هل ستتحول الاحتجاجات العراقية ضدّ إيران إلى مواجهات عسكرية؟

هل ستتحول الاحتجاجات العراقية ضدّ إيران إلى مواجهات عسكرية؟


22/07/2018

هاجمت الشعارات التي رفعها آلاف العراقيين في مختلف تظاهراتهم، خلال الأسبوعين الماضيين، الأحزاب الدينية الحاكمة في البلاد، وطالبت إيران برفع يدها عن القرار السياسي في العراق، ومغادرته.

آلاف العراقيين يهاجمون الأحزاب الدينية ويطالبون إيران برفع يدها عن القرار السياسي في العراق ومغادرته

وتكررت الشعارات، بحسب شهود عيان، المنددة بالدور الإيراني في مختلف المحافظات التي عاشت موجة الاحتجاج الأخيرة، وهي محافظات يغلب عليها الطابع الشيعي، وكانت مفتوحة بشكل كامل أمام الحضور الإيراني، ما يعني أنّ هذه المطالب ناجمة عن غضب حقيقي من الدور الإيراني؛ اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً.

وتظاهر العشرات، أمس، في ساحة التحرير ببغداد متحدين الإجراءات الأمنية المشددة التي لجأت إليها الحكومة في محاولة لمنع استجابة الشارع بشكل واسع للتظاهرات.

وأفاد مصدر عسكري، بأنّ العشرات من المتظاهرين نصبوا خياماً للاعتصام في منطقة "كرمة علي"، شمال البصرة، في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، تدخلت بعدها قوات مشتركة لفض الاعتصام.

وأوضح المصدر: أنّ "طريقة فضّ الاعتصام والاعتقالات بين صفوف المتظاهرين دفعت العشائر إلى التدخل، وحصل تبادل لإطلاق النار بين الطرفين، ما أدّى إلى إصابة جندي بجروح".

ودعت تنسيقية التظاهرات في مدينة الناصرية، أمس، جميع المحافظات المحتجة، بما فيها بغداد، إلى الاستعداد لمظاهرة موحدة تنطلق اليوم، داعية إلى "إيقاف جميع المطالَب والتأكيد على مطلب واحد فقط هو: إسقاط الفاسدين".

ويعتقد مراقبون محليون أن موجة الاحتجاجات المنددة بإيران والأحزاب المرتبطة بها تصبّ في فائدة الخيار الوطني العراقي، الذي يحث على تخفيف الهيمنة الإيرانية، وإقامة علاقات متوازنة مع مختلف القوى الإقليمية، خاصة العمق العربي.

وأعلنت وزارة الكهرباء في الحكومة العراقية، أول من أمس، أنّ الكويت قررت تزويد محطات الكهرباء المتوقفة في البلاد بالوقود لتشغيلها.

مراقبون يؤكدون أنّ موجة الاحتجاجات المنددة بإيران تصبّ في فائدة الخيار الوطني العراقي

وجاء ذلك في بيان صادر عن المتحدث الرسمي للوزارة، مصعب المدرس، وقال البيان: إنّه "بتوجيه من أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ستباشر وزارة النفط الكويتية بتجهيز وزارة الكهرباء العراقية بالوقود لتشغيل الوحدات التوليدية المتوقفة ودعم الوحدات العاملة".

ويأتي تزويد الكويت للعراق بالوقود، بعد قرار طهران إيقاف العمل بعقد مبرم مع بغداد منذ أعوام، يقضي بتزويدها بـ 1200 ميغاواط من الطاقة الكهربائية، بسبب الاحتياج الداخلي.

وكلف حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي، وزيرَي الكهرباء قاسم الفهداوي والتخطيط سلمان الجميلي، بالتوجه إلى السعودية لتوقيع مذكرة تعاون بمجال الطاقة، لكنّ الوزارة أعلنت بشكل مفاجئ تأجيل زيارة الوفد العراقي إلى السعودية حتى إشعار آخر، وقالت" إنّ "ذلك بسبب عدم اكتمال الملفات التي من المقرر مناقشتها خلال الزيارة".

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، هيذر ناورت، خلال مؤتمر صحافي لها، رداً على سؤال بهذا الخصوص: "نحن ندعم حق الناس في التظاهر السلمي"، مضيفة: "بالطبع، نفهم أن حالات انقطاع الكهرباء ونقص الوقود هي أمور مزعجة بالنسبة إلى الناس".

في سياق متصل، قتل أمس 11 عنصراً من الحرس الثوري، وقوات التعبئة (الباسيج)، وأصيب 8 آخرون في اشتباكات غربي البلاد.

مقتل 11 عنصراً من الحرس الثوري وقوات التعبئة (الباسيج) وإصابة 8 آخرين في اشتباكات على الحدود الإيرانية العراقية

وأفادت وكالة "مهر" للأنباء الإيرانية، بأنّ اشتباكاً وقع بين العسكريين وجماعات إرهابية (لم تسميها).

وأضافت "مهر": "مجموعة مسلحة شنت اعتداءً على نقطة تفتيش في قرية (دري روي) الحدودية مع العراق، ما أسفر عن مقتل 11 عنصراً، وجرح آخرين من كوادر التعبئة والحرس الثوري".

يذكر أنّ الاحتجاجات التي عمّت العراق ترفض التدخل الإيراني، وتطالب بمغادرته، فهل ستتحول تلك الاحتجاجات السلمية إلى مواجهات عسكرية مع قوى إيرانية في أماكن تواجدها، سواء في العراق أو على الحدود المشتركة؟ 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية