5 رسائل لزيارة محمد بن زايد مصر

مصر والإمارات

5 رسائل لزيارة محمد بن زايد مصر


08/08/2018

أكد ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أنّ الإمارات ومصر تقفان معاً بقوة ضد كل محاولات التدخل في الشؤون الداخلية للمنطقة العربية أو المساس بأمنها واستقرارها. وقال عبر حسابه الرسمي على "تويتر" أمس - في أعقاب زيارة استمرت لساعات إلى جمهورية مصر العربية التقى خلالها الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي- إنّ "الإمارات ومصر تجمعهما علاقات تاريخية ممتدة تزداد رسوخاً يوماً بعد آخر". وتُعدُّ هذه الزيارة الحادية عشرة لمحمد بن زايد إلى مصر منذ تنصيب السيسي رئيساً في حزيران (يونيو) 2014.
أهمية الزيارة ودلالاتها
وقد استعرض الجانبان خلال المحادثات -التي حضرها الشيخ نهيان بن زايد رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية- فرص تعزيز وتنمية التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والتنموية والاقتصادية والاستثمارية وآفاقه المستقبلية.

علاقات إستراتيجية راسخة

وقال ولي عهد أبوظبي، إنّ دولة الإمارات وجمهورية مصر تجمعهما علاقات إستراتيجية راسخة لا يقتصر أثرها الإيجابي على الدولتين فقط، وإنما يتجاوز ذلك إلى خدمة المصالح والقضايا العربية السياسية والأمنية والاقتصادية والتنموية.
وربما يمكن القول إنّ أهمية هذه الزيارة تتمثل في تأكيد جملة من الرسائل والمواقف التي تعكس بوصلة السياسة الخارجية الإماراتية، ومن ذلك:
1.  مساعي دولة الإمارات في أن "تكون جزءاً من كتلة عربية وسطية بقيادة المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، وبمشاركة الدول الأخرى".

الزيارة تأتي بعد قمة إثيوبية-إريترية-إماراتية التأمتْ في أبوظبي وُصِفتْ بالتاريخية إذ توّجتْ جهود مصالحة منتظرة منذ عقدين

2. أنّ هذه الزيارة تأتي بعد فترة وجيزة من قمة إثيوبية-إريترية-إماراتية التأمتْ في أبوظبي، وُصِفتْ بالتاريخية؛ لأنها تَوَّجتْ جهود مصالحة منتظرة منذ عقدين بين أسمرة وأديس أبابا برعاية إماراتية. وقد تساءل محللون حينها عن تأثير ذلك على ملف "سد النهضة" المختلف عليه بين مصر وإثيوبيا. ومن هنا جاءت هذه الزيارة تأكيداً من جهة أولى للعلاقة الخاصة بين مصر والإمارات، وتعزيزاً، من جهة أخرى، لفكرة "المكاسب للجميع" والابتعاد عن المعادلات الصِفرية، وتقديم "سياسة التوافقات" على "سياسة المحاور".

3. لقد أوضح محمد بن زايد أنّ أهم الأسس التي تقوم عليها العلاقات الإماراتية-المصرية هي الثقة والاحترام المتبادل والتضامن إلى جانب توافق الرؤى بشأن مجمل قضايا وملفات المنطقة، وحرصهما المشترك على أمن واستقرار وتنمية دولها وشعوبها، مؤكداً أنّ العمل والتنسيق المشترك بين البلدين يعد ركناً أساسياً في تحصين المنطقة ومواجهة التحديات والمخاطر، خصوصاً خلال هذه المرحلة الاستثنائية التي تشهد فيها تغيرات وتطورات متسارعة تتطلب تنسيقاً وتشاوراً مستمرين بين الدول العربية.

أكد الجانبان على أهمية التعاون لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والتصدي للتدخلات الإقليمية العابثة في أمنها

4. يبدو أنّ دولة الإمارات (في ظل أن هذه الزيارة هي الحادية عشرة للشيخ محمد بن زايد إلى مصر منذ 2014) تذهب إلى القول "إن التطورات الجارية في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط والعالم تتطلب التشاور المستمر بين قيادتي الإمارات ومصر، خاصة أنّ هذه التطورات تتصل بشكل وثيق بحاضر الأمن القومي العربي ومستقبله والأمن الوطني لدول المنطقة". في هذا السياق صرح ولي عهد أبوظبي بأن "جمهورية مصر العربية تمثل ركيزة أساسية ضمن منظومة الأمن القومي العربي وأن دولة الإمارات العربية المتحدة حريصة على التواصل المستمر معها، والتباحث حول كل ما يهم الشؤون الإقليمية".
5. أن ارتكاز السياسة الخارجية الإماراتية على أسس الاعتدال والوسطية، هو في الحقيقة تأكيد على "البعد العربي" وعلى أولوية المصلحة العربية، ما يعني الثقة  الكبيرة "في قدرة العالم العربي على استعادة استقراره وتوازنه ومواجهة التدخلات الإقليمية في شؤونه"، كما ورد على لسان محمد بن زايد، الذي ثمّن "دور مصر المحوري في العالم العربي والمنطقة"؛ لأن في ذلك تعزيزاً لـ "المحور العربي بما يخدم مصالح الشعوب العربية وأمنها واستقرارها".
نموذج للتعاون الإستراتيجي
من جانبه، وصف الرئيس المصري العلاقات بين الإمارات ومصر بأنها نموذج للتعاون الإستراتيجي البنّاء بين الدول الشقيقة، معرباً عن حرص مصر على مواصلة دفع أطر التعاون المشترك مع دولة الامارات في شتى المجالات.

أكّدا أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف واجتثاثه من جذوره وتجفيف منابعه

إلى ذلك، أكد الجانبان في ختام لقائهما أهمية تكثيف التعاون فيما يتعلق بتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والتصدي للتدخلات الإقليمية العابثة في أمنها، وشددا على أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف واجتثاثه من جذوره وتجفيف منابعه. وأعرب الجانبان عن دعمهما لجهود التوصل إلى حلول سياسية لمختلف الأزمات التي تعانيها المنطقة.
خصوصية متواصلة
وقالت الرئاسة المصرية، في بيان، إنّ العلاقات "المصرية - الإماراتية" ذات خصوصية متواصلة عبر عقود عدة منذ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.  وأكد المتحدث باسم الرئاسة السفير بسام راضي، أن "الوالد المؤسس" الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان يحظى بمكانة خاصة لدى الشعب المصري لمواقفه التاريخية النبيلة تجاه البلاد والممتدة حتى الآن من قبل حكام دولة الإمارات.
من جهته، علّق وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، على حسابه في "تويتر" على زيارة ولي عهد أبوظبي إلى القاهرة معتبراً أنها تعزز جهود التواصل بين البلدين.
وتداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، صوراً للافتات تتضمن علمي الإمارات ومصر وعبارة "الإمارات في قلب مصر"، معربين عن اعتزازهم بالعلاقات القوية التي تجمع البلدين.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية