هل يعود داعش إلى العراق عبر “الشبكة المظلمة”؟

هل يعود داعش إلى العراق عبر “الشبكة المظلمة”؟


04/04/2018

لا يزال تهديد تنظيم داعش يخيم في العراق، رغم الهزيمة التي مني بها وأنهت وجوده العسكري في البلاد بعد 3 سنوات من السيطرة. ويعزو خبراء هذا التهديد إلى الفكر الذي زرعه التنظيم وبقي متجذرًا حتى وقتنا هذا، إضافة إلى أن الجهاز الاستخباري للتنظيم يعمل، وغير مرتبط بالوجود العسكري.

وتعلن السلطات الأمنية العراقية بين الحين والآخر عن عملية استهداف لإحدى خلايا التنظيم في بعض الجيوب في البلاد.

تفشي فكر التنظيم

عمد التنظيم، منذ بداية تأسيس دولته المزعومة، إلى نشر دعاية جهادية عبر عمل احترافي هائل على المواد المنتجة إعلاميًا.

في سياق مقابلة إذاعية لشبكة DW الألمانية، يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد علي الجبوري إن نشاط التنظيم قد يعود على شكل عمليات هنا وهناك، باستهداف مصالح النظام السياسي وبعض المكونات المجتمعية داخل المجتمع العراقي، مضيفًا: “3 سنوات من تفشي فكر التنظيم داخل العراق، ليس من السهل إزالتها”.

ويعترف الجبوري بأن التنظيم كان على مستوى عالٍ من الجانب التنظيمي والاقتصادي، كما كان يدير المناطق التي يسيطر عليها على شكل ولايات، ويعتبر أن هذا كله ساهم في تجذر الأفكار المتطرفة للتنظيم.

وكانت سيطرة التنظيم قد بلغت في ذروتها ما بين الأعوام 2014-2017، إذ سيطر على مساحة تقدر بمساحة بريطانيا العظمى، على أرض ممتدة بين العراق وسوريا.

إلا أنه مني بهزائم متكررة في البلدين، آلت به إلى الزوال عسكريًا، لكن الجبوري يقول إن عملية هزيمته على المستوى العسكري، لا تعني أن التنظيم تلاشى في العراق.

جهاز استخبارات داعش لم ينهار

يرى الخبراء أن بنية التنظيم تقوم على عناصر جهادية تديرها قيادات ميدانية، ثم في أعلى الهرم هنالك القيادات الاستخبارية -غير المعروفة للعلن- التي تعمل بسرية.

كما أن هذه القيادات غير مرتبطة بمقرات التنظيم التي انهارت في المناطق التي سيطر عليها، بل تكاد لم تتأثر من هزائم التنظيم.

خبير الاستخبارات العراقي المقيم في ألمانيا جاسم محمد، يقول: “لو تحدثنا عن جهاز استخبارات داعش، فإنه يعمل بسرية تامة”. ويضيف: “مقرات هذا الجهاز الاستخباري وتواجد قيادته كانت خارج معاقله”.

ويضيف محمد: “كانت تركيا واحدًا من المقرات التي يتخذها هذا الجهاز، ويقوم بمهمة الإشراف على عمليات في أوروبا، إذ تتم عملية تدريب العناصر في تركيا لتنفيذ العمليات في أوروبا.

وتتقاطع المعلومات التي يوردها الخبير العراقي، مع معلومات أوردتها تقارير لمواقع غربية -متخصصة بالشؤون العسكرية- عن وجود شركة تدعى “سادات”، تعمل بشكل سري في تركيا، بإشراف خاص من الرئيس رجب طيب أردوغان، هدفها تدريب عناصر قتالية من التنظيمات الجهادية الناشطة في سوريا، وتلك العناصر التي يوضع على عاتقها مهمة تنفيذ العمليات في أوروبا.

يقول جاسم محمد إن خسارة التنظيم في العراق وسوريا لم تؤثر على الهيكل الأعلى له، المتمثل بحلقة ضيقة مقربة من زعيم داعش أبو بكر البغدادي.

الانتصار الكامل لم يتحقق

بقاء القيادات الإستراتيجية لتنظيم داعش، لا يزال يبعد عملية الانتصار الكامل على التنظيم، رغم ذلك، تواجه هذه القيادات صعوبة في استعادة فعالية العمل العسكري.

يرجع ذلك لعدم قدرتها على تجنيد مقاتلين جدد، بحسب خبراء.

“هنالك إجماع على مستوى مراكز الدراسات، يؤكد بأن قدرة هذا التنظيم تراجعت بنسبة 90%. المواد الإعلامية لم تعد موجودة، فقد أسلوب الدعاية، كما أدركت الحكومات الأوروبية خطر الدعاية المتطرفة والمنصات التي يتخذها هذا التنظيم، لذلك، واجهته على مستوى الاستخبارات”، يقول جاسم محمد.

وفي الوقت نفسه، يرى الخبير محمد أن التنظيم خسر الكثير من العوامل التي تدعم رؤيته المتطرفة، ويعاني تراجعًا في مستويات التجنيد.

عمليات مستمرة

حتى يومنا هذا، تتواصل العمليات الأمنية للجيش العراقي ضد التنظيم، كان آخرها عملية أمنية لتعقب عناصر التنظيم في قضاء المقدادية شمال شرق محافظة ديالى العراقية، وذلك ضمن سلسلة عمليات في مناطق متفرقة من المحافظة خلال الأشهر الماضية.

ويقول خبراء إن “شبكة مظلمة من التنظيم” لا تزال تعمل على التواصل بين أفراده، ويمكنها استقطاب أفراد جدد، لكن بشكل محدود.

عن "كيوبوست"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية