الحوثيون يواصلون إرهابهم... لوبي أممي يقف ضد تصنيفهم منظمة إرهابية

الحوثيون يواصلون إرهابهم... لوبي أممي يقف ضد تصنيفهم منظمة إرهابية


17/02/2022

الفشل العميق والمتجذّر لعمل الأمم المتحدة ومبعوثيها ووكالاتها تكرّس في اليمن عبر أعوام الحرب، لكنّ الكارثة عندما تقف الهيئة الدولية إلى جانب ميليشيات لا يختلف اثنان على إرهابها وعلى جرائمها.

ورغم أنّ ميليشيا الحوثي الإرهابية تقابل بشكل دائم الخطط الأممية لإحلال السلام   بالجرائم والانتهاكات الإنسانية، ورغم عدم التزامها بأيّ من الاتفاقيات التي أبرمت برعاية أممية منذ أعوام، إلّا أنّه ما يزال هناك من يشكّل نوعاً من اللوبي الدولي برعاية "الأمم المتحدة" للدفاع عن الميليشيات الموالية لإيران بذرائع إنسانية واهية، يتطرّق لها بعيداً عن معاناة الشعب اليمني، والمجاعات، والكوارث الصحية والبيئية التي يتعرّض لها يومياً.

وتصريحات مندوبة الإمارات في الأمم المتحدة السفيرة لانا نسيبة يوم الثلاثاء الماضي أمام مجلس الأمن تعكس حالة الإحباط المتزايد الناتجة عن إجراءات المجتمع الدولي بما يتعلق بإرهاب الحوثيين.

قالت نسيبة: "كنّا استمعنا خلال الأشهر الماضية إلى إحاطات عدّة، بما فيها مداخلة المبعوث الأممي إلى اليمن، تدعونا لإتاحة الفرصة أمام جهوده لإعادة الحوثيين إلى طاولة المفاوضات".

 

لوبي دولي برعاية "الأمم المتحدة" للدفاع عن الميليشيات الحوثية الموالية لإيران بذرائع إنسانية واهية

 

وأضافت نسيبة، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (وام) أول من أمس: "لكن وبعد أن تعرّضت المنشآت المدنية في دولة الإمارات لهجمات إرهابية راح ضحيتها مدنيون أبرياء، لا يسعنا إلّا أن نتساءل: متى سينتهي استرضاء هذه الجماعة الإرهابية ومهادنتها؟".

وأضافت: إنّ "ما سمعناه اليوم يؤكّد استمرار فشل العملية السياسية التي تجري تحت إشراف الأمم المتحدة في اليمن".  

اقرأ أيضاً: حملة "أنا أصنف الحوثي إرهابياً": يمنيون يثورون بوجه الصمت الدولي

وفي سياق متصل، قال رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك في تصريح صحفي سابق، متذمراً بصورة مقصودة: إنّ من لا يعاقب الإرهاب، فإنّه يأمر بصناعته،  هذا تعبير صارخ عن اليأس والحنق معاً من الاجراءات التي تتخذها الأمم المتحدة بحق الميليشيات الإرهابية.

 

نسيبة أمام مجلس الأمن: متى سينتهي استرضاء هذه الجماعة الإرهابية في اليمن ومهادنتها؟

 

وحذّر عبد الملك، خلال لقائه أمس بوفد إنساني أوروبي رفيع المستوى من المكاتب الرئيسية للمانحين، حذّر من استمرار تلاعب الحوثيين بالورقة الإنسانية لابتزاز المجتمع الدولي وإطالة أمد الحرب، ومضاعفة الكارثة الإنسانية التي تسببت بها منذ انقلابها على السلطة الشرعية بقوة السلاح وإشعالها للحرب، في محاولة لتحقيق مكاسب سياسية، وفقاً لقناة (اليمن الإخبارية) .

وجدّد عبد الملك التزام الحكومة بمسؤولياتها في الشراكة مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وتسهيل أعمالها، واتخاذ ما يمكن لتخفيف المعاناة الإنسانية عن كافة أبناء الشعب اليمني.

 

عبد الملك يحذّر من استمرار تلاعب الحوثيين بالورقة الإنسانية لابتزاز المجتمع الدولي وإطالة أمد الحرب ومضاعفة الكارثة الإنسانية

 

وقال: إنّ التحذيرات الصادرة والمتكررة وآخرها في اجتماع مجلس الأمن الدولي أول من أمس بشأن الوضع الإنساني في اليمن مقلقة، وتستدعي العمل العاجل للتعامل مع الأزمة الإنسانية والتوجه الجاد لمعالجة جذورها والمتمثلة في استمرار الحرب وتعنت ميليشيا الحوثي ورفضها لمبادرات السلام، وهو ما يستدعي مواقف حازمة ولغة واضحة لإيقاف اعتداءاتها ونهبها للمساعدات الإغاثية والإنسانية.

 

اقرأ أيضاً: هل استشعرت ميليشيات الحوثي الإرهابية أخيراً خطر الناقلة صافر أم هي مناورة جديدة؟

بدوره، شدّد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله السعدي أمام مجلس الأمن أول من أمس على ضرورة وقوف المجتمع الدولي في مواجهة الأعمال الإرهابية التي تهدد السلم والاستقرار الإقليمي والدولي.

 

عبد الملك يحذّر من استمرار تلاعب الحوثيين بالورقة الإنسانية لابتزاز المجتمع الدولي وإطالة أمد الحرب ومضاعفة الكارثة الإنسانية

 

ودعا مجلس الأمن إلى تحمّل مسؤولياته، واتخاذ موقف حاسم لوقف الاعتداءات الحوثية وأعمال الجماعة الإرهابية المتكررة في اليمن والمنطقة، وممارسة مزيد من الضغط وفرض العقوبات على تلك الميليشيات لردع سلوكها الإرهابي؛ حيث إنّ اكتفاء المجتمع الدولي ببيانات التنديد لم يثنِ ولن يثني الميليشيات الحوثية عن الاستمرار في حربها وهجماتها الإرهابية، وفق ما أوردت وكالة سبأ الرسمية.

وفي الإطار ذاته الذي يؤكد وقوف المنظمة الأممية إلى جانب ميليشيات الحوثي الإرهابية، أكدت مجلة "فورين بوليسي" أنّ الأمم المتحدة، بجانب مسؤولين أمريكيين آخرين، تتضامن مع الحوثيين، وتضغط بشدة على البيت الأبيض لأجل عدم المضي قدماً في خطة إعادة تصنيفهم منظمة إرهابية أجنبية.

وقالت المجلة: إنّ مسؤوليين أمميين، بينهم المبعوث السابق إلى اليمن مارتن غريفيث، يقاومون البيت الأبيض بشأن خطة إعادة تصنيف المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن منظمة إرهابية أجنبية، بمزاعم أنّ هذه الخطوة قد تعجل بانهيار الاقتصاد اليمني، وتتسبب بمجاعة هناك.

 

مجلة فورين بوليسي: الأمم المتحدة تتضامن مع الحوثيين، وتضغط بشدة على البيت الأبيض لعدم إعادة تصنيفهم منظمة إرهابية

 

ووفقاً لـ"فورين بوليسي"، قاد كبير مسؤولي الشرق الأوسط في البيت الأبيض بريت ماكغورك الحملة لفرض تصنيف منظمة إرهابية أجنبية (FTO) ، لكنّ الخطة واجهت معارضة من المسؤولين الأمريكيين الآخرين، بما في ذلك في اجتماع البيت الأبيض لنواب الأمن القومي في 4 شباط (فبراير) الجاري.

 

اقرأ أيضاً: لماذا على إدارة بايدن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية؟.. وجهة نظر أمريكية

وقالت: "في 8 من الشهر الجاري، ناشد كبير منسقي الإغاثة في الأمم المتحدة  مارتن غريفيث، الذي عمل سابقاً مبعوثاً خاصاً للأمم المتحدة إلى اليمن، ناشد ماكغورك لإعادة النظر في الخطط للمضي قدماً في التصنيف، مشيراً إلى التأثير المدمّر على توفير الإمدادات لليمن.  

 

مسؤولون أمميون، بينهم مارتن غريفيث، يقاومون البيت الأبيض بشأن خطة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية

 

هذا، وجدّد الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش أمس التأكيد على أنّ لديه "ملء الثقة" بمبعوثه إلى اليمن هانس غروندبرغ، وذلك غداة الانتقادات الشديدة التي وجّهتها الإمارات لطريقة عمل المبعوث الأممي، وفق وكالة "فرانس برس".

وردّاً على سؤال حول الانتقادات الإماراتية لغروندبرغ، قال المتحدّث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك خلال مؤتمره الصحافي أمس: إنّ الأمين العام للأمم المتّحدة "لديه ملء الثقة بعمل غروندبرغ، وبالطريقة التي ينفّذ بها عمله".

وشدّد دوجاريك على أنّ "رسالتنا التي تدين الهجمات ضدّ المدنيين والبنى التحتية المدنية كانت واضحة للغاية"، في إشارة إلى الموقف الأخير الذي اتّخذته الأمم المتحدة، واستنكرت فيه إطلاق المتمردين الحوثيين صواريخ وطائرات مسيّرة مفخّخة على الإمارات.

إعلان المبعوث الأممي عن بدء مشاورات الأسبوع المقبل مع جميع الأطراف اليمنية لتطوير خطة وإطار عمل نحو تسوية سياسية شاملة، قوبلت بحملة تحشيد واستنفار في مؤشر على مضيها بالحرب.

 

غداة الانتقادات الشديدة التي وجّهتها الإمارات لطريقة عمل المبعوث الأممي، غوتيريش يؤكد ثقته بمبعوثه إلى اليمن هانس غروندبرغ

 

وأطلقت ميليشيا الحوثي أمس حملة تعبئة للتحشيد إلى جبهات القتال، بالتزامن مع مساع أممية لاستئناف محادثات السلام في اليمن.

وذكرت قناة المسيرة الحوثية أنّ رئيس ما يُسمّى المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط أطلق حملة "للتحشيد والاستنفار"، تحت شعار "إعصار اليمن".

وتهدف الحملة إلى حشد أكبر عدد من المقاتلين إلى جبهات القتال، إضافة إلى حشد الموارد المالية وجمع الأموال للمجهود الحربي للميليشيات.

 

اقرأ أيضاً: أمريكا وإرهاب الحوثي العابر للحدود

وبحسب إعلام الحوثي، فإنّ المشاط وجّه بتدشين حملة إعصار اليمن للتحشيد والاستنفار على كافة المستويات لمواجهة ما يسمّونه "العدوان"، وقال: إنّ "هذه الحملة ستشمل كافة المستويات، الرسمية والشعبية والنخبوية".

وتأتي حملة التحشيد الحوثية عقب جلسة عقدها مجلس الأمن بشأن اليمن أول من أمس، قدّم خلالها المبعوث الأممي إحاطته أملاً في وقف التصعيد الفوري للقتال والبدء بعملية سياسية شاملة.

 من شأن هذه الحملة أن تقوِّض فرص نجاح المحادثات التي قال المبعوث الأممي إنّه سيبدأها الأسبوع المقبل مع كافة الأطراف اليمنية.

 

إعلان المبعوث الأممي عن بدء مشاورات الأسبوع المقبل مع الأطراف اليمنية، قوبل بحملة تحشيد واستنفار عسكري  لميليشيات الحوثي

 

 وقللت ميليشيا الحوثي، عقب الجلسة، من أهمية الحديث في أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي عن جهود لإحياء عملية السلام المتعثرة.

 وأشار نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً حسين العزي إلى أنّ معالجة الجانب الإنساني والاقتصادي "يمثل بوابة العبور الوحيدة إلى السلام الجاد والحقيقي في اليمن"، بحسب تعبيره.

 وكانت إدارة بايدن قد رفعت عن الحوثيين، لأسباب إنسانية، التصنيف الذي فرضته عليهم إدارة ترامب لأول مرّة في أيامها الأخيرة، إلّا أنّ الحوثيين قابلوا ذلك بالتصعيد من هجماتهم العابرة للحدود.    




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية