نيوزويك: لا لضبط النفس حيال إيران

نيوزويك: لا لضبط النفس حيال إيران

نيوزويك: لا لضبط النفس حيال إيران


31/01/2023

زياد الأشقر

تتعرض قوات التحالف الدولي في سوريا لهجمات دورية من قوات مدعومة من إيران. ويشكل ذلك تناقضاً صارخاً مع الهجمات المتكررة لإسرائيل على المجموعات الإيرانية في سوريا التي تلتزم عدم الرد.

وفي مثال حديث، استهدف صاروخان قوات التحالف في حقل كونكو النفطي في شمال شرق سوريا في 4 يناير (كانون الثاني). وعلى رغم أن أي جهة لم تعلن مسؤوليتها، فإن الميليشيات الشريكة لإيران تشن هجمات من المنطقة التي انطلق منها الصاروخان. وفي 20 يناير، استهدفت ثلاث مسيرات الكتيبة الأمريكية في قاعدة التنف بسوريا، التي تعتبر هدفاً منتظماً لهجمات مدعومة من إيران. في ذلك الهجوم، تم إسقاط مسيرتين بينما تسببت المسيرة الثالثة بجرح عنصرين من الجيش السوري الحر الشريك للولايات المتحدة. وكان الرد الأميركي شبه صمت محير في أرض المعركة.

80 هجوماً

وتقول مجلة "نيوزيوك" الأمريكية إن الولايت المتحدة لم تنتهِ تماماً من الحرب في الشرق الأوسط. وهذان الهجومان ليسا حدثين معزولين. ومنذ تولي الرئيس جو بايدن منصبه قبل عامين، تعرضت القوات الأمريكية أو الجهات المتعاقدة معها لـ80 هجوماً مدعوماً من إيران في العراق وسوريا، وأطلقت عليها 230 قذيفة، من بينها 170 صاروخاً و60 مسيرة. وهناك 56 هجوماً تضمنت إطلاق 170 صاروخاً في العراق. وأطلقت المجموعات المرتبطة بإيران 65 صاروخاً في 24 هجوماً استهدفت القوة الأميركية الأصغر التي تضم 900 جندي في سوريا.

ومع ذلك، فإن إدارة بايدن أطلقت فقط ثلاث جولات من الغارات الانتقامية ضد الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا.
وأمر بايدن بأول استخدام للقوة العسكرية في 25 فبراير(شباط) 2021، بعدما قتل متعاقد غير أمريكي وأصيب جندي بجروح في العراق. كما أجاز بايدن أيضاً شن غارات جوية في 27 يونيو (حزيران) 2021، بعد هجمات بمسيرات على القوات الأمريكية في العراق.

وشنت إدارة بايدن آخر ضربات جوية بعد تسعة أيام من هجوم وقع في 15 أغسطس (آب) على القوات الأمريكية في سوريا. وبعدما ردت المجموعات المرتبطة بإيران فوراً على الغارات، مما أسفر عن جرح جنود أمريكيين، فإن الولايات المتحدة شنت جولة من الغارات الإنتقامية.

في الواقع، أن الردود الأمريكية المتقطعة والمحدودة قد أدت إلى مزيد من الاعتداءات. وبعد كل غارة أمريكية، كانت المجموعات المدعومة من إيران تستأنف مهاجمة القوات الأمريكية. وشنت هذه المجموعات على الأقل 14 هجوماً على القوات الأمريكية والمتعاقدين معها في الأشهر الثلاثة الأولى من كل غارة من الغارتين الأوليين اللتين شنتهما إدارة بايدن.

حملة بين الحروب 

ومقارنة بكيفية تعامل إسرائيل مع إيران، يتبين أنه في السنوات الثماني الأخيرة، شنت إسرائيل "حملة ما بين الحروب" في سوريا بهدف تقويض وعرقلة التمركز الإيراني على حدودها الشمالية. وتستهدف الغارات الإسرائيلية بإنتظام القوات الإيرانية والميليشيات ومواقع الإمداد بهدف محدد وهو الحؤول دون نقل الصواريخ الدقيقة إلى حزب الله في لبنان. وفي العامين الأخيرين-في الفترة نفسها التي تعرضت فيها القوات الأمريكية لـ80 هجوماً وردت بثلاث هجمات فقط- فإن إسرائيل شنت على الأقل 88 غارة على سوريا وتعرضت فقط لثلاث هجمات من سوريا. ومؤخراً تبنت إسرائيل "مبدأ الأخطبوط" عندما كان نفتالي بينيت رئيساً للوزراء، وذلك بإستهداف رأس الأخطبوط –إيران- عوض مخالبه- أي الميليشيات.
 

وفي مقارنة بين الهجمات على القوات الأمريكية من قبل إيران وتلك التي تعرضت لها إيران من إسرائيل، يتضح أن العدوان الإيراني سيستمر في حال عدم مواجهته بعمل عسكري أمريكي قوي. إن ضبط النفس غير الضروري لم يغير في حسابات إيران. لقد حان الوقت لإدارة بايدن كي تصعد الضغط على النظام الإيراني من طريق رد الضربات.

عن موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية