أزمة الكهرباء تفجر غضباً شعبياً.. الأتراك يثورون بوجه حكومة "العدالة والتنمية"

أزمة الكهرباء تفجر غضباً شعبياً.. الأتراك يثورون بوجه حكومة "العدالة والتنمية"


08/02/2022

ضاعف نظام العدالة والتنمية الحاكم في تركيا الذي يترأسه رجب طيب أردوغان معاناة مواطنيه جرّاء ارتفاع أسعار السلع والتضخم وانخفاض سعر الليرة، وذلك بالاعتماد على أموال الأتراك للخروج من الأزمات الاقتصادية المتلاحقة، دون الاكتراث بالصعوبات الحياتية التي جعلت نسبة كبيرة منهم جياعاً وتحت خط الفقر.

وفي الإطار ذاته، كشف الاتحاد العام لنقابات موظفي القطاع العام التركي عن ارتفاع حدّ الجوع لأسرة مؤلفة من (4) أشخاص إلى (3809) ليرة، وارتفاع حدّ الفقر إلى  (10939) ليرة خلال شهر كانون الثاني (يناير) الماضي، وفق ما أوردت صحيفة زمان التركية.

اقرأ أيضاً: مستقبل السوريين في تركيا.. من يُغذي مشاعر الكراهية والعنصرية؟

وأشارت الدراسة التي جاءت بعنوان "حد الجوع والفقر"، ويجريها الاتحاد بشكل شهري، عن زيادة بنحو 7.51% في متوسط أسعار السلع الغذائية مقارنة بشهر كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وقد تضمّنت أعلى زيادات على الصعيد الشهري للكثير من السلع الغذائية.

وسجّل التضخم النقدي في تركيا خلال كانون الثاني (يناير) الماضي 48%، وفق البيانات الرسمية.

وجاءت أزمة ارتفاع أسعار الكهرباء لتفاقم الأزمات، وتثير موجة غضب شعبي على نظام أردوغان.

وكان عمدة بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو من المعلقين على ارتفاع أسعار الكهرباء، وقال في منشور له عبر تويتر: "إنّه في الحقيقة لا يمكن أبداً الاستخفاف بفواتير الكهرباء المرتفعة"، مؤكداً أنّ الفواتير تُعدّ حملاً ثقيلاً على الناس جميعاً على حدٍّ سواء.

 

الاتحاد العام لنقابات موظفي القطاع العام التركي يكشف عن ارتفاع حدّ الجوع والفقر للأسرة

 

واحتجاجاً على ارتفاع أسعار الكهرباء والغاز الطبيعي في تركيا، تظاهر أعضاء في حزب التحرير الشعبي هذا الأسبوع بالشوارع، وأمام محطة توزيع الكهرباء، وردّد المتظاهرون شعارات "أوقفوا البطالة، الغلاء، الزيادة، الاضطهاد".

وحمل المتظاهرون لافتات كُتب عليها "تأميم شركات توزيع الكهرباء وإنتاجها"، و"استرجاع الزيادات في الكهرباء والغاز الطبيعي والوقود".

 

اقرأ أيضاً: غضب بين السوريين في تركيا بعد ترحيل 7 نشطاء بسبب "الموز"... ما القصة؟

وبينما طلب وزير الطاقة التركي فاتح دونمز من الأتراك، جنوب البلاد، الصفح عن انقطاع التيار الكهربائي لمدة (4) أيام وسط الشتاء القارس، ملقياً باللوم على الثلوج الكثيفة، غافلاً عن فواتير الكهرباء الكبيرة جداً، استمرت الاحتجاجات في الكثير من المناطق.

 

علي باباجان يؤكد اضطرار بيوت الجمع العلوية لدفع فواتير مرافق عالية، رغم إعفاء المساجد والكنائس

 

وحمل المشاركون في مسيرات أوّل من أمس بمدن إزمير وديار بكر وماردين فواتير الكهرباء للاحتجاج على ارتفاع أسعار الكهرباء بنسبة تتراوح بين 50% و100% منذ الأوّل من الشهر الماضي.

وطالب المشاركون في الاحتجاجات عبر هتافاتهم أردوغان وحكومته بالاستقالة؛ بسبب الأزمات الاقتصادية التي أفقرت الشعب التركي.

هذا، وقاد حزب العمال المعارض احتجاجاً في إسطنبول، وأصدر بياناً أمام مبنى شركة توزيع الكهرباء في جيدز، جاء فيه: "القصر الرئاسي (أردوغان) يزداد ثروة، ونحن ندفع ثمن ذلك... هدية الحكومة لشعب تركيا تمثلت في ارتفاع أسعار الكهرباء، ومع نسبة الزيادة الأخيرة البالغة 50% أصبحت الزيادة في الحدّ الأدنى للأجور بلا معنى فعلياً"، وفق ما أورده موقع "أحوال تركيا".

 

أوغلو: لا يمكن أبداً الاستخفاف بفواتير الكهرباء المرتفعة التي تُعدّ حملاً ثقيلاً على الناس

 

واتّهم زعيم حزب المعارضة في تركيا كمال كيليجدار أوغلو حكومة حزب العدالة والتنمية بالفشل في حلّ انقطاع التيار الكهربائي المستمر، رغم رفع أسعار الكهرباء.

وعزا زعيم حزب الشعب الجمهوري ارتفاع أسعار الكهرباء لفشل الحكومة في الوصول إلى حلول للأزمة الاقتصادية بعيداً عن جيوب المواطنين، وإلى إقدام أردوغان على خصخصة شركات الكهرباء وسوء صيانة الطرق.

اقرأ أيضاً: توتر بين الصين وتركيا.. ما علاقة الإيغور والأكراد؟

وقال كيليجدار أوغلو: "سنقوم بتقديم اقتراح لإجراء تحقيق في ملف الكهرباء، لكن من المؤكد أنّ نواب التحالف الحاكم سيرفضون هذا التحقيق".

جدير بالذكر أنّ شركة البحر المتوسط لتوزيع الكهرباء التابعة لشركة الكهرباء التركية والمسؤولة عن إمداد الكثير من المدن بالكهرباء تمّت خصخصتها في عام 2013،  وبيعها لصالح مجموعة شركاء جنكيز وكولين وليماك المقرّبة من حزب العدالة والتنمية الحاكم مقابل (546) مليون دولار.

 

جيم يلماز: إنّ الشخص الذي لا يشتكي من غلاء المعيشة في تركيا، إمّا لص وإمّا مجنون

 

ولم تسلم مراكز العبادة من رفع أسعار الكهرباء، فقد انتقد رئيس حزب الديمقراطية والتقدم علي باباجان اضطرار بيوت الجمع العلوية لدفع فواتير مرافق عالية، رغم إعفاء المساجد والكنائس.

وقال باباجان عبر تدوينة على تويتر: وصول فاتورة كهرباء بيت "جاريب دادا" للعبادة العلوية إلى (30) ألفاً و(60) ليرة، وفاتورة الغاز الطبيعي إلى (11) ألفاً و(487) ليرة.

وأوضح باباجان أنّه زار بيت "جاريب دادا" الشهر الماضي، وعلم أنّهم تلقوا هذه الفواتير الباهظة.

وأكد باباجان أنّه يجب أن تتم تغطية نفقات بيوت العبادة العلوية من خزينة الدولة.

رئيس حزب الديمقراطية والتقدم اعتبر أنّ ما يحدث تجاه بيوت العبادة العلوية يُعدّ "تمييزاً".

 

محتجّون يطالبون أردوغان وحكومته بالاستقالة؛ بسبب الأزمات الاقتصادية التي جعلت أغلب الشعب التركي تحت خط الفقر

 

وظهر في الأيام الماضية تفاعل المواطنين والمثقفين عبر وسائل الإعلام  وعلى منصات التواصل الاجتماعي، مع ارتفاع أسعار الكهرباء والوقود والمنتجات الغذائية، وتمّ توجيه الانتقادات إلى الحكومة.

ونشر المغني والممثل التركي محسون كيرميزيجول أغنية على حسابه الرسمي، عبر تويتر، ينتقد غلاء الأسعار في تركيا.

وانضمّ كيرميزيجول إلى قائمة الأسماء الشهيرة التي تندّد بارتفاع الأسعار في تركيا، والذين كان في مقدمتهم جيم يلماز، ويشيم سالكيم، وجولسي بيرسيل.

وشارك كيرميزيجول عبر تويتر مقطعاً من أغنيته الشعبية "نصيحة"، مع كتابة ملاحظة "الكهرباء والغاز الطبيعي وارتفاع الأسعار".

 

حزب العمال: القصر الرئاسي يزداد ثروة، ونحن ندفع ثمن ذلك، هدية الحكومة لشعب تركيا تمثلت في ارتفاع أسعار الكهرباء

 

ويقال في الأغنية الشعبية التي تعود كلماتها إلى الشيخ أديبالي: "لا تصادق الجشع، لأنّه لا يعرف الضيافة، ولا يعرف الترتيب، ولا يعرف الطريق، والأهم من كلّ ذلك أنّه لا يعرف الشبع، أنت اعرفه، اعرفه".

ومن جهته، قال الممثل التركي المشهور جيم يلماز: "إنّ الشخص الذي لا يشتكي من غلاء المعيشة في تركيا، إمّا لص وإمّا مجنون".

تصريحات يلماز جاءت تعليقاً على المشاكل الاقتصادية وأزمة ارتفاع فواتير الكهرباء والغاز الطبيعي التي يعاني منها الأتراك خلال الفترة الأخيرة.

وأوضح يلماز عبر سلسلة تغريدات على تويتر أنّه في الماضي كان الناس يدفعون الضرائب، ويحصلون في مقابلها على طرق ومياه وكهرباء.

وأضاف: "أمّا الآن، بعد مرور الأعوام، فلم يعد هناك شيء يعود من الضرائب".

وعلى الصعيد الشعبي تتواصل ردود الفعل الغاضبة في تركيا اعتراضاً على ارتفاع أسعار فواتير الكهرباء بنسبة 127% منذ بداية العام، فضلاً عن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي.

 

كيليجدار أوغلو يتهم حكومة حزب العدالة والتنمية بالفشل في حلّ انقطاع التيار الكهربائي المستمر، رغم رفع أسعار الكهرباء

 

وألقى بعض أصحاب المحال التجارية في مدينة شانلي أورفا الدفايات الكهربائية في الشارع، لتسجيل اعتراضهم على ارتفاع أسعار الكهرباء.

وقارن التجار بين فاتورة الكهرباء التي حصلوا عليها هذا الشهر وفاتورة الشهر الماضي، منددين بالارتفاع الشرس في أسعار الكهرباء.

وقال أصحاب الأنشطة التجارية، وفق ما أوردت صحيفة "زمان" التركية: إنّهم أشعلوا الدفايات الكهربائية يومين أو (3) أيام، عندما كانت تتساقط الثلوج، ولكنّ النتيجة كانت ارتفاع فواتير الكهرباء بشكل لا يُصدّق.

وقال أحد التجار: "ماذا يجب أن نفعل؟ اللعنة عليكم أيّها النواب وعمدة المدينة، فعندما تحين الانتخابات تأتون إلينا، ولكن الآن أين أنتم ممّا يحدث؟".

وكانت هيئة تنظيم سوق الطاقة التركية (EMRA) قد أعلنت تحديد تعرفة الكهرباء لعام 2022، بزيادة بين 52% و130% لمجموعات المشتركين السكنية والصناعية والتجارية.

وصار سعر الكهرباء لفئة الاستهلاك (1.37) ليرة تركية للكيلوواط لفئة الاستهلاك (150) كيلوواطاً وما دون.

ورفعت الهيئة السعر ليصبح (2.06) ليرة لفئة الاستهلاك فوق (150) كيلوواط، بحسب بيان صادر عن الهيئة نقله موقع قناة HaberTürk مطلع الشهر الماضي.

 ورفعت أسعار الكهرباء للمنشآت التجارية بنسبة 126% بدءاً من اليوم، ورفعت أسعار الغاز بنسبة 25% للمساكن، وبنسبة 50% للمؤسسات الأخرى.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية