هل يشكل اغتيال هنية نقطة تجمع للحركات الإرهابية؟.. ردود فعل الجماعات الجهادية

هل يشكل اغتيال هنية نقطة تجمع للحركات الإرهابية؟.. ردود فعل الجماعات الجهادية

هل يشكل اغتيال هنية نقطة تجمع للحركات الإرهابية؟.. ردود فعل الجماعات الجهادية


04/08/2024

تناول المركز العربي لدراسات التطرف ردود فعل الجهاديين في بعض التنظيمات الإرهابية على اغتيال الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية يوم 31 تموز (يوليو) الماضي، في طهران، التي تواجد فيها لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.

وأبدت منظمات إرهابية عديدة ردود فعل حادة إزاء اغتيال هنية، وأدانت هذا العمل، وأكدت التزامها بمواصلة المقاومة ضد إسرائيل وحلفائها. وترى هذه المنظمات أنّ مقتل هنية ليس مجرد خسارة كبيرة، بل إنّه يشكل أيضاً نقطة انطلاق لتكثيف أنشطتها.

وأعرب تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية عن حزنه العميق على وفاة هنية، واعتبرها جزءاً من جهاد أوسع نطاقاً ضد الكفار. 

وسلط الضوء على استشهاد قادة الجهاد السابقين، وشدد على التزامه بالجهاد العالمي، وحث على شن هجمات على إسرائيل وداعمها الرئيسي الولايات المتحدة.

وأكد تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية أنّ مثل هذه الحوادث تعزز عزيمته وتغذي حركة الجهاد. 

أعرب تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية عن حزنه العميق على وفاة هنية

وسلط البيان الصادر عن التنظيم الضوء على استمرارية الحركة الجهادية وقدرتها على الصمود، على الرغم من فقدان قادتها الرئيسيين. 

ومن خلال استحضار عمليات مماثلة من الماضي، يهدف تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية إلى إلهام أتباعه للاستمرار في نضالهم، واعتبار وفاة هنية محفزاً للحيوية والالتزام المتجددين.

من جهتها نعت حركة طالبان/ إمارة أفغانستان الإسلامية وفاة هنية، معترفة بمساهماته الكبيرة في المقاومة الفلسطينية. 

وأدانت الحركة تصرفات إسرائيل بوصفها جرائم ضد الإنسانية، وأكدت دعمها لحماس والقضية الفلسطينية، وحثت على زيادة الجهود داخل العالمين العربي والإسلامي لمواجهة العدوان الإسرائيلي.

وسلط بيان طالبان الضوء على تحالفهم الإيديولوجي مع حماس، وأبرز أجندتهم الجهادية الأوسع نطاقاً. 

وتهدف طالبان إلى إضفاء الشرعية على أفعالها والحصول على المزيد من الدعم من المجتمع المسلم من خلال تقديم دعمها لحماس بوصفه التزاماً إسلامياً وواجباً إنسانياً.

وأعربت حركة طالبان باكستان عن حزنها العميق على اغتيال الزعيم السياسي لحماس، وأشادت بتفانيه طيلة حياته في خدمة القضية الفلسطينية، ودعت له بالرحمة والمغفرة، معتبرة أنّ وفاته خسارة للمجتمع الإسلامي ودعوة لمواصلة الجهاد ضد الظالمين. 

وأكدت حركة طالبان باكستان في بيان لها على النضال المشترك والتضامن بين الجماعات الجهادية.

ومن خلال الإشادة بنضال وتضحيات هنية، تهدف حركة طالبان باكستان إلى تعزيز الروح المعنوية لعناصرها، وإعادة تأكيد التزامها بالقضية الجهادية، وانخراطها في جبهة موحدة ضد الأعداء المفترضين.

نعت حركة طالبان/ إمارة أفغانستان الإسلامية وفاة هنية

بدوره أدان جيش العدل، وهو جماعة جهادية بلوشية تعمل في محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية، وتستهدف في المقام الأول قوات الأمن الإيرانية، أدان عملية اغتيال هنية، وسلط الضوء على محنة الشعب الفلسطيني، وأعرب عن تضامنه مع نضاله. 

وانتقد العملية بوصفها عملاً إجرامياً وخسارة كبيرة لأولئك الذين يكافحون ضد الظلم. وركزت المجموعة على الآثار الأوسع للاغتيال، واعتبرته جزءاً من نمط أكبر من القمع ضد المسلمين. ويتمثل هدف جيش العدل في حشد الدعم ولفت الانتباه إلى قضيته من خلال التأكيد على الطبيعة الإجرامية لهذا الفعل.

وقدّمت هيئة تحرير الشام، وهي جماعة جهادية مسلحة والفرع السابق لتنظيم القاعدة في سوريا، تعازيها لأهل غزة وحركة حماس وعائلة هنية، وأشادت بجهوده، وأكدت التزامها بدعم القضية الفلسطينية. 

وأكد بيان هيئة تحرير الشام على انحيازها الإيديولوجي لحماس وأهدافها الجهادية الأوسع. ومن خلال التعبير عن التضامن وتقديم التعازي، تسعى الهيئة إلى تعزيز تحالفاتها والتزامها بالنضال الجهادي.

ووفق المركز العربي، فقد أدى اغتيال إسماعيل هنية إلى تقوية عزيمة المنظمات الجهادية المختلفة، حيث أكد كل منها التزامه بالجهاد ضد إسرائيل وحلفائها. وتختلف القدرات العسكرية ونفوذ هذه المنظمات، وتشير ردود فعلها إلى إمكانية زيادة أنشطتها المسلحة ومجالات التعاون فيما بينها، ممّا يؤدي إلى تضخيم تأثير عملياتها، لافتاً إلى أنّ الاستخدام الاستراتيجي لروايات الاستشهاد يساعد على إلهام وحشد المؤيدين، ممّا قد يؤدي إلى تدفق المجندين والموارد.

 أدى اغتيال إسماعيل هنية إلى تقوية عزيمة المنظمات الجهادية المختلفة

وأضاف المركز في دراسته: "إنّ التهديد المتزايد بشنّ هجمات منسقة تستهدف المصالح الغربية وحتى مصالح بعض الدول العربية الحليفة للغرب يتزايد. وقد تتغير الديناميكيات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، مع زيادة مشاركة الجهات الفاعلة الحكومية التي تدعم الجماعات المسلحة المختلفة. وسوف تشمل العواقب الفورية تصاعد العنف والأعمال الانتقامية، في حين قد تشمل النتائج اللاحقة صراعات إقليمية أوسع وحالات طوارئ إنسانية".

وأكد المركز أنّ الاتجاهات الحالية وردود فعل الجماعات المسلحة الرئيسية تشير إلى أنّ المنطقة على شفا فترة من الصراع المكثف وعدم الاستقرار، ويشكل اغتيال هنية نقطة تجمع للحركات الجهادية، ممّا يؤدي إلى جبهة أكثر توحداً وعدوانية ضد إسرائيل وحلفائها. ويشكل الرصد المستمر للأنشطة المسلحة والتطورات الاستراتيجية في المنطقة أمراً ضرورياً لتوقع التهديدات المستقبلية والتخطيط لتدابير مضادة فعالة.

وختم المركز بقوله: "يتعين على المجتمع الدولي أن يكون يقظاً في معالجة الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار ودعم الجهود الرامية إلى تهدئة التوترات. وسوف يكون الانخراط الدبلوماسي وتدابير مكافحة الإرهاب الموجهة أمراً بالغ الأهمية في التخفيف من مخاطر الصراع الأوسع نطاقاً. وسوف تكون الأشهر المقبلة حاسمة في تشكيل المسار المستقبلي للشرق الأوسط، مع ما يترتب على ذلك من آثار كبيرة على الأمن والاستقرار العالميين".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية