كيف تغذي ألعاب الفيديو العنف ضد المرأة؟

كيف تغذي ألعاب الفيديو العنف ضد المرأة؟


27/11/2018

من الشائع في عالم ألعاب الفيديو، أن يقوم بعض المستخدمين بنشر مقتطفات من تجاربهم على مواقع التواصل الاجتماعي. ونشرت مؤخرًا قناة على موقع “يوتيوب” تسمى “Shirrako” مقطع فيديو يظهر فيه قيام المستخدم بالاعتداء جسديًا على إحدى الشخصيات النسائية في لعبة RDR2 – Red Dead Redemption2 حتى فقدانها الوعي، وكان عنوان الفيديو “ضرب امرأة مزعجة”.

خلال أيام قليلة، حاز الفيديو على أكثر من مليون مشاهدة، وقرر بعض اللاعبين الآخرين تكرار ما قام به اللاعب بأنفسهم –أي ضرب الشخصيات النسائية- فيما كتب بعض المشاهدين تعليقات مسيئة للمرأة على الفيديو كـ”المرأة الجيدة هي المرأة الميتة”.

ألقت آخر الأبحاث حول ألعاب الفيديو الضوء على هذا النوع من السلوك العدواني، خصوصًا في ظل ظهور حملة “Me Too” المناهضة للعنف ضد المرأة، وأثيرت مخاوف عدة من تأثير ثقافة ألعاب الفيديو على التمييز بين الجنسين والعنف ضد المرأة.

العنف ضد المرأة في ألعاب الفيديو: جزء من الثقافة

لعبة (RDR2) ليست استثناءً، فغالبًا ما تحظى ألعاب الفيديو ومطوروها بانتقادات بسبب تصوير العنف ضد النساء في هذه الألعاب، فقد يكون هذا الفيديو مفاجئًا لمن ليس لديهم دراية بثقافة الألعاب، إلا أنها سلوكيات شائعة جدًا.

في الماضي، جرى انتقاد شركة ألعاب الفيديو الأمريكية “روكستار جيمز”، بسبب التمييز الجنسي الصارخ في ألعابها، والتصوير النمطي للشخصيات النسائية؛ فغالبًا ما يتم تصوير النساء على أنهن ضعيفات، ومطيعات، وعرضة للعنف من قبل الشخصيات الذكورية، ويمكن لهذه الصور أن تشكل آراء اللاعبين حول المعايير الجنسية النمطية، وتشجع المواقف السلبية تجاه ضحايا العنف من النساء.

ألعاب الفيديو وتراجع التعاطف مع ضحايا العنف من النساء

أظهرت الأبحاث الحديثة وجود علاقة بين ممارسة ألعاب الفيديو العنيفة، وتراجع التعاطف مع ضحايا العنف من الإناث. وكما هو الحال في الألعاب التي سبق ذكرها، التي تعطي خيار قتل الشخصيات النسائية دون أي تداعيات أو عواقب، فهنالك أسئلة عدة تتبلور، من بينها: هل يجب أن نحمل مسؤولية تعزيز المواقف السلبية للمستخدمين لشركات الألعاب كـ”روكستار جيمز”؟ وهل يجب على مطوري الألعاب تطوير خاصية تمنع اللاعبين من مهاجمة الشخصيات النسائية؟

تستحق هذه الأسئلة الجادة النظر إليها، خصوصًا مع التاريخ الواسع لمطوري الألعاب، الذين ينشئون ألعابًا تتيح للمستخدمين إيقاع العنف على الشخصيات النسائية، خصوصًا إن كانت الشخصية رمزًا للدفاع عن حق المرأة في المساواة.

حركة #Me Too

يحاول الكثير من الرجال والنساء من جميع أنحاء العالم لفت الانتباه لحركة “مي تو” المناهضة للعنف ضد النساء والفتيات. أعطت هذه الحركة مساحة خاصة للنساء لمشاركة قصصهن فيما يخص العنف الذي تعرضن له عبر وسم #MeToo. لكن، على ما يبدو فهنالك مقاومة لهذا النشاط الاجتماعي من قبل مجموعة من الرجال.

في بحث قامت به دراسة حديثة على التغريدات التي نشرها الرجال عبر وسم #HowIWillChange، الذي جاء ردًا على وسم #MeToo -بغرض إشراك الرجال في النقاش المستمر حول العنف الجنسي الذي تتعرض له النساء، من خلال تقييم دورهم في مناهضة الاغتصاب- لاحظ الباحثون في بعض التغريدات، تعبير بعض الرجال عن مواقفهم الجنسية العنصرية، بالإضافة إلى عدائيتهم للتغيير الاجتماعي، ورغبتهم في الحفاظ على هياكل السلطة الحالية بين الجنسين.

أظهرت بعض التغريدات الهيمنة الذكورية على المجتمع، وهي العملية التي يتم بها زرع سمات ذكورية معينة في المجتمعات، يعمل من خلالها مجموعة من الأشخاص على الحفاظ على هياكل السلطة الأبوية، مبررين بذلك الخضوع الذي تتعرض له المرأة. وتعد الذكورية السامة شكل من أشكال الهيمنة، التي تعزز العدوانية في المجتمع. وبالتالي، ينبغي أن تؤخذ السلوكيات من قبل بعض اللاعبين والتعليقات حولها تجاه الشخصيات النسائية على محمل الجد.

الشخصية المخفية تعزز السلوك السيء

يعد إخفاء الهوية على مواقع التواصل الاجتماعي عاملًا رئيسًا فيما يتعلق بالسلوكيات السلبية على الإنترنت، فغموض الشخصية يتيح للأفراد إظهار مواقف غير لائقة وغير مقبولة اجتماعيًا تجاه النساء.

لذلك، “RDR2”  ليست مجرد لعبة، بل هي انعكاس للسلوكيات والمواقف الجنسية التي عفا عليها الزمن وتحتاج إلى تغيير، وقد حان الوقت لبدء حوار مهم حول سبب وجود أشخاص يشعرون بالحاجة إلى تصوير هذا العنف تجاه النساء، ولماذا يتقبل الآخرون أعمال العنف بهذا الشكل الطبيعي.

عن "كيو بوست"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية