500 شخص في جزيرة صغيرة يتكلمون 9 لغات مختلفة!

500 شخص في جزيرة صغيرة يتكلمون 9 لغات مختلفة!


02/12/2018

في جزيرة ساوث جولبرن الصغيرة -التي تقع قبالة الساحل الشمالي لأستراليا- تقع مستوطنة تسمى “مجتمع وارويو”، يسكن فيها حوالي 500 شخص، يتحدثون فيما بينهم بـ9 لغات مختلفة. تعد هذه الجزيرة واحدة من آخر الأماكن في أستراليا، وربما العالم كله، التي يجتمع فيها هذا العدد من اللغات الأصلية، هي: لغة مونغ، وبينينج كونوك، ويونجو-ماثا، ولغة البورارا، ونجيبانا، وأونا-كارا، وكانبارلنج، وأيويجا، ولغة الكريول، بالإضافة إلى الإنجليزية.

هذه اللغات مجتمعة، ما عدا الإنجليزية، لا يتكلم بها إلا بضعة آلاف من الناس؛ فلغتا نجيبانا ومونغ على سبيل المثال، لا يتحدث بها إلا مجموعات صغيرة تقدر أعدادهم بالمئات. في هذه الجزيرة، يلتزم الأشخاص بالكلام بلغتهم الخاصة مع الآخرين، فالجميع يفهم بعضهم أو كل اللغات، إلا أنهم لا يتحدثون بها.

في واحدة من الرحلات الميدانية التي قامت بها عالمة اللغات “روث سينجر”، أصبحت هي وزوجها صديقين لزوجين محليين يدعيان ناسي وريتشارد، لاحظت سينجر أن الزوجة تتحدث مع زوجها بلغة “مونغ”، فيما يرد عليها زوجها بلغة “يونجو-ماثا”.

ويعود ذلك، بحسب سينجر، إلى أن الزوج لا يتحدث بلغة المونغ، لأن أصله لا يعود إلى مجتمع وارويو، فإذا استخدم هذه اللغة قد ينظر إليه على أنه يتحدى القواعد التي تستبعد الغرباء من المطالبة ببعض الحقوق. بالإضافة إلى ذلك، فإن لغة “فيونجا-ماثا” لديها أكبر عدد من المتحدثين، ويميل المتحدثون بها إلى أن يكونوا على معرفة بعدد أقل من اللغات، مقارنة مع المتحدثين باللغات الأصغر.

يتجنب الأشخاص في مجتمع وارويو التحول إلى لغة مشتركة، فذلك يترتب عليه تكاليف اجتماعية وشخصية، إذ تصر بعض العائلات على أطفالهم بالكلام بلغتهم فقط. بالإضافة إلى ذلك، ترتبط اللغات بمساحات معينة من الأرض أو الإقليم، وتطالب العشائر بملكية هذه الأراضي، لذلك، تعتبر اللغات ملكًا للعشائر، ويمكن للشخص التحدث فقط باللغة التي يحق له الحديث بها، ويُنظر إلى كسر هذا التقييد على أنه علامة عداء. مع ذلك، لا ينطبق هذا التقييد على فهم ومعرفة اللغة والاستماع لها.

المصدر: The Atlantic / ترجمة: كيوبوست



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية