إبراهيم منير يواصل الطرق على باب "الحوار الوطني" بالخطة "ب"... ماذا قال؟

إبراهيم منير يواصل الطرق على باب "الحوار الوطني" بالخطة "ب"... ماذا قال؟


31/07/2022

في محاولة يائسة للعودة إلى مشهد سياسي لفِظت منه جماعة الإخوان المسلمين، المصنفة إرهابية في بعض الدول، شعبياً وسياسياً، حاول القيادي الإخواني إبراهيم منير، الضغط عبر منصة إعلامية دولية على السلطات المصرية لضم الجماعة، التي أُطيح بها بعد ثورة شعبية كبيرة في 30 حزيران (يونيو) 2013، إلى "الحوار الوطني".

وأسقط منير عمداً جلّ محاولاته، وتلك الخاصة بالجبهات الإخوانية الأخرى، للتودد للسلطات المصرية للانضمام إلى "الحوار الوطني"، عبر طلب وساطة دولة عربية والولايات المتحدة الأمريكية قبل زيارة للمملكة العربية السعودية قام بها الرئيس الأمريكي جو بايدن، المعروف بدعمه للإخوان المسلمين وتيارات الإسلام السياسي التي دمرت سوريا، بإيعاز من هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية في عهد باراك أوباما، وفقاً لتسريب نشرته ويكيليكس لبريد إلكتروني لها، ضمن ما عُرف بـ"ثورات الربيع العربي" التي كان الهدف منها تصعيد الإخوان المسلمين إلى الحكم في عدد من الدول العربية.

حاول إبراهيم منير الضغط على السلطات المصرية لضم الجماعة، التي أُطيح بها بعد ثورة شعبية كبيرة في 2013، إلى "الحوار الوطني"

 الخطة "ب"

ادّعى منير، في حوار نشرت "رويترز" مقتطفات منه أمس، أنّ "الحوار السياسي المتوقع أن يبدأ خلال أسابيع بين الحكومة وجماعات معارضة مختارة ليس مبادرة جادة"، في تصريحات تهدف إلى التشكيك دولياً في الحوار الوطني المصري.

هجوم القيادي الإخواني، الذي يخوض هو نفسه صراعاً مع جبهة إسطنبول بقيادة محمود حسين، هو نفسه الخطة "ب" البديلة لمحاولات الإخوان، التي بدأت بالتودد وطلب الوساطة، للضغط دولياً على السلطات المصرية للعودة إلى المشهد السياسي المصري عبر مواصلة طرق باب "الحوار الوطني".

"الحوار الوطني" الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نهاية نيسان (أبريل) الماضي، في نظر منير، كان سيحظى بمباركته وإشادته إذا ضم جماعة الإخوان المسلمين، التي ما تزال يداها ملطخة بدماء المئات من أبناء الشعب المصري من الجيش والشرطة والمدنيين، فقد قال منير: إنّ ذلك الحوار "لا يمكن أن يحقق نتائج إذا تمّ استبعاد الإخوان أو غيرهم منه".

هجوم منير هو نفسه الخطة "ب" البديلة لمحاولات الإخوان للعودة إلى المشهد السياسي المصري عبر مواصلة طرق باب "الحوار الوطني"

الجماعة، التي رفضت الحوار في بادئ الأمر عندما عُرض عليها من الرئيس السيسي، وزير الدفاع حينها، في خضم مظاهرات 30 حزيران (يونيو)، تسعى الآن لتكون جزءاً من حوار سياسي رفضته سابقاً، وتعاملت معه بالعنف والسلاح والعمليات الإرهابية، وقد تابع منير: "الحوار مطلوب صحيح، إنّما أيضاً لا بدّ أن يشمل الجميع".

 رفض محسوم

محاولات الإخوان المسلمين، وعلى رأسهم منير، بالتودد تارة والضغط دولياً أخرى، للانضمام إلى "الحوار الوطني" تصطدم بواقع أنّ الجماعة فقدت الحاضنة الشعبية، التي لطالما تباهت بتأثيرها على الضعفاء عبر الرشاوى الانتخابية في كثير من الأحيان، ومن خلال خطاب ديني قائم على التشكيك والتشتيت عن القضايا الدينية الحقيقية، ومخصص لخدمة مصالح الجماعة وقادتها باعتبارهم "خلفاء الله في الأرض".

في بيان متلفز في 5 تموز (يوليو) الجاري، قال منسق الحوار ضياء رشوان، نقيب الصحفيين المصريين: إنّ "المستثنى من حضور الحوار الوطني بإجماع أعضاء المجلس هو كلّ من مارس عنفاً أو حرّض عليه أو شارك فيه أو هدد به، وخاصة جماعة الإخوان في مقدمة من فعل ذلك، وهي مستبعدة من الحوار بحسب قرار المجلس، ولا يمكن للقتلة أن يكون لهم مكان في ساحة الحوار."

وكان الرئيس السيسي قد كلّف، أواخر نيسان (أبريل) الماضي، إدارة المؤتمر الوطني للشباب بالتنسيق مع مختلف التيارات السياسية الحزبية والشبابية لإدارة حوار سياسي حول أولويات العمل الوطني خلال المرحلة الراهنة، غير أنّ السلطات المصرية تقول عادة إنّها تستثني من أيّ حوار سياسي كلّ من تورط بالإرهاب، وحمل السلاح في وجه الدولة، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين المدرجة على قوائم الإرهاب المصرية.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية