هكذا علقت حركة النهضة على محاولة اغتيال قيس سعيد..هل يحاول الإخوان تبرئة أنفسهم؟

هكذا علقت حركة النهضة على محاولة اغتيال قيس سعيد..هل يحاول الإخوان تبرئة أنفسهم؟


25/06/2022

بعد ساعات من الإعلان عن محاولة اغتيال الرئيس التونسي قيس سعيّد الذي يخوض حرباً على جميع الجبهات مع حركة النهضة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في تونس، علّق المتحدّث باسم الحركة عماد الخميري على الخبر باتهام السلطات التونسية بـ"التحرش" بالنهضة منذ قرارات 25 تموز (يوليو) الماضي، استباقاً على ما يبدو لاتهام الحركة بالوقوف خلف الاعتداء.

ونقلت إذاعة "موزاييك" التونسية عن الخميري تحذيره أمس من "الزجّ بمؤسّسات الدولة في الصراع السياسي وتوظيف الأمن والقضاء في الخلافات والمعارك السياسية"، قائلاً: إنّ "الأصل أنّ مؤسّسات الدولة هي مؤسسات محايدة".

علّق المتحدّث باسم الحركة عماد الخميري على الخبر باتهام السلطات التونسية بـ"التحرش" بالنهضة منذ قرارات 25 تموز  الماضي

وعلى الرغم من أنّ الخميري استنكر وأدان "كلّ محاولة للاعتداء على سعيّد"، قال: إنّ السلطات التونسية عجزت عن إيجاد ما يدين النهضة وكشف أنّ قيادات الحركة متورطون في الإرهاب أو الفساد، مؤكداً أنّ "السلطة ستفشل في تحرشها بنا، والنهضة ليس لديها ما يدينها".

وكانت وزارة الداخلية التونسية قد أعلنت أمس إحباط مخطط لاغتيال الرئيس قيس سعيد، مؤكدة وجود معلومات موثوقة ومؤكدة حول هذا المخطط. وقال متحدث باسم الوزارة، خلال مؤتمر صحفي أمس: إنّ المعلومات أظهرت وجود تهديدات خطيرة على حياة رئيس الجمهورية وسلامته، مضيفاً أنّ أطرافاً داخلية وخارجية متورطة.

ويأتي الإعلان عن محاولة اغتيال سعيّد في توقيت لافت وبالغ التعقيد، حيث يعكف الرئيس التونسي على مراجعة مسودة دستور ينسف ويقزم كلّ مكتسبات حركة النهضة خلال العشرية الماضية، التي يصفها تونسيون بـ"السوداء".

والدستور هو أحدث جبهات المواجهة بين سعيّد وإخوان تونس، فقد أعلن الرئيس التونسي نهاية آذار (مارس) الماضي حلّ البرلمان، الذي تسيطر عليه الغالبية النهضاوية، بعد (8) أشهر من تعليق أعماله في 25 تموز (يوليو) 2021، ضمن إجراءات استثنائية وصفها خصومه بأنّها "انقلاب على الشرعية"، بينما أكد هو أنّها تصحيح للمسار الثوري.

يأتي الإعلان عن محاولة الاغتيال في توقيت بالغ التعقيد حيث يعكف سعيّد على مراجعة مسودة دستور ينسف كلّ مكتسبات النهضة

واتهم سعيّد نواب المجلس المنحل من حركة النهضة بالسعي لـ"تقسيم البلاد وزرع الفتنة"، قائلاً: "نجوم السماء أقرب إليهم من ذلك، وما يقومون به الآن هو تآمر مفضوح على أمن الدولة".

 استنساخ سيناريو الدم والفوضى

تعليقاً على الإعلان عن مخطط اغتيال سعيّد، حذّر الناطق الرسمي باسم حزب التيار الشعبي، محسن النابتي، في تصريحات لـ"العربية" من أنّ مجرد الشروع في التخطيط لاغتيال الرئيس هو استعداد لإحداث فوضى شاملة واستنساخ سيناريوهات دموية عاشتها وتعيشها أقطار عربية.

ولفت النابتي إلى أنّ العمل الاستباقي الأمني قطع الطريق أمام جماعات الإرهاب والتخريب ورعاتهم لإحداث الفتنة بالبلاد، داعياً "الشعب التونسي لإنجاح الاستحقاقات القادمة، وأهمها الاستفتاء المقرر في 25 تموز (يوليو) المقبل للعبور بالبلاد إلى برّ الأمان".

 ذئب منفرد

في سياق متصل، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية إنّ الوزارة أحبطت، أول من أمس، هجوماً "إرهابياً" استهدف قوات الشرطة، وأوقفت متطرفاً وصفه بـ "ذئب منفرد"، أمام مركز أمني حساس، وقد أصيب (2) من رجال الأمن.

يأتي الكشف عن هذا المخطط بينما تعيش البلاد أزمة اقتصادية وسياسية، وسط استنفار من قبل خصوم سعيد الذي أطلق معركة قانونية ودستورية، ولا سيّما من حركة النهضة.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية