وزير الخارجية الإيراني يتوجه إلى سوريا ولبنان.. ما هي أجندته؟

وزير الخارجية الإيراني يتوجه إلى سوريا ولبنان.. ما هي أجندته؟


23/03/2022

بعد أيام من زيارة الرئيس السوري بشار الأسد للإمارات العربية المتحدة، غادر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان طهران متوجهاً إلى الأراضي العربية السورية صباح اليوم الأربعاء.

وأوردت وكالة "إيرنا" الإيرانية، في خبر مقتضب، أنّ أمير عبد اللهيان غادر إلى سوريا على رأس وفد لم توضح أعضاءه، مشيرة إلى أنّ وزير الخارجية الإيراني سوف يجتمع بكبار المسؤولين السوريين، على أن يزور لبنان بعد انتهاء مشاوراته في سوريا.

وزير الخارجية الإيراني سوف يجتمع بكبار المسؤولين السوريين، على أن يزور لبنان بعد انتهاء مشاوراته في سوريا

وتأتي زيارة الوزير الإيراني عقب 5 أيام من زيارة الرئيس السوري بشار الأسد، حليف إيران وحزب الله اللبناني، لدولة الإمارات العربية المتحدة في 18 آذار (مارس) الجاري؛ حيث حظي باستقبال كبير. ونقلت قناة "فرانس 24" عن خبراء قولهم إنّ زيارة الأسد لم تكن لتحدث بدون موافقة إيرانية، إلا أنها تقرب سوريا أكثر فأكثر من العودة إلى حضن الجامعة العربية.

ضوء أخضر

وفي سياق متصل، رأى فابريس بالانش، الأستاذ المحاضر بجامعة "ليون 2" والمختص في الشأن السوري، في تصريحات لـ"فرانس 24"، أنّ "بشار الأسد لا يملك هامش مناورة كبيراً ولا يمكن له الانفصال عن طهران من خلال زيارة الإمارات العربية المتحدة بدون موافقتها، حيث تعد أبوظبي القوة الإقليمية الرئيسية التي طبعت مؤخراً علاقاتها مع إسرائيل، العدو اللدود للإيرانيين".

ويتفق معه زياد ماجد، الأستاذ المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بالجامعة الأمريكية في باريس وأحد مؤلفي كتاب "داخل رأس بشار الأسد" حيث يقول: "دبلوماسية النظام السوري هي نسخة من سياسة حماته الروس والإيرانيين الخارجية، والتي يبقى النظام مضطراً لعدم تجاوز حدودها. وبالتالي، فإنه من المرجح أنّ الأسد تلقى الضوء الأخضر الإيراني والروسي لزيارة أبوظبي وذلك لأنّ كلاً من موسكو وطهران يجدان مصلحة ما في لقاء بين الأسد ومحمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي وصاحب النفوذ الواسع في الدولة الخليجية".

براغماتية إيران

لطالما تبنّت إيران وأذرعها العسكرية مثل حزب الله "سياسة براغماتية للغاية يبقى كل شيء فيها مباحاً يسمح من خلالها بربط أي نوع من العلاقات والتحالفات أو المناورات، فيما تمنع كل ذلك عن خصومها"، على حد قول ماجد الذي أشار إلى أنه في "وجود اتفاقات أبراهام أو بدونها، يملك الإيرانيون أيضاً مصلحة في ربط علاقات مع الإماراتيين عبر بشار الأسد أو طرف آخر. يعود ذلك إلى الرغبة في التطرق لملف اليمن حيث يتصارع الإيرانيون مع خصومهم، ولكن دون السماح بأي تنازل من الرئيس السوري قد يضر بمصالحهم بالإضافة إلى استبعاد تام لفكرة تطبيع العلاقات بين سوريا وإسرائيل".

تأتي زيارة وزير الخارجي الإيراني إلى لبنان لدعم حزب الله الذي أشار أمينه العام إلى أنّ الانتخابات التشريعية هذه المرة "معركة وجود" بالنسبة له

ويمكن أن تكون مصلحة إيران من الزيارة ذات طابع اقتصادي، حسبما رأى بالانش الذي يتحدث أيضاً عن "خطوط حمراء لا يسمح لسوريا بتجاوزها" خصوصاً فيما يهم المسائل المتعقلة بإسرائيل.

ويضيف بالانش: "إذا ما تمكن بشار الأسد من الحصول على مساعدات مالية من دول الخليج للنهوض باقتصاد بلاده وإطلاق عملية إعادة الإعمار، فإنّ ذلك سيريح الإيرانيين بما أنّ اضطرارهم لمساعدة بشار الأسد مالياً سيقل. دمشق لا تستطيع ضمان حاجياتها الاقتصادية الضرورية من دون حلفائها وخصوصاً النفط الإيراني والدعم المالي من طهران الذي يكلفها الكثير وهي التي تعاني بدورها من وضع اقتصادي صعب".

زيارة إيرانية للبنان

قد تزداد مآرب زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى لبنان وضوحاً في ضوء الإشارة إلى الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في لبنان في شهر أيار (مايو) المقبل. وتأتي الزيارة لدعم حزب الله اللبناني الذي أشار أمينه العام الأسبوع الماضي إلى أنّ الانتخابات التشريعية هذه المرة "معركة وجود" بالنسبة له.

ووفقاً لصحيفة "العرب" اللندنية، تعكس الانتخابات النيابية، أهمية استثنائية بالنسبة إلى الحزب الموالي لإيران وحلفائه، باعتبارها محدداً رئيسياً لخريطة توزيع السلطة السياسية في لبنان خلال السنوات الأربع المقبلة.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية