أحداث 11 سبتمبر: أي درس على العالم أن يتذكره؟

أحداث 11 سبتمبر: أي درس على العالم أن يتذكره؟


11/09/2021

تدرس الإدارة الأمريكية إمكانية رفع السرية عن بعض الوثائق المتعلقة بهجمات 11 سبتمبر 2001 والتي يعتبر بعض أسر الضحايا أنها قد تسلط الضوء على دور بعض الدول في الأحداث، التي يعتقد نحو ثلثي الأمريكيين بأنها غيّرت الحياة في بلادهم للأبد.

وأعرب 64% من الأمريكيين عن رأيهم بأنّ تلك الهجمات غيرت الحياة للأبد، بينما اعتبر 24% أنها تسببت بتغيرات مؤقتة، بحسب استطلاع للرأي أجرته قناة "فوكس نيوز" الأمريكية.

اقرأ أيضاً: بعد 20 عاماً من 11 سبتمبر: الإرهاب يتصاعد في أفريقيا

وتباينت آراء الأمريكيين بشأن ما إذا يجب أن يكون 11 سبتمبر يوم عطلة رسمية، حيث وافق مع هذه الفكرة 47% وعارضها 46%.

وجرى الاستطلاع، الذي شمل 1002 شخص، خلال الفترة بين 7 و10 آب (أغسطس) الماضي، أي قبل شهر تقريباً من الذكرى الـ 20  التي تحلّ اليوم، السبت، لأكبر هجوم إرهابي على أراضي الولايات المتحدة في تاريخها، والذي أودى بحياة نحو 3 آلاف شخص.

هل ترفع واشنطن السرية عن وثائق الهجوم؟

يقول الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في نص أمر أصدره مساء الجمعة الماضية: "عندما ترشحت للرئاسة تحملت التزاماً بضمان الشفافية في ما يخص رفع السرية عن الوثائق الخاصة بـالهجمات الإرهابية على أمريكا يوم 11 سبتمبر 2001".

وأضاف: "يجب الآن رفع السرية عن المعلومات التي تم جمعها وادخارها في إطار التحقيق الذي أجرته حكومة الولايات المتحدة في الهجمات الإرهابية يوم 11 سبتمبر، باستثناء الحالات التي تتميز بأكبر أسباب تؤكد ضرورة العكس".

وبحسب وكالات أنباء، وجه بايدن في الأمر وزارة العدل بمراجعة وثائق مكتب التحقيقات الفدرالي "FBI" التي تم تحديدها في النص ورفع تقرير حول قرارها إليه في غضون 6 أشهر.

وطلب أقارب عدد من ضحايا الهجمات من هيئة رقابية أمريكية التحقيق في اشتباههم بأنّ مكتب التحقيقات الأمريكي "كذب" بخصوص أدلة تربط بين السعودية وخاطفي الطائرات التي استخدمت في الهجمات أو أنه "قام بتدميرها".

وزارة الأمن الداخلي الأمريكية: المنظمات الإرهابية الأجنبية تواصل جهودها لتلقين عقائدي لأفراد متمركزين في الولايات المتحدة وقد يكونون عرضة لتأثيرات متطرفة عنيفة

كما أعلن السيناتور الأمريكي، روبرت مينينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، الخميس، عن تقديم مشروع قانون لرفع السرية عن وثائق استخباراتية حول هجمات 11 سبتمبر و"أي دور للمملكة العربية السعودية أو أفراد من السعودية أو أي من دولة"، على حد تعبيره.

السعودية تنفي صلتها بالعملية

وتمثل هجمات 11 سبتمبر، أكبر عملية إرهابية ضربت الولايات المتحدة على مدى تاريخها، ونفذت على يد مجموعة من عناصر تنظيم "القاعدة"، اختطفت عدة طائرات ركاب ووجهتها إلى برجي مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك الأمريكية ومقر البنتاغون.

وتنفي الحكومة السعودية صلتها بالعملية. وأعلنت عن ترحيبها بقرار الإدارة الامريكية الإفراج عن الوثائق السرية المتعلقة بالهجمات، مؤكدة أنّ "أي ادعاء بأنّ الرياض متواطئة فيها يعد خاطئاً بشكل قاطع".

اقرأ أيضاً: كم أنفقت الولايات المتحدة على الحروب بعد هجمات 11 سبتمبر؟

وذكرت السفارة السعودية لدى الولايات المتحدة، في بيان على موقعها الإلكتروني، أنه منذ ذلك اليوم المروع قبل 20 عاماً، دعت القيادة السعودية باستمرار إلى الإفراج عن جميع المواد المتعلقة بتحقيق الولايات المتحدة في الهجمات، واعتماد الشفافية فيما يتعلق بالمأساة، مضيفة أنه وكما كشفت التحقيقات السابقة، بما في ذلك لجنة الحادي عشر من سبتمبر وإصدار ما يسمى "28 صفحة"، لم يظهر أي دليل على الإطلاق يشير إلى أنّ الحكومة السعودية أو مسؤوليها كانوا على علم مسبق بالهجوم الإرهابي، أو كانوا متورطين فيه بأي شكل من أشكال المشاركة في التخطيط أو التنفيذ.

دعوات أممية للوقوف إلى جانب ضحايا الإرهاب

وأكد البيان أنه لا يمكن للسعودية إلا أن تكرر دعمها طويل الأمد لرفع السرية الكامل عن أي وثائق ومواد تتعلق بتحقيق الولايات المتحدة في الهجمات الإرهابية، معربة عن أملها في أن "يؤدي ذلك إلى إنهاء المزاعم التي لا أساس لها ضد المملكة إلى الأبد".

مشاعر كئيبة

وفي الذكرى العشرين للحادثة، التي تبعث بمشاعر كئيبة في نفوس الأمريكيين، حذرت الحكومة الأمريكية مجدداً، من "أجواء حادة لتهديد" إرهابي. وعدلت وزارة الأمن الداخلي مذكرة صدرت في إطار مكافحة الإرهاب في كانون الثاني (يناير) بعد هجوم أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب على مبنى الكونغرس (الكابيتول)، وركزت فيها للمرة الأولى على التهديدات الداخلية.

وكان تم تعديل هذه المذكرة في أيار (مايو) في مواجهة خطر استغلال من أسمتهم بـ"متطرفين" رفع القيود الصحية بفضل التقدم في مكافحة وباء كوفيد-19، لشن هجمات عنيفة.

الأمين العام للأمم المتحدة: دعونا نصغي إلى أولئك الذين يشعرون بأنّ أصواتهم غير مسموعة. دعونا نتأكد من بذل قصارى جهدنا لمنع وقوع المزيد من ضحايا الإرهاب

وقالت الوزارة إنّ "هؤلاء المتطرفين يمكن أن يحاولوا استغلال ظهور متحورات كوفيد مع احتمال عودة القيود الصحية العامة في جميع أنحاء الولايات المتحدة كدافع لشن هجمات"، مشيرة إلى أنّ "عوامل ضغط نفسي" مرتبطة بالوباء قد "تساهم في زيادة العنف هذا العام".

وأشارت المذكرة إلى أنه "قبيل ذكرى اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر" نشر تنظيم القاعدة مؤخراً أول نسخة باللغة الإنجليزية منذ أربع سنوات من مجلته الدعائية "إنسباير"، بحسب موقع "العربية نت".

وقالت وزارة الأمن الداخلي إنّ ذلك يدل على أنّ "المنظمات الإرهابية الأجنبية تواصل جهودها لتلقين عقائدي لأفراد متمركزين في الولايات المتحدة وقد يكونون عرضة لتأثيرات متطرفة عنيفة".

وتنشر وزارة الأمن الداخلي التي أُنشئت بعد هجمات 11 سبتمبر تحذيرات من هذا النوع بانتظام.

الإرهاب يدمر المجتمعات

الإرهاب يثير رعباً واشمئزازاً في جميع أنحاء العالم، وفقاً للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي قال إننا شهدنا الإرهاب، منذ 11 سبمتبر، يتخذ أشكالاً جديدة لم يكن من الممكن تصورها من قبل، "حيث يَقتل ويشوه آلافاً آخرين حول العالم، ويدمر العائلات ويقلب حياة المجتمعات رأساً على عقب."

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لضحايا الإرهاب: لستم وحدكم

وأشار الأمين العام، بحسب الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة، إلى أنّ جائحة كـوفيد-19 قيدت حركتنا وحدّت من قدرتنا على رؤية الأحباء. "وبالنسبة للعديد من ضحايا الإرهاب، أدى ذلك إلى تفاقم الشعور بالعزلة وحرمانهم من الموارد الأساسية اللازمة لإعادة تأهيلهم".

وأضاف: "اليوم نقول لجميع ضحايا الإرهاب والناجين منه: لستم وحدكم. نحن نشعر بألمكم ونثمّن الفوائد العظيمة التي يمكن جنيها من دعمكم ورعايتكم والتواصل من أجل صحتكم العقلية والجسدية ورفاهيتكم".

اقرأ أيضاً: هل يتلقى منفذو هجمات 11 سبتمبر لقاح كورونا؟

وأوضح غوتيريش أنّ إحياء ذكرى ضحايا الإرهاب يعني تكريم من فقدوا أرواحهم. كما يعني التطلع إلى الأمام وفهم مسؤوليتنا بشأن منع المزيد من الوفيات، مشيراً إلى أنّ هذا هو سبب التزام الأمم المتحدة بمنع الإرهاب، بما في ذلك من خلال معالجة الظروف المؤدية إلى انتشار الإرهاب ودعم الجهود المبذولة لمحاسبة الإرهابيين على المعاناة التي تسببوا فيها.

ودعا الأمين العام إلى الوقوف إلى جانب ضحايا الإرهاب: "دعونا نصغي إلى أولئك الذين يشعرون، في كثير من الأحيان، بأنّ أصواتهم غير مسموعة. دعونا نتحرك كل يوم لدعم حقوقهم والتأكد من أننا نبذل قصارى جهدنا لمنع وقوع المزيد من ضحايا الإرهاب".

في الذكرى العشرين لأحداث الحادي عشر من سبمتبر، تنطلق دعوات كثيرة في العالم لطي هذه الصفحة وتجاوز آلام الحادثة الفظيعة، والنظر إلى مواجهة قوى الإرهاب المنظمة التي تعمل على تقويض العالم ونزع الطمأنينة والسلام منه.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية