أحمد يحيى
استطاع مسبار الأمل أن ينفرد بتحقيق 4 إنجازات علمية وذلك قبيل انطلاقه في 15 يوليو المقبل، شملت إنجاز فريق عمله لــ200 تصميم تكنولوجي علمي جديد، وتصنيع 66 قطعة من مكوناته في الإمارات، بالإضافة إلى نشر 51 ورقة عمل وبحث علمي متخصص نشرها الفريق، وصولاً إلى استفادة 60 ألف مشارك من البرامج العلمية والتعليمية للتعريف بمهمة مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ.
200 تصميم
ونجح فريق «مسبار الأمل» الذي يتكون من 150 مهندساً ومهندسة وباحثاً وباحثة من أبناء وبنات الدولة في تحقيق منجزات جديدة في الكفاءة والتصميم، عززها إنجاز الفريق عمله 200 تصميم تكنولوجي علمي جديد، فيما ساعدت هذه التصميمات المبتكرة في الالتزام بميزانية تعد الأقل مقارنة بمشروعات مماثلة، والتي لم تتجاوز 200 مليون دولار، وتمثل فقط ثلث التكلفة للمشروعات الأخرى، ورغم تعدد إنجازات مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ الذي يحمل الكثير من النجاحات المهمة، إلا أن أهمها هي تلك الخبرات العلمية المهمة التي اكتسبها فريق العمل الوطني، والتي تؤهله لقيادة عمليات بناء قطاع فضائي متقدم ومستدام في الدولة، باعتباره من أهم ركائز التقدم العلمي في المستقبل، فيما يعتبر هذا الفريق أمل الإمارات في هذا الشأن خلال المرحلة المقبلة.
وسيحمل المسبار معه إلى الفضاء خلال رحلته نحو المريخ شعار الإمارات «لا شيء مستحيل» ليُطبق قولاً وفعلاً، أنه «لا شيء مستحيل» في قاموس أبناء الإمارات، خاصة من فريق عمله الذين واصلوا الليل بالنهار ليسطروا أسماءهم بحروف من ذهب في سجل التاريخ الإماراتي المشرف، خاصة أن فريق العمل المشرف على مسبار الأمل يضم نخبة من الكفاءات الوطنية الشابة.
66 قطعة
وامتداداً لهذا الإنجاز الكبير فيما يخص عدد التصميمات الكبير، جاء تصنيع أكثر من 66 قطعة ميكانيكية لمسبار الأمل على أرض الدولة، لتعكس المجهودات الضخمة للإمارات للبدء بتوطين الصناعات الفضائية والدخول فيها خلال السنوات المقبلة بقوة، خاصة أن المشروع يعتمد بالأساس على كفاءات إماراتية، سواءً من حيث الفكرة أو التصميم، أو حتى الإدارة وبناء الأجزاء الرئيسية في المشروع.
وجاء إنجاز مهمة تصنيع بعض قطع المسبار بأيادٍ وطنية انعكاساً لمشروع تأهيل فرق عمل المسبار والكوادر الوطنية المتخصصة في علوم الفضاء عبر برنامج مكثف في نقل المعرفة، أعدهم لتصميم أدق أجزاء مسبار الأمل وغيرها من المشروعات، وفي مقدمتها برنامج «تطوير العلماء والباحثين في علوم الفضاء»، والذي يشرف عليه أفضل العلماء في العالم في مجال علوم المريخ، ونتج عنه تأهيل 25 مهندساً ومهندسة إماراتية من رواد علوم المريخ في مجالات لم يسبق تأهيل متخصصين فيها على مستوى الدولة من قبل.
ويشكل إنجاز مسبار الأمل بأيادٍ وطنية رسالة مهمة لطالما أكد عليها قادة الدولة بأن الإيمان بالشباب والاستثمار في قدراتهم وإمكاناتهم هما الرهان الرابح لكل دولة تضع نصب عينيها صناعة المستقبل ووضع بصمتها المتميزة في مسيرة الحضارة الإنسانية، فضلاً عن أنها تشكل رسالة من الإمارات إلى العالم بأن طموحها لا حدود له وأنها قادرة بسواعد أبنائها على تحويل التحديات إلى إنجازات وفرص توظف في صناعة المستقبل والاستفادة منها في رفد مسيرة المعرفة والحضارة الإنسانية، وأن مسبار الأمل الذي طوره أبناء الإمارات بعزيمة واقتدار يؤكد رؤية وتوجهات الإمارات بتعزيز الاعتماد على الكوادر والكفاءات الوطنية.
51 بحثاً
وشكل نشر 51 ورقة عمل وبحث علمي متخصص، أعدها فريق عمل مسبار الأمل ضمن مشروع مشترك بين باحثين وطلاب وعلماء في الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، ليؤكد على أهمية تعزيز البحث العلمي الذي تنتهجه الإمارات خطة استراتيجية لا تقبل أن تحيد عنها، وهو ما عززه تأسيس 6 برامج جامعية في علوم الفضاء بالإمارات.
ويسهم نشر الفريق العلمي للمسبار أكثر من 51 ورقة عمل، وبحوثاً علمية متخصصة في دراسة الغلاف الجوي للمريخ، في تحقيق نقلة نوعية في مجال الفضاء، خاصة أن هذا التبادل المعرفي استمر منذ سنوات على كافة الأصعدة وانفتح على معظم الدول المتميزة في أبحاث الفضاء، فيما ساعد في تعزيز ذلك وجود وزارة للعلوم المتقدمة تعمل وفق خطط طموحة لترسيخ التبادل العلمي والبحثي في الإمارات.
وانعكس ذلك من خلال مشاركة الباحثين الإماراتيين في كثير من المؤتمرات والأحداث العلمية العالمية للاستفادة من آخر المستجدات في هذا الشأن، ومن بين ذلك مشاركة مجموعة من الباحثين والعلماء من مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ وطلاب من برامج أبحاث علوم الفضاء للطلبة الجامعيين لأول مرة في المؤتمر التاسع للمريخ والاجتماع السابع والثلاثين لمجلس محللي برامج استكشاف المريخ «MEPAG» اللذين عقدا في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا كالتيك، حيث عرضوا أبحاثهم العلمية المتعلقة بدراسة الكوكب الأحمر.
وهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على آخر الاكتشافات العلمية التي توصلت إليها دول العالم والتركيز على أهم الدراسات والأبحاث العلمية العالمية في مجال اكتشاف الفضاء، وآخر التطورات والتغيرات على الكوكب الأحمر وكيفية تطوير والاستفادة من المشاريع العلمية التي تستهدف الوصول واكتشاف المريخ، والتعرف على أحدث التقنيات المتاحة للوصول إلى الأهداف العلمية للسنوات القادمة واكتشاف الفضاء الخارجي.
60 ألفاً
ويأتي رابع الإنجازات العلمية التي حققها المسبار قبيل انطلاقه، من خلال تمكن فريق العمل من إشراك أكثر من 60 ألف طالب ومعلم وأكاديمي في البرامج التثقيفية والتعليمية التي عمل عليها، والتي تستهدف تعزيز الثقافة المجتمعية بعلوم الفضاء، وإعداد أجيال تمتلك ناصية العلوم الحديثة وتأهيل وبناء كفاءات، تواصل مسيرة الابتكار التقني والبحث العلمي في الفضاء والعلوم المتقدمة، وصولاً لتحقيق الخطط الاستراتيجية الطموحة للدولة في مجال استكشاف الفضاء.
ووفر المركز العديد من البرامج والمبادرات التعليمية والمعرفية التي تؤهل جيلاً جديداً يسعى لاستكشاف ودراسة العلوم الفضائية المتخصصة، مثل مبادرة «جيل الأمل» التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء، بهدف تشجيع الطلاب على دراسة التخصصات العلمية والهندسية والرياضيات وتعزيز الفضول تجاه علوم الفضاء والاستكشافات، من خلال محاضرات وورش عمل ولقاءات مفتوحة يقدمها خبراء المركز في المدارس التي تشجع طلابها على دراسة مجالات STEM «العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات».
وتنظيم المركز لفعالية «الحدث العلمي» التي أطلقها كواحدة من أهم المبادرات العلمية التعليمية الأولى من نوعها على مستوى المنطقة، وتهدف إلى إثراء معرفة الطلبة المشاركين بعلوم الفضاء وتقنياته والمواضيع المتخصصة عن الكوكب الأحمر، وتتناول الجوانب العلمية والتقنية لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، وصولاً إلى إطلاق «برنامج أبحاث علوم الفضاء للطلبة الجامعيين»، ليوفر فرصاً تدريبية وخبرات بحثية في علوم الفضاء بمراكز علمية وبحثية في الولايات المتحدة الأمريكية، ويتاح البرنامج لطلبة الإمارات في المرحلة الجامعية.
عن "البيان"