الانتخابات البلدية في تونس: تقدّم النهضة على وقع مقاطعة شبابية

تونس

الانتخابات البلدية في تونس: تقدّم النهضة على وقع مقاطعة شبابية


07/05/2018

بدأت نتائج الانتخابات البلدية في تونس تبوح بأسرارها إثر اتضاح بعض نتائج الفرز الأوليّ الذي أكد فوز "حركة النهضة"، بعد أن حققت تقدماً على حزب "نداء تونس" بفارق ما بين 3 و5 في المائة.

وبلغ العدد الإجمالي للقوائم المترشحة 2074 منها 1055 قائمة حزبیة و860 قائمة مستقلة و159 قائمة ائتلافیة، في حین بلغ عدد المترشحین للانتخابات البلدية 53668 مرشحاً للتنافس على 7177 مقعداً موزعاً على 350 دائرة بلدية منهم 26.49 % من النساء و74.50 % رجال. أما عدد الناخبین المتراوحة أعمارهم ما بین 18 إلى 35 عاماً فبلغ ملیون و534 ألف ناخب؛ أي 32 % من مجموع الناخبین، في حین بلغ عدد الناخبين الذين يفوق أعمارهم 60 عاماً ملیون و20 ألف ناخب، بنسبة 19 في المائة.

تقدّم "النهضة"

وتشير بعض التقديرات إلى أنّ حركة النهضة قد حصلت على 27.5 بالمائة من الأصوات متقدمة على حركة نداء تونس التي حلت ثانية بـ22.5 بالمائة، والجبهة الشعبية بـ5.3 بالمائة والتيار الديمقراطي بـ4.9 بالمائة حسب سبر آراء قامت به "سيغما كونساي" أمس الأحد.

وكشف رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات محمد التليلي المنصري، أنّ النسبة النهائية للمشاركة في التصويت في الانتخابات البلدية بلغت 33.7 بالمائة من جملة المسجلين.

وأكّد المنصري في تصريحات صحفية حول سير عملية الاقتراع أنّ العدد الإجمالي للمقترعين بلغ 1796154، لافتاً إلى أنّ أعلى نسبة تصويت تم تسجيلها في ولاية المنستير.

سعاد عبد الرحيم قد تكون أول امرأة تفوز بمنصب "شيخ المدينة" وتترأس بلدية العاصمة

وسجلت الانتخابات البلدية عزوفاً كبيراً، وبخاصة في فئة الشباب؛ حيث بلغت في دائرة نابل 2 قرابة 13 في المائة، وهو ما اعتبره مراقبون موقفاً من الانتخابات ومن الفاعلين السياسيين ومن السياسات التي اتبعتها الحكومات المتعاقبة على تونس بعد الثورة.

وقال المنصري، اليوم الإثنين، إنّ عمليات فرز الأصوات على مستوى الهيئات الفرعية قد قاربت على الانتهاء.

وأوضح في تصريح إذاعي، أنّ المحاضر التي تقع دراساتها من طرف هذه الهيئات قبل إرسالها للهيئات المركزية تتطلب في المقابل وقتاً أكبر، مضيفاً أنّ النتائج موجودة على المستوى الجهوي. وأشار إلى أنّ القرار الترتيبي يتطلب أيضاً  "التنصيص على المخالفات التي ارتكبتها القائمات الفائزة وهل لها تأثير جوهري على النتيجة من عدمه".

تشير بعض التقديرات إلى أنّ حركة النهضة قد حصلت على 27.5 بالمائة من الأصوات

هل تكون امرأة "شيخة العاصمة"؟

وفي بلدية العاصمة تصدرت قائمة حركة النهضة التي ترأسها النائبة السابقة في المجلس التأسيسي سعاد عبد الرحيم بـ33.8 في المائة، وهو ما قد يؤهلها لتكون أول امرأة تفوز بمنصب "شيخ المدينة" وتترأس بلدية العاصمة.

وقالت عبد الرحيم، اليوم الإثنين، إنّ حصولها على المرتبة الأولى في الانتخابات البلدية رسالة مهمة للقطع مع المنطق الذكوري السائد في تونس، وبخاصة حول هذا المنصب تحديداً.

وأكدت عبد الرحيم في تصريح لأسبوعية "الشارع المغاربي" التونسية اليوم، أنّ الفوز بمنصب شيخ المدينة يتطلب أمرين؛ إما عبر التوافق بين أعضاء المجلس البلدي والمتكون من 60 عضواً، وإما عن طريق الانتخاب في حال عدم التوافق وذلك بعد ترشح رؤساء القائمات.

وأضافت "إلى حد الساعة لا يوجد جديد والأكيد أنّه ستكون هناك مفاوضات وإن لم نتوافق نمر إلى الانتخابات".

الناطق باسم حركة النهضة: الانتخابات البلدية تمثل علامة من علامات نجاح مسار الانتقال الديمقراطي في تونس

وتابعت "أطمح للحصول على الرئاسة، وأكون شيخ مدينة تونس، تقديراً للشعب التونسي الذي أعطاني ثقته خاصة أنني امرأة".

ورأى مراقبون أنّ حصول سعاد عبد الرحيم على منصب شيخ المدينة نقطة تُحسب لحركة النهضة وتحرج بها خصومها خاصة الحداثيين منهم، فيما يعتبرها آخرون مجرد مزايدة شكلية.

انتقد الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية ما اعتبره سوء تنظيم للانتخابات

مشاركة ضعيفة

وفي ردود الفعل، اعتبر المتحدث باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي أنّ نسبة المشاركة الضعيفة المسجلة في الانتخابات البلدية التي جرت أمس تمثّل "نوعاً من العقاب لحركتي نداء تونس والنهضة".

وأرجع الهمامي ذلك، في تصريح إعلامي، إلى عدم الإيفاء بوعود الحزبين تجاه الشباب بالخصوص، وفق تعبيره.

وانتقد الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية ما اعتبره سوء تنظيم للانتخابات، محملاً المسؤولية في ذلك للهيئة العليا المستقلة للانتخابات، مؤكداً حدوث تجاوزات عديدة خلال عملية الاقتراع من "دعاية انتخابية، وعنف، وشراء الذمم"، وفق قوله.

من جهته، أكد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي وجود أكثر من ضرورة لضخ دماء جديدة في مفاصل الدولة بعد نتائج الانتخابات البلدية.

وقال القيادي في حركة النهضة لطفي زيتون بعد فرز الأصوات في مراكز الاقتراع إنّ حزب "النهضة فاز في الانتخابات متقدماً على نداء تونس بفارق يصل 5%" مضيفاً "فوزنا تتويج لانفتاح النهضة وبحثها عن التوافق والنهج الديمقراطي".

واعتبر الناطق باسم حركة النهضة عماد الخميري أنّ النتائج الأولية تعطي الفوز لحزبين هما حركة النهضة ونداء تونس، "وهذا مهم للانتقال الديمقراطي؛ لأنّه يعطي التوازن السياسي المطلوب"، حسب تعبيره، مشيراً إلى أنّ الانتخابات البلدية تمثل "علامة من علامات نجاح مسار الانتقال الديمقراطي في تونس".

ومن المتوقع أن يعلن رسمياً عن النتائج الأولية للانتخابات البلدية غداً، حسبما ينص عليه القانون، ووفق ما أعلنه رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية