي لمحور تعز التابع للجيش اليمني أكد في بيان صحفي "أنّ (23) عنصراً من ميليشيات الحوثي قتلوا، وجرح نحو (30) آخرين خلال تصدي الجيش لهجومهم غرب تعز".
وكانت الحكومة اليمنية قد أعلنت الإثنين الماضي مقتل (10) جنود وإصابة (7) آخرين، في هجوم عنيف شنّته ميليشيات الحوثي الإرهابية على منطقة "الضباب" غرب مدينة تعز، واصفة الهجوم بـ"التصعيد الخطير".
وعن المواقف الدولية، نددت الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وفرنسا في بيانات منفصلة بالاعتداءات الإرهابية الحوثية التي استهدفت منطقة "الضباب" في مدينة تعز، وأكدت الأمم المتحدة وجود تعزيزات عسكرية كبيرة للميليشيات في مدينة الحديدة، مطالبة قادة الميليشيات باحترام "اتفاق ستوكهولم" والامتناع عن التصعيد، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".
ودان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية سبأ أمس، الهجوم الذي شنه الحوثيون على مدينة تعز.
وقال غروندبرغ: "أدين الهجوم الذي انطلق من مناطق سيطرة الحوثيين ليلة الأحد، في منطقة الضباب بتعز، ممّا أسفر عن مقتل وجرح عدد من الجنود، والذي يهدد بتفاقم الأوضاع الإنسانية للمدنيين بشكل خطير".
ودعا المبعوث الأممي كافة الأطراف لاغتنام الفرصة التي تتيحها الهدنة المُمددة لإظهار الالتزام الكامل بإنهاء النزاع.
بدوره، عبّر الاتحاد الأوروبي عن قلقه إزاء الهجوم الإرهابي الحوثي على منطقة "الضباب"، مؤكداً أنّه يقوّض جهود السلام.
الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ينددون بالاعتداءات الإرهابية الحوثية التي استهدفت منطقة "الضباب" في مدينة تعز
من جهته، عبّر السفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاجن عن قلقه البالغ إزاء الهجوم.
وقال في تغريدة نشرتها السفارة الأمريكية على حسابها بموقع "تويتر": "إنّني قلق من هجوم الحوثيين في انتهاك مباشر للهدنة".
من جانبها، أعربت السفارة الفرنسية عن قلقها البالغ من هجوم الحوثي على منفذ "الضباب"، مشيرة إلى أنّ "هذا العمل لا يتماشى مع جهود السلام وتطلعات السكان المحليين في تعز".
ودعت فرنسا كافة الأطراف إلى المشاركة بحسن نية وبنّاءة في جهود الوساطة بما في ذلك لجنة التنسيق العسكري.
ومحليّاً، ندد سياسيون وناشطون وصحفيون، عبر هاشتاغ #الحوثي_يصعد_في_تعز، بتصعيد ذراع إيران في محافظة تعز.
أصيل السقلدي، مدير مركز ألوية العمالقة الجنوبية الإعلامي، قال: لا جدوى من التنديد أمام أعمال الحوثي الإجرامية، فالمجرمون أمثال الحوثي لا يجدي معهم إلا الردع والضرب بيد من حديد وقطع يد الإجرام التي تقتل وتحاصر المدنيين، فالعالم اليوم أمام مسؤولية إنسانية لإنهاء مهازل مبادراته التي تحمي المجرمين، وفق ما أوردت صحيفة "العين".
وأكد السياسي براء شيبان، في تغريدة له على "تويتر"، أنّ الحوثيين لن يفتحوا طرقات تعز، ولن يتراجعوا عن حصار المدينة، إلا إذا تمّت عملية عسكرية جادة في هذا الصدد، لافتاً إلى أنّ "عقيدة الحوثيين قائمة على عدم تقديم تنازلات ولا الدخول بعملية سياسية مع من يعتبرونهم خونة ضد المسيرة القرآنية، ولو اضطروا إلى حصار المدينة لـ (10) أعوام قادمة".
واعتبر الباحث السياسي عبد الله إسماعيل أنّ ما يحدث في تعز "أقذر وأكبر عملية اختطاف رهائن في التاريخ"، قائلاً: الميليشيات الحوثية الإرهابية تختطف سكان مدينة كاملة، تمارس عليهم التجويع والحصار والقتل والقنص اليومي، والمبعوث الأممي يرعى الجريمة بالصمت ومحاباة المجرم.
من جانبه، قال نائب رئيس دائرة الانتقالي الإعلامية، منصور صالح في تغريدة له: عشرات العناصر الحوثية تحاصر الملايين من أهالي تعز، وتقتل أطفالها دون رحمة، وعشرات الآلاف من عناصر قوات الحشد الشعبي التابع للإخوان في حالة إحماء وتدريب متواصل استعداداً لتحرير عدن وسقطرى وشبوة، رحم الله القائد عدنان الحمادي.
سياسيون وناشطون وصحفيون ينددون عبر هاشتاغ #الحوثي_يصعد_في_تعز بتصعيد ذراع إيران في المحافظة
مستشار وزير الإعلام فهد الشرفي أكد، عبر تغريدة له على "تويتر"، أنّه "منذ الحرب الأولى وميليشيات ذراع إيران تحارب حتى تفشل فتطلب هدنة، ثم تنقض الهدنة، ثم تحارب، ثم تدخل في اتفاق ومصالحة وسلام، وتنقلب على الاتفاق والمصالحة، بعد أن تستفيد من الهدنة ومن فترة السلام لإعادة التحشيد والتسلح والتمكن وهكذا... ونحن لا نعتبر ولا نتعظ من الأحداث".
إلى ذلك، أكدت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة "أونمها" أنّها لاحظت وجوداً عسكرياً كبيراً لميليشيات الحوثي في مدينة الحُديدة خلال الأيام الماضية، معبّرة عن قلقها البالغ من الاستحداثات الأخيرة للميليشيات.
وشددت البعثة في تغريدات على "تويتر" أنّه يجب أن تبقى الحديدة خالية من المظاهر العسكرية، كما تم الاتفاق عليه في ستوكهولم.
ودعت "أونمها" قيادة الحوثيين إلى احترام بنود اتفاق الحديدة، والامتناع عن الأعمال التي قد تسهم في التصعيد، لما فيه صالح جميع اليمنيين.
في غضون ذلك، ناقش وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك أمس، مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، مسار الهدنة الأممية وجهود السلام في ضوء الهجمات الأخيرة لميليشيات الحوثي الإرهابية في منطقة "الضباب" بتعز، وخروقاتها المستمرة لوقف إطلاق النار وأساليبها الهمجية والاستفزازية في التعاطي مع المساعي الدولية لإيقاف الحرب وتحقيق السلام.
وقال وزير الخارجية اليمني في تصريح أوردته وكالة سبأ الرسمية: "إنّه في الوقت الذي ينتظر فيه أبناء اليمن عموماً وتعز خصوصاً التزام الميليشيات بفتح الطرق الرئيسية إلى تعز بعد (7) أعوام من الحصار، أعلنت الميليشيات الحوثية تحديها للمجتمع الدولي محاولة قطع الشريان الوحيد لمدينة تعز، وهو ما يعكس مدى استخفاف الميليشيات بالجهود الدولية والأممية وسوء حساباتها لموقف الحكومة اليمنية والشعب اليمني التواق لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب".
وأكد أنّ هذه الأعمال تضع الهدنة القائمة والمبادرات والمساعي المبذولة لتوسيعها وتمديدها على المحك".
هذا، وقُتل (12) جندياً وأصيب (19) آخرون بهجمات شنتها ميليشيات الحوثي الإرهابية في مختلف الجبهات خلال اليومين الماضيين.
وشنت ميليشيات الحوثي الإرهابية هجمات عسكرية عنيفة على مواقع للجيش الوطني بمحافظة تعز.
وقالت مصادر عسكرية نقل عنها اليوم موقع "سبتمبر": إنّ الميليشيات الموالية لإيران شنت الليلة الماضية هجوماً عنيفاً على مواقع للجيش في عقبة منيف، شرقي المدينة.
وزير الخارجية اليمني: الميليشيات الحوثية تعلن تحديها للمجتمع الدولي بمحاولة قطع الشريان الوحيد لتعز، وهو ما يعكس مدى استخفاف الميليشيات بالجهود الدولية والأممية
وأضافت مصادر عسكرية أخرى أنّ الميليشيات هاجمت أيضاً جبهات الزنوج وكلابة شمال وشمال شرق المدينة وميلات غرباً.
وأكدت المصادر أنّ قوات الجيش تمكنت من إحباط الهجمات الحوثية، وألحقت بهم خسائر بشرية كبيرة، وخسائر أخرى مادية بينها تدمير طقم عسكري.
وفي الإطار ذاته، أصيب مدني أمس برصاص قناص حوثي شمال غربي مدينة تعز المحاصرة للعام الـ8 على التوالي.
وقال مصدر محلي لموقع "الشارع": إنّ سائق شاحنة يدعى عبد الله كامل أحمد أصيب بعد عصر اليوم برصاص أطلقه عليه قناص حوثي في منطقة الزنوج.
وتسري في اليمن هدنة إنسانية دخلت حيز التنفيذ في 2 نيسان (أبريل) الماضي، وجددت مرتين لمدة شهرين، واستوفت الحكومة المعترف بها والتحالف العربي تنفيذ بنودها، بما فيه قرار وقف إطلاق النار والعمليات العسكرية، وتتنصل ميليشيات الحوثي من تنفيذ تعهداتها، بما فيها فتح شريان حياة إلى مدينة تعز.
مواضيع ذات صلة:
- قبل أيام من انتهاء الهدنة في اليمن.. ارتباك الحوثي وتراجع نفوذ الإخوان
- صحفي يمني يكشف لـ"حفريات": زملائي يواجهون الإعدام في سجون الحوثي