طالب النواب الديمقراطيون في الكونغرس الأمريكي بالحصول على تسجيلات من المحامي الشخصي للرئيس دونالد ترامب، رودي جولياني، في أحدث خطوة ضمن الجهود المبذولة لعزل الرئيس من منصبه.
النواب الديمقراطيون في الكونغرس يطالبون بالحصول على تسجيلات من المحامي الشخصي لترامب
وقد اعترف جولياني بأنّه طلب من المسؤولين الأوكرانيين التحقيق في مزاعم الفساد ضدّ جو بايدن، المنافس الديمقراطي لترامب في انتخابات الرئاسة المقبلة، وفق شبكة "بي بي سي".
وأصدر المشرعون الديمقراطيون مذكرة استدعاء للحصول على تلك التسجيلات من جولياني.
ويعدّ هذا الطلب جزءاً من إجراءات محاكمة ترامب، وهو مدفوع بشكوى تقدم بها شخص للإبلاغ عن المخالفات التي ارتكبها الرئيس.
وكشف هذا الشخص (المخبر)، الذي يُقال إنّه ضابط بوكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه"، عن مخاوف بين عدد من مسؤولي البيت الأبيض من أنّ ترامب حاول الضغط على زعيم أجنبي (رئيس أوكرانيا فلوديمير زيلينسكي) للتحقيق مع منافس سياسي ديمقراطي.
وأكّد هذا المخبر أنّ ترامب حثّ زيلينسكي على التحقيق في الادعاءات المشكوك فيها ضدّ بايدن، وهو مرشح ديمقراطي لانتخابات الرئاسة عام 2020، وكذلك التحقيق في مزاعم تتعلق بنجله.
وأصبحت هذه المكالمة الهاتفية، التي تمّ الكشف عنها مؤخراً، محركاً رئيساً لتحقيق يهدف إلى عزل ترامب من جانب الديمقراطيين، وهي الجهود التي قد تتسبّب في طرد الرئيس الأمريكي من منصبه، لكنّ هذا الإجراء يتطلب موافقة أعضاء من حزبه الجمهوري للوقوف ضدّه.
هذا وأرسل ثلاثة من رؤساء اللجان الرئيسة في مجلس النواب، وهي لجان الاستخبارات، والشؤون الخارجية، والرقابة، مذكرة الاستدعاء إلى المحامي جولياني، أمس.
ترامب طلب من الرئيس الأوكراني التنسيق مع محاميه بشأن أيّ تحقيق في اتهامات فساد ضدّ بايدن وابنه
وفي المكالمة الهاتفية، مصدر الأزمة، طلب ترامب من الرئيس الأوكراني التنسيق مع محاميه بشأن أيّ تحقيق في اتهامات فساد ضدّ بايدن وابنه هانتر.
خلال ظهوره، في 19 أيلول (سبتمبر)، على شبكة "سي إن إن"، قال جولياني: "لقد طلبت من أوكرانيا النظر في الادعاءات المتعلقة بموكلي، والتي تزعم تورّط جو بايدن بشكل عرضي في مخطط رشوة ضخم".
وفي خطاب الاستدعاء لجولياني، قال رؤساء اللجان الديمقراطيون: "إضافة إلى هذا الاعتراف الصارخ؛ صرّحت مؤخراً أنّك بحوزتك أدلة، رسائل نصية وتسجيلات هاتفية ورسائل أخرى، تشير إلى أنّك لم تتصرف بمفردك، وأنّ مسؤولين آخرين في إدارة ترامب ربما شاركوا في هذا المخطط أيضاً".
وطلب النواب الديمقراطيون من جولياني تقديم جميع المراسلات ذات الصلة، بحلول 15 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري.
ولم يرد جولياني والبيت الأبيض على المذكرة حتى الآن، رغم أنّ جولياني قال، الأول من أمس؛ إنّه لن يتعاون مع النائب الديمقراطي، آدم شيف.
في السياق نفسه؛ قدّم مخبر سري من المخابرات الأمريكية شكوى، الشهر الماضي، قال فيها إنّ لديه "مخاوف ملحة" من أن ترامب قد استخدم مكتبه "لطلب تدخل دولة أجنبية" في الانتخابات الرئاسية المقبلة، خلال عام 2020.
ورغم أنّ الكونغرس الآن في عطلة، إلا أنّ الديمقراطيين يخططون للبقاء في واشنطن خلال فترة الاستراحة للمضي قدماً "بسرعة" من خلال إجراءات الإقالة ومذكرات استدعاء إضافية ضدّ ترامب.
وقال الزعيم الأوكراني، زيلينسكي، للصحفيين؛ إنّه لا يخطط للكشف عن تسجيل لمكالمته الهاتفية مع ترامب.
وأضاف زيلينسكي لـ "رويترز": "هناك بعض الأمور الدقيقة والأشياء التي أعتقد أنّه سيكون من الخطأ نشرها".
الزعيم الأوكراني زيلينسكي يؤكّد أنّه لا يخطط للكشف عن تسجيل لمكالمته الهاتفية مع ترامب.
هذا وقد كشف مسؤول كبير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية؛ أنّ وزير الخارجية، مايك بومبيو، كان بين الذين استمعوا إلى مكالمة ترامب وزيلينسكي، في 25 تموز (يوليو) الماضي.
كما تمّ استدعاء بومبيو للسؤال عن الوثائق المتعلقة بأوكرانيا من جانب نواب ديمقراطيين في مجلس النواب.
يذكر أنّ مكالمة رئاسية أخرى خضعت للتدقيق؛ حيث طلب ترامب مؤخراً من رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، مساعدة وزير العدل بيل بار، في التحقيق الذي يجريه لضرب مصداقية روبرت مولر، المحقّق الخاص في تدخّل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الماضية، لصالح ترامب.
وقال مسؤول لصحيفة "نيويورك تايمز": إنّ "نسخة من المكالمة كانت مقصورة على مجموعة صغيرة من المساعدين".
وبدأ التحقيق في علاقة ترامب مع روسيا، بعد أن أبلغ المسؤولون الأستراليون مكتب التحقيقات الفيدرالي أنّ مستشار ترامب السياسي السابق، جورج بابادوبولوس، أخبر كبير الدبلوماسيين الأستراليين في بريطانيا أنّ موسكو لديها أدلة حول "فضائح" تخصّ هيلاري كلينتون.