هكذا أنقذ إمام نيجيري مئات المسيحيين من هجوم مسلح

هكذا أنقذ إمام نيجيري مئات المسيحيين من هجوم مسلح


02/07/2018

خاطر إمام في نيجيريا بحياته منقذاً مئات المسيحيين اليائسين المرتعبين الفارين من مسلحين مسلمين باتجاه قريته أول من أمس.

وكانت الأسر تهرب من قرية مجاورة، تعيش فيها أغلبية مسيحية، بحسب ما روت دوشيما أبو لـشبكة "بي بي سي".

الإمام خبّأ حوالي 262 رجلاً وامرأة وطفلاً في منزله وفي المسجد

وتقول الأسر إنّها تعرّضت إلى هجوم أول من أمس، من قبل حوالي 300 رجل مسلح تسليحاً جيداً، يشتبه بأنّهم من رعاة الماشية المسلمين، الذين بدأوا في إطلاق النار عشوائياً، وفي إحراق منازلهم.

وجرى بعض من تمكن من الهرب باتجاه القرية المجاورة التي تقطنها أغلبية مسلمة؛ حيث يعيش الإمام، ووصلوا إليها بعد نحو ساعة.

وهب رجل الدين المسلم إلى مساعدتهم في الحال، وخبأ حوالي 262 رجلاً وامرأة وطفلاً في منزله وفي المسجد.

وقال الإمام "أخذت النساء أولاً إلى منزلي الخاص لأخبئهن. ثم أخذت الرجال إلى المسجد".

ولو لم يكن الإمام قد تدخل فربما كان عدد الضحايا قد ارتفع كثيراً؛ لأن المسلحين اقتحموا القرية ذات الأغلبية المسلمة لملاحقة الفارين من القرية المسيحية المجاورة.

لكن الإمام الأعزل رفض الانصياع لطلبهم، ورفض السماح لهم بدخول المسجد كذلك. ثم أخذ يتضرع إلى الرعاة، الذين كانوا يهددون بإحراق المسجد ومنزله.

ثم خرّ ساجداً على الأرض أمام المسلحين، وبدأ يبكي ويصرخ هو وبعض المسلمين من قريته، طالبين من المهاجمين مغادرة المكان.

وترك الرعاة -على غير المتوقع- المكان بالفعل، لكنهم أشعلوا النيران في كنيستين قريبتين.

ساعد الإمام المسيحيين لأنهم قبل 40 عاماً سمحوا للمسلمين ببناء المسجد الموجود حالياً بالمنطقة ومنحوا المسلمين الأرض مجاناً

وقال الإمام فيما بعد لـ "بي بي سي": "إنه أراد مساعدة الفارين إلى قريته من المسيحيين؛ لأن المسيحيين في المنطقة قبل 40 عاماً سمحوا للمسلمين ببناء المسجد الموجود حالياً في المنطقة، ومنحوا المسلمين الأرض مجاناً".

وعبر الناجون عن شعورهم بالامتنان للإمام. وقال زعيم محلي "لم يطلب منا المسلمون مغادرة المسجد منذ أن اختبأنا فيه، حتى وقت أداء الصلاة. وقدموا لنا الطعام، ونحن ممتنون جداً لهم".

وظلّ القرويون تحت رعاية الإمام خمسة أيام، ثم انتقلوا بعد ذلك إلى مخيم للنازحين. ويعيش هناك الآن حوالي 2000 شخص، بينما يعيش بعضهم الآخر مع بعض الإقارب أو الأصدقاء.

وكانت هذه أحدث موجة عنف تشهدها المنطقة الوسطى في نيجيريا حيث تحدث غالباً اشتباكات بين المزارعين والبدو من رعاة الماشية، بسبب الخلافات على الأرض وحقوق الرعي.

كما أنّ المنطقة عرضة أيضاً للتوتر الديني بين الرعاة الذين ينتمون إلى العرق الفلاني، ومعظمهم مسلمون، وبين المزارعين الذين ينحدرون من طائفة البيروم، ومعظمهم مسيحيون.

وقتل مئات الأشخاص في العام 2018، ولا يزال العنف المتبادل مستمراً منذ عدة سنوات.

وأشار تقرير صدر في العام 2016 إلى أنّ الصراع الرعوي كان هو السبب في ارتفاع عدد القتلى هذا العام أكثر من هجمات جماعة بوكو حرام.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية