هجوم ريدينغ الإرهابي يكشف الخطر الداهم للإخوان والمتشددين الليبيين في بريطانيا‎

هجوم ريدينغ الإرهابي يكشف الخطر الداهم للإخوان والمتشددين الليبيين في بريطانيا‎


23/06/2020

أكدت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية في مقال تحليلي مطول، أن توقيف اللاجئ الليبي، خيري سعد الله، في بريطانيا، بعد تورطه في حادث طعن بمدينة رينيدغ، مؤخرا، يطرح عددًا من الأسئلة حول العلاقة التي توصف بـ”المعقدة” والشائكة بين بريطانيا ومتشددين ليبيين، علما أن خيري سعد الله، البالغ 25 عاما، ثبت موالاته وتبعيته لحكومة الوفاق الليبية، برئاسة فايز السراج، بدعم من تركيا، وأن حكومة  الوفاق الليبية بالتعاون مع تركيا تقوم باستقدام ارهابيين سوريين وتمنحهم وعوداً بأن كل من يقاتل ضد حفتر 30 يوماً يتم تسهيل دخوله لأوروبا عبر إيطاليا.

بريطانيا تحتضن متشددين ليبيين

وأشارت ذات الصحيفة الى أن بريطانيا منحت حق اللجوء لعدد من المتشددين، بعدما جرى اتهام الزعيم لليبي الراحل، معمر القذافي، بسحق المتمردين على سلطته في 2011،  أو حتى قبل ذلك، فيما كان رئيس الوزراء البريطاني، توني بلير، قد أجرى مفاوضات مع “العقيد”.

وأضافت أنه حينما وصل ديفيد كاميرون إلى رئاسة الوزراء في بريطانيا، دعم الجماعات الساعية إلى إطاحة القذافي، فتم السماح بسفر المئات من المهاجرين الليبيين ببريطانيا حتى يشاركوا في الحرب الأهلية الدائرة بوطنهم الأم.

وأضافت “ذا تايمز” أن من بين هؤلاء الذين غادروا يوجدُ أعضاء في الجمعية الإسلامية الليبية للقتال، وعدد منهم استقروا في مدينة مانشستر البريطانية بعد الهروب من نظام القذافي، مشيرة الى أن المدعو  “أبو أنس الليبي” يعد من أوائل عناصر الجماعة الذين وصلوا إلى بريطانيا، وتمكن من الحصول على حق اللجوء في تسعينيات القرن الماضي.

وتابعت أنه في سنة 1998، تم إدراج أبي أنس الليبي على قائمة أكثر الأشخاص المطلوبين من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي، بعدما جرى الاشتباه في تورطه في هجوم تنظيم القاعدة على سفارات أميركية في شرقي إفريقيا، لكنه لاذ بالفرار قبل قدوم عناصر الشرطة البريطانية إلى بيته في منطقة “شاتهام هيل”، وتمكن المحققون من العثور على كتاب يشرح فكر القاعدة ويقدم صورة عن تدريباتها والأهداف التي تضعها نصب العين في البلدان الغربية.

وأكدت الصحيفة البريطانية أن مصادر تشير الى أن قوات أميركية تمكنت من اعتقال أبي أنس الليبي في العاصمة طرابلس، سنة 2013، لكنه توفي من جراء مرض السرطان قبل بدء محاكمته في نيويورك سنة 2015، مضيفة أنه في سنة 2004، قاد توني بلير جهودا لإدماج القذافي في المجتمع الدولي، وقام جهاز المخابرات البريطاني “إم آي سكس” بإبلاغ وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بمكان وجود زعيم الجماعة الإسلامية الليبية للقتال، عبد الحكيم بلحاج، في تايلاند.

وأضافت “ذا تايمز” أن عناصر من الاستخبارات الأميركية اعتقلوا بلحاج بشكل سري من بانكوك، ثم نقلوه إلى طرابلس حيث اعتقل إلى جانب زوجته، ويقال إنهما تعرضا للتعذيب. وعقب سقوط القذافي، بدأ بلحاج ملاحقة قانونية ضد بريطانيا حتى يدفع الحكومة، بما في ذلك وزير الخارجية السابق، جاك ستراو، إلى تقديم اعتذار.

وأبرزت أن لندن وافقت على دفع تعويض قدره نصف مليون جنيه إسترليني لعقيلته، فاطمة بوشار. وفي الوقت الحالي، أضحى بلحاج عنصرا فاعلا في الأزمة الليبية. وفي حالة ثانية، عاد مقاتل آخر من الجماعة الإسلامية الليبية للقتال، إلى مدينة مانشستر مع عائلته، ويتعلق الأمر برمضان عبيدي الذي التحق ابناه سلمان وهاشم بتنظيم داعش الإرهابي.

وخطط الابنان لتنفيذ هجوم إرهابي في المدينة التي يعرفانها بشكل جيد جدا، وفي ماي 2017، قام سلمان، 22 سنة، بتفجير قنبلة انتحارية ضخمة وسط الحشود خلال حفل فني بمدينة مانشستر.

وأسفر الهجوم عن مقتل 22 شخصا وإصابة أكثر من 800. وفي شهر مارس من العام الحالي، استدعى القضاء البريطاني الابن الآخر، هاشم عبدي، للتحقيق بشأن جرائم قتل، بعد ترحيله من ليبيا. ولم يجر الاستماع إليه حتى الآن بسبب أزمة كورونا.

التذرع بحقوق الانسان كلف الشيء الكثير

يؤكد مدافعون عن حقوق الإنسان، أ ن هؤلاء المتشددين دخلوا إلى بريطانيا، فرارا من بلدان كانوا معرضين فيها للاضطهاد أو التعذيب على أيدي السلطات، وبالتالي، زاعمين أن قرار استقبالهم لم يكن خطأ من حيث المبدأ.

وأشار الى أن الخطأ المرتكب في هذا الصدد، “هو عدم مواكبة ومراقبة هؤلاء المتشددين على نحو حثيث، قبل أن ينضموا إلى جماعات إرهابية أو أن يترجموا قناعاتهم المتشددة إلى هجمات دامية، لاسيما أن شكوكا استخباراتية كانت تحوم حول عدد منهم.

واعتبر منتقدو السلطات البريطانية، أن ” لندن تساهلت مع هؤلاء المتشددين، وهو ما أدى إلى إزهاق أرواح كثيرة، تحت ذريعة تقديم الحماية لأشخاص فروا من الحكومات إلى الخارج وصوروا أنفسهم بمثابة معارضين ونشطاء، بينما يقول الواقع إنهم غير ذلك، لأنهم لم يمارسوا العمل السياسي يوما، بل تحركوا في إطار تنظيمات متشددة تحض على الكراهية والعنف”.

دراسة…الاخوان المسلمون الخطر الداهم في بريطانيا

في سنة 2015، كشفت دراسة قيمة أعدها “ورينزو فيدينو”، الباحث المتخصص في شؤون الإخوان المسلمين، أن التنظيم يمتلك روابط ملتبسة بمجموعات متشددة في الشرق الأوسط وخارجه، وإن الانتماء إليه مؤشر قوي على الاتجاه نحو التطرف”.

وأشارت ذات الدراسة الى أن  ” بريطانيا، ومعها الدول الغربية، تعيش حالة قلق كبيرة من تأثيرات الحركات الإسلامية المستوطنة في أوروبا بالدرجة الأولى والمتهمة بأنها المسؤولة بشكل مباشر أو غير مباشر عن تصاعد ظاهرة الإرهاب في الدول نفسها أو بنسخته الذاهبة إلى ساحات القتال في سوريا والعراق”.

كما أظهرت ذات الدراسة أنه “طوال 20 شهرا منذ بدء تحقيق أجراه السير جون جينكينز سفير بريطانيا السابق في الرياض للتدقيق في أنشطة التنظيم في بريطانيا والأيديولوجيا التي يروجها بين أعضائه، كانت التكهنات حول مستقبل الفرع الدولي للتنظيم الذي يتخذ من لندن مقرا له قائمة، وظلت قياداته في العاصمة البريطانية على الدوام موضع اتهام.

كما شددت على أن “الانتماء إلى الجماعة السياسية أو الارتباط بها ينبغي اعتباره مؤشرا محتملا على التطرف”، مشيرة الى أنه “وبعد إعلانها تنظيما إرهابيا في مصر والسعودية والإمارات، كثفت جماعة الإخوان المسلمين من حضورها في العاصمة البريطانية لندن حيث يقع مقرها الرئيسي في شارع كريكل وود شمالي المدينة، ويتم الإشراف من خلاله على مواقع إخبارية ومكاتب علاقات عامة ومئات الجمعيات الخيرية التي تعمل على جمع دعم مالي كبير في شكل تبرعات لحساب أفرع التنظيم في الشرق الأوسط وتنظيمات متشددة حليفة له”.

وهمت هذه الدراسة التي أعدتها الحكومة البريطانية، تسليط الضوء على فلسفة الإخوان المسلمين ونشاطاتهم وأثرهم وتأثيرهم على المصالح القومية للمملكة المتحدة في الداخل والخارج.

وطلبت الحكومة البريطانية إعداد التقرير  والدراسة سنة 2015، بعدما تولد لديها اليقين انطلاقا من تقارير الأجهزة الأمنية التي حذرت من هجرة واسعة لقيادات الجماعة إلى بريطانيا، واتخاذها قاعدة انطلاق لممارسة نشاط في المنطقة العربية”.

عن "الدار"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية