إخوان السودان ومحاولات لا تتوقف لإشعال الصراع... ما الجديد؟

إخوان السودان ومحاولات لا تتوقف لإشعال الصراع... ما الجديد؟

إخوان السودان ومحاولات لا تتوقف لإشعال الصراع... ما الجديد؟


02/01/2024

تلعب جماعة الإخوان المسلمين دوراً لم يعد خفيّاً في إشعال فتيل أزمة الصراع السوداني، الذي تجدد قبل أسابيع بصورة أكثر ضراوة، فيما فشلت كافة الجهود لإقرار هدنة جديدة، وقد بلغت الأزمة الإنسانية ذروتها في ظل ارتفاع أعداد القتلى ونقص الغذاء والدواء والمواد الأساسية فضلاً عن انتشار الأوبئة، فيما تتجه أصابع الاتهام لجماعة الإخوان باعتبارها المسؤول عن الأزمة وتغذيتها. 

مع عودة الأزمة السودانية إلى المشهد، واتساع رقعة الحرب التي شملت مؤخراً ولايات (الجزيرة وسنار والنيل الأبيض)، إضافة إلى (9) ولايات سابقة، هي: "الخرطوم، و(5) ولايات في دارفور، و(3) في كردفان"، في غضون ذلك، تجددت الاتهامات حول دور الإخوان وأهدافهم من إشعال الحرب، خاصة مع انتشار تصريحات لأحد القادة العسكريين بالجيش السوداني تحدثت عن دور الإخوان في إشعال الأزمة لتحقيق أهدافهم الخاصة. 

تحريض على الاقتتال

مؤخراً، صدّرت جماعة الإخوان في السودان القيادي الإخواني علي كرتي لتحريض أبناء الشعب الواحد على بعضهم بعضاً، والدعوة إلى سفك الدماء باسم الدين.

ووجّه الأمين العام للحركة الإسلامية في السودان علي كرتي بياناً حول الأوضاع التي تعيشها البلاد.

وطالب كرتي، الذي شغل منصب وزير العدل، ووزير الخارجية، إضافة إلى إشرافه على مجندي الدفاع الشعبي في عهد الرئيس المعزول عمر البشير، طالب الجيش بالشفافية وتوضيح الحقائق للشعب، كما طالبه بتسليح المستنفرين الذين سيكونون شاهداً للجيش أو عليه، وفق ما نقل موقع (الراكوبة).

تلعب جماعة الإخوان دوراً لم يعد خفياً في إشعال فتيل أزمة الصراع السوداني

ودعا قيادة القوات المسلحة إلى مخاطبة الشعب بالحقائق؛ لا تتركوه نهباً للشائعات، ومكائد المتمردين، الذين يستهدفون إضعاف ثقة الشعب فيكم، لينفضّ من حولكم.

وطالب كرتي جماهير الشعب السوداني التي أسقطت نظامهم منذ (5) أعوام في ثورة عظيمة وملحمية، بأن يكونوا كالجبال ثباتاً وكالأسود في حماية حقوقهم".

وكان كرتي قد أصدر فتوى قال فيها: "إنّ القتال ضد قوات الدّعم السّريع هو جهاد دفع، وهو من باب قتال البغاة الصائلين المفسدين في الأرض من غير شرط ولا استثناء ولا احتراز. وإنّ على كل مسلم أن يدفع عن نفسه وغيره بما يستطيع، رجلاً كان أو امرأة."

من أطلق الرصاصة الأولى؟ 

يقول العقيد في الجيش السوداني مصطفى محمد عثمان: إنّ "جماعة الإخوان هم من أشعلوا الحرب القائمة في السودان، بهدف العودة إلى السلطة مرة أخرى، وعقاب الشعب السوداني على إطاحتهم بالنظام السابق".

وأوضح عثمان، وهو أحد ضباط "الفرقة الأولى مشاة بود مدني" أنّ "القوة العسكرية التي أَطلقت الرصاصة الأولى في هذه الحرب تحركت من اللواء الأول مشاة بمنطقة (الباقير) التابع للفرقة الأولى، لمهاجمة معسكر قوات الدعم السريع بـ "المدينة الرياضية" في الخرطوم.

وأكد أنّهم كضباط في الفرقة الأولى لا يعلمون من أصدر التعليمات بتحرّك القوة المهاجمة لقوات الدعم السريع، موضحاً أنّ الجيش السوداني تم استخدامه مطية من قبل عناصر نظام الرئيس السابق عمر البشير للعودة إلى الحكم.

 

صدّرت جماعة الإخوان في السودان القيادي الإخواني علي كرتي لتحريض أبناء الشعب الواحد على بعضهم بعضاً، والدعوة إلى سفك الدماء باسم الدين

 

وفي حين يصف محمد الطيب، الكاتب الصحفي السوداني، وضع المدنيين المحاصرين في مناطق النزاع في السودان، بأنّهم يواجهون حالة أشبه بالمجاعة بحلول الصيف المقبل، يتهم الإخوان بشكل واضح بالضلوع في إشعال الأزمة لخدمة أهدافهم. 

ويقول الطيب، بحسب موقع (العرب مباشر): إنّ ما يشهده السودان حالياً "كارثة إنسانية" تتمثل في الدخول في شبه مجاعة، بعد أن استنفدت أصولها وجميع الخيارات المتاحة، واتهم التقرير طرفي الصراع بعرقلة وصول عمال الإغاثة إلى المتضررين.

ويضيف: "الإخوان هم من يجرّون الأوضاع في البلاد إلى حرب، لإجهاض الاتفاق الإطاري والعملية السياسية التي تؤدي في نهاية الأمر إلى حكومة مدنية، وخروج العسكريين من السلطة وممارسة السياسة، لافتاً إلى أنّهم يسرقون المساعدات من أجل التابعين لهم، لكي تفاقم الأوضاع الداخلية في السودان، كل هذه الأمور تأتي في صالح الجماعة الإرهابية ومخططاتها." 

هل خطط الإخوان للحرب؟ 

أثار العديد من التغريدات لقادة الإسلام السياسي، وعناصر جماعة الإخوان داخل السودان، قبل أيام من اندلاع الحرب، تأكيدات حول تخطيط مسبق من جانب الجماعة لبدء الحرب، بحسب ما أوردته صحيفة (الشرق الأوسط). 

في 11 نيسان (أبريل) نشر الناشط عمّار السجّاد على صفحته سؤالاً مفخخاً كأنّه يجيب عن سؤال تحريضي، إذ قال: "الناس الذين يستبعدون الحرب...، المدرعات دي جاية الخرطوم تزرع الزهور؟" وقبلها كان السجّاد قد وجّه نصيحة، تقول: "أيّ أسرة تستطيع مغادرة الخرطوم لأطول فترة ممكنة، فلتفعل". 

وفي تغريدة كتبها الصحافي المحسوب على التيار الإسلامي طلال إسماعيل يوم 13 نيسان (أبريل)، قائلاً: "يؤتي الملك مَن يشاء، وينزع الملك ممّن يشاء" ودوّن تحتها (هاشتاغات)، تقول: "قوائم الاعتقال، حظر السفر، ساعة الصفر". 

وفي تغريدة أخرى لإسماعيل كتب: من القائد خرطوم، إلى كل الأفرع والوحدات، وقبل اندلاع القتال بساعات كتب مرة أخرى: "إنشاء قوات خاصة جديدة من الجيش السوداني (للتدخل السريع)، رشيقة الحركة وذات نيران كثيفة، وتساءل عدد من المواطنين عن العربات في فيديوهات ظهرت ليلاً، تضم وحدات من مهامها حرب المدن، ومكافحة الإرهاب وعمليات ذات طبيعة خاصة". 

وفي  حزيران (يونيو) الماضي أعلنت (الحركة الإسلامية) فتح باب "الجهاد" من أجل ما سمّته "معركة الكرامة".

 

الإخواني علي كرتي: القتال ضد قوات الدعم السريع هو جهاد دفع، وهو من باب قتال البغاة الصائلين المفسدين في الأرض من غير شرط ولا استثناء ولا احتراز. وعلى كل مسلم أن يدفع عن نفسه وغيره بما يستطيع، رجلاً كان أو امرأة

 

ونشرت صفحة حزب (المؤتمر الوطني) "الحاكم السابق" عبر صفحتها الرسمية بموقع (فيسبوك) تقول: إنّ "هذه حربنا منذ اللحظة الأولى، فلا مكان بيننا للمتخاذلين والجبناء، قم يا مجاهد، وأوفِ بعهدك مع الشهداء، فإمّا حياة تسرّ الصديق، وإمّا ممات يغيظ العدا (الأعداء)".

ما أهداف الإخوان؟ 

بحسب خبراء تحدثوا لصحيفة "العين"، أشعل إخوان السودان شرارة الحرب لاعتقادهم أنّ " (3) أيام كافية للإطاحة بقوات الدعم السريع، والعودة إلى سدة السلطة مرة أخرى"، لكن حالياً، حسب وقائع الحرب ودفاترها اليومية، لا يعلم أحد إلى متى تستمر الحرب، أو متى تنتهي، "بل أصبحت تهدد بالتحول إلى حرب أهلية".

ومع أنّ تجربة حُكم الإخوان بقيادة البشير استمرت مدة (30) عاماً، تضاف إليها (4) أعوام في الظل عبر اللجنة الأمنية التي عرقلت الحكومة المدنية برئاسة عبد الله حمدوك وانتهت بسقوطها، إلا أنّ أياديهم ما تزال تتسلل من كل حدب لتشعل حرباً مفتوحة على جميع السيناريوهات.

مواضيع ذات صلة:

المسألة السودانية: قتال إثني وتحركات انفصالية وانتهاكات واسعة

هل تبدأ القاعدة وداعش بتنفيذ عمليات في إثيوبيا والسودان قريباً؟

كيف تؤثر عقوبات واشنطن على الصراع السوداني؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية