أردوغان يقدّم نفسه على أنّه بطل الإسلام مثل الخميني

أردوغان يقدّم نفسه على أنّه بطل الإسلام مثل الخميني


كاتب ومترجم جزائري
25/04/2021

ترجمة: مدني قصري

"كان ذلك يوم حجّ إلى مكة، لكن بسبب الجائحة، لم يكن هناك أحد! كما صادف ذلك اليوم الذكرى السنوية لمعاهدة لوزان التي أسّست تركيا الحديثة ضمن حدودها الحالية، لقد شرع أردوغان في ليّ ذراع أتاتورك العلماني، الذي حوّل آيا صوفيا القديمة إلى متحف قبل أن يتبرّع بها "للإنسانية"، أما أردوغان نفسه فقد حوّل البازيليك إلى مسجد".

اقرأ أيضاً: هل كانت الدولة العثمانية فردوس الخلافة المفقود؟

في كتابه الجديد "نبي الجائحة" Le Prophète et la Pandémie؛ يشير جيل كيبل Gilles Kepel، العالم السياسي والمستعرب الفرنسي المتخصص في دراسات الشرق الأوسط المعاصر والمسلمين في الغرب، إلى أنّ الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يقدّم نفسَه على أنّه الزعيم الجديد للأمة، مجتمع المؤمنين المسلمين: "أردوغان يحاول أن يقدّم نفسه على أنّه بطل الإسلام، مثل آية الله الخميني، عام 1989".

أردوغان "يشفق" على المسلمين ويضطهد منتقدي الإسلامويين

أردوغان، مثل الخميني، منخرط في عملية محو العلمانية وعلاقة بلاده بالثقافة الغربية، كما يبدو أنه مصمّم على سلب المملكة العربية السعودية ريادتها في العالم الإسلامي، وإعادة أسلمة المجتمع التركي، كانت المحجبات نادرات في طهران قبل الخميني، وكان أردوغان هو الذي أعاد الحجاب للمجتمع التركي.

فرضَ الملالي الإيرانيون مفهوم "الإسلاموفوبيا" على الساحة الدولية، لكنّ تركيا استولت الآن على هذا الدور، وهي التي تضطهد الإسلاموفوبيين "الكارهين للإسلام"، تحت رعاية الدبلوماسي التركي، فولكان بوزكير، رئيس الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، احتفلت الأمم المتحدة للتو "باليوم الدولي لمناهضة الإسلاموفوبيا"، وقد ندّد الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، نفسه، بشدة، بـ "وباء الإسلاموفوبيا".

 أردوغان يشفق على المسلمين ويحارب "الإسلاموفوبيا"، لكنّ منتقدي الإسلام المتطرف هم الذين يتعرّضون للخطر ويواجهون خطر الاغتيال.

الفيلسوف الفرنسي ميشيل أونفراي: أوروبا تخاف من أردوغان وقدرته على إلحاق الضرر؛ هذا التيمورلنك الناشئ يهدّد ويهين ويهاجم ويدعم أولئك الذين يهددوننا ويهينوننا ويهاجموننا

تم تنظيم هذا المؤتمر"البائس" من قبل منظمة التعاون الإسلامي OIC، وهي كيان مكوّن من 56 دولة ذات أغلبية مسلمة، إضافة إلى "فلسطين"، تضمّ منظمة المؤتمر الإسلامي دولاً مثل باكستان التي تعاقب "التجديف" بالموت، والسعودية، ومثل تركيا التي تملأ سجونها بالكتّاب والصحفيين، وهذه مجرد أمثلة قليلة.

في 24 تموز يوليو 2020؛ تحدّى أردوغان أوروبا والغرب من خلال استعادة ما كان، منذ ألف عام، أكبر كنيسة في المسيحية الشرقية، ربما يكون عدم استجابة الغرب قد أقنعه بأنّ الوقت قد حان، لم يعره أحدٌ اهتماماً ولم يحاول حتى معارضته.

على عكس إيران وسواها من دول إسلامية، تركيا دولة ديمقراطية، فهذا البلد يجري محادثات مع الاتحاد الأوروبي بهدف العضوية المحتملة، وواشنطن تُدلِّل وتُجمِّل أنقرة، والجيش التركي هو ثاني أكبر جيش في الناتو. وأخيراً، تركيا ممرّ ضيق بين أوروبا وآسيا.

أئمة أردوغان للتجسّس على الشتات

كرّست صحيفة "فاينانشال تايمز" سلسلة من التحليلات حول إستراتيجية أردوغان للهيمنة؛ في أفريقيا، على سبيل المثال، أحيا الرئيس التركي، على مدى 15 عاماً، تحالفاته بشكل هائل، منذ عام 2009 زادت تركيا عدد سفاراتها من 12 إلى 42، كان أردوغان أيضاً كثير الترحال؛ حيث قام برحلات إلى أكثر من 20 عاصمة، حدّدت الحكومة التركية لنفسها هدفاً خلال السنوات القليلة المقبلة يتمثل في مضاعفة حجم التجارة مع أفريقيا لتصل إلى 50 مليار دولار، أي حوالي ثلث تجارتها الحالية مع الاتحاد الأوروبي.

كما اختارت تركيا أيضاً تمييز نفسها عسكرياً في البلقان،"المنطقة"، بحسب تقدير صحيفة "فايننشال تايمز"، مهمّة جداً من الناحية الرمزية، فقد كانت جزئياً تحت سيطرة إسطنبول في زمن الإمبراطورية العثمانية"، ثم، هناك أوروبا:

"أعربت عدة دول أوروبية عن قلقها إزاء نشاط أجهزة المخابرات التركية على أراضيها، واستخدام الأئمة الذين درّبتهم الدولة التركية للتجسس على الشتات".

في أوروبا، يبدو أنّ أردوغان مصمّم على استخدام الشتات التركي للتأثير على الدول على وجه الخصوص ألمانيا وفرنسا والنمسا وبلجيكا وهولندا، وتوفير أساس لإرادته المهيمنة.

اقرأ أيضاً: آل عثمان وإشكالية الخلافة... سلاطين لا خلفاء

في القوقاز، دعّمت تركيا الحربَ التي شنتها أذربيجان ضدّ أرمينيا في ناغورنو كاراباخ، وذلك، بلا شكّ، من أجل أن تخلق ممراً تركياً إسلامياً بين أذربيجان وتركيا ودول إسلامية أخرى، وبحسب وسائل إعلام هندية؛ فقد أبدى أردوغان تعاطفه مع باكستان بإرسال فرقة من المرتزقة إلى كشمير، كما استخدمت تركيا مرتزقة الشركة العسكرية التركية الخاصة "السادات" ضدّ الأرمن، وكذلك في الحروب الأهلية الليبية والسورية.

أوروبا تخاف من تيمورلنك الجديد

في العدد الأخير من مجلة "Deux Mondes" عالِمان، أشار الفيلسوف الفرنسي، ميشيل أونفراي، إلى أنّ صدام الحضارات جارٍ، وأنّ أردوغان الآن على رأس الحزب الإسلامي، وقد كتب أونفراي: "بدأ الأمر عام 1989 بفتوى ضدّ سلمان رشدي".

"الدول الغربية لم تتفاعل إلا بالكلمات، كما لو أنّ التعويذة اللفظية يمكن أن تمنع القدر! بقطع رأس البروفيسور صمويل باتي، تعرضت المسيحية اليهودية للهجوم، في أرمينيا، هاجم الإسلاميون أقدم مسيحية في أوروبا.

 أوروبا تخاف من أردوغان وقدرته على إلحاق الضرر؛ هذا التيمورلنك الناشئ يهدّد ويهين ويهاجم ويدعم أولئك الذين يهددوننا ويهينوننا ويهاجموننا".

هكذا، يضيف أونفراي، كان معنى العدوان التركي على ناغورنو كاراباخ:

"أرمينيا تتعرض للهجوم من قبل الأذريين والأتراك المسلمين الذين يريدون اختفاءَها التام؛ إنّها نتيجة حرب الحضارات، ما يحدث في هذا البلد، مهد الحضارة المسيحية، هو ما ينتظرنا هنا، في قبر الحضارة اليهودية المسيحية نفسها، إنّ معركة أرمينيا الخاسرة هي الأولى في حرب شُنَّت في الغرب ضدّ الحضارة اليهودية - المسيحية".

"لم يحاول أردوغان حتى التستر على رؤيته الأيديولوجية، لقد أعلن الرئيس التركي، بعد الحرب؛ أنّ "الهلال والنجمة يُجمِّلان سماء كاراباخ بفضل جهود إخواننا وأخواتنا الأذربيجانيين"، "العَلَم الأذربيجاني يرفرف بفخر فوق ناغورني كاراباخ كرمز لشجاعة شهدائنا".

"أسريكا" حلم القوة الإسلامية العظمى

أحد مستشاري أردوغان، الجنرال التركي المتقاعد، عدنان تانريفيردي، مؤسس وكالة المرتزقة "السادات"، وضع رؤية لقوة إسلامية عظمى موحدة، وبحسب مركز الدراسات الإستراتيجية للمدافعين عن العدل، فإنّ هذه القوة العظمى تحمل اسم "أسريكا" Asrica؛ أي اتحاد 61 دولة من أفريقيا وآسيا، والتي ستكون إسطنبول عاصمة لها، وكنقطة مرجعية أردوغانستان.

استخدم أردوغان الكتب المدرسية كسلاح لأسلمة المجتمع التركي، وإعادة الاتصال بعصر الحنين للهيمنة التركية، وتجديد الموقف المعادي لأمريكا والمتعاطف مع دوافع داعش والقاعدة

ستضم هذه الإمبراطورية الجديدة 12 دولة في الشرق الأوسط، هي: البحرين والإمارات العربية المتحدة وفلسطين والعراق وقطر والكويت ولبنان وسوريا والمملكة العربية السعودية وعُمان والأردن واليمن، يضاف إليها ثماني دول من آسيا الوسطى: أذربيجان، كازاخستان، قيرغيزستان، جمهورية قبرص التركية، أوزبكستان، طاجيكستان تركيا وتركمانستان، كما تنضم إليها أربع دول آسيوية، مثل: أفغانستان وبنغلاديش وإيران وباكستان، إضافة إلى ثلاث دول في جنوب شرق آسيا، مثل بروناي وإندونيسيا وماليزيا،  لكن أيضاً ستة بلدان في شمال أفريقيا، مثل الجزائر وتشاد والمغرب وليبيا ومصر وتونس، وستة في شرق أفريقيا، مثل جيبوتي وإريتريا وجزر القمر وموزمبيق والصومال والسودان، إضافة إلى عشرة بلدان في غرب أفريقيا وأمريكا الجنوبية، وهي: الصحراء الغربية وغامبيا وغينيا وغينيا بيساو ومالي وموريتانيا والسنغال وسيراليون وغيانا وسورينام، ثمانية في جنوب غرب أفريقيا، هي: بنين وبوركينا فاسو والغابون والكاميرون والنيجر ونيجيريا وتوغو، وأربعة في أوروبا، هي: ألبانيا والبوسنة والهرسك وكوسوفو ومقدونيا.

تريد تركيا أن تصبح مرة أخرى إمبراطورية عثمانية جديدة عظيمة، والوحيدة القادرة على حكم العالم الإسلامي، لقد فتحت عملية تحويل آيا صوفيا إلى مسجد نقطة تحوّل في التاريخ الإسلامي مع إنشاء رابطة قوية من الدول الإسلامية التي من شأنها أن تثور ضدّ الغرب تحت القيادة التركية.

ثلاثة بحار تحيط بتركيا: شرق البحر الأبيض المتوسط، ​​والبحر الأسود، وبحر إيجه، أجرت تركيا مؤخراً مناورات بحرية واسعة النطاق، وبحسب وزارة الدفاع التركية، فإنّ 82 سفينة حربية و17 سفينة بحرية وقوات برمائية، ووحدات سلاح جوية، وفرق العمليات الخاصة التي أجرت مناورات حتى تاريخ 8 آذار مارس.

من بحر إيجه إلى بحر الجزر

"الوطن الأزرق" Mavi Vatan باللغة التركية؛ هو المفهوم الجيوسياسي الذي سيحدّد أجندة أردوغان لسنوات قادمة، هذا المفهوم الذي تصوّره الأدميرال القومي، جيم جوردنيز، هو" دبلوماسية المناورات الكبرى وحرب السفن" التي تواصل "عودة تركيا إلى البحر، الاتحاد بين الأناضول وشرق البحر الأبيض المتوسط". الهدف واضح: السيطرة على البحر، والسيطرة على موارد الطاقة وفرض نفوذها، أعلن أردوغان أنّه لم يعد يطلق عليه "بحر إيجه"؛ بل "بحر الجزر".

اقرأ أيضاً: هكذا فكّك المؤرخ ابن إياس أوهام الخلافة العثمانية

تسير أنقرة في مسار تصادمي مع اليونان وقبرص بشأن حقوق استغلال حقول النفط والغاز في شرق البحر المتوسط، قال أردوغان: "سيفهمون أنّ تركيا لديها القوة السياسية والاقتصادية والعسكرية لتمزيق الخرائط غير الأخلاقية والوثائق المفروضة".

تركيا لديها مشكلة مع قبرص، التي، على عكس تركيا، تنتمي إلى الاتحاد الأوروبي، وليس إلى الناتو، تركيا، التي غزت الجزيرة عام 1974، هي الدولة الوحيدة في العالم التي تعترف بشمال قبرص، الذي تحتله، كدولة، وتريد جمهورية قبرص، التي يغلب عليها القبارصة اليونانيون، إبرام صفقات مع شركات طاقة أجنبية، بينما تريد تركيا، الواقعة شمال الجزيرة، حقوقاً اقتصادية في المياه التي تعدّها قبرص ملكاً لها.

بينما يبسط السلطان الجديد نفوذه على سوريا وليبيا والقوقاز؛ فإنّه يوسّع نفوذه أيضاً إلى داخل البحر الأبيض المتوسط، بالنسبة لأوروبا المسالمة، لا يوجد هذا البحر إلا عندما يتعلق الأمر بجلب المهاجرين.

أردوغان "حامِي" مسلمي فرنسا

أطلق الرئيس أردوغان، خلال زيارة رسمية لباريس، في 5 كانون الثاني يناير 2018، هذه الجملة الاستفزازية لقادة المجلس الفرنسي لعبادة المسلمين: "مسلمو فرنسا تحت حمايتي"، هذه هي الأسطر الأولى من تحقيق أجرته صحيفة "جورنال دو ديمانش"، كشفت عدة تقارير من المديرية العامة للأمن الداخلي DGSI  التي تمكّنت المجلة الأسبوعية من الاطلاع عليها بعد إرسالها إلى قصر الإليزيه، عن نطاق وأشكال وأهداف "إستراتيجية تسلل حقيقية" من خلال الشبكات التي تديرها السفارة التركية والمخابرات التركية؛ "إنّهم يتصرفون بشكل أساسي ضمن السكان المهاجرين الأتراك، لكن أيضاً من خلال المنظمات الإسلامية، ومؤخراً أحياناً أيضاً في الحياة السياسية المحلية".

اقرأ أيضاً: "إسلام أردوغان": وهم الخلافة الإسلامية على منهج الإخوان

وعلّق الصحفي محمد صفاوي على هذه الأهداف المختلفة قائلاً: "أوّلاً، لتحسين صورة النظام التركي في الشتات وفي المجتمع الفرنسي، ثم للدفاع عن صورة أردوغان بأي ثمن، وأخيراً، بالطبع  لنشر رؤية إسلاموية عن  الإسلام".

ويذكُر الصفاوي بعد ذلك، كمثال، أحدثَ مشروع قانون للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي يهدف إلى تعزيز "المبادئ الجمهورية"، يحمل هذا القانون، الذي ينظر فيه البرلمان حالياً، ميثاقاً عن الإسلام في فرنسا والذي "لم يتمّ التوقيع عليه من قبل الفدراليتين التركيتين، بناء على طلب من أنقرة، لأنه ميثاق يُذكِّر بالمبادئ الأساسية المهمة للجمهورية والتي يعارضها النظام التركي بشكل واضح، وبعبارة أخرى، فإنّ النظام التركي يستخدم الشتات كحصان طروادة".

كتب معهد بروكينغز، عام 2019 :

"وفق وزارة الداخلية الفرنسية؛ تمّ إرسال 151 إماماً من قبل تركيا التي شرعت في موجة من الترويج الديني بين المسلمين في جميع أنحاء أوروبا خلال العقد الماضي...".

من بين 2500 مسجد في فرنسا، تسيطر تركيا على 400 مسجد، أحمد أوجراس، المقرب على ما يبدو من أردوغان، هو الذي شغل لمدة عامين المنصب الرمزي لرئيس المجلس الفرنسي لعبادة المسلمين CFCM الناخبون الأتراك في فرنسا، عموماً، هم أكثر موالاة لأردوغان من مواليه في تركيا.

 في الانتخابات الرئاسية لعام 2014؛ حصل أردوغان على 66٪ من أصوات المواطنين الأتراك في فرنسا، مقارنة بـ 51,79٪ فقط في تركيا، يواصل المهاجرون الأتراك من الجيلين الأول والثاني في فرنسا مشاهدة التلفزيون التركي، الذي يخضع بشدة لسلطة أردوغان، وفي المدارس العامة الفرنسية يوجد 180 مدرّساً معينون مباشرة من قبل أنقرة، مكلّفون بتدريس اللغة التركية.

اقرأ أيضاً: وهم عودة الخلافة

هذه الجهود كلّها عناصر تشهد على المشروع العظيم لغزو أردوغان داعِي الأسلمة.                      

سحب أردوغان تركيا مؤخراً من معاهدة دولية لمنع العنف ضدّ المرأة، يبدو أنّ الرئيس التركي مصمم على توسيع إفلات قتلة النساء وغيرهم من مرتكبي "جرائم الشرف" الشائعة في تركيا، من العقاب.

أردوغان يعيد كتابة الكتب المدرسية

في تركيا، في عهد أردوغان، تمت إعادة كتابة الكتب المدرسية، لجعل اليهود والمسيحيين يظهرون على أنهم "كفار"، وفق دراسة جديدة صادرة عن معهد مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي IMPACT -se؛ كانت الكتب المدرسية التركية السابقة تعتبر ممثلي الديانتين من "أهل الكتاب".

 كتب ماركوس شيف، الرئيس التنفيذي لشركة IMPACT: "استخدم أردوغان الكتب المدرسية كسلاح لأسلمة المجتمع التركي، وإعادة الاتصال بعصر الحنين للهيمنة التركية".

اليهود والمسيحيون... من "أهل الكتاب" إلى "كفّار"

وفيما يلي بعض نتائج الدراسة: تمّ إدخال الجهاد في الكتب المدرسية وتحويله إلى "وضع طبيعي جديد"، وتمّ تمجيد الاستشهاد في المعركة، وأصبحت الأهداف الدينية العرقية القومية للعثمانية الجديدة وعموم تركيا موضوعات للتدريس؛ لذلك يوصف الإسلام بأنّه قضية سياسية، وأنّ العلم والتكنولوجيا أدوات لتحقيق أهدافه، كما ينصبّ التركيز على مفاهيم مثل: "الهيمنة التركية على العالم"، و"النموذج التركي أو العثماني للنظام العالمي"، وبحسب البرنامج؛ فإنّ "الحوض التركي" يمتدّ من البحر الأدرياتيكي إلى آسيا الوسطى.

البرنامج يتّخذ موقفاً معادياً لأمريكا، ويُظهر تعاطفاً مع دوافع داعش والقاعدة، تتخذ تركيا مواقف معادية للأرمن ومؤيدة للأذربيجانيين، ما يزال تجاهل الهوية والاحتياجات الثقافية للأقلية الكردية سارياً إلى حدّ كبير، كما ما تزال مذابح عام 1955 ضدّ اليونانيين في إسطنبول طيّ الكتمان.

في المدارس، خلال فترة حكم أردوغان، ظهرت خرائط مصمَّمة لتوضيح القوة التركية؛ فهي تشير إلى "التراث التركي من البحر الأدرياتيكي إلى سور الصين العظيم": "من الممكن رؤية القطع الأثرية الثقافية التركية على منطقة واسعة، بدءاً ببلدان في وسط وشرق آسيا، مثل الصين ومنغوليا، وتمتد إلى الهرسك و هنغاريا...".

قال أردوغان في كلمة ألقاها في مولدوفا: "نحن عائلة كبيرة تضمّ 300 مليون شخص، من البحر الأدرياتيكي إلى سور الصين العظيم".

لعلّ أوروبا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والعالم الحرّ بدؤوا يشعرون في القلق؛ يبدو أنّ أردوغان هو الذئب الإسلامي الجديد المتخفّي في زيّ شاة.

مصدر الترجمة عن الفرنسية:

fr.gatestoneinstitute.org



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية