أفضل الأفلام المرشحة لجوائز الأوسكار : السينما تزهر أيضاً

أفضل الأفلام المرشحة لجوائز الأوسكار : السينما تزهر أيضاً

أفضل الأفلام المرشحة لجوائز الأوسكار : السينما تزهر أيضاً


13/02/2023

ترجمة: محمد الدخاخني

في مثل هذا هو الوقت من كلّ عام، إذا كنت تعيش في شمال أوروبا، تريد فقط أن ينتهي الشّتاء. متعةُ عيد الميلاد ورأس السّنة الجديدة تُفسح المجال لتوقّعٍ يطول أمده بأنّ الصّباح سيكون أكثر إشراقاً، والنّهارات أكثر طولاً، وربما تبدأ الزّهور في الظّهور. لكن هناك، أيضاً، عزاء كبير لأولئك الذين يتغذّون على الأفلام. فهي تُزهِر، أيضاً.

إنّ ترشيحات جوائز «البافتا» و«الأوسكار»، والأعمال المتنافسة عليها، هذا العام، مُسلية، ومضحكة، ومُربِكة، ومتنوّعة على أكثر نحو يمكنني التّفكير فيه. أشاهد كل ما يمكنني مشاهدته منها بنهم، وسيكون التّحدّي الحقيقيّ أمام المحكّمين أن يقرّروا كيفيّة اختيار فيلم «أفضل» عندما ينتهي بهم الأمر بمقارنة مثل هذه الحقيبة من الأعمال المختلطة.

جائزة «أفضل صورة»

يُعدّ «كلّ شيء هادئ على الجبهة الغربيّة» أحد الأعمال المنافسة بجديّة - بجديّة شديدة - على جائزة «أفضل صورة». للفيلم سجلّ نسب طويل: إنه يستند إلى رواية كتبها ألمانيّ، هو إريك ماريا ريمارك، وتدور أحداثها في الحرب العالميّة الأولى، ويُترجَم عنوانها الأصليّ من الألمانيّة إلى «لا شيء جديد في الغرب» (Im Westen nichts Neues). الكتاب، الذي نُشر لأوّل مرّة في عام 1929، ربما يكون أقوى رواية كُتبت ضدّ الحرب على الإطلاق. وقد كانت رسالة الكتاب قويّة جدّاً لدرجة أنّ النّازيّين منعوه.

«كلّ شيء هادئ على الجبهة الغربيّة» أحد الأعمال المنافسة بجديّة - بجديّة شديدة - على جائزة «أفضل صورة»

تُعدّ إعادة الإنتاج هذه من بين الأشياء الأكثر إثارة التي ستشاهدها هذا العام أو أيّ عام. ما يجعل الفيلم قويّاً للغاية - ومقنعاً للغاية، الآن - هو التّناقض بين الشّباب الوطنيّين الذين تطوّعوا للذّهاب والقتال من أجل وطنهم - حيث شجّعهم معلّموهم وغيرهم وهم يسيرون بالابتسامات والضّحكات - والواقع الحتميّ للحرب في الخنادق والفظائع التي تنتظرهم. بالنّظر إلى الأهوال الحديثة لحربٍ أخرى في أوروبا، فإنّ كلّ شيء بعيد كلّ البعد عن الهدوء على الجبهة الشّرقيّة. هناك إشاعات عن هجوم ربيعيّ على وشك الحدوث في أوكرانيا.

أفضل فيلم

لذلك، فإنّ «كلّ شيء هادئ على الجبهة الغربيّة»، بالتّأكيد، في تنافس على جائزة «أفضل فيلم»، لكن ربما يجب أن يتلقّى نوعاً مختلفاً من الإشادة. ربما يجب أن يكون مشاهدةً إلزاميّةً مرّة في العام لجميع قادة العالم في الأمم المتّحدة لتذكيرنا بأنّ أشرار الفيلم هم أولئك الرّجال الأكبر سنّاً الذين يشجّعون الشّباب على الخروج ليصبحوا أبطالاً. لا يعود الشّباب، أو عندما يعودون، يُعطَبون بشكل دائم.

لكنّه التّنوع الهائل في عروض أفلام هذا العام هو الأكثر لفتاً للانتباه.

فيلم «كلّ شيء هادئ على الجبهة الغربيّة»، يذكرنا بأنّ أشرار الفيلم هم أولئك الرّجال الأكبر سنّاً الذين يشجّعون الشّباب على الخروج ليصبحوا أبطالاً

«بعد الشّمس» عبارة عن قصة صغيرة ومنخفضة الميزانيّة لأب وابنته خلال عطلة في تركيا. هذا كلّ شيء. يستمتعان بوقتهما. هذه هي القصة. لكن هذا الفيلم - الذي حَظِي، على نحو له ما يبرّره، بمراجعات إيجابيّة - هو الفيلم الذي سيبقى معك لأنّه (من دون التّخلّي عن جوهر القصّة المؤثّر للغاية) يدور حول حبّ العائلة والذّاكرة.

هذان الفيلمان - أحدهما مُكلِف وقويّ الحضور ويتعامل مع أحد أكثر الأحداث التّاريخيّة رعباً في القرن العشرين، والآخر عمل فنيّ صغير جدّاً مصنوع بشكل جميل - يحقّقان النّتيجة نفسها. يجعلانك تفكّر. يظلّان معك لفترة طويلة بعد أكل الفشار وإغلاق السّينما.

الأفلام الوثائقية

وهناك فئة أخرى من الأفلام قويّة بشكل خاصّ هذا العام: الأفلام الوثائقيّة. هناك الكثير من مخرجي الأفلام المثيرين للاهتمام الذين يحاولون شرح حقيقة عالمنا بحيث يصعب معرفة من أين نبدأ.

«بعد الشّمس» عبارة عن قصة صغيرة ومنخفضة الميزانيّة لأب وابنته خلال عطلة في تركيا

تدور أحداث فيلم «كلّ هذا يتنفّس» حول شقيقين في الهند يكرّسان حياتهما لحماية طير الحدَأَة السّوداء المهدّد بالانقراض. لكن هذا، أيضاً، استكشافٌ لحياتهما في الهند التي تتغيّر بسرعة.

«كلّ الجمال وإراقة الدّماء» عبارة عن فيلم وثائقيّ عن وباء المواد الأفيونيّة في الولايات المتّحدة والعائلة التي تحسّنت ثروتها كثيراً من خلال بيع مخدرات تسبّبت في الكثير من الضّرر.

«كلّ الجمال وإراقة الدّماء» هو فيلم وثائقيّ

فيلم «موون أيدج دي دريم» (الاسم مأخوذ من أغنية لديفيد بوي يمكن ترجمة عنوانها إلى «حلم يقظة عصر السّفر إلى القمر») سوف يُسعد الملايين من عشّاق ديفيد بوي.

فيلم «كلّ هذا يتنفّس»

وفوق كلّ شيء، يروي فيلم «نافالني» قصّة المنشقّ الرّوسيّ الذي تعرّض للتّسمّم وكاد أن يموت. أشاهد الكثير من الأفلام الوثائقيّة، ومن النّادر جدّاً أن يستطيع المرء أن يقول عن فيلم وثائقيّ إنّه أشبه بفيلم إثارة. سُمّم نافالني في عام 2020 على متن طائرة كانت تقلع من سيبيريا، وكان محظوظاً جدّاً لأنّ الطّيّار حوّل مسار الطّائرة حتّى يمكن علاجه. ثمّ نُقل إلى مستشفى في ألمانيا. في أحد أكثر المشاهد روعة في أيّ فيلم وثائقيّ، يتعافى نافالني ويتعقّب الذين سمّموه. يصوّر الفيلم مكالمة هاتفيّة مع واحد من الذين سمّموه والذي خُدع للاعتقاد بأنّ نافالني مسؤول حكوميّ رفيع المستوى. إنّه مشهد من شأنه أن يكون كوميديّاً جدّاً، باستثناء أنّه، بسبب الظّروف، غير مضحك على الإطلاق.

بوستر فيلم «نافالني»

أوه، وهناك جوهرة أخرى تستحقّ المشاهدة حقّاً لأنّها تقدّم البهجة في منتصف شتاء شمال أوروبا القاتم. «جنيّات إنيشيرين» عبارة عن قصّة صديقين مقرّبين في جزيرة أيرلنديّة صغيرة تسوء علاقتهما فجأة. هذه هي القصة. وفي يد راوية قصّة محترف، هذا كلّ ما تحتاجه لقضاء يوم شتويّ طويل.

«جنيّات إنيشيرين»

مصدر الترجمة عن الإنجليزية:

جافين إسلر، ذي ناشونال، 8 شباط (فبراير) 2023




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية