مصر تعزز حضورها في غزة.. هذه أبرز جهودها في القطاع

مصر تعزز حضورها في غزة.. هذه أبرز جهودها في القطاع


16/02/2022

تعمل جمهورية مصر العربية على تعزيز حضورها في قطاع غزة؛ حيث أرسلت منذ التوسط في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس الحاكمة في القطاع، أطقماً لإزالة الأنقاض ووعدت ببناء مجمّعات سكنية جديدة واسعة، فضلاً عن لعبها دور الوساطة بين حماس وإسرائيل، وبذلك تنتقل من العمل النشط من وراء الكواليس في القطاع المحاصر، إلى القيام بهذا الدور في العلن.

ومنذ توسط المصريين في الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس، ومساهمتها في إزالة الأنقاض، باتت أعلام مصر ترفرف في جميع أنحاء غزة، بالإضافة للوحات تمدح الرئيس عبدالفتاح السيسي.

16 ألف فرصة عمل

وبعد التفاوض على وقف إطلاق النار غير الرسمي الذي أنهى الحرب في غزة، تعهدت مصر بتقديم (500) مليون دولار، وفي حين أنه لم يتضح بعد حجم الأموال التي سُلمت، فإنّ مصر تدعم الآن بناء (3) بلدات من المقرر أن تضم نحو (300) ألف نسمة، وفقاً لناجي سرحان، نائب مدير وزارة الإسكان التي تديرها حماس.

كما ويجري العمل أيضاً على تطوير الطريق الساحلي الرئيسي في غزة، وفق السرحان الذي أوضح أنّ مدة إنجاز هذه المشاريع عام ونصف العام، وأضاف قائلاً: "نأمل أن تكون هناك حزم كبيرة من المشاريع في المستقبل القريب، خصوصاً الأبراج التي دمرتها الحرب".

 

الوجود المصري في القطاع واضح، إذ تقوم وفود مصرية كل أسبوع تقريباً بزيارة غزة لتفقد الأعمال، كما افتتحت مكتباً في فندق بمدينة غزة للممثلين الفنيين الدائمين

 

ودمرت إسرائيل خلال الحرب الأخيرة على القطاع المحاصر (4) ناطحات سحاب، قائلة إنها كانت تضم بنى تحتية عسكرية تابعة لحماس. 

وقال علاء العراج، من اتحاد المقاولين الفلسطينيين، إنّ (9) شركات فلسطينية سوف تشارك في المشاريع المصرية، التي تؤمّن نحو (16) ألف فرصة عمل مطلوبة بشدة في المناطق الفقيرة من القطاع، وفق ما أورده موقع "الشرق الأوسط".

ويبدو أنّ الوجود المصري في القطاع واضح، إذ تقوم وفود مصرية كل أسبوع تقريباً بزيارة غزة لتفقد الأعمال، كما افتتحت مكتباً في فندق بمدينة غزة للممثلين الفنيين الدائمين.

كما وتتدفق الشاحنات المصرية المليئة بمواد البناء إلى غزة عبر معبر رفح لمدة (5) أيام في الأسبوع، وهو ما يتناقض بوضوح مع الشحنات المتقطعة التي تصل عبر معبر آخر تسيطر عليه إسرائيل.

ووفق سهيل السقا، من مقاولي غزة الذين يشاركون في عملية إعادة الإعمار، إنّ التدفق المنتظم للمواد المصرية أمر بالغ الأهمية، مضيفاً: "البضائع غير مقيدة بالمعابر الإسرائيلية، ما يجعلها بالغة الأهمية".

تستهدف الأسر الفقيرة

وفي هذا السياق، كان ناجي سرحان وكيل وزارة الأشغال في غزة، قال إنّ المدن المصرية في القطاع "أخذت منحى التنفيذ الفعلي إذ ارتست عطاءات على (9) شركات من قطاع غزة لتنفيذ الإعمار".

وبين سرحان في تصريحات لإذاعة "الأقصى" التابعة لحركة حماس، إنّ (22) عمارة سكنية ستبنى شمال قطاع غزة، ومثلها في منطقة المحاربين القدامى قرب برج الأندلس أيضاً شمال القطاع، و(26) عمارة سكنية في منطقة الزهراء وسط القطاع.

وأكد أنه "خلال عام سيكون العمل قد انتهى فيها بعد بناء (3500) وحدة سكنية"، وتطرق إلى طريقة اختيار الحاصلين على تلك المساكن، لافتاً إلى أنّ الطريقة ستكون من خلال اختيار العائلات بشكل مشابه للمشروع القطري، وسيكون البيع بمزاد الأقساط للتمكن من بناء وحدات جديدة.

علاء العراج: (9) شركات فلسطينية سوف تشارك في المشاريع المصرية التي تؤمّن نحو (16) ألف فرصة عمل مطلوبة بشدة في المناطق الفقيرة من غزة

وهذه الطريقة تكون بفحص أسماء المستفيدين، واختيار من بينهم من يحصل على تلك الشقق، مقابل قسط شهري يراعي الوضع الاقتصادي للمستفيدين.

ولفت إلى أنّ المشروع المصري يستهدف العائلات الفقيرة والأسر محدودة الدخل، والمواطنين الذين يعيشون في المناطق العشوائية، بالإضافة إلى وضع سيناريوهات لتعويض العائلات التي فقدت منازلها.

وقال إنه سيتم فتح باب التسجيل لأصحاب الدخل المحدود والعائلات الفقيرة التي سيتم البحث عن أوضاعها بشأن استحقاقها وعمل قرعة لأن الأعداد ستكون أكبر من الشقق المتوفرة، متوقعاً أن يكون فتح موعد التسجيل خلال (3) شهور، وذلك بإعداد منظومة لتسمح للمواطنين بالتسجيل للاستفادة من الشقق السكنية.

شريك أمني مهم

هذا الدور المصري المتنامي يمنح القاهرة أداة قوية لفرض التزام حماس بالهدنة، وقد يكون ذلك كافياً لمنع اندلاع أعمال عدائية أخرى في الأجل القريب، ويثبت الدور المصري كشريك أمني مهم في الشرق الأوسط.

وكانت هيئة البث الإسرائيلية، قد كشفت منتصف الشهر الماضي عن وصول وفد أمني مصري إلى إسرائيل لبحث ملفات خاصة بقطاع غزة.

وقالت هيئة البث إنّ وفداً من الضباط المصريين وصل إلى إسرائيل صباح الثلاثاء 18 كانون الثاني (يناير) 2022 لإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين حول إعادة تأهيل قطاع غزة، ومحاولة دفع قضية الأسرى والمفقودين إلى الأمام، ولم يصدر إعلان رسمي إسرائيلي أو مصري رسمي عن هذه الزيارة.

وتتوسط مصر في المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بشأن وقف إطلاق النار، وإعادة إعمار قطاع غزة، وتبادل الأسرى.

وفي يوم 9 كانون الأول (ديسمبر) الماضي قالت الرئاسة المصرية، عقب لقاء في القاهرة جمع بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد- إنّ مصر تواصل جهودها لإعادة إعمار غزة ومنع التوتر بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وأضافت الرئاسة، في بيان لها، أنّ الرئيس المصري أكد للابيد مواصلة جهود تحقيق السلام على أساس حل الدولتين.

يُذكر أنّ إسرائيل تطبق سياسة الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وقد استبعدت الحكومة الإسرائيلية الحالية، أي مبادرات سلام كبرى، حتى مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس المدعوم من الغرب في الضفة الغربية، ولكنها اتخذت خطوات لتحسين الظروف المعيشية، بما في ذلك إصدار نحو(10) آلاف تصريح للعمل لسكان غزة داخل إسرائيل.

وبالنسبة إلى مصر وإسرائيل والإدارة الأمريكية التي تركز على الأزمات الأكبر في أماكن أخرى، قد يكون الحفاظ على الوضع الراهن في غزة كافياً.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية