مزيد من التقارب بين الإمارات وألمانيا...على ماذا اتفق البلدان؟

الإمارات

مزيد من التقارب بين الإمارات وألمانيا...على ماذا اتفق البلدان؟


13/06/2019

اقتربت أبوظبي وبرلين، أمس، من تنسيق مواقفهما السياسية أكثر فأكثر، وخصوصاً تحت عنوانين أساسيين وهما: تأكيد أهمية الاستقرار في منطقة الخليج والشرق الأوسط بشكل عام، والتشديد على الحلول السياسية، وليس العسكرية، للصراعات في ليبيا واليمن وسوريا.

يعتبر البلدان من أهم الجهات المانحة لشعب اليمن، وهما ملتزمان الاستجابة بفعالية للحالة الإنسانية الراهنة

وأشارت الإمارات وألمانيا، في بيان مشترك أمس؛ بمناسبة زيارة ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى برلين، إلى أنّ "الحيلولة دون تصعيد الصراع أمر بالغ الأهمية لتحقيق الاستقرار في المنطقة، وهو أولوية بالنسبة للمجتمع الدولي ككل، كما أنّ مكافحة الإرهاب والتطرف قضية محورية بالنسبة لمستقبل ليبيا". وأكد البلدان أنّه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للصراع الدائر في ليبيا، وأنّ الإطار السياسي للمبعوث الأممي، غسان سلامة، يمثل الخيار الأفضل لتجاوز الأزمة السياسية الحالية.

وقال الجانبان، في بيانهما، إنّ الإرهاب والتطرف العنيف يهددان النظام الدولي، وشددا على رفضهما القاطع لجميع أشكال الإرهاب، التي تمثل تهديداً للسلم والاستقرار الدوليين، وضمان التعاون الأمني في هذا الصدد.

اقرأ أيضاً: في بيان مشترك.. الإمارات وألمانيا تطالبان إيران بهذا

وقد دل التناغم في مواقف البلدين تجاه ملفات المنطقة المتشابكة على تقارب سياسي وأمني إستراتيجي، جعل الزيارة الإماراتية ناجحة، حيث عكست حزمة المصالح المتبادلة بين الطرفين، وحرصهما على تعزيزها، وتضييق التباين في رؤيتهما حيال القضايا الإقليمية المتشابكة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

الإرهاب والتطرف العنيف يهددان النظام الدولي

شراكة إستراتيجية

وتأتي زيارة الشيخ محمد بن زايد، إلى برلين بدعوة من مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل، وعقد الزعيمان محادثات معمقة بشأن الوضع الأمني الراهن في الخليج، والقضايا ذات الصلة بالأمن الإقليمي، وتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والإنساني والثقافي بين البلدين.

اقرأ أيضاً: دور الإمارات في حلّ الأزمة السودانية

واتفق الجانبان على المساهمة المشتركة في المنتديات الدولية للأمن، مثل مؤتمر ميونيخ للأمن، الذي انعقد في الفترة ما بين 15 - 17 شباط (فبراير) 2019، ومنتدى صير بني ياس، المزمع عقده في الفترة من 15 - 17 تشرين الثاني (نوفمبر) 2019 في أبوظبي، والمقرر أن يستضيف الجولة الخامسة من المشاورات السياسية بين الإمارات وألمانيا.

اتفقت كل من الإمارات وألمانيا على أنّ منطقة الساحل تواجه تحديات سياسية واقتصادية وبيئية معقدة

ورحب الجانبان بالعديد من الشراكات والتعاون القائم بين البلدين في مجال الأمن، مثل المحادثات التي أجريت بين ممثلي القوات المسلحة من الجانبين، والتي تعقد كل ثمانية عشر شهراً، وقد عقدت آخر مرة في برلين في شهر آذار (مارس) 2019، ويحرص البلدان على تعزيز الحوار الثنائي القائم في هذا المجال. وسيعمل كلا الجانبين على تحقيق ذلك من خلال عقد مشاورات على مستوى الخبراء، وهما يعتزمان إنشاء منتديات من أجل تبادل الآراء حول القضايا السياسية الرئيسية مثل؛ اليمن وإيران وليبيا والساحل الإفريقي.

 الصراع الدائر في سوريا لا يمكن حلّه بالوسائل العسكرية

سوريا

وفي ما يخص الملف السوري، أكدت كل من الإمارات وألمانيا أنّ الصراع الدائر في سوريا لا يمكن حلّه بالوسائل العسكرية، وأيّد الجانبان بشدة الجهود التي يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة، جير بيدرسن، في مساعيه لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، ودعيا جميع الأطراف المعنية إلى دعم تلك الجهود.

منطقة الساحل الإفريقي

واتفقت كل من الإمارات وألمانيا على أنّ منطقة الساحل تواجه تحديات سياسية واقتصادية وبيئية معقدة، ولا سيما فيما يتعلق بالأمن والتنمية والحوكمة والتغير المناخي، ورحب البلدان بمواصلة "مجموعة دول الساحل الخمس" عزمها على توحيد جهودها؛ للتصدي لتأثير الإرهاب، والجريمة المنظمة العابرة للحدود في منطقة الساحل.

وأبدى الجانبان، كما نقلت "الصحف المحلية الإماراتية" استعدادهما للتعاون، وتقديم الدعم المشترك للنيجر في مجالات التعاون الاقتصادي والبنية التحتية وإصلاح قطاع الأمن. وأعلن الجانبان عزمهما على مواصلة دعم تطوير القوة المشتركة لمجموعة دول الساحل الخمس.

الأزمة في اليمن

وفيما يتعلق باليمن، حثّت الإمارات وألمانيا بشدة على التوصل إلى حل سياسي استناداً إلى مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني اليمني، وجميع القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ولا سيما قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم (2216)، وأكد البلدان أهمية تنفيذ اتفاق استكهولم وفقاً لقراري مجلس الأمن رقم (2451) ورقم (2452) والتزامهما بتحقيق هذه الغاية، وأعرب الجانبان أيضاً عن تأييدهما للجهود المتواصلة التي يبذلها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث.

اقرأ أيضاً: الإمارات تواصل إغاثتها لليمنيين

ويعتبر البلدان من أهم الجهات المانحة لشعب اليمن، وهما ملتزمان الاستجابة بفعالية للحالة الإنسانية الراهنة؛ حيث تسهم ألمانيا في بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، ولديها موظفون من بينهم أفراد عسكريون وشرطيون.

إيران

وفيما يتعلق بإيران، أعربت كل من الإمارات وألمانيا عن قلقهما إزاء تنامي التوترات في المنطقة، ودعتا إيران إلى القيام بدور إيجابي والامتناع عن اتخاذ أي خطوات تصعيدية، وأعربت ألمانيا عن الموقف الأوروبي- الدول الأوروبية الثلاث E3- الذي يفيد بأن خطة العمل الشاملة المشتركة تعتبر جزءاً رئيساً للهيكل الدولي لعدم انتشار الأسلحة النووية، وإنجاز للدبلوماسية المتعددة، وتم إقراره بإجماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من خلال القرار رقم (2231).

اقرأ أيضاً: الإمارات تواصل دعمها للمحافظات اليمنية المحررة

وأكدت كل من الإمارات وألمانيا مجدداً ضرورة الامتناع عن القيام بأي أعمال من شأنها تصعيد التوترات القائمة حالياً، وترى الإمارات وألمانيا أيضاً أنّ مراعاة سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية أمر أساسي لضمان الأمن والاستقرار الإقليميين.

طرف في أي اتفاق مع إيران

وكان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد، أكد الأحد الماضي، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني، هايكو ماس، الذي زار الإمارات قبل يوم من توجهه إلى طهران، أنّ دولة الإمارات ترحب بأية جهود لتهدئة التوتر في المنطقة، وتتطلع لأن ترى منطقتي الشرق الأوسط والخليج العربي هادئتين ومستقرتين، وتحققان الكثير من التقدم والنمو في المستقبل.

رحب البلدان بمواصلة "مجموعة دول الساحل الخمس" عزمها على توحيد جهودها للتصدي لتأثير الإرهاب، والجريمة المنظمة العابرة للحدود بالساحل

وأضاف وزير الخارجية الإماراتي حينها أنّه "لنجاح أي اتفاقية (بين إيران والمجتمع الدولي) نعتقد أنّه، أولاً، لابد أن تكون دول المنطقة طرفاً في هذا الاتفاق، وثانياً، أن تكون القضايا الأوسع عن الملف النووي مشمولة في هذا الاتفاق؛ إن كانت متعلقة بالصواريخ البالستية أو دعم الإرهاب والتطرف أو التدخل في شؤون الدول الأخرى ".

وأضاف الوزير الإماراتي "نحن بالطبع لسنا طرفاً في الاتفاقية، ولكن هناك رزمة من القضايا التي تهم دول المنطقة، لابد أن تؤخذ بعين الاعتبار فيها، قبل أن نتحدث عن النقاط التي لابد أن نبحثها".

وتابع بالقول "إنّ المنطقة عانت الكثير من الصراعات والحروب، ونحتاج أن تكون هناك فرصة أكبر للدبلوماسية والحوار، وفرصة أكبر للأمل، خاصة للشباب".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية