تفكيك شبكة لوجستية تابعة لحزب الله في أوروبا

تم تفكيك شبكة لوجستية واسعة النطاق تدعم مساعي حزب الله لتصنيع الطائرات المسيرة في مختلف أنحاء أوروبا وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية. وشملت العملية إسبانيا وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، وجرت الاعتقالات ما بين منتصف عام 2024 وأوائل أبريل / نيسان 2025.

وأفادت التقارير بتورط الشبكة في شراء كميات كبيرة من المواد اللازمة لتصنيع طائرات مسيرة قادرة على حمل متفجرات. وعثر المحققون على أنظمة توجيه إلكترونية، ومحركات بنزين وكهربائية، ومراوح، وأطنان من المواد المستخدمة في تصنيع أجزاء الطائرات المسيرة مثل هياكلها وأجنحتها. ووفقاً لصحيفة “لوفيغارو”، فإن كمية المكونات المضبوطة قد تُستخدم لتصنيع ما يصل إلى ألف طائرة مسيرة.

واكتشفت السلطات الإسبانية لأول مرة عمليات شراء مشبوهة في كتالونيا خلال صيف عام 2024. زُعم أن هذه المشتريات قام بها أفراد من أصل لبناني يعملون عبر شركات محلية. كانت البضائع معدة للشحن إلى لبنان، ويشتبه المحققون في أن مكونات مماثلة ربما استُخدمت بالفعل في هجمات حزب الله على إسرائيل.

في 14 يوليو/ تموز 2024، نفذت جهات إنفاذ القانون في إسبانيا وألمانيا مداهمات منسقة. أُلقي القبض على ثلاثة مواطنين لبنانيين في برشلونة وبادالونا، بينما أُلقي القبض على مشتبه به رابع، فاضل ز.، في زالتسغيتر بألمانيا. ويُقال إن هذا الأخير كان ناشطاً في حزب الله منذ عام 2016 على الأقل، ويُعتقد أنه حصل على مكونات طائرات من دون طيار في ألمانيا منذ أوائل عام 2024.

لا يزال أحد المشتبه بهم، المعروف باسم فراس هـ.ح، رهن الاحتجاز الاحتياطي في إسبانيا، وهو متهم بشراء مواد يمكن استخدامها في صنع أسلحة ضد أهداف مدنية وعسكرية. وأُفرج عن اثنين آخرين تحت المراقبة القضائية.

توسّعت العملية أكثر في عام 2025. ففي الأول من أبريل / نيسان، اعتقلت السلطات الإسبانية ثلاثة أشخاص إضافيين في شقة برشلونة نفسها التي داهمتها في يوليو / تموز السابق. ووُجّهت لأحد المشتبه بهم تهمة الانتماء إلى منظمة إجرامية، وتمويل أنشطة غير مشروعة، وتزوير وثائق.

في فرنسا، ألقت المديرية العامة للأمن الداخلي القبض على مشتبه به على صلة بالشبكة. وأكد المدعي العام الفرنسي لمكافحة الإرهاب أن المتهم يواجه تهماً تتعلق بالتحضير لأعمال إرهابية.

في المملكة المتحدة، ألقت شرطة مكافحة الإرهاب القبض على رجلين في أوائل أبريل/ نيسان شمال لندن. ويُتهم أحدهما، ويبلغ من العمر 39 عاماً، بالانتماء إلى منظمة محظورة – حزب الله مصنف جماعة إرهابية في المملكة المتحدة منذ عام 2019 – وبالتحضير لأعمال إرهابية وتمويل الإرهاب. ويواجه المشتبه به الثاني، ويبلغ من العمر 35 عاماً، تهماً مماثلة. وقد أُفرج عنهما بكفالة على ذمة التحقيق.

المركز العربي لدراسات التطرف