10 محطات في مسيرة حائز نوبل الموصوف بـ"كاره الإسلام"

الثقافة والأدب

10 محطات في مسيرة حائز نوبل الموصوف بـ"كاره الإسلام"


15/08/2018

برحيل الروائي البريطاني فيديادر سوراجبراساد نيبول، ذي الأصول الهندية الكاريبية، والحائز على جائزة نوبل للآداب، تُطوى صفحة روائي فذّ قدم مقاربات جمالية في منتهى الذكاء عن الاستعمار والنفي والاغتراب وانعدام الجذور، وصعوبة اندماج المهاجرين الهنود في بلدان الكاريبي في المجتمع، مع الحفاظ على جذورهم. لكنه في المقابل قدّم آراء متطرفة ضد المقاومة الفلسطينية، وضد العرب والمسلمين إلى حد وصفه من قبل خصومه بأنه "كاره الإسلام".

نيبول: المسلمون أمة جاهلة لا تقرأ ويقفون ضد الحضارة وهم بشكل عام شعوب مليئة دائماً بالحقد

نيبول، الحائزعلى جائزة نوبل للآداب عام 2001، رحل مساء السبت الماضي عن عمر يناهز 85 عاماً، حسبما ذكرت وكالة أنباء برس اسوسييشن البريطانية، نقلاً عن بيان صادر من زوجته نادرة/ ناديرا نيبول. التي قالت إنه توفي بسلام في منزله بالعاصمة البريطانية لندن.

وقالت في بيانها: "لقد كان عملاقاً في كل ما حققه، وتوفي محاطاً بالذين أحبهم بعد أن عاش حياة كانت زاخرة بالإبداع الرائع والاجتهاد".

وفاز نيبول، الذي ولد في ترينيداد في 1932، أيضاً بجائزة بوكر في 1971 كما منحته الملكة إليزابيث لقب فارس في 1990.

ترجمت دار "الهلال" المصرية روايته الأهم "منعطف النهر"

وترجمت دار "الهلال" المصرية روايته الأهم "منعطف النهر". بطل الرواية "سالم" قادم من الهند، يعيش في وسط أفريقيا، فلا هو هندي ولا هو أفريقي، ولا يصلح أن يكون بريطانياً، حتى لو هاجر إلى هناك.

وكشأن رواياته الإشكالية، كان نيبول ذا آراء مثيرة للجدل وتصريحات مناكفة تميزت بالحدّة والتطرف والمغالاة.

"حفريات" ترصد في هذا التقرير عشرة من تصريحات نيبول وما يتصل به وبآرائه الصادمة التي تعكس شخصية مرتبكة ومتناقضة:

أولاً: اتهم نيبول العرب بأنهم "يريدون أن يمدوا صمت الصحراء إلى كل مكان، فهم أمة جاهلة لا تقرأ، وهم يقفون ضد الحضارة"، وأنّ المسلمين بشكل عام شعوب "مليئة دائماً بالحقد، ويعتقدون أنه لا سبيل إلى التعايش مع شعوب أخرى إلا بالقوة". وهاجم كذلك العمليات الاستشهادية التي يقوم بها فدائيون فلسطينيون ضد الاحتلال الإسرائيلي قائلاً: إنّ "الأمر يتعلق بمتطرفين يحلمون بدخول الجنة".

اقرأ أيضاً: برنارد لويس: وفاة مؤرخ جذور صراع الحضارات ومهندس التقسيم

ثانياً: بخصوص "داعش"، قال نيبول: "أعتقد أنّ هولاء المتطرفين التابعين لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" يشبهون النازيين كثيراً سواء في مسألة التفوق العنصري الخاص بهم، أو في محو السكان المدنيين في مناطق وبلدات بأكملها". وحذر من أنّ داعش تمثل "التهديد الأكثر فعالية على العالم منذ الرايخ الثالث". كما حث الغرب على توسع عاجل في جهودهم "لهزيمة هذه الجماعة الإرهابية، والحفاظ على الحريات الفكرية والمادية في العالم".

شبّه توني بلير بقرصان يقف على رأس ثورة اشتراكية تدمّر فكرة الحضارة في بريطانيا

ثالثاً: هاجم  نيبول عام 2000 بحدة رئيس حكومة بريطانيا توني بلير وشبّهه بقرصان يقف على رأس ثورة اشتراكية "تدمّر فكرة الحضارة في هذا البلد"، أي بريطانيا. وقال إنّ بلير يحاول تدمير فكرة "الثقافة الرفيعة" نفسها. كيف؟ عن طريق "تزعّمه ثقافة عاميّة عدوانية تحتفي بنفسها وبكونها عامية"، كما تحوّل كلمة نخبوية الى كلمة قذرة.

رابعاً: يقول نيبول: من الجاذب للناس، اختيار دور الضحية، بدلاً من التفكير بكيفية الخروج من المأزق بأكمله، والتفكير بتاريخك وجماعتك وبما تفعله.

قدّم نيبول آراء متطرفة ضد المقاومة الفلسطينية وضد المسلمين إلى حد وصفه من قبل خصومه بأنه "كاره الإسلام"

خامساً:  يرى نيبول أنّ الوطن، مجرد فكرة طفولية، معناه وجود بيت تعود إليه في المساء، ومصباح، ومكان آمن.

سادساً: أكد نيبول في مقابلة صحفية أنّ "النساء الروائيات مختلفات للغاية. عندما أقرأ جزءاً من رواية في مقطع أو اثنين، أعرف ما إذا كان مؤلفه امرأة أو رجلاً. أظن أنّ (عملهن) لا يوازي عملي". وعزا نيبول هذا الأمر إلى الأسلوب "الوجداني" للنساء و"نظرتهن الضيقة للعالم".

سابعاً: خلال رواية "نصف حياة" الصادرة بالعربية عن دار المدى، يتضح بأنّ نيبول صبّ جام غضبه على الشرق والعالم الثالث بعيداً عن كافة الأدبيات، وقريباً من الرؤية العنصرية للمرأة المكسورة أو المهشمة، كما يقول المترجم عابد إسماعيل. ومع كل هذا فإنّ "قراءة هذه الرواية ضروري للاطلاع على المعالم الروائية في خطاب هذا الروائي".

روايته "نصف حياة" الصادرة بالعربية عن دار المدى

ثامناً: التقى نيبول في أكسفورد زوجته الأولى "بات" التي دعمته في مسيرته الأدبية. وبعد وفاتها في 1996، كشف نيبول عن انطباع تكوّن لديه بأنه عجّل موتها بسبب معاشرته مومسات، فيما كانت تكافح جراء إصابتها بالسرطان. وخلال السنة عينها لوفاة بات، تزوج نيبول الصحفية الباكستانية نادرة ألفي.

اقرأ أيضاً: المستشرق برنارد لويس: صديق أم عدو؟

تاسعاً: قالت اللجنة التي منحته جائزة نوبل في الآداب عام 2001، إنه قدّم "رواية موحَدة ومدروسة في الأعمال التي تجبرنا على رؤية التواريخ المكبوتة". وأضافت أنّ نيبول "فيلسوف حديث. في أسلوبه اليقظ، يثير الإعجاب، ويحول الغضب إلى الدقة، ويسمح للأحداث بالتحدث مع مفارقة خاصة بهم".

عاشراً: عرف نيبول بأسلوبه المباشر، كما بتخليه سريعاً عن معارفه. وقال في أحد تصريحاته: "حياتي قصيرة. لا أستطيع سماع تفاهات".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية