قال وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات الدكتور أنور قرقاش، أمس الأحد، إنّ الإمارات لن تقف مكتوفة الأيدي في ظلّ تهديدات إيران لاستقرار المنطقة، مشيراً إلى أنّ الدور الإيراني "يزداد سوءاً في دعم التوتر الطائفي، ودعم الحرب بالوكالة في عدد من الدول".
قرقاش: الإمارات لن تقف مكتوفة الأيدي في ظلّ تهديدات إيران لاستقرار المنطقة
وشدّد الدكتور أنور قرقاش، في كلمته الافتتاحية بملتقى أبوظبي الإستراتيجي الرابع، الذي ينظّمه مركز الإمارات للسياسات، على أنّ تنامي الوعي الدولي بمواجهة التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية، وتراجع الجماعات المتطرفة بعد هزيمة "داعش" في الموصل والرقة، وتراجع "القاعدة" في اليمن، وتجفيف الدعم القطري للجماعات المتطرفة، كلّها عوامل ستساعد في تحسين فرص الوصول إلى حلول سياسية للصراعات، في كلّ من سوريا وليبيا واليمن، وفق ما نشرت صحيفة "الشرق الأوسط".
وأكّد أنّ البديل عن الأوضاع الحالية المضطربة في المنطقة؛ هو تبنّي إستراتيجية تركز على تحقيق الاستقرار، وهذه الإستراتيجية، من وجهة نظرٍ إماراتية، تعتمد على قوة السعودية وبرنامجها التطويري، وعلى استقرار مصر وقوّتها، إضافةً إلى تحديث الأجندات السياسية في المنطقة.
بدورها، قالت رئيسة مركز الإمارات للسياسات الدكتورة ابتسام الكتبي: "إنّ إيران تواصل سياساتها الرامية إلى الهيمنة على الإقليم، وتقويض الدولة الوطنية العربية، وذلك من خلال دعم الميليشيات المسلحة، وتكريس الخطاب الطائفي"، مشيرة إلى أنّها "ما زالت تغذّي تداعيات ما سمّي بالربيع العربي، والصراعات المشتعلة في اليمن وسوريا والعراق".
وأوضحت الكتبي، خلال افتتاحها الملتقى، أمس الأحد في أبوظبي، أنّ دولة الإمارات تعمل جاهدة من أجل تكريس الاستقرار في المنطقة العربية، خاصةً في ظلّ الأزمات التي تعصف بالشرق الأوسط حالياً، مثل: الأزمة الدبلوماسية القطرية، ودور إيران التخريبي في النزاعات في اليمن وسوريا والعراق، إلى جانب دورها التخريبي في لبنان من خلال دعم "حزب الله"، وإضعاف مؤسسات الدولة اللبنانية، عبر الاستقواء بميليشيا الحزب وسلاحه، بحسب قولها.
إيران تعيش ثلاث أزمات: أزمة النموذج وأزمة الهوية وأزمة بناء نموذج القوة
إلى ذلك، ناقش مشاركون في الجلسة الثانية لملتقى أبوظبي الإستراتيجي الرابع، المعنونة بـ "النار واللهب: تفكيك شيفرة إيران"، محاولات طهران المستمرّة لتصدير أزماتها الداخلية إلى الخارج؛ حيث حدّد المشاركون ثلاث أزمات رئيسة تعيشها إيران، هي:
أزمة النموذج؛ المتمثلة في عدم قدرة طهران على إنتاج نموذجٍ سياسيّ أو اقتصاديّ كدولة، وأزمة الهوية؛ باعتمادها على المركَّب القوميّ الدينيّ (الإيرانيّ الشيعيّ)، وأزمة بناء نموذج القوة؛ حيث يكمن الخلل هنا في النظرة الأحادية الإيرانية إلى القوة، بأنّها تنحصر في القوة الصلبة، دون الأخذ بعين الاعتبار الأشكال الأخرى للقوة.
تنامي الوعي الدولي بمواجهة إيران، وتراجع الجماعات المتطرفة، وتجفيف دعم الإرهاب، عوامل ستساعد في الوصول إلى حلول للصراعات
ورأى بعض المشاركين أنّ إيران تتصرف في المنطقة وفق خلطها الإستراتيجيات الدفاعية بالهجومية، دون أن تمتلك رؤيةً واضحة المعالم، غير أنّ متحدّثين آخرين رؤوا أنّ السلوك الإيراني "واضح للغاية"، لكنّ الإستراتيجية العربية "غائبة" في مواجهة هذا السلوك؛ حيث لم تتخذ دولٌ مؤثرةٌ، مثل؛ مصر ودول المغرب العربي، "موقفاً حاسماً من السياسات الإيرانية في المنطقة"، بينما تحاول إيران تصدير، ما تسميه نموذجها الثوري، إلى خارج محيطها، وجعله إستراتيجيةً دفاعيةً بحدّ ذاتها، بسبب استشعارها خطراً يهدّد وجودها.
إستراتيجية تحقيق الاستقرار في المنطقة تعتمد على قوة السعودية وبرنامجها التطويري واستقرار مصر وقوتها
من جهتها، قالت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة في الإمارات، نورة الكعبي: إنّ مكتسبات القوة الناعمة يجب أن تحتمي بالقوة الصلبة، وهو ما فعلته الإمارات في مشاركتها في التحالف الدولي للحرب على تنظيم داعش الإرهابي، ما يعدّ شكلاً من أشكال حماية عناصر القوة الناعمة المتمثّلة في الإسلام المعتدل.