"معز طريق الأسود".. فيلم روائي طويل يتناول قضية الإرهاب في تونس

"معز طريق الأسود".. فيلم روائي طويل يتناول قضية الإرهاب في تونس


07/02/2022

شهدت قاعة الكوليزي في العاصمة التونسية، العرض الأول للفيلم الروائي الطويل "معز طريق الأسود"، للمخرج محمد علي النهدي.

وصرّح المخرج النهدي، قبل بدء العرض بأنه أصرّ على أن يكون العرض العالمي الأول لفيلمه في تونس، مشيراً إلى أنّ سيناريو الفيلم كان في البداية موجّهاً لأن يكون دراما تلفزيونية "لكن القنوات التلفزية التونسية رفضت العمل، دون أن يتحدّث عن دوافع هذا الرفض"، بحسب ما أوردت صحيفة "العرب" اللندنية.

اقرأ أيضاً: ناصر القصبي يهاجم "نتفليكس".. ماذا قال عن فيلم "أصحاب ولا أعز"؟

ويُعد هذا الفيلم هو الروائي الطويل الأول في مسيرة محمد النهدي الإخراجية، بعد أن أثرى تجربته بأربعة أفلام قصيرة، وتطلب الأمر من النهدي لإنجاز الفيلم 6 أعوام من العمل المتواصل بمساعدات مالية وصفها بـ "المتواضعة".

وأكد المخرج أنّ فيلم "معز" مثل له "حلماً تحقق بفضل جهود فريق العمل المكون أساساً من المخرجة المساعدة سوسن الجمني ومدير التصوير أمين المسعدي إلى جانب سليم بن إسماعيل الذي تقاسم معه كتابة السيناريو".

بوستر الفيلم

وأدى شخصيات الفيلم الممثلون سيف الدين المناعي، وأكرم ماغ، وليلى الشابي، وصلاح مصدق ومحمد علي المداني ومنصف العجنقي والأمين النهدي.

ويصور الفيلم تفاصيل الحياة اليومية القاسية لمتساكني عدد من المناطق الشعبية بالعاصمة التونسية وبعض المحافظات إبان الثورة التونسية، انطلاقاً من قصة شاب يعيش حياة صعبة في أحد الأحياء الفقيرة لكنه فجأة يجد نفسه في وضع لم يتوقعه.

اقرأ أيضاً: فيلم "أولاد الفقراء".. عندما بشّر يوسف وهبي بثورة البسطاء

وتدور أحداث الفيلم حول شاب يدعى معز وعُرف في حيّه بأعمال النشل والسرقة، ويتقاطع طريقه مع متشدّد ديني ليصبح ناشطاً فيما بعد ضمن مجموعة إرهابية مسلحة، تقوم بأعمال قتل مروّعة، أبرزها الحادثة الإرهابية لمتحف باردو يوم 18 آذار (مارس) 2015.

اتسمت مشاهد الفيلم بالسرعة والحركة والعنف أيضاً، وهي تقنيات وظّفها المخرج بإحكام لإبراز خطورة العناصر المتشدّدة وقدرتها على استقطاب الشباب بسرعة

ويختلط هنا الخيال السينمائي بالأحداث الحقيقية التي شهدتها تونس، مثل الحادثة الإرهابية في متحف باردو، حيث احتجز عدد من الإرهابيين قرابة 200 سائح كرهائن وأدى ذلك إلى سقوط ضحايا إضافة إلى العناصر الإرهابية.

وتبدأ الأحداث الرئيسية في أحد مراكز الأمن حيث يحقّق عنصر أمني مع الشاب معز حول حيازته سلاحاً، فيصرّ على قوله بأنه وجده في حقيبة سرقها من امرأة داخل سيارتها، ثمّ يُنقل رفقة أحد المتشدّدين في السيارة إلى مركز التوقيف لكن في الأثناء تقع حادثة، ليجد معز نفسه بعد ذلك ضمن جماعة إرهابية مسلّحة ويُقدم على تنفيذ عملية باردو الإرهابية.

اقرأ أيضاً: يوثق حياة المناضل هيلاريون كبوجي.. دمشق تشهد العرض الأول لفيلم "المطران"

واتسمت مشاهد الفيلم بالسرعة والحركة والعنف أيضاً، وهي تقنيات وظّفها المخرج بإحكام لإبراز خطورة العناصر المتشدّدة وقدرتها على استقطاب الشباب بسرعة، مستغلّة ظروفه الاجتماعية الصعبة أو تورّطه في عمليات إجرامية، وهذا ما سلّط عليه المخرج الضوء من خلال تقنية "الفلاش باك" التي وظفها في الفيلم لتسليط الضوء على الحياة اليومية لمعز قبل التحاقه بالجماعات الإرهابية.

المخرج محمد علي النهدي

الفيلم يلقي الضوء أيضاً على تحرّكات الإرهابيين وحصولهم على الأسلحة وطرق تدريبهم ومن يساعدهم، ووفق ما أظهره العمل بدت الخلية الإرهابية شبكة متكاملة ضمّت من بين عناصرها سياسيين وأمنيين وعاملين في القطاع الطبي.

وينتهي الفيلم بعد الحادثة الإرهابية التي حدثت في متحف باردو، وإثر ذلك كرّم النهدي العناصر الأمنية على جهودها في مكافحة الإرهاب.

يفند المخرج الجذور الإرهابية والعنيفة في الذوات، ويكشف عن نشأتها المفاجئة والسريعة نتيجة لظروف أخرى ولمجموعات تمتلك المال والسلطة تستغل حالة التيه التي يعيشها الشباب

وتكشف الأفلام التي تتناول موضوع الإرهاب عن رؤية كل من الإرهابيين ومناهضي الإرهاب. لكن ذلك ينطوي على نظرة أحياناً تكون متحيّزة كما هو الشأن في الأفلام الهوليوودية التي تتناول مسألة الإرهاب الدولي، والتي بدأت منذ السبعينيات من القرن الماضي؛ وهي نظرة تميل إلى تنفير العالم من البلدان والمناطق التي ولد فيها الإرهابيون.

والنهدي يفند الجذور الإرهابية والعنيفة في الذوات، ويكشف عن نشأتها المفاجئة والسريعة نتيجة لظروف أخرى ولمجموعات تمتلك المال والسلطة تستغل حالة التيه التي يعيشها الشباب. 

اقرأ أيضاً: حصد عدداً من الجوائز الذهبية.. فيلم "تالافيزيون" الأردني إلى القائمة القصيرة للأوسكار

يشار إلى أنّ المخرج محمد علي النهدي هو ابن الممثل التونسي الأمين النهدي والفنانة الاستعراضية والممثلة سعاد محاسن، ولد في العاصمة عام 1972، وهو خريج المعهد الحر للسينما الفرنسية.

من كواليس الفيلم

وأخرج النهدي عدداً من الأفلام القصيرة منها "المشروع" عام 2008، و"حدث ذات فجر" عام 2010، والفيلم الوثائقي القصير "أخيراً أعبر عن نفسي" عام 2011.

كما شارك بالتمثيل في العديد من الأفلام السينمائية التونسية والأجنبية منها "الكسوة" لكلثوم برناز، و"عرس القمر" للطيب الوحيشي، و"فاطمة" لخالد غربال، والفيلم السينمائي العالمي "الذهب الأسود" لجان جاك أنو عام 2011، إلى جانب المشاركة في العديد من المسلسلات التلفزيونية والأفلام القصيرة والمسرحيات.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية