هل نجحت سياسة التصعيد الإيراني في استدراج أمريكا إلى طاولة الحوار؟

هل نجحت سياسة التصعيد الإيراني في استدراج أمريكا إلى طاولة الحوار؟


21/02/2021

توحي التطوّرات الأخيرة في الملف النووي الإيراني بطاولة حوار وشيكة بين الولايات المتحدة الأمريكية، في ظل الإدارة الجديدة، وبين إيران، لبحث عودة أمريكا للانخراط في الاتفاق من جديد، في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة ضغوطاً من حلفائها لضمان الحصول على أكثر ضمانات ممكنة من طهران، كنوع من تخفيف جرعة السم.

اقرأ أيضاً: هل لرفع العقوبات عن إيران أثر علينا؟

ولا يرغب حلفاء الولايات المتحدة، سواء في إسرائيل أو في دول الخليج، بعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق، في ظل عدم الثقة في نوايا طهران أو التزامها بالاتفاق، فضلاً عن عبثها في المنطقة وأذرعها الممتدة في دول عدة، وتهديد دول أخرى.

غير أنّ تلك الخطوة إذا حدثت، فلن تكون بالمفاجئة، فقد أعلن بايدن قبل وصوله إلى الرئاسة عن نيته العودة إلى الاتفاق إذا قدّمت إيران الضمانات اللازمة، في وقت حاولت فيه إيران استغلال ذلك، ليس بمزيد من المداهنة، ولكن بمزيد من التهديدات، والإشارة إلى تحسّن في قدراتها النووية، في محاولة لدفع واشنطن للعودة إلى الاتفاق، لرفع العقوبات، وإنقاذ الاقتصاد الإيراني المتأزم.

ويبدو أنّ سياسة طهران في "التصعيد الأقصى" في مواجهة "العقوبات القصوى" نجحت في التعجيل بإجراءات العودة إلى الاتفاق، فقد أعلنت واشنطن قبل أيام عن موافقتها على حضور نقاش يقيمه الاتحاد الأوروبي حول الملف النووي الإيراني، ما عُدّ تمهيداً لإعادة الانخراط في الاتفاق.

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس: إنّ الولايات المتحدة تقبل دعوة من الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي لحضور اجتماع لمجموعة (5 + 1)

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس: إنّ "الولايات المتحدة تقبل دعوة من الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي لحضور اجتماع لمجموعة 5 + 1 (الولايات المتحدة وألمانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا) وإيران، للبحث في الطريقة المثلى للمضي قُدماً بشأن برنامج إيران النووي".

وأخبرت الولايات المتحدة الأمم المتحدة بتخليها عن الطلب الذي قدّمته الإدارة الأمريكية السابقة بتطبيق العقوبات القصوى على طهران.

ويسعى الأوروبيون لتحقيق التوافق بين الولايات المتحدة وإيران في أسرع وقت ممكن، لإنقاذ الاتفاق الذي انخرطوا فيه منذ العام 2015.

ويقول رئيس قسم الأمن الأوروبي في معهد أوروبا، التابع لأكاديمية العلوم الروسية، دميتري دانيلوف لـ "غازيتارو": إنّ الطرفين (الولايات المتحدة وإيران) يحتاجان، في البداية على الأقل، إلى بدء عملية التفاوض، التي تراجعت إلى الصفر، مثلها مثل العلاقات بين البلدين بشكل عام، وهذا هو الاتجاه الذي تتحرّك فيه إدارة جو بايدن الآن.

ويضيف، بحسب ما نقله موقع "روسيا اليوم": بطريقة أو بأخرى، تمكنت طهران من رفع الرهان وتقوية مواقعها التفاوضية، الأمر الذي قد لا تقتصر فائدته على موضوع رفع العقوبات.

أمّا إيران، فقد نفّذت بالفعل أحد تهديداتها بتخفيف تواجد مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مواقعها النووية بداية من 23 شباط (فبراير) الجاري، بسبب عدم رفع العقوبات الأمريكية عن طهران حتى الآن.

 

باحث: لا أستبعد أن يحمل غروسي رسالة خاصة من الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن تطمئن إيران فيما يخصّ المفاوضات المرتقبة حول العودة إلى الاتفاق النووي

 

وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي: إنّ عمل طهران بالبروتوكول الإضافي سيتوقف يوم الثلاثاء المقبل، ومباحثاتنا مع مدير الوكالة الدولية بعد ذلك هي التعاون وتفتيش منشآتنا النووية، وفق معاهدة الحدّ من انتشار الأسلحة النووية"، بحسب ما أورده موقع "روسيا اليوم".

ولفت صالحي إلى أنّ تسريب معلومات سرّية حول نشاط طهران النووي إلى وسائل الإعلام سلوك "غير ناجع"، قائلاً: إنّ تقرير وسائل إعلام غربية عن آثار اليورانيوم في موقعين يرمي لتحقيق أغراض سياسية... اعترضنا لدى الوكالة الدولية رسمياً على تسريب تقارير سرّية حول نشاطنا النووي إلى وسائل الإعلام... ندعو الوكالة الدولية إلى التصرّف بحيادية ومهنية وعدم تسريب تقارير سرّية".

وكانت وكالة "رويترز" قد نشرت أمس تقريراً، عن مصادر لم تُسمّها، يشير إلى عثور مفتشي الطاقة النووية في آب (أغسطس) الماضي على آثار اليورانيوم غير المخصب في موقعين.

يأتي ذلك في وقت بدأ فيه مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية فايال غروسي أمس زيارة إلى طهران تدوم يومين لبحث آخر التطورات.

وأشار غروسي عبر موقع تويتر، قبل ساعات من بدء الزيارة، إلى أنه سيلتقي "مسؤولين إيرانيين بارزين من أجل التوصل الى حل مقبول من الطرفين، متلائم مع القانون الإيراني، لتتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من مواصلة نشاطات التحقق الأساسية في إيران"، وأضاف: "أتطلع قُدماً إلى (تحقيق) نجاح، وذلك يصبّ في مصلحة الجميع"، بحسب موقع "فرانس 24".

اقرأ أيضاً: خامنئي وانتخابات إيران.. "عسكرة الرئاسة" وخريف السلطة

في غضون ذلك، يرى الباحث المتخصص في الشأن الإيراني محمد عبادي أنّ زيارة مدير عام وكالة الطاقة الذريّة إلى إيران تمثل عودة إلى التعامل الجماعي لإدارة الملف الإيراني الشائك، وفي القلب منه قضية الاتفاق النووي، عقب أعوام من قيادة إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لملف إيران بشكل أحادي وحاد.

وأضاف عبادي لـ"حفريات": إنّ زيارة غروسي تمثل ضبطاً لمستوى التصعيد، بعد إعلان إيران نيتها تعليق العمل بالبروتوكول الإضافي الذي يحدّ من قدرة مفتشي الوكالة على مراقبة الأنشطة النووية الإيرانية، ومحاولة لإيجاد آلية أو صيغة مناسبة لاستكمال عمل المفتشين، إذا ما نفذت طهران القرار الذي اتخذته عقب اغتيال عالمها النووي فخري زادة.

وتابع: لا أستبعد أن يحمل غروسي رسالة خاصة من الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، تطمئن إيران فيما يخصّ المفاوضات المرتقبة حول العودة إلى الاتفاق النووي، أو في القضية الأهم والتي تؤرق النظام في طهران، وهي العقوبات التي تضرب الاقتصاد في الصميم.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية