هل يطلب المغرب إدراج جبهة البوليساريو على قائمة الإرهاب العالمي؟

هل يطلب المغرب إدراج جبهة البوليساريو على قائمة الإرهاب العالمي؟


04/04/2022

صعوبات الحياة في مخيمات تندوف التي تضمّ صحراويين خاضعين لسلطة جبهة البوليساريو الانفصالية دفعت الكثيرين منهم إلى الانخراط في المشروع الإرهابي في المنطقة، وبعض تلك العناصر التحقوا بصفوف فرعي تنظيم داعش والقاعدة في منطقة الساحل والصحراء.

ووفقاً لموقع "ميديل إيست أون لاين"، فإنّه إزاء هذا الوضع يبرز تساؤل ملح حول ما إذا كانت الدبلوماسية المغربية ستطرح دولياً في مرحلة ما تصنيف الانفصاليين تنظيماً إرهابياً.

صعوبات الحياة في مخيمات تندوف دفعت بالكثيرين منهم إلى الانخراط في المشروع الإرهابي، والتحقت عناصر بصفوف تنظيمي داعش والقاعدة

والسؤال يكتسب مشروعيته في وقت بلغ فيه المغرب مرحلة متقدمة في كسب المزيد من الأصوات العربية والإقليمية والدولية الداعمة لمغربية الصحراء، وللمقترح المغربي القاضي بمنح الصحراء حكماً ذاتياً تحت سيادة المملكة.

وقد اعتمد المغرب على مدى أعوام مقاربة شاملة تجمع بين مقاومة التطرف بكلّ أشكاله، والتنمية في أقاليمه الجنوبية، كسدٍّ منيع أمام تحول الصحراويين للتطرف، لكنّ البوليساريو كانت تعمل على مسار مضاد لكلّ تلك المشاريع.

كبير الانفصاليين إبراهيم غالي وعدد من قادة ميليشيا البوليساريو متورطون في قضايا تتعلق بالإرهاب، تشمل التعذيب والاختطاف والقتل

ونجح الانفصاليون في تقويض الجهود المغربية على نطاق جغرافي معين، فمخيمات تندوف الخاضعة للبوليساريو، تسير على خط التطرف، سواء بفعل الوضع المزري الذي تعيشه والقمع الذي لا يهدأ لكّل من يعارض طروحات البوليساريو، أو بفعل تسلل التطرف فكراً لتلك التجمعات ضمن موجة لا تُشكّل استثناء في خضم انتشار ظاهرة يعتقد من يتبنّاها أنّها تُشكّل خلاصاً من الظلم والاستبداد الذي يمارسه قادة الانفصاليين.

ويقول معارضون صحراويون: إنّ كبير الانفصاليين إبراهيم غالي وعدداً من قادة ميليشيا البوليساريو متورطون في قضايا تتعلق بالإرهاب، تشمل التعذيب والاختطاف والقتل، وقد فشلت جهود القبض على غالي حين زار إسبانيا سراً بوثائق دبلوماسية مزورة، وهي القضية التي فجرت أزمة بين مدريد والرباط قبل أن تتمّ تسويتها مؤخراً بإعلان الحكومة الإسبانية دعمها لمقترح المغرب منح الصحراء حكماً ذاتياً تحت السيادة المغربية كحلٍّ واقعي قابل للتطبيق.

ووفقاً لتقرير نشره موقع "هسبريس" المغربي الإلكتروني، عن دراسة للباحث في الدراسات الاستراتيجية والأمنية محمد الطيار، تُحذّر من "انتشار مظاهر التطرف والراديكالية بمخيمات تندوف، مع تورط عناصر من البوليساريو ضمن خلايا إرهابية بالمنطقة، وظهور قيادات في تنظيمات إرهابية بالمنطقة، منها داعش والقاعدة وغيرها من المنظمات الإرهابية التي تنشط في دول غرب أفريقيا والساحل".

الطيار يُحذّر من انتشار مظاهر التطرف والراديكالية بمخيمات تندوف، وتورط عناصر من البوليساريو إلى جانب قيادات في تنظيمات إرهابية كداعش والقاعدة

وتفسّر الدراسة هذا التحول إلى الراديكالية، في جانب منه، إلى "الوضع المزري واللّاإنساني الذي يعيشه السكان المحتجزون في المخيمات، فبعد عقود من الزمن دفع شباب المخيمات إلى أحضان التنظيمات الإرهابية السلفية".

وتشير الدراسة كذلك إلى تيه عقائدي كنوع آخر من التطرف انزلق إليه بعض الصحراويين المحتجزين في مخيم تندوف مع السقوط في براثن التطرف الشيعي، وأنّ هذا "التطرف الجديد وجد أرضاً خصبة من التيه العقائدي، وفقدان التوازن والانسجام الديني، والدعوة والتحريض علانية من طرف أئمة البوليساريو لاعتناق عقيدة الجهاد على طريقة حزب الله".

وكان وزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت قد كشف في منتدى دولي بدبي قبل (5) أيام أنّه تم رصد علاقة بين تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي وفرعه بالساحل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وعناصر تابعة لجبهة البوليساريو الانفصالية، مشيراً إلى أنّ قادة في هذه التنظيمات ينحدرون من الجبهة.

ونبّه الوزير المغربي كذلك إلى تنامي نشاط الجماعات الإرهابية، وما يشكّله ذلك من خطر على أمن المنطقة، مذكّراً بجهود المغرب في مكافحة الإرهاب والتصدي للتطرف، والمساعدة في منع حدوث انفلات في المنظومة الأمنية الدولية.

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية