الجيش والكيزان (الإخوان المسلمين) يتحملون مسؤلية الحرب

الجيش والكيزان (الإخوان المسلمين) يتحملون مسؤلية الحرب

الجيش والكيزان (الإخوان المسلمين) يتحملون مسؤلية الحرب


12/08/2024

يوسف السندي

أزمة السودان الحالية سببها الرئيسي هو الجيش وليس الدعم السريع ، الدعم السريع نتيجة تاريخية ظرفية اوجدها سوء الجيش ، دعم الجيش السيء في هذه الحرب ، لن ينتج سوى المزيد من السوء من هذا الجيش ، وهذا بالضرورة سيقود لانتاج المزيد من نسخ الدعم السريع الاشد سوءا من النسخة الحالية.

الحقيقة اعلاه فهمها الحلو وعبدالواحد والهادي ادريس والطاهر حجر ، لذلك رفضوا هذه الحرب ويسعون لحل يجنب السودان في المستقبل مساويء هذا الجيش الفاسد ومنتجاته الفاسدة ، بينما لم يفهمها او تجاهلها مناوي وعقار وجبريل ومن هم على شاكلتهم من الانتهازيين طمعا في بعض الدراهم والوظائف.

القوى السياسية الوطنية ، فهمت هذه الحقيقة مبكرا ، وهي التي لدغت من جحر الجيش مرات ومرات بانقلابه على الحكومات الديمقراطية المنتخبة، وآخرها انقلاب ٢١/اكتوبر/٢٠٢١م على حكومة الثورة ، وبالتالي لم تدعم هذا الجيش الفاسد في هذه الحرب القبيحة ، التي أطلقها الذراع الكيزاني داخل الجيش من أجل إعادة ترتيب المشهد واسكات الصوت المدني المنادي بالحرية والمدنية والديمقراطية.

 القوى السياسية رفضت الحرب ، ودعت لحل سياسي ينهي الحرب بإعادة الجيش لثكناته بعد تفكيك تمكين الكيزان داخله وتحويله من جيش فاسد إلى جيش مهني قومي واحد ، يعبر عن فسيفساء السودانيين ويخضع للحكم المدني المنتخب.

العالم بأجمعه دول ومنظمات ، علم ان هذا الجيش غير جدير بالدعم ، فهو جيش لم يفعل منذ الاستقلال سوى قتل أبناء شعبه في الجنوب ودارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة ، وانه جيش يحلم كل جنرالاته بالوصول للحكم ليمارسوا التنكيل والاذلال بشعبهم ، وتحويل بلادهم لسجن كبير من الجحيم ، لذلك سفهت جميع دول العالم ومنظماته مطالب هذا الجيش ، وطالبته بصورة واضحة بالذهاب للسلام وتسليم السلطة للمدنيين ليحكموا البلاد.

لا يدعم الجيش الان في هذه الحرب الا الكيزان والارزقية والمغفلين والقوى الانتهازية التي سقطت مع البشير ، وهذه القوى دعمت الحرب بدافع التشفي ، فهي لم تجد موطيء قدم في سفينة الثورة ، وشعرت بالغبن علي ثورة ديسمبر وعلى قواها الحية ، وبالتالي دعمت الحرب لتخلصها من شيء اسمه الثورة وقوى الثورة.

ليس امام السودانيين اذا أرادوا السلام والاستقرار الا ان يواجهوا الحقيقة بشجاعة ويحملوا المسؤلية كاملة للجيش والكيزان في هذا المصير القاتم الذي وصلت اليه البلاد ، فلولا فساد هذا الثنائي ، لما سمع احد بحميدتي ولا مناوي ولا جبريل ولا تمبور ولا غيرهم من أمراء الحرب وقادة المليشيات الذين ظهروا في عهد حكم الانقاذ ، اي شيء غير هذا يعني استمرار الحروب ، وتناسل وتوالد المليشيات ، وحياة الشعب في النزوح واللجوء للابد.

الراكوبة




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية