تركيا تحاول النفاذ إلى الساحة العراقية عبر أزمة الكهرباء

تركيا تحاول النفاذ إلى الساحة العراقية عبر أزمة الكهرباء


29/08/2019

تتّخذ تركيا من أزمة الطاقة الكهربائية بالعراق إحدى بوابات النفاذ إلى ساحة هذا البلد الغني الذي جعلته تجربته السياسية القائمة منذ حوالي 16 سنة نموذجا في سوء التصرّف بالموارد وهدرها.

وحلّ وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونماز، الأربعاء، ببغداد حيث أجرى مباحثات مع كلّ من رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، ووزير النفط في الحكومة العراقية ثامر الغضبان.

وأشار دونماز في مؤتمر صحافي مشترك مع الغضبان إلى وجود تعاون بين تركيا والعراق في الكثير من المجالات، وفي مقدمتها الطاقة.

ولفت إلى أن خط النفط العراقي التركي يوفر إمكانية نقل النفط من شمال العراق إلى الأسواق العالمية بأمان وسرعة، قائلا إن لدى بلاده رغبة في توسيع تجارة الكهرباء مع العراق، واستعدادا لتقديم المساعدات اللازمة بخصوص البناء والمعدات، التي يحتاجها العراق في البنية التحتية للطاقة الكهربائية.

وتجد تركيا في العراق، لاسيما قطاعه النفطي، متنفّسا اقتصاديا مناسبا في ظلّ حالة التراجع التي يعيشها الاقتصاد التركي تحت تأثير التوتّرات السياسية الكثيرة التي أثارتها سياسات حكومة حزب العدالة والتنمية بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان.

لكن سيتعيّن على أنقرة أن تنافس بشراسة على حصّة في الكعكة العراقية، حيث ستكون في مقدّمة منافسيها إيران التي تحمي نفوذها في العراق عبر طبقة واسعة من السياسيين وقادة الميليشيات النافذين.

وسرّعت تركيا خلال الفترة الأخيرة من جهودها للظفر بموطئ قدم في العراق ضمن كبار اللاعبين في ساحته وعلى رأسهم إيران المستندة في توطيد نفوذها هناك على الطبقة الحاكمة الموالية لها والمنتمية في أغلبها إلى أحزاب شيعية.

ولم يجعل امتلاك العراق لمخزون نفطي ضخم، العراقيين بمنأى عن مواجهة أزمة حادّة في الطاقة الكهربائية كثيرا ما سببت غضبا عارما في الشارع خصوصا في مواسم الصيف حيث يرتفع الطلب على الكهرباء بفعل الارتفاع الشديد في درجات الحرارة.

ويسدّ العراق جزءا هاما من حاجته للطاقة الكهربائية عن طريق استيرادها مباشرة من إيران، وأيضا عن طريق استيراد الغاز الذي يستخدم في توليدها محلّيا.

واستجدّت تعقيدات في ملف الكهرباء بالعراق عندما فرضت الولايات عقوبات شديدة على إيران وطالبت جميع بلدان العالم بما فيها العراق بالالتزام بها.

ومنحت واشنطن بغداد استثناء ظرفيا من الالتزام بالعقوبات على طهران حتى تتمكّن حكومة عادل عبدالمهدي من البحث عن بديل للكهرباء والغاز الإيرانيين، وهي مسألة حيوية للحكومة ذاتها كي تتجنّب فورة غضب شعبي جديدة قد تنتهي بإسقاطها.

ويتّهم عراقيون جهات نافذة في أجهزة الدولة بالتراخي عمدا في معالجة أزمة الطاقة رغم وفرة الحلول البديلة ومن ضمنها التوقّف عن حرق الكميات الهائلة من الغاز المصاحب لاستخراج النفط ومعالجة ذلك الغاز واستخدامه في توليد الكهرباء. ويقول هؤلاء إنّ معسكر الولاء لإيران يعمل على الحفاظ على المصلحة الإيرانية في تصدير الكهرباء والغاز للعراق، ويتوقّعون أن يتصدّى المعسكر نفسه لجهود تركيا من أجل الفوز بحصة في سوق الطاقة العراقية.

عن "العرب" اللندنية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية