يشار إلى ضلوعها بأعمال العنف بأمريكا.. ما هي حركة "انتيفا" وما أهدافها؟

يشار إلى ضلوعها بأعمال العنف بأمريكا.. ما هي حركة "انتيفا" وما أهدافها؟


18/04/2021

تجدّدت الاشتباكات والمواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في الولايات المتحدة الأمريكية، بعدما خرج الآلاف في مسيرة جابت شوارع مدينة بورتلاند بولاية أوريغون، مساء الجمعة، وذلك للمطالبة بإنهاء وحشية الشرطة، وسط اتهامات لحركة "انتيفا" بالوقوف خلف أعمال الشغب التي تخلّلت المظاهرات.

وأتت هذه المسيرة، التي تحوّلت إلى أعمال شغب، احتجاجاً على مقتل رجل برصاص الشرطة، وكذلك ضمن إطار الوقفات الاحتجاجية التي جرى التخطيط لها مسبقاً في ذكرى الأشخاص الذين قتلوا برصاص الشرطة، ومنهم آدم توليدو البالغ من العمر 13 عاماً من شيكاغو، والشاب من ذوي البشرة السمراء دونتي رايت، وفق ما أوردت "أسوشيتد بريس".

تشتبه السلطات الأمريكية بمشاركة حركة "أنتيفا" اليسارية في "أنشطة إجرامية" خلال المظاهرات، مثل السطو على المؤسسات والمرافق العامة والخاصة وتحطيم النوافذ وإثارة الشغب في المدينة

وكان المتظاهرون قد نظموا مظاهرتين منفصلتين في وسط المدينة، احتجاجاً على إطلاق الشرطة النار على مراهق مشتبه به وقتله صباح الجمعة.

ونقلت صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية عن شرطة الولاية في بيان رسمي لها القول، إنّ المظاهرة في أوريغون كانت للاحتجاج على إطلاق النار من قبل الشرطة، وتحولت إلى "أعمال شغب"، ليلة الجمعة.

وقال بيان الشرطة إنّه كان من الممكن سماع إطلاق نار بشكل واضح من قبل المتظاهرين، على الرغم من عدم ورود أنباء عن وقوع إصابات، مشيراً إلى أنّ المتظاهرين قاموا بإشعال حريق خارج متجر "آبل". 

 المظاهرة في أوريغون كانت للاحتجاج على إطلاق النار من قبل الشرطة

وأشارت الشرطة إلى أنّها اعتقلت 4 أشخاص لـ"سلوكهم الإجرامي"، مؤكدة استخدامها رذاذ الفلفل الحار خلال تفريق المظاهرة.

اقرأ أيضاً: اليمين المتطرف في أوروبا يزيد وتيرة جرائم الكراهية ضد المسلمين

وتشتبه السلطات الأمريكية بمشاركة حركة "انتيفا" اليسارية في "أنشطة إجرامية" خلال المظاهرات مثل السطو على المؤسسات والمرافق العامة والخاصة وتحطيم النوافذ، وإثارة الشغب في المدينة، فيما تحدّثت الشرطة عن "حشد معادي" كان يحاصرهم في وقت من الأوقات.

فما هي حركة "أنتيفا"؟ 

حركة "أنتيفا" هي  حركة محتجين يسارية معارضة للفاشية والنازية ومناهضة للرأسمالية والنيوليبرالية واليمين المتطرف، يعتنق أغلب المنتمين إليها الأفكار الشيوعية والاشتراكية واللاسلطوية.

وظهرت الحركة التي توصف بأسماء مثل أنها "حركة يسارية"، و"مناهضة للفاشية"، و"نشطاء سياسيون متشددون"، لأول مرة في ألمانيا النازية خلال ثلاثينيات القرن العشرين، وتقوم الحركة على فكرة رئيسية، هي أن "أدولف هتلر والنازيين ما كانوا ليفعلوا ما فعلوه في ألمانيا لو أنهم جوبهوا بردة فعل كافية".

ليس لحركة "أنتيفا" هيكل موحد أو قيادة وطنية، ولكنها ظهرت على شكل هيئات محلية في جميع أنحاء الولايات المتحدة

وليس للحركة هيكل موحد أو قيادة وطنية، ولكنها ظهرت على شكل هيئات محلية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، سيما في الساحل الغربي، حيث بدأت بتنظيم كوادرها ضد النازيين الجدد أواخر سبعينيات وأوائل ثمانينيات القرن الماضي.

كما أنّ بعض هذه المجموعات المنضوية تحت اسم "أنتيفا"، مثل منظمة "روز سيتي أنتيفا"، وهي منظمة تتواجد في بورتلاند، تمتاز بتنظيمها الجيد ونشاطها بشكل خاص على الإنترنت وعلى فيسبوك، في حين أنّ أعضاءها مجهولون.

هتلر وموسوليني

وتتواجد الجماعات المناهضة للفاشية، في أوروبا منذ عقود عديدة، لا سيما في إيطاليا، حيث وقفت في وجه موسوليني، وفي ألمانيا، ضد هتلر.

وفي فترة ما بعد الحرب العالمية، عادت جماعات "أنتيفا" النامية من رحم الفلسفة اليسارية، لقتال الجماعات النازية الجديدة، سيما في ألمانيا، وفي الولايات المتحدة.

حركة "أنتيفا" هي  حركة محتجين يسارية معارضة للفاشية والنازية ومناهضة للرأسمالية والنيوليبرالية واليمين المتطرف، يعتنق أغلب المنتمين إليها الأفكار الشيوعية والاشتراكية واللاسلطوية

ما هي أهداف الحركة؟

تقول الحركة إنّ هدفها الأساسي هو مناهضة النازيين الجدد والعنصرية، كما أنّها أيضاً بشكل عام؛ يسارية معادية للنظام الرأسمالي، ومعادية كذلك للتفريق بين الجنسين ولـ "رهاب المثلية"، وفق ما أوردته صحيفة "فوكس" الأمريكية.

وتنشط الحركة ومجموعاتها عادة من خلال تنظيم حملات تثقيفية، وتبني تحالفات مجتمعية على غرار النقابات وغيرها من التجمعات الأهلية، فضلاً عن مراقبة الفاشيين، ومحاولة الضغط على المحافل التي تستقبلهم وكذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي بهدف منع خطابهم في المجتمع.

لا يخجل أعضاء "أنتيفا" من اللجوء للعنف، بل يرون أنفسهم على أنهم منخرطون في "الدفاع عن النفس"، وحماية المتظاهرين ومواجهة النازيين الجدد والمتفوقين البيض في المقام الأول

وتسعى الحركة من كل ذلك إلى حرمان الفاشيين من إيجاد منتدى عام أو ملتقى ينشرون من خلاله أفكارهم الفاشية، لذلك يتجولون بأعداد كبيرة لمواجهة النازيين الجدد والبيض في المظاهرات العامة، كما يتدخلون لحماية المتظاهرين في مثل هذه الأحداث، ويأخذون على عاتقهم التصدي لأفكار العنصرية بين الناس وبين أرباب العمل.

هل تؤمن حركة "أنتيفا" بالعنف؟

رغم أنّ أفراد الحركة يركزون على التأثير في الرأي العام، وفضح المتعصبين البيض، وجعل التكلفة الاجتماعية والمهنية لاشتراكهم في هذه المجموعات باهظة الثمن، إلّا أنّهم لا يخجلون من اللجوء للعنف، بل يرون أنفسهم على أنهم منخرطون في "الدفاع عن النفس"، وحماية المتظاهرين ومواجهة النازيين الجدد والمتفوقين البيض في المقام الأول.

اقرأ أيضاً: كيف تلتقي الإسلاموية مع اليمين المتطرف؟

وتقول الصفحة الرسمية لمنظمة "روز سيتي أنتيفا" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك: "نحن لا نعتذر عن حقيقة أنّ محاربة الفاشية عند بعض النقاط تتطلب تشدداً جسدياً".

ويقوم أفراد "أنتيفا" باستخدام وسائل متنوعة سواء تدمير الممتلكات أو الضرب والتحرش بمعارضيهم من الذين يصفونهم بـ "العنصريين والفاشيين أو اليمينيين المتطرفين"، بالإضافة إلى التشهير بهم، ولا يخجلون من أساليب الاحتجاج المتشددة، بما في ذلك العنف الجسدي ضد خصومهم أحياناً.

 اقترح دونالد ترامب تصنيفهم كجماعة إرهابية، وذلك بعد أن ألقي بالمسؤولية على "اليساريين الراديكاليين" بإثارة الفوضى في البلاد

وقد ازداد نفوذ الحركة واحتجاجاتها بعد إعلان دونالد ترامب ترشحه للرئاسة الأمريكية وثم فوزه بالمنصب، إذ كانوا حاضرين في احتجاجات بيركلي عام 2017، وفي الاحتجاجات العنيفة ضد تنصيب دونالد ترامب، وكذلك في احتجاجات شارلوتسفيل عام 2017، والتي نظمها اليمين المتطرّف لـ "تأييد سيادة البيض".

الجدير بالذكر أنّه وفي خضم الاحتجاجات التي انطلقت في الولايات المتحدة احتجاجاً على مقتل جورج فلويد، وهو مواطن أمريكي من أصل أفريقي ظهر في مقطع مصور وهو يحاول بصعوبة التنفس بينما كان شرطي أبيض يجثو بركبته على عنقه في مدينة منيابوليس، قبل أن يفارق الحياة، اقترح دونالد ترامب تصنيفهم كجماعة إرهابية، وذلك بعد أن ألقي بالمسؤولية على "اليساريين الراديكاليين" بإثارة الفوضى في البلاد.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية