هل نشرت الصين عن قصد وتصميم فيروس كورونا؟!

هل نشرت الصين عن قصد وتصميم فيروس كورونا؟!


كاتب ومترجم جزائري
04/07/2021

ترجمة: مدني قصري

للمرة الأولى في التاريخ، هاجمت دولة واحدة - في آن واحد وبجرأة، جميعَ البلدان الأخرى.

كانت الإجراءات التي اتخذتها السلطات الصينية، بين كانون الأول (ديسمبر) 2019 وكانون الثاني (يناير) 2020، تهدف جميعها إلى ارتكاب جريمة مروّعة، من خلال نشر "COVID-19"، عن قصد وبتصميم خارج حدود الصين.

يجب على المجتمع الدولي الآن؛ أن يقدّم الفاتورة، الأكثر تفصيلاً، إلى النظام الصيني، حتى ولو كان ذلك من أجل الردع، والسبب بسيط: لقد ارتكب النظام الصيني جريمة القرن، وبإمكانه أن يخطط لجريمة أخرى.

اقرأ أيضاً: خبيران: الصين صنعت فيروس كورونا داخل مختبر.. كيف ردت بكين؟

وفق مؤشرات مزعجة للغاية؛ فإنّ جيش التحرير الشعبي التابع للحزب الشيوعي الصيني قد صمّم مخبرياً "SARS-CoV-2"، أو فيروس كورونا، الذي كان سبباً في الجائحة، أو أنّه قام بتخزين هذا العامل المُمْرِض في المختبر، وعلى الأرجح معهد ووهان لعلم الفيروسات، يخزّن المعهدُ المذكور أكثر من 1500 سلالة من فيروس كورونا، ويُجري تجارب خطيرة لـ "اكتساب الوظيفة" (تزويد الفيروس بخصائص مُمْرِضة بشكل خاص)، فالمعهد لا يحترم البروتوكولات الأمنية، وهو يقع على بعد بضعة كيلومترات من أوّل حالة تمّ تحديدها لـ "COVID-19".

لقد ارتكب النظام الصيني جريمة القرن، وبإمكانه أن يخطط لجريمة أخرى

أنصار نظرية الأمراض الحيوانية المنشأ يجعلون من سوق الحيوانات الحيّة مكانًا لانتقال العدوى، وتجدر الإشارة إلى أنّ الحالة الأولى لفيروس كورونا البشري ليس لها أيّة علاقة، سبب أو تأثير، بسوق الحيوانات الحيّة في ووهان.

ذنبُ الصين لا يحتاج إلى إثبات

في الواقع، لم يتم بعدُ تحديدُ أصل فيروس كورونا حقًا؛ في 26 أيار (مايو)، منح الرئيس جو بايدن أجهزة المخابرات مهلة 90 يوماً لإبلاغه بالموضوع.

لكن الأمر ليس في حاجة إلى مثل هذه المهلة الطويلة لإثبات ذنْب بكين، فحتى لو لم يظهر فيروس كورونا على الفور كسلاح بيولوجي، فإنّ المعلومات المتاحة اليوم في العالم تسمح لنا بأن نفهم أنّ النظام الصيني استخدم الفيروس كسلاح.

المراوغات الصينية

اعترفت بكين علناً بأنّ "COVID-19" كان قابلاً للانتقال من إنسان لآخر في 20 كانون الثاني (يناير) من العام الماضي، والحال أنه ابتداءً من الأسبوع الثاني من كانون الأول (ديسمبر) 2019، رأى أطباء ووهان مدى سرعة انتقال الفيروس من إنسان إلى آخر؛ يعني إذاً أنّ بكين كانت على علم بالظاهرة أو أُبلِغت بها.

في مختبراتهم، يعمل الباحثون الصينيون على مسبِّبات أمراض أخرى، أكثر فتكاً بكثير من "SARS-CoV-2"، بما في ذلك تلك التي من شأنها أن تترك الصينيين سالمين بلا أذى

عندئذ صمّم القادة الصينيون مسرحية، لقد أكدوا لمنظمة الصحة العالمية أنّ مثل هذا الانتقال من إنسان لآخر غير محتمل، وفي 9 كانون الثاني (يناير)، بدعم من تأكيدات من الصين، أصدرت منظمة الصحة العالمية بياناً بهذا المعنى، وغرّدت، في 14 كانون الثاني (يناير)؛ بأنّه لا يوجد يقين بشأن انتقال فيروس كورونا من شخص لآخر.

وممّا زاد الطين بلة، أنّ الزعيم الصيني، شي جين بينغ، قد عزل سكانَ ووهان والمناطق المحيطة بها في الصين، في الوقت الذي كان يضغط دولياً لِضمان عدم إلغاء أيّة رحلات جوية تربط ووهان ببقية العالم، من خلال الحظر الذي فرضته الصين، كان شي جين بينغ يعتقد أنّه سينجح في وقف انتشار المرض، ومن خلال الضغط على الدول الأخرى كي لا تفرض قيوداً على السفر، كان يعلم أو كان يتم إبلاغُه أنّ المرض ينتشر، وهكذا حوّل الركابُ المغادرون من الصين، وباءً كان ينبغي أن يظلّ محصوراً داخل وسط الصين، إلى جائحة عالمية.

اعترفت بكين علناً بأنّ "COVID-19" كان قابلاً للانتقال من إنسان لآخر في 20 كانون الثاني (يناير) من العام الماضي

رأى شي بوضوح كيف أدّى فيروس كورونا إلى شلّ المجتمع الصيني، ولم يكن ليتصرف بخلاف ذلك، لو أرد شلّ مجتمعات أخرى لتحقيق تكافؤ قواعد اللعبة، هذا التفسير هو التفسير الوحيد الذي يسمح بربط جميع الحقائق معاً: بدافع الخبث الخالص والبسيط، نَشر شي "COVID -19" على الكوكب كلّه.

بعد الاعتراف بعدوى الفيروس، حاولت الصين إقناع العالم بأنّ المرض ليس خطيراً، في 21 كانون الثاني (يناير)، فور اعتراف بكين بعدوى الفيروس، أعلنت وسائل الإعلام الحكومية أنّ (كوفيد -19) سيكون أقل حدة من السارس، الذي تحوّل إلى وباء في 2002 -2003؛ إذ أصاب السارس حوالي 8400 شخص، وقتل حوالي 810 أشخاص، وفي الوقت الذي كانوا ينشرون فيه هذه الكذبة، عرف القادة الصينيون أنّ آثار "COVID-19" ستكون أسوأ من السارس، كانوا على دراية بالمشاكل التي يُسبّبها المرض الجديد، وظهرت عواقب لهذا الادعاء الكاذب؛ لقد تمّ خداع جميع البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة، وفشلت جميعها في اتخاذ الاحتياطات اللازمة.

اقرأ أيضاً: ماذا على العالم أن يفهم حينما تتحدث الصين عن "رائحة البارود"؟

قال الحاخام  أبراهام  كوبر، من مركز "Simon Wiesenthal" لموقع "Gatestone": "الحكومات التي تتسبب عن عمدٍ في موت ومعاناة ملايين الأبرياء، والتي تؤدي قراراتها إلى تعطيل وتدمير قطاعات كاملة من الاقتصاد، يجب أن تخضع للمساءلة الكاملة، أخلاقياً وقانونياً ومالياً". 

الطريق إلى مساءلة الصين قانونياً ومالياً ليس بالأمر السهل

اتخذ بعض المدّعين (المُشتكون) بالفعل في خوض إجراءات قانونية ضد الصين بسبب الأضرار الاقتصادية التي لحقت بهم، تمّ تقديم شكاوى في ولايات بكاليفورنيا، وفلوريدا، ولويزيانا، وميسيسيبي، وميسوري، ونيفادا، ونيويورك، وكارولينا الشمالية، وبنسلفانيا وتكساس.

لموقع غاتستون "Gatestone"، قال جون هوتالينغ، من ديوان المحامينMurphy & Houghtaling" ، Gauthier" المشهور: إنّ هناك "ثلاث عقبات كبيرة" أمام التحصيل: مبدأ الحصانة السيادية، ونفقات الإثبات، وتحصيل الأحكام.

بعد الاعتراف بعدوى الفيروس، حاولت الصين إقناع العالم بأنّ المرض ليس خطيراً

وظيفة الحصانة السيادية هي القضاء على أية إجراءات، في مهدها، ضد أيّة دولة، يحظر تشريعُ الولايات المتحدة، وبشكل أكثر تحديداً قانون حصانات السيادة الأجنبية لعام 1976، أيَّ إجراء قانوني ضدّ حكومة أجنبية.

يقف جميع خبراء السياسة الخارجية كرجلٍ واحد كلما تعلق الأمر بمهاجمة الحصانة السيادية؛ كلّهم يُشهِرون اليوم حجّة "المعاملة بالمثل": تحظر الحكومات الأخرى الدعاوى القضائية ضدّ أمريكا، لأنّ أمريكا تحظر الدعاوى القضائية ضدّها، سيتعرّض المسؤولين الأمريكيون للمضايقة، هكذا تقول هذه الحكومات، إذا حَرَمت واشنطن القادةَ الآخرين من الحماية نفسها.

الحكومات التي تتسبب عن عمدٍ في موت ومعاناة ملايين الأبرياء، والتي تؤدي قراراتها إلى تعطيل وتدمير قطاعات كاملة من الاقتصاد، يجب أن تخضع للمساءلة الكاملة، أخلاقياً وقانونياً ومالياً 

أنصار الحصانة السيادية على حقّ، لكنّ الجرائم ضدّ الإنسانية يجب أن تُمثّل حالة استثنائية (مخالفة للقانون)، هذه الجرائم شنيعة لدرجة أنه لا ينبغي منعُ أحدٍ من طلب التعويض.

يمكن اعتبار الطريقة التي نشرت بها بكين فيروس كورونا جريمة ضدّ الإنسانية، قد يكون الانتشار متعمَّداً، أو نتيجة لتهوّر ما، ولكن على أي حال، فقد عرفت القيادة الصينية أنّ أخطاءها ستؤدي إلى وفيات في جميع أنحاء العالم، حتى الآن قتل "COVID-19"، في جميع أنحاء العالم، 3579000 إنسان، من بينهم 596000 أمريكي، بعبارة أخرى؛ ارتكب النظام الصيني عمليات قتل جماعي.

لا لاستفادة  القتلة من الحصانة السيادية

لا ينبغي أن يكون القتلة الجماعيون قادرين على الاستفادة من الحصانة السيادية، لقد حدث، عموماً بعد مفاوضات بين الحكومات، أن تمت إدانة أنظمة سياسية بارتكاب جرائم قتل جماعي؛ ليبيا، على سبيل المثال، عَوَّضت عائلات ضحايا هجوم طائرة "بان آم 103" على قرية لوكربي الأسكتلندية، عام 1988، وفي تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، دفع السودان للولايات المتحدة 335 مليون دولار كتعويض لضحايا أربعة أعمال إرهابية.

اقرأ أيضاً: كيف تقوم الصين بتجنيد مسؤولي الجيش والأمن البريطاني لصالحها؟

علاوة على ذلك؛ فإنّ العقبة التقنية للحصانة السيادية ليست مستعصية: الحزب الشيوعي الصيني (CCP)، الذي يسيطر على الحكومة المركزية الصينية، ليس دولة ذات سيادة، بالتالي، لا يمكن اعتبار الحزب الشيوعي الصيني، وهو أحد الأحزاب السياسية التسعة المصرَّح لها في الصين، حزباً ذا سيادة، بِحكمةٍ شديدة، قدّمت ولاية ميسوري شكوى ضد الحزب الشيوعي الصيني، هذا الذي يصف نفسَه بمنظمةٍ سياسية ثورية.

الحزب الشيوعي لديه أصول؛ فهو لا يسيطر فقط على الحكومة المركزية الصينية، بالتالي على أصولها، لكنّ جيش التحرير الشعبي يقدّم حساباته مباشرة إلى اللجنة العسكرية المركزية للحزب، وليس إلى الدولة، ما يجعل الجيش الصيني عرضةً للخطر في حالة الاستيلاء عليه من قِبل محكمةِ عدل ما.

لمعالجة أيّ احتمال قادم، قدّم اثنان من أعضاء الكونغرس، من ولاية بنسلفانيا، أحدهما ديمقراطي والثاني جمهوري، قانونَ منْع تفشي المرض على الصعيد الدولي مرة أخرى "Never Again International Outbreak Prevention Act"،  والذي يُخوّل عائلات ضحايا "COVID-19" بمقاضاة أيّة دولة "قامت عن قصد بتضليل المجتمع الدولي حول الوباء ".

اقرأ أيضاً: أكثر خطورة من "كورونا".. ماذا تعرف عن فيروس "نيباه" وما علاقة الصين؟

إنّ الاستيلاء على الأصول الصينية من شأنه أن يُرسل إلى بكين رسالة قويّة مفادها أنّ واشنطن لن تتسامح مع قتل الأمريكيين، من الضروري للغاية أن تستأصل إدارةُ بايدن من أذهان القادة الصينيين الفكرة بأنّه يمكنهم نشر فيروس، أو أيّ كائن مُمْرض آخر، دون خوفٍ من تعرّضهم لأيّة ردود ثأرية.

لا بدّ من أن نتذكر ما هو على المحك؛ ففي مختبراتهم، يعمل الباحثون الصينيون على مسبِّبات أمراض أخرى، أكثر فتكاً بكثير من "SARS-CoV-2"، بما في ذلك تلك التي من شأنها أن تترك الصينيين سالمين بلا أذى، والتي يمكن أن تُضعف أو تقتل كلّ باقي العالم، بالتالي؛ فإنّ المرض القادم من الصين يمكن أن يجعل الصين المجتمع الوحيد القابل للحياة في العالم. بلد "قاتل الحضارات" بطريقة ما.

مصدر الترجمة عن الفرنسية:

fr.gatestoneinstitute.org



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية