4.5 مليون درهم لدعم دور النشر في معرض الشارقة.. كيف ستؤثر على إنعاش صناعة الكتب؟

بالتزامن مع فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي بدأت دورته الأربعين يوم الأربعاء الماضي 3 تشرين الثاني (نوفمبر)، وجّه الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بتخصيص مبلغ 4.5 مليون درهم لاقتناء أحدث الإصدارات والكتب من دور النشر المشاركة في المعرض.

وتأتي منحة حاكم الشارقة بهدف تزويد المكتبات العامة والحكومية للإمارة بإصدارات الكتب الحديثة في المجالات العلمية والأدبية والثقافية سواء العربية أو الأجنبية، لغايات تحديث المحتوى المعرفي للمكتبات، فضلاً عن إسهامها في دعم صُنّاع النشر المشاركين في المعرض.

تأتي منحة حاكم الشارقة بهدف تزويد المكتبات العامة والحكومية للإمارة بإصدارات الكتب الحديثة في المجالات العلمية والأدبية والثقافية سواء العربية أو الأجنبية

وأشاد رئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد بن ركاض العامري بمنحة القاسمي، قائلاً: :تعتبر منحة صاحب السمو حاكم الشارقة، دعماً لصناعة النشر في العالم العربي، وتؤكد في الوقت ذاته أنّ عملية تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وبناء الحضارات ونجاح رسالتها، تبدأ من تنمية وعي الفرد وتطوير قدراته الفكرية والنقدية، من خلال إتاحة مصادر المعرفة المتنوعة في المجتمعات".

وأكّد العامري أنّ سمو الشيخ سلطان يُقدّم نموذجاً عملياً لصناع القرار في العالم للمكانة التي يجب أن تحتلها المعرفة في خطط التنمية الشاملة، مشيراً إلى أنّ حاكم الشارقة كان دائماً داعماً لصناعة الكُتب في العالم العربي "تحمل منحة سموه سنوياً رسائل كبيرة ومهمة لنا جميعاً، مؤسسات وأفراد، أولها أن من لا يتابع جديد المعرفة الإنسانية سيتأخر ويتراجع حتماً، لهذا تحرص المنحة على تزويد مكتبات الإمارة بأحدث ما صدر عربياً وعالمياً".

اقرأ أيضاً: إنجاز ثقافي وحضاري جديد: حاكم الشارقة يطلق 17 جزءاً من "المعجم التاريخي للغة العربية"

وتابع العامري: "أما الرسالة الثانية فتتجسّد في تأكيد قيمة ودور المكتبات في نهضة المجتمعات، وكأنّ سموه يقول لنا إنّ المكتبات العامة هوية مدنها وبلادها، أما الرسالة الثالثة فهي أن دعم الناشرين وتعزيز فرص تطوير أعمالهم هي مسؤولية رسمية ومجتمعية وفردية شاملة، تتجسد بمبادرة كبيرة مثل هذه المنحة، كما تتجسد بحرص أي قارئ على شراء نسخة أصلية من أي كتاب، حفظاً لحقوق الملكية الفكرية"، وفق ما أورد موقع "الخليج".

العامري: سمو الشيخ سلطان يُقدّم نموذجاً عملياً لصناع القرار في العالم للمكانة التي يجب أن تحتلها المعرفة في خطط التنمية الشاملة

بدوره، قال المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين راشد محمد الكوس إنّ الناشرين يمثلون عنصراً رئيسياً في استدامة دورة حياة الثقافة، مُشيراً إلى أهمية دعمهم، سيما مع معاناة العالم من تبعات الإجراءات الوقائية التي أرخت بظلالها على الكثير من النشاطات الاقتصادية على مستوى العالم "لم تزل منح صاحب السمو حاكم الشارقة، تقدم نموذجاً في دعم جهود الناشرين العرب، وتعزيز دورهم في خدمة الكتاب، وفي الوقت نفسه تبعث روح الريادة بكافة المشروعات الثقافية التي تهتم بنشر المعرفة وتسعى إلى دعم صناعها".

اقرأ أيضاً: كثر من 15 مليون كتاب بمختلف اللغات.. هذه أبرز فعاليات معرض الشارقة

وأشار الكوس إلى أنّ معرض الشارقة بات واحداً من أكبر معارض العالم "إنّ مبادرة سموه تُسهم في تعزيز مقتنيات مكتباتنا بأحدث إصدارات دور النشر العربية والأجنبية، التي أضحى المعرض قبلة مفضلة لها، حيث تصدّر هذا العام معارض الكتب العالمية، وبات أكبر معارض العالم على الإطلاق على مستوى وبيع وشراء حقوق النشر، وهذا ما يجعل إمارة الشارقة على رأس قائمة المشهد الثقافي الداعم للكتاب وصُنّاعه".

دور النشر تشيد بالمنحة 

قال مؤسس دار "كتاب" للنشر جمال الشحي إنّ المكرمة ليست غريبة على حاكم الشارقة، مؤكداً أنّه لطالما قدّم الدعم للمشاركين في معرض الشارقة على مدار الـ 40 عاماً الماضية  "من أجل أن يكون الشارقة للكتاب، في مقدمة منصات الكتب العربية والعالمية، وهو ما تحقّق بالفعل".

وأشار الشحي إلى أنّ المنحة ستُسهم بصورة مباشرة في إنعاش سوق وصناعة النشر على مستوى الدولة والمنطقة العربية، وكذلك العالمية  "خاصة أن المكرمة ستذهب إلى الدور المشاركة في المعرض وهي كثيرة في عددها وتمثل دولاً عربية وأجنبية". 

وأوضح الشحي أنّ المنحة ستنعكس إيجاباً على الثقافة والإبداع عبر دعم المكتبات العامة والحكومية بالكتب والمؤلفات، وتجديد محتوياتها بكل ما تطرحه دور النشر من إصدارات حديثة في شتى مجالات المعرفة والعلوم، لافتاً إلى أنّ المكتبات العامة في الشارقة صارت بمثابة قبلة للقراء، والباحثين والطلاب، لأنّ دولة الإمارات تولي أهمية كبرى لعملية القراءة والثقافة.

اقرأ أيضاً: إنجاز جديد للشارقة الإماراتية على هذا الصعيد

وتحدّث الشحي عن الرسائل التي تحملها منحة حاكم دبي، وعلى رأسها إنعاش الأوضاع الثقافية والاقتصادية في أعقاب جائحة كورونا، وضرورة دعم قطاع النشر وصناعة الكتب باعتباره واحداً من الأنشطة الاقتصادية التي باتت تكتسب أهمية في الدولة. 

وأضاف الشحي أنّ المنحة توضح أنّ الحراك الثقافي والإبداعي في الدولة بخير، وأنّ "إمارة الشارقة تمدّ يدها لكل الناشرين المحليين والعرب وفي بقية أنحاء العالم، وتفتح أحضانها لهم، لتصبح بذلك جزءاً من حل أزمة صناعة النشر في الفترة السابقة بسبب جائحة كورونا".

الكوس: تصدّر معرض الشارقة هذا العام معارض الكتب العالمية، وبات أكبر معارض العالم على الإطلاق على مستوى وبيع وشراء حقوق النشر

من جانبها، قالت صاحبة دار "سيل" للنشر إيمان بن شيبة إنّ المكرمة "جاءت برداً وسلاماً على الناشرين"، حيث إنّ القوة الشرائية أصبحت ضعيفة في ظل الظروف الصحية التي يشهدها العالم، ما أثّر في حركة بيع الكتب، مؤكدة أنّ هذا الدعم يُمثّل حافزاً لدور النشر لتواصل مسيرتها ومهمتها ومسؤوليتها تجاه القراءة دون قلق أو توتر بسبب الظروف المالية؛ إذ إنّ المنحة ستصب مباشرة في اتجاه دعم قطاع النشر محلياً وعربياً وعالمياً، خاصة مع وجود 83 دولة مشاركة، تُمثّل المنحة دعماً لسوق الكتاب فيها.

وشكر صاحب دار "سيف الجابري" للطباعة والنشر، د. سيف الجابري، حاكم الشارقة على المنحة، مؤكداً أنّ صاحب السمو لطالما كان داعماً للحراك الأدبي والإبداعي في الدولة والعالم العربي. 

وأشارت صاحبة دار "الياسمين" للنشر والتوزيع  مريم الشناصي إلى أنّ المكرمة من شأنها "إشعال روح التنافس بين الناشرين"، الذين ظلوا يشاركون في المعرض، الأمر الذي سيكون له انعكاسه الإيجابي في سوق النشر وطباعة الكتاب، موضحة أن صاحب السمو حاكم الشارقة، "ظل يُقدّم مثل هذه المبادرات والمنح التي من شأنها أن تجعل حركة النشر دؤوبة ومستمرة، وأن يكون الكتاب في متناول القارئ".