هل أصبح الإخوان مجرد ذكرى بعد 12 عامًا من 3 يوليو؟.. باحث يجيب

هل أصبح الإخوان مجرد ذكرى بعد 12 عامًا من 3 يوليو؟.. باحث يجيب

هل أصبح الإخوان مجرد ذكرى بعد 12 عامًا من 3 يوليو؟.. باحث يجيب


03/07/2025

تساءل الباحث المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي منير أديب في مقال تحليلي، نشره موقع "البوابة نيوز" المصري، عن مدى تراجع الإرهاب في مصر بعد مرور 12 عامًا على ثورة 30 يونيو وإعلان 3 يوليو 2013. 

ويرى أديب أن اللحظة التاريخية التي تدخلت فيها القوات المسلحة لحماية الدولة من الانزلاق إلى حرب أهلية شكلت علامة فارقة، إذ حال تدخل الجيش دون سيطرة الجماعات الإسلاموية على مقدرات البلاد وفرض مشروعها الأيديولوجي بالقوة.

الباحث أشار إلى أن جماعة الإخوان المسلمين لم تكتفِ برفض إرادة ملايين المصريين الذين خرجوا ضدهم، بل لوّح قادتها صراحة بالعنف، مستشهدًا بعبارة شهيرة: "اللي هيرش مرسي بالماية هنرشه بالدم". وبيّن أن هذا التهديد لم يبقَ في إطار الخطاب، بل تحوّل إلى إنشاء ميليشيات مسلحة أبرزها "حسم" و"لواء الثورة"، اللتين تورطتا في تنفيذ اغتيالات وهجمات ضد الشرطة والكنائس والمنشآت العامة.

مصر نجحت في تفكيك تنظيم الإخوان سياسيًا وأضعفت قدراته التنظيمية لكن ذلك لم يلغِ تمامًا خطر الإرهاب

واعتبر أديب أن مصر نجحت في تفكيك تنظيم الإخوان سياسيًا وأضعفت قدراته التنظيمية، لكن ذلك لم يلغِ تمامًا خطر الإرهاب. فالتنظيم ما يزال يحتفظ بخلايا وقدرة على استقطاب الشباب، ليس لقوة أفكاره بل بفضل قدراته المالية الواسعة ووجوده الإعلامي الفاعل على منصات التواصل الاجتماعي.

وأوضح أن المعركة ضد الإرهاب لا يجب أن تقتصر على التصدي للتنظيمات أمنياً، بل يجب أن تمتد لتفكيك الأفكار التي أسست لتطرفه، محذرًا من أن استمرار تلك الأفكار سيجعل التنظيم قادراً على العودة في أي لحظة. 

وهنا برزت دعوته لمؤسسات الدولة، وفي مقدمتها المؤسسة الدينية، إلى الانتقال من "تجديد الخطاب" إلى "تجديد الفكر"، وتجذير قيم التعددية والقبول بالآخر في عقول النشء.

ورأى أديب أن دور التعليم والثقافة والفنون لا يقل أهمية عن الإجراءات الأمنية، باعتبارها أدوات رئيسية في تحصين المجتمع وتهذيب الوجدان، لمواجهة الخطاب العاطفي التعبوي الذي تجيده الجماعات المتطرفة.

وفي ختام مقاله، وجّه تحذيرًا بضرورة بقاء الوعي الشعبي يقظًا، مشددًا على أن الجماعات المتشددة تظل مستعدة لاستغلال أي اضطراب في الداخل أو في المنطقة العربية التي تعصف بها الحروب والصراعات. وأضاف أن ذكرى 3 يوليو يجب أن تكون مناسبة لتأكيد أن التحديات لم تنتهِ بعد، وأن المعركة ضد الإرهاب والفكر المتطرف معركة طويلة تستلزم تضافر جميع مؤسسات الدولة والمجتمع.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية