دراسة بريطانية.. لا تستهينوا بالداعشيات

دراسة بريطانية.. لا تستهينوا بالداعشيات


25/07/2018

حذرت دراسة بريطانية، نشرت أمس، من ازدياد التهديد المتمثل في وجود نساء وفتيات قاصرات يرتبطن بتنظيم داعش الإرهابي، لافتة إلى أنّه "تم التقليل من شأن عدد العائدات منهن من العراق وسوريا إلى بريطانيا".

الداعشيات يبلغ عددهن 4761 من إجمالي الأجانب الملتحقين بالتنظيم في العراق وسوريا والبالغ عددهم 41490 شخصاً

وأوضحت الدراسة، الصادرة عن "المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي"، بجامعة كينغز كوليدج في لندن: أنّ "غياب البيانات الحكومية، وتغيّر موقف التنظيم بشأن الحالات التي يسمح فيها للمرأة بحمل السلاح، جعلا الخطر الداهم المحتمل الذي تشكله نساء التنظيم أكبر مما كانت تتوقعه الأجهزة الأمنية"، وفق ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن صحيفة "الـغارديان" البريطانية.

وأشارت الدراسة، إلى أنّ "النساء شاركن مؤخراً بنشاط في عمليات التنظيم في جميع أنحاء العالم"، لافتة إلى أنّ نسبتهن تبلغ 13% من إجمالي الأجانب الملتحقين بـداعش في العراق وسوريا، والبالغ عددهم 41490 شخصاً، في الفترة من نيسان (أبريل) 2013 إلى حزيران (يونيو) 2018. وقالت الدراسة: إنّ "النساء في داعش قمن بأدوار تتجاوز أنهنّ زوجات المقاتلين، بل تسلمن وظائف في التجنيد والدعاية وجمع الأموال".

شغلت النساء في داعش بعض المناصب الرقابية، بعيداً عن أنهن زوجات، أبرزها ما كان يعرف بـ "كتائب الخنساء"؛ إذ اقتصرت مهمتهن على مراقبة النساء في الأحكام التي أصدرها التنظيم في "دولته". وشكلت هذه الكتائب، فيما بعد، الشرطة الدينية "الحسبة"، التي كانت تعنَى بمراقبة النساء المخالفات اللاتي لم يلتزمن بقواعد التنظيم، وتسلمت النساء أدواراً أكبر؛ حيث أصبح يعتمد عليهن بشكل كبير، خصوصاً في العمل على حماية الحدود، وتمركزهن على نقاط التفتيش، إضافة إلى مشاركتهن في المعارك. وأوضحت الدراسة، أنّ "غياب المعطيات وتغير موقف التنظيم بشأن الحالات التي يسمح فيها للمرأة بحمل السلاح، جعلا خطر النساء أكبر مما كانت تتوقعه الأجهزة الأمنية".

الدراسة أثبتت أنّ الخطر المحتمل الذي تشكّله نساء التنظيم أكبر مما كانت تتوقعه الأجهزة الأمنية

ويعتقد القائمون على الدراسة، أنّ بعض النساء يشكلن خطراً داهماً على الأمن، بسبب نشاطهن المباشر، أو بسبب التدريب الذي تلقوه في المناطق التي كانت تحت سيطرة تنظيم داعش، وإمكانية نقل المهارات التي حصلن عليها إلى أشخاص آخرين أو إلى أطفالهن.

وينصح الباحثون الحكومات بالعمل مع الهيئات المحلية لتحديد هوية، ومكان النساء العائدات من صفوف تنظيم داعش في سوريا والعراق، والتعامل معهن وفق مقتضيات القانون الدولي.

ويؤكدون على ضرورة الاهتمام بوضع القاصرات وحاجتهن إلى إعادة التأهيل، وليس الإجراءات العقابية، فهنّ يشكلن أيضاً خطراً، بحسب الدراسة، بسبب الأفكار التي لقِّنت لهنّ، والمهارات التي اكتسبنها في مناطق سيطرة تنظيم داعش.

نساء داعش قمن بأدوار تتجاوز أنهنّ زوجات المقاتلين بل وتسلمن وظائف في التجنيد والدعاية وجمع الأموال

ونقلت "الـغارديان"، عن وكالة تطبيق القانون "يوروبول" قولها: إنّه تم إلقاء القبض على 96 امرأة بتهم تتعلق بالإرهاب عام 2014، و171 امرأة عام 2015، و180 امرأة عام 2016، فيما انخفض الرقم العام الماضي إلى 123 امرأة. ومع مطلع عام 2018، بدأت الأذرع الإعلامية لتنظيم داعش في تهيئة عناصر وأنصار التنظيم لوضع أدوار جديدة للنساء، بعدما كان يرى أفضلية عدم مشاركتهن في "أعمال الرجال".

وخلص التقرير، الصادر عن "المركز الدولي للدراسات الراديكالية" في الكلية، إلى أنّ النساء قد شاركن مؤخراً في مختلف المؤامرات الإرهابية حول العالم، وقال التقرير: إنّ "نحو 4761 (13%) من 41 ألفاً و490 مواطناً أجنبياً ممن صاروا على صلة واضحة بالتنظيم الإرهابي، في العراق وسوريا، بين نيسان (أبريل) 2013 وحزيران (يونيو) العام الحالي، كانوا من النساء، وهناك نسبة أخرى تقدر بنحو 4640 (أي 12%) من القاصرات.

 وقال الباحثان جوانا كوك وجينا فالي، من "المركز الدولي للدراسات الراديكالية" في لندن: إنّ "850 مواطناً بريطانياً صاروا على صلة وثيقة بالتنظيم الإرهابي في العراق وسوريا، بما في ذلك 145 من النساء و50 من القاصرات".

ومن بين 425 مواطناً عادوا إلى المملكة المتحدة، تم إثبات هوية اثنتين من النساء، و4 من القاصرات منهن فحسب، ومن المعتقد، على نطاق واسع، أنّه قد حدثت استهانة إلى حدّ كبير بالأرقام، بسبب غياب البيانات الحكومية الرسمية التي تؤيدها. وقالت الباحثة جوانا كوك: "لم يتم إثبات هوية المواطنين البريطانيين العائدين إلى المملكة المتحدة، ولم يتم التمييز بينهم على أساس النوع، أو تحديد أعمارهم، رغم أنّ النساء والقاصرات يمثلن 23% من فروع تنظيم داعش في سوريا والعراق".

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية