أردوغان ينتهك الهدنة ويواصل إرسال مرتزقة من إدلب إلى ليبيا

ليبيا

أردوغان ينتهك الهدنة ويواصل إرسال مرتزقة من إدلب إلى ليبيا


29/01/2020

في اتصاله الهاتفي أول من أمس مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، شدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على أهمية وقف التدخل الأجنبي في ليبيا.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جاد دير، إنّ الرئيسين بحثا إضافة لإنهاء التدخل الأجنبي بليبيا، التأكيد على استمرار وقف إطلاق النار، واتفقا على أنّ العنف الدائر في إدلب السورية ينبغي له أن يتوقف.

اقرأ أيضاً: هل خسر أردوغان معركة ليبيا؟
بيد أنّ الوقائع على الأرض تشير إلى مواصلة النظام التركي دعم الميليشيات في ليبيا، وممارسة أقسى أشكال الوحشية ضد المدنيين في إدلب، في تحدٍّ صارخ يمارسه أردوغان في وجه العدالة والشرعية الدولية والقيم الإنسانية، بل إنّ تصعيد أردوغان وصل إلى حد إرسال مقاتلين سوريين مرتزقة من إدلب إلى ليبيا.


وصار القاصي والداني على علم بأنّ تركيا أردوغان تخوض حرباً بالوكالة في ليبيا لا لإسناد الشعب الليبي أو مساعدته على النهوض وإعادة البناء، بل من أجل السيطرة على الموارد الطبيعية في هذا البلد الذي حوّلته تركيا وميليشياتها إلى ساحة حرب مفتوحة، لا ضير لدى أنقرة إن احترق في غضونها الأخضر واليابس.

اقرأ أيضاً: في زيارته إلى الجزائر: أردوغان وتبون.. هذه الملفات التي تمّ بحثها
وتعلم أنقرة أنّه إذا خسر فايز السرّاج في صراع السلطة الليبي، فسيخسر أردوغان أيضاً رهانه على حقول الغاز الطبيعي في البحر المتوسط؛ لأنّ العقود لن تستمر إلا تحت حكومة السرّاج. في المقابل، لو انتصر قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر، فإنّ أول ما سيقوم به هو إلغاء الاتفاق مع تركيا. وهذا الإجراء سيكون سهل التنفيذ؛ لأنّ البرلمان في طبرق لم يكن متورطاً في الاتفاق ولم يوافق عليه. ويُضاف إلى هذا كله، وجود مخاوف قانونية دولية كبيرة حول الاتفاق بين أنقرة وطرابلس.
ما يحدث الآن في ليبيا
"كل شيء يعتمد على ما يحدث الآن في ليبيا"، كما جاء في مجلة "Foreign Policy" نقلاً عن الخبير التركي سونر كاغابتاي، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، فـ "إذا سقطت هذه الحكومة، فسوف يختفي اتفاق البحر المتوسط. ولهذا السبب تعرف ليبيا مرحلة خطيرة يمكن أن تحولها إلى ساحة حرب بالوكالة".

اقرأ أيضاً: من يتحرك لمحاكمة أردوغان والسراج بعد تجنيد المرتزقة؟
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، كشفت عن استعداد أنقرة للحصول على 18 مليار دولار من العقود المعلقة بعد سقوط العقيد معمر القذافي، في 2011.
وسلطت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها أول من أمس الإثنين، الضوء على نجاح قادة العالم في مؤتمر برلين للتوصل إلى اتفاق يحترم حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا المفروض من الأمم المتحدة، مشيرة في الوقت نفسه إلى فشلهم في إقناع طرفي الصراع الليبي بالموافقة على وقف دائم لإطلاق النار.


وأكدت "واشنطن بوست"، أنّ مؤتمر برلين عقد بعد تكثيف روسيا وتركيا جهودهما رغم دعمهما للأطراف المتصارعة في ليبيا لتشكيل مستقبل البلاد.

صار القاصي والداني على علم بأنّ تركيا أردوغان تخوض حرباً بالوكالة في ليبيا لا لإسناد الشعب الليبي أو مساعدته

وتساءلت الصحيفة الأمريكية، هل ستضع الدول التي تقود الصراع في ليبيا طموحاتها جانباً وتتوقف عن إرسال الأسلحة والمقاتلين إلى هناك؟
وتقول الصحيفة إنّ هناك مؤشرات ودلائل على أنّ "الأطراف المتصارعة في ليبيا استغلت الهدنة لتعزيز مواقعها العسكرية؛ حيث اكتسبت ميليشيات تابعة للوفاق دعماً من أنقرة بمرتزقة سوريين وأسلحة ونظام دفاع جوي تركي".
وكانت الصحيفة كشفت في تقرير سابق لها، عن أعداد المرتزقة السوريين، المقرر إرسالهم إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق، والمبالغ المالية المتفق عليها مع أنقرة مقابل القتال مع ميليشيات السراج.
لافروف: مسلحون من إدلب إلى ليبيا
ومصداقاً لذلك، اعترف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، بأنّ عدداً كبيراً من المسلحين في إدلب يتوجه إلى ليبيا في خرق للقرارات الأممية.

اقرأ أيضاً: ليبيا وأردوغان والمرتزقة
وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، من قبل، أنّ تركيا تواصل إرسال مرتزقة إلى ليبيا عبر رحلات جوية، ليصل عدد من وصلوا إلى طرابلس أكثر من 2600.
الخارجية الروسية أكدت أنّ حفتر مستعد لإجراء زيارة أخرى إلى موسكو للتفاوض. وقال نائب وزير الخارجية الروسية، ميخائيل بوغدانوف، إنّ هناك التزاماً نسبياً ملحوظاً بالهدنة المُعلنة بين طرفي القتال في ليبيا، مع وجود بعض الانتهاكات.


وأرجع بوغدانوف الخروقات التي شهدتها الهدنة إلى كون الجيش الوطني "يحارب جماعات مسلحة، غالباً ما تكون ذات طبيعة متطرفة".
ويؤكد سياسيون وقادة عسكريون ليبيون أنّ تركيا تواصل نقل "مرتزقة سوريين" إلى طرابلس لترجيح كفة الصراع لمصلحتها، لكنّ المطلعين على وقائع المواجهات يؤكدون أنّ تركيا تواجه تحديات عديدة، ما يجعل الكفة تميل إلى صالح المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي.
"أردوغان يتطلع إلى الدبلوماسية"
وجاء في تقرير نشرته إذاعة "صوت أمريكا" على موقعها الإلكتروني تحت عنوان: "أردوغان يتطلع إلى الدبلوماسية، وسط مخاوف بشأن الانتشار العسكري في ليبيا" أنّ الوضع لا يشبه ما يجري في سورية.

تكشف الأرقام الرسمية ارتفاع معدلات البطالة في تركيا، وأنّ آلاف العاطلين عن العمل ينضمّون إلى جيش العاطلين كل شهر

ونقلت الإذاعة عن الجنرال التركي السابق، هالدون سولمازتورك، وهو خبير في العمليات العسكرية العابرة للحدود قوله: "التحدي اللوجيستي ضخم، وهذه التحديات كما تبدو الآن لا يمكن التغلب عليها. إنها (ليبيا) بعيدة، الأمر لا يشبه سوريا، بمجرد أن تعبر الحدود"، موضحاً أنّ ليبيا تقع على مسافة ألفي كيلومتر من تركيا.
وأضاف: "لو تصاعد القتال، فإنّ الخسائر لن تكون محتملة، وعودة الأشخاص المتوفين والمصابين سيصبح تحدياً بالغاً. بعيداً عن الوقود والذخيرة وقطع الغيار، هناك الآلاف من العناصر المطلوب تقديمها في مثل هذه البيئة".
وعلى الرغم من أنّ القوات التركية تنتشر بالفعل حالياً في العراق وسوريا، إلا أنّ المحللين يشيرون إلى أنّ حفتر في وضع عسكري قوي، وهو ما يؤكده حسين باجيك أستاذ العلاقات الدولية في جامعة أنقرة لشؤون الشرق الأوسط الفنية: "في هذه اللحظة، الموقف يبدو في صالح حفتر، هو لديه أسلحة أفضل، لديه مقاتلات نفاثة، لديه تفوق في الجو وعلى الأرض".


وأشارت الإذاعة إلى أنّ ما يزيد من تعقيد موقف أنقرة هو عزلتها الدولية بشأن الانتشار العسكري في ليبيا؛ حيث فشلت دبلوماسية أردوغان المكوكية هذا الشهر في الفوز بدعم من جيران ليبيا؛ الجزائر وتونس.
ونتيجة لهذه الأوضاع، يبدو أنّ أردوغان يتطلع بشكل متزايد إلى الدبلوماسية بدلاً من القوة؛ حيث أشارت الإذاعة إلى أنّ أردوغان أكد أكثر من مرة خلال مؤتمر صحفي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين أنّ قواته متواجدة في ليبيا للتدريب.

اقرأ أيضاً: شوكة أردوغان ستنكسر في ليبيا
وفي الأسبوع الماضي، أكد وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، أنّ التدريب هو الهدف الأول من الانتشار في ليبيا، موضحاً أنّ القوات التركية المتواجدة هناك بالعشرات فقط.
يأتي هذا في الوقت الذي قال فيه وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الخميس الماضي، إنّ أنقرة لن ترسل من وصفتهم بالمستشارين العسكريين إلى لبيبا، إلا في حالة واحدة، وربط أوغلو الأمر باستمرار وقف إطلاق النار في ليبيا، وفق ما نقلت "رويترز" عن وكالة الإعلام الروسية.
وتقول تركيا إنّ لديها مستشارين في ليبيا، لكنّ الجيش الوطني يؤكد أنّ هؤلاء "ضباط يديرون المعارك ويشرفون على المرتزقة السوريين الذين جلبهم أردوغان".
الاقتصاد التركي في أزمة
وبسبب السياسات المغامرة لأردوغان، يواجه الاقتصاد التركي أزمة كبيرة تتجلى في أوضاع القوة العاملة في البلاد، كما تقول الكاتبة نسرين ناس.

الجيش الوطني الليبي يؤكد أنّ هناك ضباطاً من تركيا يديرون المعارك ويشرفون على المرتزقة السوريين الذين جلبهم أردوغان

وتكشف الأرقام الرسمية ارتفاع معدلات البطالة في تركيا، وأنّ آلاف العاطلين عن العمل ينضمّون إلى جيش العاطلين كل شهر، في حين أنّ عدد الأشخاص الذين فقدوا الأمل في الحصول على وظيفة وتوقفوا عن البحث يصل إلى مليون. أما العمال الحاليون الذين يخافون من فقدان أعمالهم، والطلاب الجامعيون الذين يخشون من عدم الحصول على وظائف بعد تخرجهم فيزداد عددهم يوماً بعد يوم. أضف إلى ذلك أنّ أفراد العوائل تزداد مديونياتهم؛ بحيث يواجهون خطر فقدان كل ما يملكون إذا فقدوا أعمالهم الحالية. بمعنى أنّ الجميع باتوا مهددين بالفقر في المستقبل.


ولم يعد معهد الإحصاء التركي قادراً على إخفاء خطورة الوضع. ومع أنّ عدد العاطلين عن العمل، بمعناه الضيق، ارتفع إلى 4 ملايين و396 ألفاً، لكن وفقاً لتقرير مركز أبحاث اتحاد نقابات العمال الثوريين، فإنّ أرقام البطالة، بمعناها الواسع، تتجاوز 7 ملايين. وإن استثنينا العاملين في مجال الزراعة فإنّ البطالة ارتفعت من 13.6 في المئة إلى 15.7 في المئة، الأمر الذي يظهر أنّ الفقر في المدن والمحافظات في ازدياد.

اقرأ أيضاً: اتفاق أردوغان-السراج والإرهاب في شمال أفريقيا
وتعزو الكاتبة ناس سبب هذه الأزمة الاقتصادية إلى "النظام الوراثي الذي تمّ إنشاؤه خطوة بخطوة منذ عام 2015"؛ فالحكومة التي تبتعد كل يوم عن القانون والعدالة والمساواة، وتعتبر الحرية تهديداً لنفسها، وترفض الخضوع للشفافية والمساءلة، تنقل جميع موارد القطاع العام إلى الدائرة الضيقة القريبة منها بشكل مباشر أو غير مباشر، وتضع التكاليف الباهظة للأزمة على ظهر الجماهير.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية