هذه استراتيجيات الإخوان للتوغل في أمريكا الشمالية

الإخوان واستراتيجية احتكار الإسلام والمسلمين

هذه استراتيجيات الإخوان للتوغل في أمريكا الشمالية


18/01/2024

الإسلام السياسي في أمريكا الشمالية له استراتيجيات تختلف عمّا يتم استخدامه في الشرق الأوسط، وهي ناجحة إلى حد ما، وقد أسهمت في جعله الممثل للأقليات المسلمة، وفي "تكوين الائتلافات" و"الاحتواء" و"التعاون" و"التنسيق" بين كل المنظمات العاملة لتحقيق الأهداف نفسها.

التواجد والتوغل الإسلاموي

بدأ التوغل الإسلاموي في أمريكا الشمالية في النصف الأول من ستينيات القرن الماضي، حين تم تأسيس الرابطة الإسلامية لأمريكا الشمالية (ISNA)، التي تُعتبر فرع جماعة الإخوان، وكانت حلقة الوصل بين الجماعة الأم والتنظيم الدولي والإدارة الأمريكية، خاصة البيت الأبيض والكونغرس الأمريكي.

وبعد قدوم المئات من شباب المسلمين إلى الولايات المتحدة للدراسة، خصوصاً في جامعات غربية كبيرة في ألينويس وإنديانا وميتشيجان، تم تأسيس رابطة شباب المسلمين في عام 1963.

وفي عام 1981 تحولت إلى الرابطة الإسلامية لأمريكا الشمالية "ISNA" التي مولت في حينه من قبل بعض الدول الإسلامية في الشرق الأوسط، ثم دخلت قطر وتركيا على الخط وأصبحتا الممولتين الرئيسيتين.

وتسيطر (إسنا)، بالتعاون مع الأمانة العامة الإسلامية في أمريكا الشمالية، على 50 إلى 80% من المساجد في أمريكا وكندا.   

بدأ التوغل الإسلاموي في أمريكا الشمالية في النصف الأول من ستينيات القرن الماضي

وفي عام 1976 تأسست الجماعة الماليزية للدراسات الإسلامية، وفي عام 1980 تطور اتحاد الطلاب المسلمين ليصبح الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية،(ISNA)  التي تضم جموع المسلمين من المهاجرين والمواطنين، ولتصبح نواة الإسلاميين في أمريكا الشمالية.

وفي عام 1985 تأسست منظمة شباب أمريكا الشمالية كمنظمة مستقلة لها علاقة بالجمعية الإسلامية لشمال أمريكا، وكان عملها يركز على أطفال الجاليات الإسلامية من المهاجرين، وهي من أهم وأكبر المنظمات في أمريكا الشمالية، ولها في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها (28) فرعاً في مختلف الولايات.

تثبيت محاور الحضور السياسي والاجتماعي للإخوان عن طريق نشر بعض أطروحات الإسلام السياسي وعرضها للتداول

وفي كندا تأسس الصندوق الدولي لإغاثة المنكوبين والمحتاجين (IRFAN)، وهي واحدة من تنظيمات الإخوان، إضافة إلى الإغاثة الإسلامية الكندية، والرابطة الإسلامية الكندية، والمجلس الوطني للمسلمين الكنديين، المعروف سابقاً باسمCAIR CAN. CAIR CAN ، وفقاً لوزارة الخارجية الأمريكية والعديد من المصادر الأخرى.

استراتيجيات التواجد

تؤكد وثيقة وجدت في منزل يوسف ندا بعنوان "نحو استراتيجية عالمية للسياسة الإسلامية: منطلقات، وعناصر، ومستلزمات إجرائية، ومهمات" على خطة هيكلة النمو الوظيفي لعناصر الجماعة داخل الأقليات، وهم الموظفون من أجل التجنيد والاستقطاب، أو الموظفون من أجل الحضور السياسي والاجتماعي، والمختصون في الرصد... إلخ، ووضعت درجات لأهمية هذه التخصصات، ثم الأولويات فيما بينها.

كما تحدثت عن تثبيت محاور الحضور السياسي والاجتماعي عن طريق نشر بعض أطروحات الإسلام السياسي وعرضها للتداول، والاتصال بالقوى والأطراف الأخرى للتنسيق في بعض الأمور، والتغلغل في رئة الأقليات، على سبيل المثال عن طريق حركة منظمات حقوق الإنسان، واستغلالها للالتقاء مع آخرين وتوطيد العلاقة معهم.

 يوسف ندا

أمّا الوثيقة الثانية، فهي بعنوان: "الاستراتيجية المالية لجماعة الإخوان"، وقد نشرها البوليس الفيدرالي الأمريكي، وتتضمن: تجنب التحالفات المفتوحة مع المنظمات الإرهابية المعروفة والأفراد للحفاظ على مظهر "الاعتدال"، والتسلل والاستيلاء على المنظمات الإسلامية القائمة لإعادة تنظيمها مع الأهداف الجماعية للإخوان، واستخدام الخداع لإخفاء الأهداف المقصودة، وإنشاء شبكات مالية لتمويل أعمال التحول في الغرب.

كما تتضمن وضع نظام رقابي لمراقبة وسائل الإعلام الغربية لتحذير المسلمين من "مؤامرات دولية تحرض عليهم"، وتنمية مجتمع فكري إسلامي (إخواني)، بما في ذلك إنشاء مجموعات فكرية ومجموعات مناصرة، ونشر دراسات "أكاديمية" لإضفاء الشرعية على المواقف الإخوانية وتأريخ تاريخ الحركات الإسلامية، وبناء شبكات اجتماعية واسعة النطاق من المدارس والمستشفيات والمنظمات الخيرية المكرسة للمثل الإسلامية (الإخوانية)، بحيث يكون التواصل مع الحركة من أجل المسلمين في الغرب مستمراً.

جماعة الإخوان تُشرك المسلمين الملتزمين إيديولوجياً في المؤسسات المنتخبة ديمقراطياً على جميع المستويات في الغرب وأمريكا

وتؤكد الوثيقة على إشراك المسلمين الملتزمين إيديولوجياً في المؤسسات المنتخبة ديمقراطياً على جميع المستويات في الغرب وأمريكا، بما في ذلك الحكومة والمنظمات غير الحكومية والمنظمات الخاصة والنقابات العمالية، واستخدام المؤسسات الغربية القائمة بشكل فعال حتى يمكن تحويلها ووضعها في خدمة الإسلام، وإقامة تحالفات مع المنظمات الغربية "التقدمية" التي تشترك في الأهداف نفسها.

وتنتقل الوثائق إلى "الوصول لمرحلة التثبيت في أمريكا الشمالية" عن طرق مستويين:

من خلال طرح الفكرة، وجعل امتداد دولي يدعمها ويقوّيها من ناحية، ويتم تحقيق عالمية الهمّ الإسلامي في الداخل ووحدة المصير مع الآخرين من ناحية أخرى، وتقديم أطروحات مناسبة، وإضافة مجموعة من الأعمال في هذا الصدد، والثاني المستوى الذي تختص به منظمات إعلامية وحقوقية واجتماعية، وبلورة الصورة الممكنة في ذلك وفق طبيعة المجتمعات، وربط مسألة الحقوق والحريات بالمفاهيم الإسلامية، ومخاطبة الأقليات بالمصطلحات الإسلامية، وتحرير مناطق النزاع والاختلاف مع المصطلحات الأخرى، ثم بلورة الإطار العام للتحرك، وفق الظروف المحيطة والقدرات الممكنة والمأموريات المقررة في الاستراتيجية والخطة الممكنة، وكانت الأسس: البدء بالمتعاونين مع التنظيم الإخواني، والحرص على الإعلاميين والعناصر النشطة وأصحاب العلاقات العامة والفكر في جميع النواحي، والتركيز على المحبين للإسلام نساًء ورجالاً وتأطيرهم في عمل جماعي عبر هيئات وأشكال رسمية لتحقيق الأهداف.

يقول الكاتب الصحفي المقيم في كندا سعيد شعيب في تصريح خاص لـ"حفريات": إنّ الإخوان المسلمين في أمريكا الشمالية متوغلون في المؤسسات والمجتمعات، لأنّهم يعملون منذ أكثر من (50) عاماً، وقد فهموا تدريجياً طبيعة الغرب، وهو العمل من خلال المؤسسات وليس الأفراد.

ويضيف شعيب: إنّ الإخوان نتيجة عملهم الدؤوب احتكروا تمثيل الإسلام والمسلمين، ومن ثم احتكار المجال العام، والنفاذ بالأساليب التي تم شرحها للتأثير في صناعة القرار في أمريكا الشمالية. فالحكومات في أمريكا الشمالية تتعامل معهم باعتبارهم الوسيط بينها وبين المسلمين، ويستثمرون الشعور بالذنب تجاه الأقليات في الغرب بسبب التاريخ الاستعماري، خاصة في أمريكا الشمالية، ومن ثم استطاعوا الحصول على مكاسب ضخمة أهمها على الإطلاق اختراع "الإسلاموفوبيا"، وهو ما يمنع نقد إيديولوجيتهم.

الأهم فيما سبق أنّ الإخوان نجحوا في احتكار تمثيل الأقليات المسلمة، والتحدث باسمهم، ممّا جعل أيّ نقد يوجه للجماعة فهو بالتالي يوجه للإسلام ذاته، وهذا جزء من استراتيجية كبيرة للتواجد.

 

الصفحة الرئيسية