آلية عمل جديدة لإعلام الإخوان... ما الأهداف وخطط الانتشار؟

آلية عمل جديدة لإعلام الإخوان... ما الأهداف وخطط الانتشار؟

آلية عمل جديدة لإعلام الإخوان... ما الأهداف وخطط الانتشار؟


03/08/2023

رغم فشلها حتى اليوم في تحقيق أهدافها على مدار أكثر من عقد، ما تزال جماعة الإخوان تراهن على منظومتها الإعلامية لحسم صراعتها مع الدول العربية، من خلال الاعتماد على توظيف أكبر كم من الشائعات والتقارير غير الصحيحة حول الأوضاع السياسية والاجتماعية في دول الشرق الأوسط، وتنال مصر النصيب الأكبر منها، في ضوء محاولات الانتقام المستمرة من جانب التنظيم والهادفة لخلق حالة من الفوضى داخل البلاد، أو لأغراض أخرى تتعلق بالضغط على مصر لقبول مفاوضات من شأنها إعادة التنظيم إلى ممارسة العمل السياسي والدعوي في الداخل.

وإثر الضربات المتلاحقة التي تعرضت لها منظومة الإعلام الإخواني منذ آذار (مارس) 2022، تزامناً مع القرارات التركية بخفض مستوى الانتقاد الموجه لمصر وإلغاء عدة برامج سياسية، ثم إغلاق شبه كامل لكافة المنصات التابعة للتنظيم، يعمل الإخوان منذ ذلك التوقيت على تنفيذ خطة عمل جديدة للمنصات الفضائية التابعة لها، تعتمد بالأساس على مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإلكترونية (اليوتيوب)، كبدائل رئيسية لعمل الأذرع الإعلامية بعيداً عن المساحات المغلقة في القنوات التي فقدت الجزء الأكبر من شعبيتها خلال الأعوام الماضية ولم تنجح في تحقيق الثقة لدى المتابع المصري.

ما آلية عمل المنظومة الجديدة؟

بحسب مصادر قريبة من التنظيم، أحدهم يعمل بقناة فضائية تابعة للجماعة، وضع قادة  التنظيم المسؤولون عن ملف الإعلام بالتنسيق مع قيادات متحالفة معهم من مصر، أبرزهم أيمن نور السياسي المصري الهارب خارج البلاد والمسؤول عن الملف الإعلامي مع الجماعة، وأحمد الشناف المدير التنفيذي لقناة مواطن، فضلاً عن معتز مطر ومحمد ناصر وحمزة زوبع، وضعوا آلية عمل جديدة لمنظومة الإعلام الإخواني عقب التضييقيات التركية عليها مطلع العام الماضي.

وتعتمد الآلية على توفير مساحات جديدة للبث من خارج تركيا، للعمل على تنفيذ مخططات الهجوم على الدولة المصرية بشكل مكثف دون إحراج السلطات التركية التي تسعى لتبريد الأجواء مع القاهرة، وبالفعل تم نقل جميع المنصات التابعة للإخوان إلى لندن، منتصف العام الماضي فضلاً عن تدشين قناة جديدة تحمل اسم (الشعوب) في تشرين الثاني (نوفمبر).

ما تزال جماعة الإخوان تراهن على منظومتها الإعلامية لحسم صراعتها مع الدول العربية

وبخلاف التحول الجغرافي نحو العاصمة البريطانية بدلاً عن إسطنبول، تعتمد خطة العمل الإعلامي للجماعة، بحسب المصادر، على توسيع الاعتماد على الإعلام البديل (منصات التواصل الاجتماعي في مقدمتها اليوتيوب) لبث المحتوى الخاص بها، وتذكر المصادر على سبيل المثال توجه الإعلامي الإخواني حمزة زوبع لتقديم برنامج عبر اليوتيوب بدلاً من قناة الشرق، كذلك معتز مطر، أيضاً يتسابق قيادات التنظيم لبث برامج ولقاءات دورية عبر المنصات الإلكترونية، وفي مقدمتها برنامج "وقفات إيمانية" الذي يقدمه محمود حسين، و"حديث الثلاثاء" لصلاح عبد الحق.

أيضاً كثفت الجماعة من اعتمادها على منصة (كلوب هاوس) خلال الأشهر الماضية باعتبارها مساحة مفتوحة للتواصل المباشر مع قادة الرأي داخل مصر وخارجها، بهدف خلق إطار منهجي ضد الدولة المصرية، يستهدف التركيز على المشكلات السياسية والاجتماعية وتحشيد رأي عام غاضب ضد مؤسسات الدولة.

لماذا الآن؟

توظيف الإعلام والكتائب الإلكترونية لاستهداف مصر ليس جديداً على جماعة الإخوان، لكنّ تنوع الأدوات والاعتماد بشكل أكبر على المنصات الإلكترونية يُعدّ صفحة جديدة في منظومة العمل الإخواني، تثير الكثير من الأسئلة حول دلالة التوقيت، وعودة بعض الوجوه، وأيضاً نوعية الموضوعات التي يطرحها الإخوان، وإصرار التنظيم على مواصلة حملاته ضد مصر من خارج تركيا.

طارق البشبيشي: تتغير طبيعة المعركة في كل مرحلة وفق تكتيكات وآليات جديدة، يحاول التنظيم من خلالها تحقيق أكبر قدر من الأهداف التي تتعلق بتوظيف كافة الأدوات بغرض الإضرار بالدولة المصرية والنيل من استقرارها

ووفق المصادر، يكثف المسؤولون عن الملف الإعلامي داخل التنظيم في الوقت الراهن عملهم من أجل صياغة خطة إعلامية محددة الأهداف تعمل بشكل مكثف على التأثير في توجهات الناخبين المصريين قبيل الانتخابيات الرئاسية المزمع انعقادها منتصف العام المقبل 2024، بالتركيز على ملفات الأزمة الاقتصادية والحريات.

تغيير تكتيكي

وفي هذا الصدد يقول الباحث المصري المختص بحركات الإرهاب، والمنشق عن الإخوان، طارق البشبيشي، يقول لـ (حفريات): إنّ هجوم الإخوان على مصر لم يتوقف منذ نهاية حكمهم المشؤوم قبل نحو (10) أعوام في عام 2013، ومن ثم هروب عدد كبير من قيادات التنظيم إلى خارج البلاد وإدارتهم لحرب  إعلامية شرسة ضد مصر والمصريين.

ويشير البشبيشي إلى "تغير طبيعة المعركة في كل مرحلة وفق تكتيكات وآليات جديدة"، يحاول التنظيم من خلالها تحقيق أكبر قدر من الأهداف التي تتعلق بتوظيف كافة الأدوات بغرض الإضرار بالدولة المصرية والنيل من استقرارها، ويقول: "في أوقات كثيرة كان الإعلام "الشرير" هو سلاحهم الرئيسي في التحريض والفتنة وبث الشائعات لشحن نفوس المصريين، حتى تراجع دور الإعلام الفضائي لحساب انصراف الناس إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا أخطر ما في المعركة."

ويرى البشبيشي أنّ تصعيد المعركة الإعلامية من جانب التنظيم الإرهابي قبل الانتخابات الرئاسية المصرية هو أمر متوقع، كما هو الأمر في أيّ مناسبة وطنية يحاول الإخوان تشويهها، بغرض ضرب الاستقرار السياسي داخل البلاد والتصدي للمسارات الدستورية.

فشل متواصل

يقول البشبيشي: إنّ جماعة الإخوان وظفت كافة أدواتها الإعلامية خلال الأعوام الماضية لاستغلال الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد من أجل خلق حالة غضب شعبي من شأنها تأجيج الحراك الشعبي، لكنّ كافة هذه المحاولات فشلت بفضل الوعي الجمعي العاقل لدى جموع المصريين.

العقل الجمعي المصري ما زال بخير، ويدرك خطورة العودة للفوضى والخراب

ويشير الباحث المصري المنشق عن التنظيم إلى أنّ "العقل الجمعي المصري ما زال بخير ويدرك خطورة العودة للفوضى والخراب، ربما هناك بعض الغضب نتيجة الظرف الاقتصادي، لكن من المؤكد أنّ المصريين لن يستجيبوا لدعوات الشر الإخوانية، لإدراكهم أنّ المصير قد يكون مجهولاً، خاصة في ظل محيط مأزوم سياسياً وفوضى وضياع"، ويؤكد أنّ المصريين يدركون حقيقة الدعوات الإخوانية وحقيقة ما وراءها، لذلك ستفشل خطط الإعلام الجديدة كما فشلت كافة المخططات السابقة، ولن تجني الجماعة من محاولاتها سوى هدر المزيد من الأموال.

واضيع ذات صلة:

عبير موسي توسع حربها على "الإخوان" وتهدد مؤسساته الإعلامية.. ما الجديد؟

جماعة الإخوان تتجه لتقليص منظومتها الإعلامية... مناورة أم إقرار بالفشل؟

هل تنجح خطط الإخوان الإعلامية الجديدة بإعادة نشر الفوضى في المنطقة؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية