حملة إخوانية على قناة العربية من أجل تغطية تتناسب مع رواية حماس

حملة إخوانية على قناة العربية من أجل تغطية تتناسب مع رواية حماس

حملة إخوانية على قناة العربية من أجل تغطية تتناسب مع رواية حماس


20/07/2024

شنت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، حملة على قناة العربية بسبب تغطيتها للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وانتقد أصحابها إيراد وجهة نظر وتصريحات جميع الأطراف من الأحداث الجارية مهاجمين القناة تحت عنوان “#العربية_شريك_في_الإبادة”، فيما بدت التعليقات تؤيد أن تكون التغطية وفق رؤية حماس فقط.

وظهرت خلفية الحسابات ذات المرجعية الإخوانية وما يسمى بالمقاومة الاسلامية، عبر الانتقادات الحادة والحديث عن مؤامرة وتخوين تحيكها القناة السعودية ضد المقاومة من خلال تغطيتها للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر عامة، والمجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في مخيمات النازحين، في المواصي في خان يونس السبت الماضي.

واعتبر متابعون أن شخصيات من جماعة الإخوان يقفون وراء الحملة، بعد أن عملت القناة الإخبارية على كسر السردية الإعلامية التي تسيطر عليها قناة الجزيرة القطرية وتقديم رواية مختلفة للأحداث تثير الجدل في أحيان كثيرة. لا سيما أن هاشتاغ #مقاطعة_قناة_العربية، يعاد تنشيطه بين فترة وأخرى ضمن نفس الهجمة.

وبدا خلال تعليقات الناشطين المهاجمين أن الانتقادات تتعلق بسياسة القناة التي تقوم بتغطية لجميع وجهات النظر دون أن تتجاهل بيانات الجيش الاسرائيلي والتفاصيل العملياتية عن المجزرة وذكر اسم محمد الضيف باعتباره “الهدف” في هذه الضربة، والتحليلات والانتقادات التي تتعرض لها حماس من قبل الفلسطينيين أنفسهم.

كما أظهرت العديد من التغريدات أن حسابات ومنابر إخوانية تكثف الحملة على القناة، وبدا لافتا إعادة نشر العديد من المنشورات بصبغة دينية إمعانا تحت عنوان “لو كانت قناة العربية في زمن النبوة” في تحريض وهجوم على القناة يحمل مخاطر على الصحافيين والعاملين فيها، بينما قال آخر:

nassar_yas28301@
قناة العربية أكبر متحف بالتاريخ يحوي محاربته الإسلام والمسلمين والفضيلة والإنسانية ويدعم الضلال والرذيلة.

وبرز التناقض في الهجوم والحملة على القناة من خلال انتقاد تغطيتها لاستهداف مسيرة حوثية لتل أبيب، فهناك من انتقد “تجاهل” القناة لهذا الحدث الهام، فيما استنكر آخرون تكثيف تغطيتها لهذا الحدث، ليبدو أن الغاية من الحملة استهداف القناة بأي ذريعة كانت، وجاء في تعليق:

وكتب مستخدم:

sbiro707@
فرحة في كل كوكب الأرض حتى في جزر الكناري بعملية الجيش اليمني في يافا إلا قناة العربية ناشره خبر عن فوائد الزنجبيل لعلاج الإسهال.

وكانت وزارة الصحة في غزّة أعلنت السبت، مقتل 90 شهيداً نصفهم من النساء والأطفال، إضافة الى 300 جريح، في هجوم اسرائيلي استهدف مخيم المواصي للنازحين جنوبي القطاع.

وزعم الجيش الاسرائيلي أن الغارة استهدفت قائد كتائب القسّام الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف ومسؤول خان يونس رافع سلامة. وردت “حماس” بأن هذه الادعاءات بشأن استهداف قيادات إنما هي ادعاءات كاذبة… للتغطية على حجم المجزرة المروعة. ليست المرة الأولى التي يدعي فيها الاحتلال استهداف قيادات فلسطينية ويتبين كذبها لاحقاً”.

وأمام هذه التغطية، زعمت حسابات تابعة للإخوان إن #العربية_شريك_في_الإبادة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في غزة، إذ تروج سردياته ومبرراته في قتل الآلاف منهم منذ السابع من أكتوبر.

والمفارقة أن منتقدي العربية هم أنفسهم من المروجين لقناة الجزيرة، رغم أن الأخيرة هي من أسس لهذا التقليد في استضافة المسؤولين الإسرائيليين. وقال متابعون إن الجزيرة لها تاريخ في فتح أبواب القناة للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي والمسؤولين الإسرائيليين للحديث عن أمور عربية، وكذلك إدخال المسؤول الإسرائيلي إلى البيت العربي عن طريق التطبيع الإعلامي.

وأشاروا إلى أنه لم يكن هناك مراسلون للجزيرة في إسرائيل وتمت الاستعاضة عن ذلك باستضافة إسرائيليين وفتحت لهم منابر القناة واستضافتهم في الدوحة. وسبق أن تعرضت قناة العربية لهجمة مماثلة لاستضافتها رئيس حركة حماس خالد مشعل وطرح أسئلة محرجة مثلت حديث مستخدمي موقع إكس لأيام.

وكان السؤال الأكثر جدلا في حوار خالد مشعل مع “العربية”، حين قالت المحاورة رشا نبيل “خالد مشعل يجلس تحت المكيف، ويتحدّث عن الحروب والجهاد، وعن القصف” ما دفع بمشعل إلى الإجابة “نحن في قلب المعركة، ما حد جالس في الميدان، ولا حد برة الميدان، قيادة حماس تقود المعركة في الداخل، والخارج”.

كما وجه مغردون سهام نقدهم إلى القناة لاستضافتها مسؤولين من الجيش الإسرائيلي، إذ لم تمر استضافة الإعلامية اللبنانية في قناة “العربية” ليال الاختيار للناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي مرور الكرام في لبنان، إذ وجّهت إليها حسابات انتقادات واسعة.

وأعلنت هيئة ممثلي الأسرى والمحررين من السجون الإسرائيلية أن “المحامي غسان المولى تقدم بوكالته عن بعض الإعلاميين المقاومين والأسرى المحررين، بإخبار لدى المحكمة العسكرية في لبنان ضد ليال الاختيار المدعية لصفة الإعلامية، وذلك لإجرائها مقابلة صحفية على قناة ‘العربية’ مع القاتل الصهيوني أفيخاي أدرعي”، وفق نص الدعوى.

وسبق لوزارة الداخلية التابعة لحركة “حماس” منع قناتي “العربية” و”الحدث” السعوديتين من العمل في قطاع غزة عدة مرات آخرها عام 2020. وقالت الحركة في تصريح، نشر على موقعها الإلكتروني حينها، “إن ما تقوم به قناة العربية وغيرها ينسجم تماما مع سياسات الاحتلال الصهيوني ومخططاته المستمرة للعدوان على شعبنا، وشطب حقوقه التاريخية، ما يجعلها تقف مع الاحتلال صفا واحدا ضد شعبنا مع ما يترتب عن ذلك من تداعيات في كل الاتجاهات".

وأغلقت حماس في عام 2013 وبقرار من النائب العام مكاتب "العربية" في غزة. واتهمت الحركة حينها القناة ببث “أخبار غير صحيحة". وسمحت لمحللين سياسيين وصحافيين متعاونين بالظهور على شاشة القناة خلال حرب عام 2014 التي خاضتها مع إسرائيل.

عن "العرب" اللندنية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية